اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قصيدة (صدى الأمكنة) للشاعر عبد العزيز برعود: شعرية الأمكنة العربية الجريحة

*مجدالدين سعودي – المغرب

الشعر هو تأمل في الكون والتقاط كل المشاعر والأحاسيس والمظاهر التي نعيشها وتنتابنا وتحيط بنا ، والشعر كما قال الفيلسوف الوجودي هايدغر هو (وعد بالكشف) .. فيكشف الشاعر ما لا يتم كشفه من طرف الانسان العادي ويلتقط ما بين السطور والصور ،
ويقتحم العالم اللامرئي والمسكوت عنه ويبصم قصائد العشق بعشق والمرثيات بحزن والسفر في الوجود بتأمل.
وذات لحظة فكر وبهاء انساني قال الشاعر الألماني هلدرلن : (ما يدوم يؤسسه الشعراء).
ومن هذا المنطلق يؤسس الشاعر عبد العزيز برعود استمرارية التوثيق والتأريخ للربيع العربي الذي تحول بين عشية وضحاها الى خريف الموت والحرب والفساد ...
أمكنة الشاعر عبد العزيز معروفة ومحددة تاريخيا وجغرافيا ... فكانت (الذاكرة) عبارة عن لقطات سينمائية توثق لشعرية أمكنة قصيدة (صدى الأمكنة)..
يحيلنا العنوان(صدى الأمكنة) الى أمكنة عربية دخلت التاريخ بثوراتها وحروبها ، فالربيع العربي يصادق خريفه ، والشتاء العربي تحول الى صيف قاحل مستديم ، فلا تسمع – أينما حللت ورحلت - الا صوت الرصاص ورائحة الدم وسقوط رؤوس لتحل محلها وجوه قديمة – جديدة بمسميات جديدة ، ليتدخل الغرب الذي شنف مسامعنا بمفاهيم الديموقراطية والنظام والعدل ،فتارة يتدخل لجانب قوة ضد أخرى ، وتارة لمناصرة أبناء الثورة التي – وللأسف تأكل أبناءها وخيراتها – وتارة تحت ذريعة اسقاط الفساد وهكذا ، لتعيش الأمكنة العربية الحروب والويلات وتدمير المدن والاقتصاد والمآثر والمتاحف وغيرها .
واذا كان (كارل ساندبرغ ) قال عن حكمة: ( الشعر حقيبة التذكارات غير المرئية ) ، فقد كان الشاعر عبد العزيز برعود في قصيدته (صدى الأمكنة) صادقا وحارقا في نفس الوقت ، كان صادقا لأن عين الشاعر الثالثة لا تخطئ وتجيد التصويب ، وحارقا لأن الحقيقة صادمة .
ينتقل الشاعر بين سيدي بوزيد – رمز الثورة التونسية والتي استفادت انتفاضتها من نظام ديموقراطي- وليبيا وصحاري النفط والقحط ليصل لمصر ميدان التحرير مرورا باليمن والشام ...
للشاعر عبد العزيز برعود حاسة سادسة ، يستشعر الأخطار المحدقة، فتلتقط عينه الثالثة كل المظاهروالأحداث ليحولها الى ابداع شعري جميل.
فسيدي بوزيد كبقية المدن العربية ، تلتقي في الفقر والظلم والضياع ، وأتذكر الشاعر المغربي بعينه الثالثة وهو يقول في ومن مضى لكنه مستمر لحد الآن:
((مدن لانهمار المراثي مجهزة وصليل الصنوج
فلا تشعل الورد للشعراء مداما
ولا تشرع الصدر للأنبياء مقاما
ولكنها تتبرج مثل إمام القصور
ولا شيء يسمو بها إن سما غير
اسمنتها في سمو البروج" ))
فيكتب الشاعر عبد العزيز برعود:
((في سيدي بوزيد:
اشتعل الجسد نارا
فارتعش الوقت
واستضاء ليل قرطاجنة
السرمدي
يكسر المرايا الخادعه
صدق الشعراء المتهمون
بالكذب والغوايه
ومن رماد الذاكرة
انتفضت قصائد الحرية..))
وقد صدق لوركا عندما كتب : (( آه يا لها من أحزان عميقةٍ ‏لا يمكن تجنبها .. ‏تلك الأصوات المتوجعة ‏التي يغنيها الشعراء.))
وها هي (ليبيا الخراب ) بتعبير عبد العزيز برعود تعيش المأساة والثورة الدموية والثورة المضادة وثورة من لا ثورة له ، فيلتقي مع العين الثالثة للشاعر محمد الفيتوري الذي نجح في نشر صورة طاغية الزمن العربي:
(( قد مر طاغية من هنا ذات ليل
أتى فوق دبابة
وتسلق مجدا
وحاصر شعبا
غاص في جسمه
ثم هام بعيدا
ونصب من نفسه للفجيعة ربا.. ))
وبنفس العين الثالثة للشاعر عبد العزيز برعود الذي يقول:
(( في ليبيا الخراب:
أعلنت الأشجار الواقفة
فصلها الأخير من التعب
السماء توشحت بالسواد
والحقول تدثرت
بمسوح الحداد
وذابت زرقة البحر
في غيم الغضب..))
ألم يقل جبران خليل جبران بحاسته السادسة كذلك : (( نحن أبناء الكآبة. نحن الأنبياء والشعراء والموسيقيون ).
يواصل عبد العزيز برعود سفره الشعري فيواصل:
((في عمق السراب..
أشرقت شمس الصحوة
أكثر اشتعالا
تشحد صدأ هذا الغياب
علا الضجيج مدائن الرجع
الصموت.
والبنادق تلت نشيد الوداع
الأخير ))
لكن الموت ورائحة الدم تملأ ميدان التحرير الذي يعاني من بطش فراعنة آخر الزمن ، فكان ، فيلتقط أمل دنقل بعينه الثالثة كذلك منظر القتل وكأنه ما زال حيا :
((عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيَثقب الرصاصُ رأسَه.. في لحظة الملامسة!
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء!
أسأل يا زرقاء.. ))
وها هو الشاعر عبد العزيز برعود ، بحاسته السادسة التي لا تخطئ :
(( في ميدان التحرير:
التنهيدات المعتقلة في الصدور
تحررت
الأجساد المنفلتة من الصمت
تخلت عن قشعريرتها
للأضاحي
أهدت أرواحها قربانا للوت
كي ترسم وطنا-أوطانا
بلا آلهة.
ولا يجد الشاعر عبد العزيز برعود الا مخاطبة أبي الهول:
((لم يعد لأبي الهول متسع
من الوقت للانتحار
لم يعد للأصنام المتحجرة
شمس تشرق في هذا الأفق
المتضائل
أمام قامات النخيل.. )).
تحضر العتمة وغموض التكهنات بلدا كان سعيد حتى تدخل شيوخ الخريف العربي ، فيلتجئ عبد العزيز برعود الى التقاط المشهد الدموي :
(( في اليمن التعيس:
أشرق وجه صنعاء ذات عتمه
من غموض التكهنات
من جراح التواريخ
الأرصفة تعمدت بدماء خطاها
الشوارع والطرقات
آه ياحضر موت
ثمة ذكريات أودعها الأنبياء
في عدن
ثمة وطن عالق في الشراك
وأحلام مؤجلة..))
يقول سميح القاسم في قصيدته الجميلة (ليلى العدنية):
((هذه يا أيها الإخوان، ليلى العدنية
شاءها الله، فكانت كبلادي العربية..
سقطت ليلى الحبيبة
سقطت.. باسم العروبة!
سقطت ليلى.. ولكن
قسماً! لن تدفنوها
قسماً.. لن يطمس الرمل بلادي العربية!
من دم القتلى، سنسقيها.. ونحييها..
ونعطيها حياة أبدية..
باسم ليلى!.. باسم ليل . ))
الشام مهد البهاء الانساني والحضارة والثقافة والموسيقى يرثيها أدونيس قائلا:
(( أومأتِ
جئتُ إليكِ حنجرةً يتيمه
أقتاتُ ، أنسج صوتَها الشَّفقيّ من لُغةٍ رجيمه
تتبطّنُ الدنيا وتخلع باب حكمتها القديمَهْ
وأتيتُ، لي نجمٌ ولي نارُ كليمه:
يا نجمُ ، رُدّ لي المجوسَ
فالكونُ من ورقٍ وريحِ
ودمشقُ سرّة ياسمينْ
حُبلى،
تمدّ أريجَها
سقفاً
وتنتظر الجنين ))ُ
فيكون جواب عبد العزيز برعود :
((في الشام الحزين:
صدح البحر المهتاج
في وجه نظام الرمل
أيها الجدار الأصم:
ها قد أينعت مواويل الريف
من أولى الطلقات
ومن جرح الذاكره المهمله..

ضاقت الشمس في شرفات
حلب
المطر أتعبه هذا النزيف
وفي درعا حضر الموت
يقايض الحناجر المكتظة
بالصراخ والأسئله.. ))
بطعم الخريف نختم قائلين :
يقول الكاتب السوري الكبير محمد الماغوط :( أحاولُ أن أكون شاعراً في القصيدة وخارجها، لأن الشعر موقفٌ من الحياة، وإحساسٌ ينسابُ في سلوكنا..) ،لأن (الشعر غناء الانسانية) حسب محمد بنيس .
يمكن القول مع الشاعر عبد العزيز برعود أن سيدي بوزيد (النار ،الكذب، الغواية)، وتعيش ليبيا (الخراب) وميدان التحرير أصبح بدون تحرير يغلفه الموت في انتظار أن يصبح وطنا بدون آلهة ، بينما (اليمن السعيد) يغرق في العتمة وفخ الشراك العربية في انتظار الأحلام المؤجلة والشام الحزين ما زال مثقلا ومكبلا بالجراح والنزيف .
ومأساة العرب المنفيين داخل وخارج أوطانهم كما يقول المثل الروسي: ((حتى الربيع في المنفى لا بهجة له.)).
-
*مجدالدين سعودي
المغرب
_
➤احالات
1 محمد الديهاجي : (ادريس أمغار مسناوي: شاعر الأبدية....في الحداثة الزجلية ورهاناتها )
مطبعة وراقة بلال يونيو 2016
2 د. امحمد برغوت : محمد الطوبي، شعرية الغواية والانقياد لسلطة العشق
3 الصحافي السوداني عبد الله الشيخ: (أشعار الفيتوري: رايات وطبول تزاحم آفاق ثورة السودان )

⏪قصيدة (صدى الأمكنة) لعبد العزيز برعود

في سيدي بوزيد:
اشتعل الجسد نارا
فارتعش الوقت
واستضاء ليل قرطاجنة
السرمدي
يكسر المرايا الخادعه
صدق الشعراء المتهمون
بالكذب والغوايه
ومن رماد الذاكرة
انتفضت قصائد الحرية..

في ليبيا الخراب:
أعلنت الأشجار الواقفة
فصلها الأخير من التعب
السماء توشحت بالسواد
والحقول تدثرت
بمسوح الحداد
وذابت زرقة البحر
في غيم الغضب..

من عمق السراب..
أشرقت شمس الصحوة
أكثر اشتعالا
تشحد صدأ هذا الغياب
علا الضجيج مدائن الرجع
الصموت.
والبنادق تلت نشيد الوداع
الأخير

فانفجر الطوفان من صلب
الصحراء
وكبر الصدى في الخواء..

في ميدان التحرير:
التنهيدات المعتقلة في الصدور
تحررت
الأجساد المنفلتة من الصمت
تخلت عن قشعريرتها
للأضاحي...
أهدت أرواحها قربانا للوت
كي ترسم وطنا-أوطانا
بلا آلهة.

لم يعد لأبي الهول متسع
من الوقت للانتحار
لم يعد للأصنام المتحجرة
شمس تشرق في هذا الأفق
المتضائل
أمام قامات النخيل..

في اليمن التعيس:
أشرق وجه صنعاء ذات عتمه
من غموض التكهنات
من جراح التواريخ
الأرصفة تعمدت بدماء خطاها
الشوارع والطرقات
آه ياحضر موت
ثمة ذكريات أودعها الأنبياء
في عدن
ثمة وطن عالق في الشراك
وأحلام مؤجلة..

في الشام الحزين:
صدح البحر المهتاج
في وجه نظام الرمل
أيها الجدار الأصم:
ها قد أينعت مواويل الريف
من أولى الطلقات
ومن جرح الذاكره المهمله..

ضاقت الشمس في شرفات
حلب
المطر أتعبه هذا النزيف
وفي درعا حضر الموت
يقايض الحناجر المكتظة
بالصراخ والأسئله..

أيها الجدار الأصنم:
هو ذا الخريف القادم
من الزمن القاتم
أضحى ربيعا
يوقظ الأشجار من سباتها
وينصب فوق العروش مشانقا

في رباط الخير:
انتابت حدائق الموت
اختلاجات الحرية والندى
وحنين الوطن الصاهل
في الروح
طيور من الفرح المكنون
بميلاد الرجاء
حملتها أجنحة الريح
العفيه

كي تهدينا انتحارها الساطع
بالحلم والزغاريد
وتتعمد مع النجوم قذائفا
في وجه الظلام
فكان الفرح عيدا
عزفا
وأغنيه..
-
*عبد العزيز برعود

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...