اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

النهر الأسود - 7 ....*محمود مسعود

⏪النهر الأسود ...... ( الفصل السابع )

زمردة فسأله مهران مرة أخري : وهل لديك تفسير عن ماذا تكون هذه الظاهرة ؟ أجاب أحمد بالنفي واستطرد يقول : لو كان لدي
تفسير لما أرسلت في طلبكما ! قال حسن : دعوني أنظر مرة أخري ، نظر حسن وهو يرقب الحركة الدائبة والنشاط المحير لتلك العينة ثم نظر إلي كبد القردة فصاح في انبهار : إنه ليس بكبد علي الإطلاق إنه شيء يشبه البالون المتضخم والذي أوشك علي الانفجار ، إنها خلايا سرطانية وما يؤكد حديثي هو ذلك الانقسام المتزايد فيها بصورة متسلسلة فالخلية الواحدة تصير اثنين والاثنين يصيروا أربعة وهكذا والسؤال هنا : من أين أصيبت زمردة بالمرض وما سببه فالمعلوم أن أكل النباتات لا يؤدي للإصابة بهذا المرض فمن أين أتي ؟؟هنا اللغز !قال أحمد ردا علي حسن : كلامك صحيح فكيف لحيوان يتغذي علي النباتات أن يصاب بالسرطان ؟ تدخل مهران في الحديث وهو يؤكد علي التساؤل الذي طرحه حسن وأيده أحمد : يبدو أن أعمالك في ازدياد يا عم أحمد حاول بأبحاثك أن تصل لمسببات المرض وهل هي ظاهرة وحيدة أم وباء منتشر في الغابة ، وصل زعيم قبيلة الضباع المرقطة إلي مقر قرية الحمر الوحشية في زيارة غير متوقعة ، وبعد استقبال حافل من قبل الجحش المنمق وتبادل التحية جلس الضبع الكبير يتحدث إلي الجحش المنمق مستفسرا عن آخر مستجدات المشروع الكبير الذي أقاموه خاصة وقد وقع بصره علي هذا الحفر الضخم الذي أتموه فقال الجحش المنمق وهو يضحك : يبدو أنك لا تفوت أي من الفرص أيها الضبع الكبير ولكن دعني أسألك سؤالا : فقال الضبع الكبير : تفضل ، لما هذا الاهتمام المفاجئ بمشروعنا وأظن أن جميع القبائل تعلم به وليس بخافي عن أحد ؟ فرد الضبع الكبير : إن وجود مثل هذا المشروع في أرضنا سيوفر الكثير من فرص العمل لشعبي هذا من ناحية ومن ناحية أخري سيشغلنا مثل هذا المشروع عن ممارسة الاقتتال بيننا وبين القبائل الأخرى وربما يجعلنا كلنا نتعاون في تنفيذه مما سيجعل فرص السلام بيننا قائمة لأبعد الحدود ألا تتفق معي في ذلك أيها الجحش المنمق ؟ابتسم الجحش المنمق ثم قال : كلامك صحيح وأتفق معك فيما قلت ولكن ألا تري أنك أخطأت المكان فيما تطلب ، فالحديث ليس معنا وإن كنت تريد فعلا مثل هذا المشروع عليك مخاطبة الشركة العالمية فهم أصحاب العمل وهم من يختارون مع من يتعاملون ، اعتدل الجحش المنمق في جلسته وهو يقترب من أذن الضبع الكبير وكأنه يهمس فيها قائلا : أنتم منذ خمسة أعوام أو يزيد كان لديكم مثل هذا المشروع أتذكر ذلك أم تراك نسيت ؟؟ فقال الضبع الكبير : نعم كان ذلك منذ ست سنوات عند الجبل الأوسط قبل أن يزحف عليه الغطاء النباتي وقد غطي بالكامل بالأشجار حتي اختفت معالمه وللأسف منذ أن انتهي المشروع وقامت الشركة بردمه عقب إلقاء البراميل الفضية وطمس جميع معالمه وللأسف ازدادت الحياة في هذا المكان توحشا فالحيوانات يزداد حجمها بشكل غريب حتي أن السحلية تبدو كديناصور وهذا ما جعلنا نهجر أماكننا ونسكن أطراف الغابة في قلب منطقة التصحر هربا منها وأصبحت حياتنا لا تطاق فلا حيواناتنا تنمو بشكل طبيعي ولا زراعاتنا تثمر كما زراعات المناطق الأخرى ولا ندري السبب ؟ هز الجحش المنمق رأسه وهو يقول : عموما نحن علي استعداد أن نمد لكم يد العون في أي شيء تطلبونه منا ولن نتأخر في ذلك ولكن أخبرني بصدق ما موضوع الحيوانات العملاقة هذه ؟ فقال الضبع الكبير : إنني أصدقك القول ولا أبالغ حينما أقول بأن الحيوانات في منطقتنا القديمة حجمها هائل بالفعل ،فقال الجحش المنمق : أسمع يا ضبع لقد علمت أنك قابلت مندوب الشركة الأسبوع الماضي عند النهر الأسود ، فقال الضبع الكبير نعم قابلته حتي أن الأتان الصغير كان معي وهل في ذلك ما يمنع أن أقابل الرجل ؟ رد الجحش المنمق لا ولكن كان من باب أولي أن تذكر ذلك ، علي أية حال لقد أخبرتك بما يجب فعله ونحن من جانبنا لن نتأخر في تقديم أي مساعدة فسأله الضبع مرة أخري : كيف استطعتم في فترة وجيزة من إتمام عملية الحفر بهذا العمق الكبير وأنا أعلم تماما افتقاركم للمعدات التي تقوم بعمل مثل هذه الحفرة العملاقة ؟ ابتسم الجحش المنمق ثم قال مفاخرا : نحن قبيلة لا تعرف المستحيل وإذا ما أردنا شيء نفعله مهما كان مستحيلا ، هز الضبع الكبير رأسه ثم هم بالانصراف مستأذنا الجحش المنمق في ذلك فأذن له ، كان المعمل في النقطة ( ج ) يبدو كخلية نحل ، وقد تم تقسيم العمل فيه بكل الطاقة المتاحة ، بدت عينة الدم التي أخذ يفحصها حسن كأنها معمل نووي يضج بالتفاعلات الحيوية فالخلايا كانت في حالة انقسام مستمر وتقوم بتدمير نفسها كما لو كانت حربا ضروسا مستعرة بين فريقين حالة نادرة لم يسمع بها أو يشهدها طب الحيوان أو الإنسان من قبل ، لحسن الحظ كان المجهر الذي يقومون بفحص العينات من خلاله حديثا إلكترونيا به إمكانات تصوير العينات فقام أحمد وحسن بتصوير أفلاما كاملة لها لتوثيق الحدث لحظة بلحظة ،كان الغموض يحيط بالسر في هذه التفاعلات الحيوية ، فما هو سببها ؟ من المعروف أن الخلايا السرطانية يتسبب بها نوع من البروتين الذي يغير من طبيعة الخلية حيث يجعلها تزداد في الحجم وتبدو متوحشة تلتهم الخلايا السليمة هذا هو مفهوم السرطان ولكن أن تنقسم الخلايا ويزداد حجمها وتأكل نفسها فهذا هو الجديد في الأمر !بدا الغموض سيد الموقف ،شارك مهران كلا من أحمد وحسن عملية استكشاف هذا المرض الغامض محاولا معهما معرفة أسبابه وكيفية علاجه ، لقد أصبح الآن ضمن الفريق الثلاثي وبدأت المعركة كما أطلق عليها ،استأذن فرانكلين قائد المجموعة الكشفية في النقطة بالدخول حينما اذن له مهران وقد أخذ جانبا بعيدا عن مناضد البحث وطلب الإذن بالحديث فأذن له مهران ، تعلم يا سيدي أنني أقود فرق البحث منذ سنوات وقد جوبنا جميع المناطق في الجنوب والشمال وكذلك الشرق والغرب في بلادنا ورغم قسوة الظروف إلا أننا تمكنا من تطويعها لمصلحتنا علي قدر الإمكانات المتاحة ، نظر مهران باندهاش لهذه المقدمة التي أتي بها فرانكلين ولا يدري ما سببها فنظر إليه مهران وقال : ما الذي تريد قوله يا فرانكلين أرجوك اختصر ، تبسم فرانكلين وأكمل حديثه قائلا : منذ سنوات وبالتحديد في منطقة الشلال الجاف كان هناك مشروع ضخم و كان يقوم به أناس ليسوا من أبناء جلدتنا ولا يتحدثون لغتنا حيث كانت هذه المنطقة يسكنها قبيلة الضباع المرقطة ، اعتدل أحمد في جلسته وواجه فرانكلين وأخذ يستمع باهتمام ، ها أكمل يا فرانكلين قالها مهران ، فقال فرانكلين ، كنا أيامها نقوم بتأسيس النقطة ( ب ) بجوار الشلال وذلك قبل حضوركم بسنوات توقف حسن عن التدوين في المفكرة الخاصة بموضوع جثة زمردة وقد أنصت جيدا لحديث فرانكلين هو الآخر واستطرد فرانكلين في الحديث قائلا : كنا نعتقد أن رجال الشركة العالمية قد أتوا إلي بلادنا من أجل مراقبة الحيوانات أو دراستها كما تفعلون أنتم ولكن صمت فرانكلين برهة والجميع ينصت باهتمام لمعرفة حديث فرانكلين الذي جاء بلا موعد ثم أكمل فرانكلين : أقول أن هؤلاء الناس أتوا بشاحنات عملاقة كنا لأول مرة في حياتنا نري مثلها حيث كانت مقفلة من جميع الاتجاهات ماعدا باب السائق والزجاج الأمامي فقط مكثوا هنا لمدة شهر قاموا خلاله بصنع حفرة عملاقة في وادي الشلال الجاف وألقوا فيها براميل فضية ثم قاموا بدفنها وردمها بالتراب الناتج من الحفر ثم مهدوا الطريق فوقها و....عاد فرانكلين للصمت من جديد فقال أحمد : لماذا صمت يا فرانكلين ؟؟ فأجاب فرانكلين : الحقيقة يا أستاذ احمد لا أدري ماذا أقول ؟ لم يمض علي دفن البراميل الفضية بضع سنين وقد تحولت منطقة الشلال الجاف الذي كانت تجري مياهه علي مد البصر حتي تلتقي في النهاية بالنهر الأسود وسط مروج من النباتات التي كانت تثمر وتأتي بأطيب الثمار وقد ماتت وجف الشلال وحدثت مجاعة شديدة لقبيلة الضباع المرقطة مما جعلهم يهجرون منطقتهم ويتجهون نحو التلال في الصحراء وقد تسبب ذلك في وقوع حروب كثيرة بينهم وبين معظم القبائل بل والأمر من ذلك ظهور أمراض كثيرة بين الناس لم تكن معروفة حتي وقتنا هذا قال مهران : لقد بدأت الرؤية تتضح الآن وشكوكي صارت في محلها فقال حسن موجها حديثة لمهران : تقصد أأأ فقال مهران تمام أقصد أن هذه البراميل التي يقومون بجلبها إلي هنا ما هي إلا نفايات نووية يقومون بدفنها في أراضي جنوب السودان في نظير أشياء تافهة بالنسبة لهم تتمثل في هدايا والعاب وبعض المأكولات إذن لغز زمردة حل أيها السادة إن السرطان الذي أصيبت به هو ناتج عن تعرضها لإشعاع النفايات النووية المدفونة في أرض الشلال الجاف و سكت مهران فجأة وقد أيقن أن ما يقوم به الجحش المنمق هو ما قام به الضبع الكبير سابقا والكارثة لا محالة مستمرة بهذا الوضع الذي ينبغي أن يحذر السلطات في السودان منه ، ولكنه توجه إلي فرانكلين بسؤال لم يخطر علي بال كلا من أحمد وحسن ، قل لي يا فرانكلين أتتذكر شكل البراميل فنظر فرانكلين إليه متسائلا بدوره : ماذا تقصد بشكلها فقال مهران أقصد أية رسومات عليها أو كتابات فقال فرانكلين : علي ما أعتقد أن البراميل كانت فضية اللون وكان مرسوم عليها شكلا أصفرا يشبه ريشة المروحة نعم نعم تذكرت ريشة المروحة كالتي توجد علي مكتبك وأشار بإصبعه نحو مكتب مهران واستطرد مكملا حديثه : وقد كتب تحتها بالإنجليزية نفايات نووية ولم نكن نعلم ومازلنا لا نعلم ماذا تعني هذه العبارة ، اندهش حسن من حديث فرانكلين الذي أقسم له أنه شخصيا لا يعلم معني هذه العبارة حتي قالها الأستاذ مهران الآن ، هز حسن رأسه ونظر إلي مهران متسائلا : هل يكون دفن هذه النفايات يتم دون علم الدولة السودانية ؟ فقال مهران إن كانت مسألة دفن النفايات النووية يتم دون علم السلطات السودانية فهذه مصيبة وإن كان العكس فالمصيبة أكبر عموما سأجري اتصالاتي بشخصيات ذات ثقل في البلاد وسأعلم منهم بالضبط أمر هذه النفايات المهم الآن عليك أنت وأحمد كتابة التقارير الوافية لرفعها للمسئولين ومن الآن فصاعدا عليكم بالاحتراز لأنه علي ما يبدو فإن هذه المنطقة أصبحت غير آمنه وبالتأكيد مليئة بالإشعاعات النووية التي تتسرب من هذه البراميل المدفونة في أرض الشلال الجاف القريبة من النقطة ( ب ) ، كانت ريحانة الربيع ابنة الضبع الكبير تتنزه بصحبة مجموعة من فتيات القرية عند النبع القريب من النهر الأسود وكن يمرحن ويلعبن وتتعالي صيحاتهن وضحكاتهن وهن يتقافزن بينما كان أحمد وحسن يتجولان بالقرب منهن ، وكانت أصوات البنات تتنامي إلي سمعهما ورغم ذلك لم يعيرهما أي اهتمام غير أن ريحانة الربيع لمحتهما بنظرة ثاقبة وقد تعمدت أن تجذب انتباههما بشتى الطرق ،توقف احمد عن السير والتفت نحو البنات فشاهد إحداهن وكانت مميزة عنهن بقوامها الفارع وجسدها الممشوق وشعرها المسترسل كالحرير يا الله قالها أحمد وهو يرمقها بنظرات جعلت حسن ينتبه رغما عنه فقال لأحمد : ألو ألو أخينا هاااي انتبه أحمد لنداء حسن وقال له : هه أتقول شيئا ؟ فرد حسن لا فقط أحدث نفسي ماذا دهاك ؟ فقال أحمد لا أعلم .....( يتبع )
-
*محمود مسعود

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...