اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المستودع ...*فادي زهران

⏪⏬
كانت الرّمال تغطي بضائع المستودع .. كأنّها غارقة في قلب الصحراء .. و هناك آثار أقدام كبيرة على الأرض ..
لنعد إلى بداية الحكاية :

كان عمار عاملاً بسيطاً في أحد المصانع المهتمة بتصنيع و تجميع الأجهزة الكهربائية .. يعيش مع والديه .. لم يكن مقتنعا جداً بذلك العمل .. ف راتبه لا يكفي و لم يجد نفسه فيه .. و هو حاصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير جيّد جداً و بسبب ظروفه الصعبة لم يكن ب إمكانه تحمّل نفقات الجامعة المرتفعة في بلده .. فقد كانت التكاليف ضخمة تتراكم سنوياً .. كان والده حارساً بسيطاً واحداً من ثلاثة حراس متناوبين على حراسة إحدى مديريات التربية الكبرى في مركز المدينة .. و والدته ربّة منزل امرأة صابرة متحمّلة عناء الدنيا .. كانوا يسمعون دائماً عن العديد من السرقات الكبيرة لبعض المحلات و المصانع دون معرفة اللصوص فلم يكن هناك أي أثر أو دليل يقود اليهم .. لتُسجّل القضيّة ضد مجهول .. حتى أن عائلة عمّار قد فقدت ذات يوم أحد قدور الطعام المليئة بالسبانخ المطبوخ ! .. حيث اختفت دون أن يأكل منها أحد ..
كان عمّار يذهب باكراً جداً إلى عمله ولا يعود إلّا عند العِشاء .. يجلس قليلاً مع والدته .. يتناول العشاء .. بعدها يخلد إلى النوم .. هكذا كان يومه مقسّماً ..
في أحد الأيام بينما عمّار في عمله .. في تجميع قطع الأجهزة الكهربائية .. منشغلاً جداً .. حيث كان يفكر كثيراً في مسألة ترك العمل من شدّة تعبه لكنه سرعان ما يتراجع بسبب خوفه من شبح البقاء دون عمل .. كان لديهم إحدى الطلبيات المستعجلة .. بحث عمار عن إحدى القطع الناقصة التي يحتاجها .. فلم يجدها .. حيث كان معتاداً على الذهاب إلى مستودع القطع الاضافية كلّ يومين أو ثلاثة .. ل إشباع ما يحتاجه من قطع .. حتى يُكمل تجميع كلّ جهاز يعمل به .. أخذ المفتاح من المسؤول عنه الذي أخبره بأن لا يتأخر .. ذهب إلى المستودع بمفرده .. كان المستودع كبيراً جداً ..
فتح عمار الباب .. كان المكان هادئاً و الصمت مطبق .. كانت المصابيح معطّلةً باستثناء واحد .. حيث كان الضوء خافتاً .. تقدّم عمّار .. بدت صناديق القطع متناثرة ك أن لغماً قد ضربها .. الرمال تغطي معظم البضائع .. كأنّها كانت غارقة في الصحراء .. آثار أقدام كبيرة على الأرض .. صُدم عمار كثيراً مما رآه .. فقد كان يقضي أكثر من أربع ساعات كل أسبوع لتفقّد المستودع و تنظيمه مع زميل اخر .. بحث عن القطعة المفقودة بين الصناديق الموجودة دون تصفيف ... استمر في البحث أكثر من نصف ساعة .. قارب عندها على اليأس من إمكانية إيجادها .. في تلك الأثناء كان مسؤول الانتاج يشغل مكان عمار ريثما يعود و السخط واضحاً عليه .. يقوم بتجميع جميع القطع حتى يصل إلى مكان القطعة المفقودة فيضع الجهاز جانباً .. كان مسؤول الانتاج مستاءً جداً من تأخّر عمّار .. ف العمال عددهم في نقص .. و الطلبيات في ازدياد .. طلب من أحد العمال أن يذهب لكي يستعجل عمار و يسأله عن سبب تأخره ..
ذهب أحد العمال .. و كان اسمه وليد .. دخل إلى المستودع .. وجد الصناديق و البضاعة متناثرة في كل مكان و الرمال عليها .. عندها تعجب كثيراً .. قال : ما هذا ؟ ما الذي حدث للمستودع ؟! فقد كان مرتباً منظّماً .. أين أنت يا عمار ؟ أين ذهبت ؟ رُد عليّ ..
ليرُد عمار : هنا .. أنا هنا تحت هذا الرّكام من البضاعة .. أكاد أجنّ يا وليد .. ما الذي حدث للمستودع ؟! ألم نرتبه سويّاً قبل يومين ؟! كما أن غطاء الشاشات الخلفي قد اختفى من كل صناديق البضاعة !! بحثت عنه في كلّ المستودع .. و لم تكن هذه أول مرة .. فقد أتيت في الأسبوع الماضي للبحث عن جهاز التحكم عن بعد الخاص بالشاشة لكنني لم أجده .. و كنت أنت في إجازة .. عندها أخبرني المدير أنه قد غيّر مكان البضاعة و وضعها في مكان آخر .. و طلب مني أن لا أخبر أحداً ..
قال وليد : مدير خط الاتاج أرسلني لاستعجالك .. فقد شغل مكانك مؤقتاً ، و قد رأيته غاضباً . شعر عندها عمار بالضّيق الشديد ، فهو يعلم أن المدير ينتظر أن يطرده عند أبسط خطأ قد يرتكبه .. و قال : ماذا سأفعل ؟ فلم أجد ذلك الغطاء .. سأعود إلى المصنع و أخبر المدير بما حدث ..
كان بين المستودع و المصنع حوالي أربع دقائق .. و كان عمار يفكر بما سيقوله للمدير .. و يقول بعقله : إذا أخبرت المدير بأن المستودع كان متناثر البضائع و قد عمّته الفوضى من قبل أن ألمس أي شيء فلن يصدّقني .. و إذا أخبرته بفقدان صناديق أغطية الشاشات الخلفية فسيظن أنني أخترع الحجج حتى أؤخر العمل و قد يظن أكثر من ذلك ! حسناً ، سأخبره بالحقيقة فالصّدق ثريّا الكلام و غاية الكرام و العِظام و صولجان التوفيق و السلام ..
وصل عمار إلى المصنع .. قابله المدير بالصراخ .. لم يقتنع بكل كلامه .. حاول معايرته أنه هو من كان يعطيه ثمن أكله و شربه و قام ب استفزازه .. لم يحتمل عمار الإهانة .. ارتفعت الأصوات .. طُرِد عمار .. قام بتسليم كل شيء من ملابس عمل و أدوات .. عاد إلى بيته .. كان الغضب و الحزن واضحين على وجهه .. وصل إلى البيت .. استقبلته والدته بالاستغراب .. فقد كان الوقت قبل الظهيرة .. لم يجبها إلّا بكلمة واحدة : طُرِدت ! .. و دخل إلى غرفته و الاستياء مسيطراً على عقله ..
كانت والدته تتألم جداً على ما حدث له لكنّها لم ترد أن تضايقه أكثر .. تركته وحده قليلاً حتى يهدأ .. رفض أن يأكل أو يشرب ..
لَم يكن في عقله إلا شيئاً واحداً : المستودع و ما حدث فيه .. حتى إهانة المدير لم يهتم لها كثيراً فهو يعلم أن ذلك المدير لم يكن يحبه منذ اليوم الأول .. و لطالما تخيّل أنه سيخترع الأسباب لكي يطرده يوماً ما ..
عاد أبو عمّار من عمله عند الظهيرة .. فقد كانت مناوبته تنتهي عند العاشرة صباحاً لكنه تأخّر في شراء بعض الحاجيات .. تفاجأ بما سمعه من أم عمار عن ابنيهما .. تألم كثيراً .. ذهب إلى غرفة عمار.. استأذن .. دخل .. قال : يا بني .. لا تحزن فالكرامة أهم شيء في هذه الحياة .. و الفقر الحقيقي هو الحرمان من الأخلاق و بناء الأحلام .. هوّن عليك ستجد عملاً أفضل منه أنا متأكد ..
كان عمّار يفكّر في طريقة لكشف ما يحدث في المستودع .. فكّر كثيراً .. لم يتناول أي شيء .. دخلت والدته .. و ألحّت عليه كثيراً حتى سمع كلامها و تناول بعض الطعام .. رنّ هاتفه النقال .. كان وليد . أخبره أنه انزعج جداً لما حدث .. لكن ليس باليد حيلة .. طلب منه عمار أن لا يتأسف .. فالذي يشغل تفكيره هو المستودع ..
حلّ المساء .. ذهب أبو عمار إلى عمله .. كان عمار ما زال شارد الذهن .. توصّل بعدها إلى ضرورة زيارة المستودع .. أصبح الوقت منتصف الليل .. لم يستطع عمار النوم ..
اتصل بوليد : مرحباً وليد . آسف على الإزعاج .. لم أستطع النوم .. عقلي مشغول جداً ..
وليد : لا عليك يا عمّار .. ما الذي يشغل بالك ؟
عمار : المستودع . أريد أن أعرف ما الذي حدث له .. أفكّر في أن أذهب اليه الاّن ..
وليد : هل جننت ؟! أتريد الذهاب في منتصف الليل ؟
عمار : نعم .. لن أكِلّ أو أمِلّ قبل أن أعرف سرّ المستودع .. وليد : حسناً . لن أتركك تذهب وحدك .. كما أنك تعلم أن مفتاح المستودع يبقى معي دائماً ..
اتفقا على الاجتماع في أحد الأماكن .. التقيا .. استطاعا استغفال الحارس .. فقد أخبر وليد الحارس أنه جاء ليتأكد إذا كان قد أقفل المستودع ب إحكام أم لا و ليأخذ بعض البضائع الضرورية لتحميلها لأحد العملاء باكراً .. تقدّم الحارس مع وليد .. كان عمار مختبئاً .. بعدها دخل من البوابة الكبيرة .. دخل إلى غرفة الحارس .. أغلق الكاميرات و عطّلها .. أصبحا أمام المستودع .. بعدها عاد الحارس إلى مكانه .. خرج عمار من مكان اختبائه .. بحذر شديد فتح وليد الباب .. كان الهدوء مسيطراً .. حاول فتح الأضواء لكن الضوء الأخير المتبقي رفض أن يعمل .. بقيا في الظلام الدامس .. كانت هناك أصوات كثيرة غير مفهومة .. ظنّ عمار و وليد أنه أحد اللصوص .. تقدما أكثر .. ليندهشا بالمستودع .. الرمال تغطي المكان كأنه أحد الشواطئ ! و المكان غريب و مريب ..
كان أمامهما العديد من المخلوقات العجيبة ب أجساد البشر مع بعض الاختلاف .. أحدهم له منقار ك الدجاجة . صوته ك النقنقة .. كان يصرخ بشدة . و الآخر ضخم ك الفيل .. له خرطوم طويل .. نهيمه قويّ جداً .. و مخلوق آخر برأس عنكبوت و خيوطه الواهنة تمتد فتملأ المكان .. و كان أيضاً الكثير من الأشكال الغريبة ..
استغرب عمار و وليد كثيراً .. شعرا بالذعر الشديد .. كأنهما يحلمان .. و حتى يكتمل مشهد المفاجآت و الصدمات ظهر رجل أنيق بملابس مرتبة .. مرحباً بكما .. نعتذر عن إخافتكما لكننا في مهمة رسمية .. هكذا قال . و أضاف : نحن من كوكب يدعى الكوكب المنسي .. لا نجد شيئاً نأكله أو نلبسه .. كانت هناك بعض الأعشاب التي تنمو على أرض كوكبنا لكنّها مع تغيّر المناخ و جفاف المياه ماتت و اندثرت .. حتى أننا نبحث عن حروف نتعرّف أشكالها .. فنحن معتادون على لغة الأصوات ك الانسان الأول .. و قد استطعت تعلّم لغتكم وحدي دون قومي عن طريق أحد الأشخاص الذي وجدناه في طريقنا إليكم .. كنّا نأتي كلّ ليلة عند أحد الأماكن حتى نأخذ ما نحتاجه ثم نغادر .. لسنا لصوص لكننا متطفّلون ودودون .. حتى أننا ذات يوم كنّا في طريقنا لأخذ بعض الأشياء من بعض المحلات .. ف شممنا رائحة زكيّة .. فتح أحد أفرادنا نافذة أحد المنازل ف كان قِدر يحتوي على الحشائش و الأعشاب المشابهة لِما كان ينمو على كوكبنا .. كان طعمه لذيذاً ف اضطررنا لأخذ القدر كاملاً ! و قد تعرّفنا على هذا المستودع الكبير قبل فترة ليست بالطويلة .. و أردنا الحصول على ما نحتاجه منه .. كنّا قد حصلنا على جهاز التحكم عن بعد لعلّه يفيدنا في تحريك الأشياء في كوكبنا .. و قد ساعدنا أحد الأشخاص الذي أخبرنا أنه مدير خط الانتاج .. مقابل حصوله على ترقية قد نقدّمها له في المستقبل القريب .. و قد حصلنا بعدها على الأغطية الخلفية لأحد الأجهزة لتحريك الرياح بواسطتها أثناء إشعال النيران ..
شعر عمار و وليد بالحيرة و التعجب ممّا سمعاه و شاهداه .
قال عمار : و ماذا تريدون الآن ؟
أجاب الرجل : نريد تلك الحبال الملوّنة لربط الشعر و تزيينه ..
ردّ وليد : لا أظن أن ذلك سيساعدكم ، فهذه أسلاك قوية و لا تنفع لما تصبون إليه ..
قال الرجل : قبل أن نأتي الليلة إلى مستودعكم .. كنّا في أحد الأماكن في مركز هذه المدينة و قد كان مليئاً بالكتب و الأقلام و الطباشير و الملفات .. حاولنا أن نأخذ بعض الأشياء للتعرف عليها و استغلالها .. عندها اعترضنا ثلاثة أشخاص .. قمنا بقتل اثنين منهم و لم نقضِ على الثالث لانه كان ودوداً بعض الشيء و لم يفكّر ب إيذائنا و قمنا باعتقاله و فكّرنا أنّنا ربما نستفيد منه لاحقاً ..
كما أننا سَطونا على مكان آخر يحتوي الكثير من الأوراق داخل مغلّفات .. ربما اسمها الكتب .. اعتقدنا أنها قد تفيدنا في بناء كوكبنا و تطويره ..
شعر عمار بالخوف الشديد و فكّر : يا ترى عن أي مكان يقصدون ؟! و من هم الأشخاص الثلاثة الذين صادفوهم ؟
هل يقصدون المديرية الكبرى التي يحرسها والدي مع زملائه ؟ و هل قتلوه أم هو من تمّ اعتقاله ؟
عرضَ عليهم عمّار أن يساعدهم مقابل أن يسمحوا له ب رؤية الشخص الذي اعتقله .. وافقوا و رحّبوا بالاقتراح ..
طلب عمار من وليد أن يغلق المستودع و أن يعود إلى بيته .. و أخبره أن يبلغ والدته صباحاً إذا هاتفته و سألته عنه .. بحجّة أنه قد ذهب باكراً للبحث عن عمل ..
انطلق الوميض الملوّن .. كان الصوت غريباً .. قام بسحب المخلوقات الغريبة و عمار بصحبتهم ..
شعر عمار بطول الرحلة .. كان الطريق طويلاً .. كأنهم في مركبة فضائية .. كانت عبارة عن ساحة كبيرة داخل المركبة .. لونها رمادي .. تحتوي أعمدة كبيرة .. كاميرات مراقبة للعديد من الكواكب .. أشياء غريبة لم يرها عمار في حياته ، مثال ذلك: إحدى الستائر تارة تضحك و تتحدث ب أصوات كالأطفال و تارة أخرى تصبح حادة و مؤذية كالسيف .. رائحة المعادن منتشرة .. كان الزجاج يتساقط من كل الجهات من خارج النافذة .. أيقن عمار بعدها أن لديهم استعداد للتطور لكن أسلوب الهمجية و البدائية و طباعها مسيطرة عليهم تماماً ...
وصلوا إلى كوكبهم .. كان مكاناً فريداً من نوعه .. أشبه ب جزيرة نائية تغطيها العديد من الهالات السوداء .. حدائق و أشجار عجيبة .. صفراء و سوداء و زرقاء .. سطوع الشمس قريب جداً كأن الشمس ستسقط على أرض الكوكب المنسي ..
كان ذلك الرجل يضحك كثيراً بشكل محيّر .. رحّب بعمار .. دعاه لعمل جولة استكشافية لكوكبهم .. كان عمار منشغل العقل بذلك الرجل الذي اعتقلوه .. وافق على مضض .. الجبال الكبيرة هناك بألوان مختلفة .. مخلوقات غريبة عجيبة تطير و تقفز و تزحف تشبه كثيراً كائنات ما قبل التاريخ .. قِلاع ضخمة مشيّدة .. وصلا إلى مكان تحت الجبال .. كان أشبه بالملاجئ .. رأى عمار ذلك المعتقل المقيّد .. كان والده .. انتفض عمار .. أراد مساعدته .. منعوه .. قال الرجل الأنيق : ليس من العدل أن تحصل على مبتغاك بدون مقابل .. أعطنا ما لنا و خذ ما لك .. ردّ عمار : و ما الذي تريدونه مني ؟
قال الرجل : نريد منك أن تسلّمنا علماء متخصّصين في كل علم تعرفونه في كوكبكم ..
قال عمار : ذلك مستحيل .. فلا أستطيع اختطاف أحد .. ليس لي سُلطة على أحد ..
تم تقييد عمار و وضعه في مكان مهجور .. عندها ظهر مدير المستودع و قد كان يرتدي ملابس غريبة مشابهة لأهل الكوكب المنسي .. قال المدير : لم أحبك يوماً يا عمار . كنتُ أبغضك بشدّة .. لكنني كنت معجباً بقوّة إصرارك .. و مضطر أن أساعدك حتى أحصل على ترقيتي و أعيش سيّداً في قلعتي الكبيرة في هذا الكوكب .. هكذا اشترطت عليّ تلك الكائنات ..
سأرشدك إلى طريق العودة إلى كوكب الأرض .. ستعود وحدك الآن .. اسمع ما سأقوله لك : أحِضر من كل بيئة من المناطق حفنة تراب : من السهول و التلال .. من الوديان و الجبال .. من القرى و المدن .. من الأرياف و السواحل .. من بيوت الفقراء و الأغنياء ..
بعدها أحضِر قليلاً من حنان الأم و براءة الأطفال و حب الوطن و الإخلاص .. ثم اخلطهم سوياً .. فيتكوّن لديك مزيج ذهبي يحتوي على كافة علوم الأرض و جميع طرق النجاح .. بعدها عُد إلى هذا الكوكب ..
قام عمار بكل ما أوصاه المدير به .. عاد بعدها إلى الكوكب المنسي .. قدّم المزيج الذهبي لقائدهم .. انتشر العلم .. و عمرت الأرض .. ازدانت المدن .. انتشرت الحضارة .. تكيّف السكان مع نهضة كوكبهم .. تقلّصت و تغيّرت أحجامهم .. أصبحوا كائنات مسالمة .. منتجة .. قاموا بمكافأة عمار .. أغدقوا عليه الأموال .. عاد إلى كوكبه بصحبة والده .. فتح مشروعاً كبيراً أسماه (بالأمل يأتي العمل) .. أكمل دراسته الجامعية .. أصبح تاجراً كبيراً .. اشترى نفس المصنع .. جعل من المستودع مكان إلهام الأمل .. و النهوض ب ثِمار القرارات دون جدل .. ف الأمل يبدّد حرقة الألم .. و يُحقّق الوجود بدل العدم ..
-
*فادي زهران

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...