⏪⏬
المتواجدين بالنقطة توصلوا إلي أن الفاعل لا ينتمي للنقطة بأي حال من الأحوال وتركوا التحقيق مفتوحا لإضافة أي جديد يطرأ بشأنه
فقد اكتشفوا بصمات لا تضاهيها أي بصمة لأي شخص بتلك النقطة ، كان الكل قد حزم أغراضه في قافلة من السيارات المتواجدة لدي النقطة ( ج ) ومع ظهور خيوط الفجر الأولي انطلقت القافلة بعد أن أخذوا الإذن من فريق التحقيق بذلك في اتجاه مدينة جوبا والتي شوهدت من قبل بعض رجال قبيلة الحمر الوحشية الذين بدورهم أرسلوا أحد رجالهم للقبيلة للإبلاغ عن الأمر ، كانت الأوامر الصادرة من مهران للسائقين سرعة التحرك للخروج من نطاق قبيلة الحمر الوحشية حتى لا يكتشفوا أمر إغلاق النقطة والرحيل عن المنطقة بالفعل كانت السيارات تسير بسرعة غير معهودة في تلك الطرق الغير ممهدة ، علمت قبيلة الضباع المرقطة بأمر مقتل ابنهم فرانكلين وتأزمت الأمور داخلها وحزموا أمرهم بضرورة اكتشاف الفاعل والقصاص منه بأي شكل من الأشكال وبدأت الأمور في التوتر وبدا الأمر علي شفي الانفجار في أي وقت وهذا معناه إعلان قبيلة الضباع المرقطة الحرب علي الفاعل ومن هم خلفه ، علم الجحش المنمق بأمر إغلاق النقطة ورحيل جميع من بها فجن جنونه ولكن الوقت كان قد فات ولا يستطيع معه منعهم من المغادرة فقد شارفوا علي الخروج من منطقة الغابات وبينهم وبين القافلة مئات الأميال وليست لديهم وسائل النقل التي تستطيع اللحاق بهم وصلت القافلة إلي الطريق السريع الممهد في وقت قياسي ومن هنا انطلقت السيارات بسرعتها القصوى في اتجاه مدينة جوبا التي يبعد عن هذا الطريق بحوالي ألف كيلو متر كانت سيارات الوقود التابعة للقافلة بها من الوقود ما يكفي لنصف الطريق اتصل مهران بالمركز الرئيسي بجوبا للعمل علي إرسال سيارات وقود إضافية تقابلهم في أي نقطة قريبة وذلك قبل أن يغادروا النقطة ( ج ) وكان هذا عامل إضافي للتوتر الذي كان يشمل الكل بلا استثناء ، كانت القافلة علي بعد حوالي مائة وخمسون كيلو متر من جوبا حينما تقابلت مع سيارة الوقود الذي بدأ ينفذ من معظم السيارات ، توقفوا وتزودوا بالوقود اللازم ثم انطلقوا جميعا في اتجاه جوبا ، كانت عقارب الساعة تشير إلي السادسة مساءا حينما بدأت أنوار جوبا في التلألؤ من بعيد مما أدخل في نفوس الجميع السكينة والهدوء من بعد أيام قاسية عاشوها جميعا وبالكاد بدأوا يتنفسون الصعداء ........
-
*محمود مسعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق