⏪⏬
أمل دنقل الشاعر أمل دنقل هو شاعر مصري شهير، ولد أمل دنقل في قرية القلعة في الصعيد من أسرة صعيدية عام 1940م، اسمه محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، كان والده عالمًا من علماء الجامع الأزهر الشريف في مصر، فكان لوالده تأثير كبير على
شخصية أمل دنقل وشعره، وقد انتقل أمل دنقل كثيرًا حياته، فمن الصعيد إلى القاهرة حيث التحق بكلية الآداب ولكنَّه ترك دراسته من أجل العمل، وقد عمل أمل دنقل موظفًا في محكمة قنا وفي جمارك السويس الإسكندرية، ثمَّ عمل موظفًا في منظمة التضامن الأفروآسيوي، وقد كان الشاعر أمل دنقل من الشعراء الذين عاصروا أحلام العروبة العربية، وشهد نكسة حزيران عام 1967م وعبَّر عنها في مجموعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث ".
وبعد أن شاهد أمل دنقل النصر بأم عينيه وشاهد أيضًا ضياع هذا النصر في حرب أكتوبر، وقف في وجه معاهدة السلام وكتب فيها قصيدة "لا تصالح"، وتحدَّث أيضًا عن أحداث يناير عام 1977م في مجموعته "العهد الآتي"، وفي أواخر سنوات حياته أصيب أمل دنقل بالسرطان وقاسى منه أشد أنواع العذاب مدَّة ثلاث سنوات، وفي هذه السنوات العصيبة من حياته استوحى من الألم مجموعته الشعرية "أوراق الغرفة 8"، الغرفة 8 هي الغرفة التي عاش فيها أواخر سنوات عمره في المعهد القومي للأورام، قبل أن يرحل أمل دنقل عن هذه الحياة في يوم السبت في الواحد والعشرين من مايو عام 1983م، تاركًا وراءه نتاجًا شعريًا خالدًا.[٢] أجمل ما كتب أمل دنقل الشاعر المصري أمل دنقل الذي استطاع أن يستوحي قصائده من التراث العربي العريق ليسكبها في قالب حداثيٍّ، فلم يتأثر بالميثولوجيا الغربية التي كانت انتشرت في البلاد العربية في أواسط القرن العشرين، فكتب أمل دنقل معبرًا عمَّا في ذاته من مشاعر انعكست من واقع الأمة العربية في تلك الفترة، وفيما يأتي أجمل ما كتب أمل دنقل.
من أجمل ما كتب الشاعر أمل دنقل:
⏪ أيتها العرافة المقدَّسةْ جئتُ إليك مثخنًا بالطعنات والدماءْ أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسةْ منكسر السيف، مغبرَّ الجبين والأعضاءْ أسأل يا زرقاءْ عن فمكِ الياقوتِ، عن نبوءة العذراءْ عن ساعدي المقطوع، وهو ما يزال ممسكًا بالراية المنكَّسة عن صور الأطفال في الخوذات ملقاةً على الصحراءْ عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماءْ فيثقب الرصاصُ رأسَه في لحظة الملامسة! عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماءْ! أسأل يا زرقاءْ عن وقفتي العزلاء بين السيف والجدارْ عن صرخة المرأة بين السَّبي والفرارْ؟ كيف حملتُ العار ثم مشيتُ؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟ ودون أن يسقط لحمي من غبار التربة المدنسة؟ تكلَّمي أيتها النبية المقدسة تكلمي، باللهِ، باللعنةِ، بالشيطانْ لا تغمضي عينيكِ، فالجرذانْ تلعق من دمي حساءَها ولا أردُّها! تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان لا اللَّيل يُخفي عورتي كلا ولا الجدران! ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ولا احتمائي في سحائب الدخانْ تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين، عذبةُ المشاكسة كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي، ونحن في الخنادقْ فنفتح الأزرار في ستراتنا ونسند البنادقْ وحين مات عَطَشًا في الصحَراء المشمسةْ رطَّب باسمك الشفاه اليابسةْ وارتخت العينان فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان؟ والضحكةَ الطروب: ضحكتهُ والوجهُ والغمازتانْ؟ أيتها النبية المقدسةْ لا تسكتي، فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً لكي أنال فضلة الأمانْ قيل ليَ: اخرسْ فخرستُ وعميتُ وائتممتُ بالخصيانْ! ظللتُ في عبيد عبسِ أحرس القطعانْ أجتزُّ صوفَها أردُّ نوقها أنام في حظائر النسيانْ طعاميَ: الكسرةُ والماءُ وبعض الثمرات اليابسةْ وها أنا في ساعة الطعانْ ساعةَ أن تخاذل الكماةُ والرماةُ والفرسانْ دُعيت للميدان أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأْن أنا الذي لا حولَ لي أو شأْن أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان أدعى إلى الموت ولم أدع الى المجالسةْ تكلمي أيتها النبية المقدسة تكلمي تكلمي فها أنا على التراب سائلٌ دمي وهو ظميٌ يطلب المزيدا أسائل الصمتَ الذي يخنقني: ما للجِمال مشيُها وئيدا؟! أجندلًا يحملن أم حديدا؟! فمن تُرى يصدُقْني؟ أسائل الركَّع والسجودا أسائل القيودا: ما للجِمال مشيُها وئيدا؟ ما للجمال مشيُها وئيدا؟ أيتها العَّرافة المقدسة ماذا تفيد الكلمات البائسة؟ قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار وحين فُوجئوا بحدِّ السيف: قايضوا بنا والتمسوا النجاةَ والفرار ونحن جرحى القلبِ جرحى الروحِ والفم لم يبقَ إلا الموتُ والحطامُ والدمارْ وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ وفي ثياب العارْ مطأطئات الرأس لا يملكن إلا الصرخات الناعسة ها أنت يا زرقاءْ وحيدةٌ عمياءْ وما تزال أغنياتُ الحبِّ والأضواءْ والعرباتُ الفارهاتُ والأزياءْ فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها كي لا أعكِّر الصفاء الأبلهَ المموَّها في أعين الرجال والنساءْ!؟ وأنت يا زرقاءْ وحيدةٌ عمياءْ! وحيدةٌ عمياءْ!
ومِن قصائد أمل دنقل:
⏪أيها الواقِفونَ على حافةِ المذبحهْ أَشهِروا الأَسلِحهْ! سَقطَ الموتُ؛ وانفرطَ القلبُ كالمسبحَهْ والدمُ انسابَ فوقَ الوِشاحْ! المنَازلُ أضرحَةٌ والزنازن أضرحَةٌ والمدَى.. أضرِحهْ فارفَعوا الأسلِحهْ واتبَعُوني! أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحهْ رايتي: عظمتان وجُمْجُمةٌ وشِعاري: الصَّباحْ! دَقت الساعةُ المُتعَبَهْ رَفعت أمُّه الطيبهْ عينَها دفعتهُ كُعُوبُ البنادقِ في المركَبه! دقتِ السَّاعةُ المتْعبه نَهَضتْ، نَسَّقتْ مكتبه صَفعته يَدٌ أَدخلتْهُ يدُ اللهِ في التجرُبه! دقَّت السَّاعةُ المُتعبه جَلسَت أمهُ، رَتَقَتْ جوربهْ وخزنةُ عُيونُ المُحقَّقِ حتى تفجّر من جلدِه الدَّمُ والأجوبه! دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ! دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ! ومن أجمل ما كتب أمل دنقل:
⏪ لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك حسُّكما -فجأةً- بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ -مبتسمين- لتأنيب أمكما وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطّفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! لا تصالح على الدم حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم جئناك كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك!
أمل دنقل الشاعر أمل دنقل هو شاعر مصري شهير، ولد أمل دنقل في قرية القلعة في الصعيد من أسرة صعيدية عام 1940م، اسمه محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، كان والده عالمًا من علماء الجامع الأزهر الشريف في مصر، فكان لوالده تأثير كبير على
شخصية أمل دنقل وشعره، وقد انتقل أمل دنقل كثيرًا حياته، فمن الصعيد إلى القاهرة حيث التحق بكلية الآداب ولكنَّه ترك دراسته من أجل العمل، وقد عمل أمل دنقل موظفًا في محكمة قنا وفي جمارك السويس الإسكندرية، ثمَّ عمل موظفًا في منظمة التضامن الأفروآسيوي، وقد كان الشاعر أمل دنقل من الشعراء الذين عاصروا أحلام العروبة العربية، وشهد نكسة حزيران عام 1967م وعبَّر عنها في مجموعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث ".
وبعد أن شاهد أمل دنقل النصر بأم عينيه وشاهد أيضًا ضياع هذا النصر في حرب أكتوبر، وقف في وجه معاهدة السلام وكتب فيها قصيدة "لا تصالح"، وتحدَّث أيضًا عن أحداث يناير عام 1977م في مجموعته "العهد الآتي"، وفي أواخر سنوات حياته أصيب أمل دنقل بالسرطان وقاسى منه أشد أنواع العذاب مدَّة ثلاث سنوات، وفي هذه السنوات العصيبة من حياته استوحى من الألم مجموعته الشعرية "أوراق الغرفة 8"، الغرفة 8 هي الغرفة التي عاش فيها أواخر سنوات عمره في المعهد القومي للأورام، قبل أن يرحل أمل دنقل عن هذه الحياة في يوم السبت في الواحد والعشرين من مايو عام 1983م، تاركًا وراءه نتاجًا شعريًا خالدًا.[٢] أجمل ما كتب أمل دنقل الشاعر المصري أمل دنقل الذي استطاع أن يستوحي قصائده من التراث العربي العريق ليسكبها في قالب حداثيٍّ، فلم يتأثر بالميثولوجيا الغربية التي كانت انتشرت في البلاد العربية في أواسط القرن العشرين، فكتب أمل دنقل معبرًا عمَّا في ذاته من مشاعر انعكست من واقع الأمة العربية في تلك الفترة، وفيما يأتي أجمل ما كتب أمل دنقل.
من أجمل ما كتب الشاعر أمل دنقل:
⏪ أيتها العرافة المقدَّسةْ جئتُ إليك مثخنًا بالطعنات والدماءْ أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسةْ منكسر السيف، مغبرَّ الجبين والأعضاءْ أسأل يا زرقاءْ عن فمكِ الياقوتِ، عن نبوءة العذراءْ عن ساعدي المقطوع، وهو ما يزال ممسكًا بالراية المنكَّسة عن صور الأطفال في الخوذات ملقاةً على الصحراءْ عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماءْ فيثقب الرصاصُ رأسَه في لحظة الملامسة! عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماءْ! أسأل يا زرقاءْ عن وقفتي العزلاء بين السيف والجدارْ عن صرخة المرأة بين السَّبي والفرارْ؟ كيف حملتُ العار ثم مشيتُ؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟ ودون أن يسقط لحمي من غبار التربة المدنسة؟ تكلَّمي أيتها النبية المقدسة تكلمي، باللهِ، باللعنةِ، بالشيطانْ لا تغمضي عينيكِ، فالجرذانْ تلعق من دمي حساءَها ولا أردُّها! تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان لا اللَّيل يُخفي عورتي كلا ولا الجدران! ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ولا احتمائي في سحائب الدخانْ تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين، عذبةُ المشاكسة كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي، ونحن في الخنادقْ فنفتح الأزرار في ستراتنا ونسند البنادقْ وحين مات عَطَشًا في الصحَراء المشمسةْ رطَّب باسمك الشفاه اليابسةْ وارتخت العينان فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان؟ والضحكةَ الطروب: ضحكتهُ والوجهُ والغمازتانْ؟ أيتها النبية المقدسةْ لا تسكتي، فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً لكي أنال فضلة الأمانْ قيل ليَ: اخرسْ فخرستُ وعميتُ وائتممتُ بالخصيانْ! ظللتُ في عبيد عبسِ أحرس القطعانْ أجتزُّ صوفَها أردُّ نوقها أنام في حظائر النسيانْ طعاميَ: الكسرةُ والماءُ وبعض الثمرات اليابسةْ وها أنا في ساعة الطعانْ ساعةَ أن تخاذل الكماةُ والرماةُ والفرسانْ دُعيت للميدان أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأْن أنا الذي لا حولَ لي أو شأْن أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان أدعى إلى الموت ولم أدع الى المجالسةْ تكلمي أيتها النبية المقدسة تكلمي تكلمي فها أنا على التراب سائلٌ دمي وهو ظميٌ يطلب المزيدا أسائل الصمتَ الذي يخنقني: ما للجِمال مشيُها وئيدا؟! أجندلًا يحملن أم حديدا؟! فمن تُرى يصدُقْني؟ أسائل الركَّع والسجودا أسائل القيودا: ما للجِمال مشيُها وئيدا؟ ما للجمال مشيُها وئيدا؟ أيتها العَّرافة المقدسة ماذا تفيد الكلمات البائسة؟ قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار وحين فُوجئوا بحدِّ السيف: قايضوا بنا والتمسوا النجاةَ والفرار ونحن جرحى القلبِ جرحى الروحِ والفم لم يبقَ إلا الموتُ والحطامُ والدمارْ وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ وفي ثياب العارْ مطأطئات الرأس لا يملكن إلا الصرخات الناعسة ها أنت يا زرقاءْ وحيدةٌ عمياءْ وما تزال أغنياتُ الحبِّ والأضواءْ والعرباتُ الفارهاتُ والأزياءْ فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها كي لا أعكِّر الصفاء الأبلهَ المموَّها في أعين الرجال والنساءْ!؟ وأنت يا زرقاءْ وحيدةٌ عمياءْ! وحيدةٌ عمياءْ!
ومِن قصائد أمل دنقل:
⏪أيها الواقِفونَ على حافةِ المذبحهْ أَشهِروا الأَسلِحهْ! سَقطَ الموتُ؛ وانفرطَ القلبُ كالمسبحَهْ والدمُ انسابَ فوقَ الوِشاحْ! المنَازلُ أضرحَةٌ والزنازن أضرحَةٌ والمدَى.. أضرِحهْ فارفَعوا الأسلِحهْ واتبَعُوني! أنا نَدَمُ الغَدِ والبارحهْ رايتي: عظمتان وجُمْجُمةٌ وشِعاري: الصَّباحْ! دَقت الساعةُ المُتعَبَهْ رَفعت أمُّه الطيبهْ عينَها دفعتهُ كُعُوبُ البنادقِ في المركَبه! دقتِ السَّاعةُ المتْعبه نَهَضتْ، نَسَّقتْ مكتبه صَفعته يَدٌ أَدخلتْهُ يدُ اللهِ في التجرُبه! دقَّت السَّاعةُ المُتعبه جَلسَت أمهُ، رَتَقَتْ جوربهْ وخزنةُ عُيونُ المُحقَّقِ حتى تفجّر من جلدِه الدَّمُ والأجوبه! دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ! دقَّتِ السَّاعةُ المتعبهْ! ومن أجمل ما كتب أمل دنقل:
⏪ لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك حسُّكما -فجأةً- بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ -مبتسمين- لتأنيب أمكما وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطّفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! لا تصالح على الدم حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم جئناك كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق