اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

صَفِير الأدخنة | مَسْرَحِيَّة قَصِيرَة ...*بِقَلَم الأديبة: عَبِير صَفْوَت

⏪⏬
قُطَّاع دَاخِلِيّ راسي لغرفة قِطَار بِهَا أَرْبَع مَقَاعِد ونافذة .
الشُّخُوص
(درية) فِلَاحَةٌ عشرينة ريفية
(بنهاوي) شَابٌّ جَمِيل أَرْبَعِينِي
(ابا محمد) وَالِد ( درية )
عِوَضَيْن الْأَخُ الْأَكْبَرُ ل ( درية )
القطار يستعد لرحيل .
تَظْهَر ( درية) فِي جِلْبَابهَا الريفي الْبَسِيط ، تَنْظُرَ مِنْ نَافِذَةٌ القِطَار ، بَعْد الِاسْتِمَاع لصفير القِطَار يُؤَذِّن الرَّحِيل .
تَنْظُر لرفيقها الْجَالِس بجوارها وتتساءل والدموع بِعيونها :
هَلْ هَذَا حُلُمٌ ؟ ! هَلْ هَذَا عُلِمَ ؟ ! (بنهاوي) بية
يَصْمُت (بنهاوي) الَّذِي يَجْلِسُ بالمقعد الْمُجَاوِر لَهَا ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَمَا يتنهد بِعُمْق :
أَنَّهَا الْحُرِّيَّة وَالْحِلْم نَفْسِه ، يَا (درية) .
تَهَرَّب نَظَرَات (درية) خَارِج القِطَار الَّذِي يَسْتَعِدّ لرحيل ، تُرِي وفود مِنْ الْمُسَافِرِينَ ، ثُمَّ تَقُولُ :
حَلَم عَمِيق ، حَلَم خَطِير ، حَلَم كَبِيرٌ لَا يُنَاسِبُ مقاسي .
يَضْحَك (بنهاوي) ثُمّ يهاجم مَا تلسنت بِه درية :
نَحْنُ فِي عَصْرِ تَحْقِيق الْأَحْلَام , وَتَغْيِير الْوَاقِع .
تَصْرُخ (درية) بِصَوْت مَبْحُوح قَرِيبٌ مِنْ الْبُكَاءِ كَأَنَّهَا تُعَاتَب الْأَخِير بدموعها :
لِمَاذَا أَنَا يَا (بنهاوي) بية ، لِمَاذَا درية ؟ !
(بنهاوي) يَنْظُر الْأُفُق ، عِنْدَمَا يُرِي الأفواج تتكابل
صُعُودا عَلِيّ دَرَجَات القِطَار يُتَمْتِم بِإِتْقَان الْأَدَاء :
فِي هَذَا الْعَصْرِ الحَدِيثِ وَحُسْن الِاخْتِيَار ، هَل مازالَت ؟ ! هُنَاك أَسْئِلَة عَنْ أَبْوَابِ الْحُرِّيَّة يَا (درية)
تجذبة درية بكفوفها وتحاصرة قَائِلُه بِكُلّ فَخْر :
وَإِنْ كَانَ التَّمَدُّن وَمَا تَتَحَدّث عَنْه ، أَنَا فِلَاحَةٌ وَأَبِي فَلَاحٌ وَأُمِّي فِلَاحَةٌ ، أَرْضِي هِيَ الشَّرَف وَالْعَادَات والتقاليد يَا (بنهاوي) بيه .
(بنهاوي) يَخْرُجُ عَنْ صَمْتُه :
تَحَرُّرِي يَا (درية) مِثْلِي ، عَلَيْك أَنْ تتعايش مَع الْحَدَاثَة ، وَالْآن سنحيا بِالْحَبّ ، أَنَّه التَّكامُل بمعني الْحُرِّيَّة .
درية تسئلة بِخَجَل :
شَرَعَ اللَّهُ هُوَ الْحُرِّيَّةُ .
(بنهاوي) قَائِلًا :
كُلُّ مَا تَطْلُبُه ( درية) أَمَر النَّفَاذ .
تَنْهَر درية (بنهاوي) ، كَأَنَّهَا لَا تَكْتَفِي بِذَلِك ، تَقَفَّز مِنْ جَانِبِهِ مفزوعة يجمهر وَجْهِهَا تَرْتَعِش بِالْكَلِمَات :
كَيْف تَهُون نَفْسِي وَتُهَوّن عائلتي .
(بنهاوي) يلاحقها بِالْكَلِمَات :
الْحَبّ تَنَازَل يَا (درية)
درية تَنْفَعِل :
وَأَبِي وَأُمِّي وَأَخِي ، مَا ذنبهم فِي التَّنازُل ، وَكُلّ النجع , كَيْف سيواجهون النَّاس .
(بنهاوي) يَجْذِبُهَا بِعَطْف :
عَلَيْنَا أَنْ نُغِيرَ مِنْ أَنْفُسِنَا ، نُغِير الْعَادَات ونرسم الْمُسْتَقْبَل الْجَمِيل ونوئد التَّقَالِيد البشعة .
تَصْرُخ (درية) :
نوئد تَقَالِيد أَبِي وَأَخِي وَأُمِّي ، وَأَنَا جُزْءٍ مِنْ هَذِهِ التَّقَالِيد .
يَزْدَحِم القِطَار ، وتتفاجا درية بوجها لَيْس غَرِيبٌ ، تُشْعِر بالفزع تتلسن بِالبُهْتَان :
أبويا ، عِوَضَيْن .
يَقْتَرِب الْأَبِ وَالْأَخِ ، يَنْظُرَان بِوَجْه الْأَخِيرَة ، ثُمّ يَبْتَعِد الْأَب متسائلا :
أَي رِيَاح خَبِيثَة أَخَذْتُك إلَيّ هُنَا يَا (درية) ؟ !
يَنْظُر عِوَضَيْن الْأَخُ الْأَكْبَرُ ل (درية) يُحْدِثُهَا بِعَطْف :
(درية) أُخْتِي وَشَرَفِي وَشَرَف الْعَيْلَة ، خَارِجَ الْبَيْتِ ، مَاذَا تَفْعَلِين يَا (درية) ؟!
تُشْعِر درية بالخجل وَالنَّدَم ، تَنَكَّس رَأْسِهَا تتفوة وَهِي تَلاَمُس مَنْكِب الْأَبِ وَالْأَخِ بِلُطْف :
قَام الشَّيْطَان باغوائي يَا أَبَا ، قَام الشَّيْطَان َبَا غوائي يَا عِوَضَيْن ، لَجْم قَلْبِي وَكَانَ الضَّعْفُ حَالِي .
يَبْكِي الْأَب حَتَّي يُشْعِر بِالْهَزْل فيتعكز عَلِيّ عُكَّازَة الخشبي قَائِلًا بِكُلّ الأسي :
هَل هَانَت عَلَيْك شَيْبَة أَبِيك يا(درية)
درية تَخْتَبِئ خَلْف أَبَاهَا وَتُشِير نَحْو (بنهاوي) بية ، وَهِي تَصْرُخ :
(بنهاوي) بية اغواني يابا ، تَجْهَرُ فِي وَجْهِ أَخَاهَا :
قَال الْحُرِّيَّة هتغير حَالِي ، تَغَيَّر (درية) .
يَبْكِي وَالِد درية :
تتغيرين يَا (بدرية) ، وَاسْمُ أَبِيك ، هَل يَتَغَيَّر ؟ ! وَاسْم أُمُّك ، هَل يَتَغَيَّر ؟ ! وَاسْم بَلَدِك هَل يَتَغَيَّر ؟ ! وارضك يَا بِنْتِي .
تَصْرُخ بدرية تَقُول بإنهيار :
لَا . . . لَا . . . إلَّا أَرْضِي يَا أَبَا ، وَأَخِي وَأُمِّي ، وَكُلّ النجع ، إلَّا أَرْضِي يَا أَبَا ، الْأَرْض هِيَ أَنْتِ واخويا وَعَمِّي وَكُلّ قرابيني ، الْأَرْض هِي نَاسِي وعزوتي ، إلَّا الْأَرْضَ يابا ، إلَّا الْأَرْضَ .
يَقْتَرِب (بنهاوي) نَحْو (بدرية) قَائِلًا بتحدي :
الْحُرِّيَّة يَا (بدرية) ستغير حَالُك ، الْمُسْتَقْبَل التَّغْيِير ، الْحَدَاثَة التَّطَوُّر ، عَالِمٌ كَبِيرٌ وَعَظِيم ، عَالِمٍ غَيْرِ مَحْدُودٍ .
(درية) تَنْظُر ل (بنهاوي) تَقُول بِكُلّ ثِقَةٌ :
لِمَاذَا أَغْيَر دمائي ؟ ! لِمَاذَا أَغْيَر تارِيخِي ؟ ! لِمَاذَا انْزِع جذوري و أَبِيع أَرْضِي وانسي أَصْحَابِهَا مِنْ أَجْلِ الْحِلْم فِي أَرْضِ أَخِّرِي .
يُؤَكِّد (بنهاوي) :
مِنْ أَجْلِ الْحَبّ ، مِنْ أَجْلِ تَحْقِيق الْحِلْم .
(بدرية) تَقْتَرِبْ مِنَ أَبَاهَا ، تُشِير صَوْب لِحْيَة أَبِيهَا :
وَهَذِه الشَّيْبَة وَأَخِي حِصْن بَلَدِي ، اثمنهم بكام ؟ !
أُمِّي الطَّيِّبَة ( أَم إلَهَنَا ) ، لَمْ تَفْرَحْ تدعيلي بِالسَّتْر ، وَابْنُ عَمّي آل دَمِي وَلَحْمِي ، آل بيشيل هَمِّي .
يَقْتَرِب (بنهاوي) وَيَحُضّ درية ، عِنْدَمَا يُرِي القِطَار أَوْشَك إلَيّ الرَّحِيل :
أَنَّهَا اللَّحَظَات الْأَخِيرَة يَا (درية) ، هَمْزَةِ الْقَطْعِ بَيْنَ الْمَاضِي وَالْحَاضِر .
يَبْكِي الْأَب حَتَّي تُغْرَق عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ ، يحتضنة الِابْن مُتَخَوِّفًا مِنْ سُقُوطِهِ ، يَشُدّ اذرة قَائِلًا :
أَنَا سندك يَا بوي
تهرع (بدرية) نَحْو أَبَاهَا ثُمَّ تَقُومُ بمساندته بَاكِيَةٌ
يَقُوم (بنهاوي) بمنادة بدرية :
سيرحل القِطَار يَا (بدرية) وترحل مَعَه الْحُرِّيَّة
(بدرية) تَنْظُر بِحُضُور باهَت و تُشْعِر بالضبابية وَهِي تَتَحَرَّك ببطئ
مَازَال (بنهاوي) يَصْرُخ بَعْدَ أَنْ شَعْرَ القِطَار يَتَحَرَّك :
القِطَار يَرْحَل ، القِطَار يَرْحَل .
تَعَالَت أَصْوَات قانطين القِطَار وَدَارَت بمسرح القِطَار
(درية) تتلاشي بَيْنَ الْجُمُوعِ .
يَصْرُخ (بنهاوي) :
درية . . . درية
يَنْظُرُ مِنْ النَّافِذَةِ وَقَد تَحَرَّكَ القِطَارُ ، حَتَّي يُرِي ظِلال بِالْخَلَف الْبَعِيد ، تَتَشَكَّل فِي هَيْئَةٍ درية واباها واخاها .
يَسْقُط (بنهاوي) عَلِيّ الْكُرْسِيّ الْمُجَاوِر مِنَ النَّافِذَةِ ، كعقار قديم تنقضي عهدة ، يَقُول بَئِيس :
لَقَد اسْتَطَعْت أَنْ تتغلبي عَلِيّ الْحُرِّيَّة يَا (درية) .
تَمَّت .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...