اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

النهر الأسود - 8 ...*محمود مسعود

⏪النهر الأسود ( الفصل الثامن )

ولكن جمال هذه الفتاة شد انتباهي ألم تلحظ ذلك فقال حسن : بالفعل لاحظت أنك كنت تسبح في عالم آخر وقد تبدل حالك منذ أن ثم
صمت وخرجت من بين شفتيه زفرة تنهيد طويلة وهو يقول ياااا الله ما هذا الحسن أهذه التي يطلقون عليها فينوس ربة الجمال ؟؟ لم أري في حياتي فتاة بهذا الجمال الرباني ، الآن أعذرك يا صديقي لقد وقعت فيما وقعت أنت فيه لقد أسرني جمال هذه الفتاة يا تري من تكون ؟ فقال احمد هذا ما سنعرفه بالتأكيد ، كان صوت الشاحنات يطغي علي صوت الطيور التي تسكن أشجار الغابة في هذا الصباح من يوم الأحد والقادم من قرية الحمر الوحشية وكانت القرية عن بكرة أبيها تحيط بالسيارات التي تحمل البراميل الفضية وقد استدارت لإلقاء حمولاتها من تلك البراميل في الحفرة التي قاموا بحفرها منذ أسبوع مضي ، اصطف أهل القرية ليرحبوا بمناديب الشركة العالمية وهم يوزعون عليهم الهدايا والعطايا التي أحضروها معهم ، لقد أيقن الجميع بأن الأمر قد تم كما أرادوا وبدا الجحش المنمق في أبهي صورة وكذلك الأتان الصغير وجميع أفراد القبيلة وكأنهم في عيد من الأعياد الوطنية حيث الطبول والرقص والغناء الإفريقي الصاخب احتفاءا بهؤلاء الضيوف الذين أسبغوا عليهم الكثير والكثير من العطايا التي لم يحلموا بها في حياتهم ، كان رئيس مجموعة الشركة العالمية رجل طويل ذو شعر ذهبي وبشرة بيضاء مشربة بالحمرة ويبدو في غاية الأناقة بالنسبة للجموع المحيطة به ، سأل عن زعيم القرية فأشاروا إليه بالتوجه إلي الجحش المنمق زعيم القبيلة الذي كان واقفا علي رأس أهل القرية في ثيابه المميزة والغريبة ، مد الرجل الأبيض يديه ليسلم علي الجحش المنمق وهو يبتسم ابتسامة عريضة قائلا : شرفت بمقابلتكم سيادة الزعيم وأرجو أن يثمر التعاون بيننا وبينكم عن المزيد من الخدمات التي تطلبونها من شركتنا ونحن في أشد السعادة لتلبيتها عن طيب خاطر كان المترجم ينقل طلبات الجحش المنمق لرئيس المجموعة والآخر يبتسم ويهز برأسه دليل الموافقة وكان الجحش المنمق يبدو هو الآخر في منتهي السعادة ، وصل خبر وصول الشاحنات إلي مهران الذي أصر علي التوجه بنفسه إلي قرية الحمر الوحشية للوقوف علي الأمر بنفسه وقد صاحبه في الزيارة المباغتة أحمد وحسن ومعهم فرانكلين ، كانت السيارات ما تزال يتم إفراغ حمولتها من البراميل الفضية حينما توقفت فجأة علي اثر ظهور سيارة النقطة اللاند روفر وهبوط مهران ومعه الفريق وتوجهوا ناحية منزل الجحش المنمق مباشرة ، استقبلهم الجحش المنمق بترحاب كعادته وأخذ يشد علي أيديهم وهو يبادلهم السلام ، توجس رئيس مجموعة الشركة العالمية الخيفة وقد تغيرت ملامح وجهه حيث اتشح بالاحمرار وكأنه سقط في زيت مغلي ،حيث يجهل تماما من هؤلاء القوم الذين هبطوا عليهم بلا موعد أو استئذان أخذ مهران يرمق الرجل الأبيض بنظرات غاضبة ولكنه لم يفصح بذلك صراحة ، قام الجحش المنمق بتعريف الرجال مسؤولوا النقطة لرئيس مجموعة الشركة العالمية الذي بدا عليه الهدوء قليلا بعد أن عرف من هم ، أخذ مهران يحادث الرجل كما يحادث الجحش المنمق تماما وأخذ يسأله بذكاء عن طبيعة عمل هذه الشركة العالمية التي يمثلها هذا الرجل الأبيض الذي عرف فيما بعد أن اسمه جاك روبنسون المدير الإقليمي للشركة العالمية في منطقة إفريقيا والتي مقرها نيروبي بكينيا وأن من طبيعة هذه الشركة العمل علي بناء المجتمعات المتخلفة ومساعدتهم في التطور ببناء المصانع والمجتمعات العمرانية والشركات الاستثمارية وغيرها من النشاطات التي توليها الشركة الاهتمام وذلك كله في نظير بناء مستودعات ضخمة لتخزين المواد الخام التي تستخدمها الشركة في إنتاج المفاعلات النووية وهي أحد نشاطات الشركة الأم التي مقرها نيوجرين لاند إحدى جزر أوروبا الغير مأهولة ، كان مهران يبدو سعيدا بالحديث مع هذا الرجل ولكنه في الواقع يغلي من كمية الخداع الذي تعرض له الجحش المنمق وقبيلة الحمر الوحشية بأسرها فاضمر في نفسه شيئا ولم يفصح عنه ، وأخذ يردد بينه وبين نفسه : ألهذا الحد يعتبرنا هذا الأفاق سذج ؟إذ كيف يخزنون المواد الخام علي حد تعبيره والسودان بأسره يفتقر لمثل هذه المواد ثم وبأي منطق يلجئون لتخزينها هنا في السودان ؟؟ ، هب مهران واقفا وتبعه أحمد ثم حسن وقد استعدوا للانصراف حين قام الجحش المنمق بطلب اللودر من مهران ليقوموا بردم الحفرة العملاقة وتمهيدها لإنشاء طريق فوقها يعبر حتي بداية النهر الأسود فرد مهران : اللودر للأسف معطل وأرسلنا لجوبا للإتيان بقطع للغيار له ولم تصل بعد وقد يستغرق هذا الأمر عدة أيام لا أستطيع تحديدها ، عموما حينما ينتهي إصلاحه سأرسله إليك فورا ثم ألقي بالتحية وانصرف وتبعه أحمد وحسن و فرانكلين الذي كان متجهما طوال الوقت ويبدو حزينا وهذا ما شعر به كل من كان متواجدا وقد أيقن مهران والرجلين حسن وأحمد السبب في ذلك ،كان علي الهاتف بمدينة جوبا السيد ليليان دغموس ممثل الحكومة السودانية بمنطقة الحكم الذاتي في جنوب السودان وكان مقربا من مهران ويعد صديقه الشخصي وبعد الترحيب من كلاهما سأل مهران ليليان إن كان هناك ثمة اتفاق ما بين الحكومة السودانية والشركة العالمية التي مقرها الإقليمي مدينة نيروبي بدولة كينيا فيما يخص الأنشطة النووية فجاء الرد مفاجأة لمهران بأن كان هناك ثمة اتفاقا لإنشاء معمل نووي مصغر يخدم طلبة القسم النووي في جامعة الخرطوم وقد انتهي بانتهاء بناء المعمل وليس في نية الحكومة السودانية أية مشاريع أخري في هذا الصدد ثم بادره ليليان بسؤال علي سبيل المداعبة : ولكن أخبرني يا مهران لماذا كل هذه الأسئلة ؟ أتنوي تغير نشاطك العلمي من الحيوان إلي الذرة ؟ فضحك مهران وأخبر ليليان بما تم مع الشركة العالمية وقبيلة الحمر الوحشية فتغيرت نبرة صوت ليليان وبدا مندهشا لهذا الأمر بل كان منزعجا أيما انزعاج وقد أغلق السماعة وهو يؤكد لمهران أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام وسيكون مثارا للجدل والمناقشات الحامية تحت قبة البرلمان السوداني في الغد علي أكثر تقدير ، كان أحمد مندهشا من موقف مهران إزاء إعارة اللودر لقبيلة الحمر الوحشية ومن تلك الحجة التي ساقها للجحش المنمق بشأنه وحينما هم بالاستفسار أخبره مهران بأن الأمر أصبح أكثر خطورة وأنه ينبغي عليه أن يتصرف هكذا لعدم طمس الدليل الوحيد لهذه المؤامرة الدنيئة والتي تمس حياة الناس والحيوانات بل والنبات أيضا إن موضوع النفايات النووية شيء فظيع وينبغي علي الحكومة السودانية سرعة التصرف حياله بأقصى سرعة وإلا .. سكت مهران فسأله حسن : وإلا ماذا يا أستاذ مهران ؟ فقال مهران وإلا مصير قبيلة الحمر الوحشية سيكون نفس مصير قبيلة الضباع المرقطة حيث ستنتشر الأمراض المستعصية كالسرطانات نتيجة تسرب الإشعاعات وأنتم أدري بذلك ، هز أحمد رأسه وقال صدقت يا مهران وزمردة خير دليل علي حديثك ، فقال مهران مستطردا ، الأمر لا يتوقف علي زمردة يا عزيزي لقد أخبرني فرانكلين من قبل بأن هناك الكثير من الحالات التي أصيبت بأمراض غامضة ولم يجد معها العلاج الشعبي الذي يقوم به المعالجون المحليون وللأسف مات الكثيرين منهم بسبب هذه الأمراض التي لم يعهدها أي شخص في القبائل من قبل ولقد أكد لي فرانكلين أن هذه الأمراض انتشرت بشكل مخيف عقب ردم البراميل الفضية في أرض الضباع المرقطة وقد اعتبروا أن أرضهم قد دنست بسبب غضب الآلهة عليهم وفق معتقداتهم الوثنية ومنذ ذاك الوقت شرعوا في الهجرة من أرضهم نحو الجنوب حيث ينبع النهر الأسود ومن هناك انتشروا في التلال التي تبعد عن النهر الأسود كثيرا وتعتبر أراض جرداء واستوطنوها وللأسف لم تنتبه قبيلة الحمر الوحشية لهذا الأمر وكرروا نفس الغلطة التي وقعت فيها قبيلة الضباع المرقطة تحت إغراء الهدايا الثمينة والأموال الباهظة التي حصلوا عليها من الشركة العالمية وكما ترون الأمر أصبح في غاية الخطورة إن لم تتحرك الحكومة السودانية في هذا الشأن سيحدث مالا يحمد عقباه ، لقد أيقن أحمد بما لا يدع مجالا للشك أن ما أصيبت به زمردة لم يكن مرضا عاديا وهذا ما يفسر الانقسامات الرهيبة لخلايا جسم زمردة وتكاثرها المريب أنه نوع من السرطانات التي أصيبت بها نتيجة تعرضها لإشعاعات مكثفة من جراء تسربها من البراميل المدفونة في أرض الضباع المرقطة وعليه فقد قرر أحمد ومعه حسن أن يصبا اهتمامهما علي المتغيرات الحديثة التي طرأت فجأة ،كان ليليان يخوض حربا ضروسا تحت قبة البرلمان بعد أن قدم استجوابا لرئيس الحكومة أثار فيه مسألة النفايات النووية التي تدفن علي أراض السودان الجنوبية مما أثار موجة من ردود الفعل من جانب أعضاء البرلمان والذين يبدو عليهم الاستنكار الشديد لهذا الأمر الذي فوجئوا به وتعالت الأصوات تحت قبة البرلمان الجميع يريد توضيحا حازما لهذا الأمر وقد انضم العديد من الأعضاء لطلب الإحاطة الذي قدمه ليليان وأثار ضجة لم تهدأ بعد إلي أن استدعي رئيس البرلمان رئيس الحكومة للرد علي هذا الاستجواب بمنتهي الشفافية والوضوح ،في اليوم التالي وصل أحمد إلي مدينة جوبا ومن هناك أبرق إلي رئيس القسم بالكلية برقية مقتضبة فحواها ( هناك أمور مريبة تتم بجوار نقطة المراقبة ( ج ) ، وفاة القردة زمردة نتيجة مرض تأكدنا أنه السرطان ، الأوضاع في توتر متصاعد نتيجة اكتشافنا دفن نفايات نووية علي أرض الغابة ،أبلغنا الحكومة السودانية بالأمر ، أفيدونا بالتصرف السليم ) ، في معرض حديثه أمام البرلمان أوضح رئيس الحكومة السودانية أن المناطق التي ذكرها العضو ليليان غير خاضعة بالكلية لسيطرة الحكومة السودانية وبالتالي فهو لا يستطيع نفي أو إثبات ما جاء به العضو وعليه فليس علي الحكومة في الشمال أي ملام ومع ذلك تعهد رئيس الحكومة ببذل أقص جهد للتحقق من هذا الأمر والعمل علي التصدي له بكافة الوسائل حتي إن اقتضي الأمر بتحريك القوات المسلحة لإنهائه ، إلي هنا انتهي استجواب رئيس الوزراء، وصل أحمد إلي النقطة ( ج ) في وقت متأخر من الليل ، ولج أحمد إلي غرفته وتمدد علي سريره وأطلق العنان لنوم عميق بعد إرهاق شهده طوال اليوم في اليوم التالي استيقظ علي طرق متواصل علي باب حجرته كان الواقف إدريس الذي طلب من أحمد سرعة التوجه إلي حيث مكتب الأستاذ مهران رئيس النقطة وأفهمه أن الأستاذ حسن قد سبقه إلي هناك ويبدو أن الأمر في غاية الأهمية ولا يحتاج أي تأخير ، اعتدل أحمد وقام متوجها إلي الحمام ثم عاد وارتدي ملابسه في عجالة وتوجه إلي حيث مكتب مهران ، كان مهران يبدو عليه الانزعاج وحسن في غاية الاستثارة ، خيرا يا أستاذ مهران قال أحمد ، رد مهران : لقد وردت للتو مكالمة هاتفية من المقر في جوبا تبلغنا بورود برقية من القاهرة مفادها ضرورة إنهاء الأعمال في النقطة ( ج ) وإغلاقها والعودة فورا إلي القاهرة بالنسبة لك ولحسن ثم تمتم بصوت مسموع : لا أدري لماذا تتصرف القاهرة بمثل هذا التصرف دون الوضع في الاعتبار الأموال والتجهيزات التي أنفقت علي مثل هذه النقطة! فقال أحمد : ربما لديهم .......( يتبع )
-
*محمود مسعود

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...