لشيءٍ هنا بلْبــلٌ يمْضغُ الصّمْتَ لحْناً
ويمضي بمأساتنا كالجواري فصيحَ السّكوتِ
ودفءُ التآخي يعيدُ برعْشاتِ ظلّي حنايا الشطوطِ
ونسْيانكمْ لبـْـوةٌ في اشتهاءٍ تدورُ...
على مقْلةٍ منْتهاها تخومَ القنوطِ
إذا أسْبغتْ أضْلعَ الحرْبِ غلَّ الصّراعِ
أتكفي طقوسُ الرّثاءِ؟..
وقيثارةُ الموت في عرْشها شهْقةُ الأمّهاتِ
بلا أبْجديّاتٍ تزيحُ العويلَ المندّى بملْح الفراقِ
غلالُ الأراضي قبورٌ بأنفاسها أمّهاتُ المعاني
وأرضي تصلّي كعصفورةٍ فوقَ سجّادةٍ من خيوطِ الدّماءِ
شظايا الضلوع الّتي تمْلأُ الأرْضِ كالبرتقالِ
كحبّاتِ هالٍ توشّي غدي أشْعةً للقدوم
وزهرُ الرّوابي أناجيلُ عشقِ الفدائي
على مهلها سوف تمتصُّ روحّ الشّهيدِ
ولم يضْطربْ قلْبها من حروفِ الدّم اللاهباتِ السّنا
أحاطتْ على إصْبع العنْفوانِ الخواتمَ كنـْـزاً
يمدُّ ابتساماتِ ثغرّ الفداء
وجذر النّعاس الموارى بمرآة نجمِ الهبوبِ
ولاحَ الدّجى كالرّضيعِ الّذي أقْلــقَ الأفـْـقَ في مائجاتِ البكاءِ
و أفْيــاءُ جرْحٍ على مغْزلِ الوقْتِ مدّتْ دخانَ العويلِ
فهلْ عنْفوانُ الشّفاءِ علينا ؟
لتا نخلةِ المجدِ ترْخي سناها قميْصٍاً
أتاها شعاعاً على مغزل البنْدقيةِ
فكانَ النّهار
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرزاق عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق