إسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي قبل أن أبدأ كﻻمي معكم * . أنا وليد ولدت في مكان لم يكن لﻷحياء نعم بالفعل
《 مكان يسكنه اﻷموات فقط 》
ولدت في دار لم أسمع صوت لسكانها مع انها يسكنها بشر ولكنهم أموات
لم أكن أعرف أنني سوف أزاحم اﻷموات في مسكنهم وأقلق راحتهم ببكائي وصراخي ••°°
كنت صغير أرضع من ثدي أمي وأنظر حولي ﻻ أجد أحدا أحاكيه او أضحك له *
لكن كان كل من حولي ومن بجواري أموات فقط ■
لقد عشت وكبرت مع اﻷموات
كانت لعبتي حفنه من التراب
وأكلتي كانت الفطير والبلح والشوريك
عرفت كلمة ( اللحد ؛؛ والمشهد ؛؛ والنعش )
بدﻻمن أن أتعلم أسماء الطيور واﻷلوان
دائما كنت أدعوا لﻷموات
وﻻ أعرف بماذا يدعون لﻷحياء
كنت أمسك الفأس كي أحفر المقابر وابني بيوتا لﻷموات
قبل أن أبني بيتا ﻷسرتي نحن اﻷحياء
أول ما شميت شميت رائحة الموت والموتي
وكنت أسقي الزهور زهور 《 الصبار 》وفقط وهذه هي الزهره الوحيده التي عرفتها في المقابر ■
بجوار اﻷموات ﻷنها الزهره الوحيده التي تتحمل العطش وحرارة الجو
ففي طفولتي كنت أتخيل أن كل البشر يحيون حياة مثل حياتنا انا واهلي ذلك ﻷني لم أري حياة غيرها فﻻ أجد ما أقارنه بحياتنا ●
لم أجد حضن دافئ مثل حضن اﻷموات فهم من إحتضنوني انا وإخوتي وآاوني في بيتهم بجوارهم منذ وﻻدتنا
تعلمت في مسكني هذا الصمت ولم اتعلم الكﻻم إﻻ بالدمع والنحيب والصراخ ( هكذا كان يفعل كل من يأتي الينا ليدفن موتاه )
لقد بت أفقد إحساسي بالجمال اصبحت ﻻ اعرف له معني ﻷني لم أراه من قبل ••••°°°
لقد إمتزجت دموعي بضحكاتي
صدقوني لوقولت لكم اني كنت احس بهدهدتي في مهدي بأيادي اﻷموات
عشت وتعايشت وتأقلمت ورضيت
ولكن ﻻتنسوا أن من يكتب لكم اﻵن قصة أوجاعه وآﻻمه وعذابه
هو إنسان مثلكم هو أنا وأحيا علي أرض مصر بلدي كما هي بلدكم
أنا إنسان يطالب بأبسط حقوق اﻹنسانيه
《عايز أعيش في مكان يسكنه اﻷحياء 》
البشر ؛؛ الناس ؛؛ الجيران اﻷحياء
رسالتي هذه أرسلها إلي كل مسئول في بلدنا الحبيبه أم الدنيا
يا أم الدنيا ما عندكيش مكان ﻹبنك يقدر يعيش فيه حياه طبيعيه وسط البشر اﻷحياء ؟!!¿
بحبك يا بلدي وأتمني أن يحيا كل مواطن فيكي حياة طيبه و في عيشة رغده
يحلق في سمائك ويرفع علمك عاليا ويهتف بإسمك
تحيا مصر -- تحيا مصر --تحيا مصر
{ معذرة قرائي اﻷعزاء سامحوني
إنها الحقيقه وانه الواقع المرير الذي يعيشه
شريحه من مجتمعنا }
من الواجب علينا أﻻ نكون في عزلة عن هؤﻻء
وﻻبد من ان نشعر بهم وبإحساسهم ونتحدث عن عذابهم وفقدانهم ﻵدميتهم **
◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇
كاتبتكم المحبه لكم علي الدوام
( أستاذه زينب محمد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق