اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ضيوف " جوان جان ونضال عديرة "في احتفالية أصدقاء المسرح

⏪ من مادتي في الحياة المسرحية .في احتفالية أصدقاء المسرح.
* الياس الحاج 
• اليوم الثاني ...
الضيوف ... فرجة واقعية تشويقية .
قبل الولوج إلى فضاء مسرحية " الضيوف "، لا بد بداية من الحديث حول ما أنجزه في إطار المدرسة الواقعية المبدع " جوان جان " الباحث والناقد والكاتب المسرحي السوري الأشهر من أن يعرف ، ولأنه يدرك أهمية تأثير تلك المدرسة على أنّها إحدى المدارس
الأدبيّة والمذاهب الأوروبيّة التي انتقلت إلى الأدب العربيّ ، وتستمد عناصرها بشكل مباشر من الطبيعة، وليس من النماذج الكلاسيكيّة، وتتجلّى جوانب هذه المدرسة من الأمور المُستمدة من البيئة المحلية، والتي تُشعر القارئ بالانطلاق نحو الواقع، والصدق في التصوير ، وقد تجلت معالجة النص على الواقعية النقدية في تداخل مع الواقعية الطبيعية .. غير أن البداية المشهدية الإخراجية للفنان " نضال عديرة " جاءت أقرب للرومانسية من خلال موسيقا توتر مقلقة مصحوبة بنشيج وأسى تعبيراً عن الضجر والعزلة .. لتفتتح معها فرقة أليسار المسرحية عرضها الواقعي على حزمة إنارة جانبية تشكل معبراً لشخوص الحكاية ، وكأن تلك البداية تشير إلى التعرف بـ ( كاركترات ) مسرحية " الضيوف " التي اقتبسها في معالجة درامية آسرة الكاتب والناقد " جوان جان " عن نص للبريطانيين " إدوارد بيرسي ورجينالد دينهام " وإخراج " نضال عديرة " ، مساعد مخرج " بسام سعيد" .
ومن البداية .. وتحت حزمة الإنارة .. وبشكل تتابعي ، تقوم الشخصيات المشاركة في لعبة المسرح ( دينا العش ، إيفا خدوج ، جعفر درويش ، منار أغا ، آية عادل غنيجة ، يقين زنيبة ، مريم اسماعي ) بأفعال تحتمل دلالاتها التعبيرية إلى البيئة التي تنتمي إليها طبائعهم البشرية في صراع القوى ( الخير ، الشر ) ، وتأكيداً أن عجلة الحياة لا تزال مستمرة في أزمنة الطيبة والطمع ، الظلم والتظلم ، الكرم الفائق والاستغلال والانتهازية ، الشهامة والجشع .. القلوب المفتوحة للمحبة والسكين المغروسة في الظهر ...إلخ ..وأن العتمة يفضحها الضوء ، وهذا ما يذكرنا بنشأت المدرسة الواقعية كوسيلة للرد والاحتجاج على المدرسة الرومانسيّة، حيث تعمّقت الرومانسيّة في الخيال، والأوهام، والأحلام، والهروب من الواقع، وابتعدت عن قضايا الإنسان.

ومع إنارة المنصة على شخوص مسرحية " الضيوف " ، تبدأ الأحداث التشويقية والمتسارعة في إيقاعها التكثيفي المشهدي ، بتسليط الضوء على حكاية السيدة الراقية والثرية سعادة ( دينا العش) التي تعيش فقط مع خادمها ( منار آغا ) الشاهد على الأحداث وحالة العزلة والقلق المزمن بعد أن فقدت وحيدها ، فلجأة لإفراغ طاقات حزنها بالعزف على آلة البيانو ، متمسكة ببقاء ضيفتها الحميمة عبير( ايفا خدوج ) عندها مؤنسة وحشتها ، بهدف مساعدتها في التخلص من أضغاث أحلامها المؤرقة وشعورها الدائم بالفقد ، فتروق الفكرة لعبير التي تستثمر حالة صديقتها سعاد لصالح انتقال أقامتها ، ولمدة اسبوعين بصحبة ابنتيها سلوى ( مريم اسماعيل ) وليلى ( آية عادل غنيجة ) ، وهنا يمكن الإشارة إلى سهولة اللغة السلسة البعيدة عن التكلف والصعوبة، وكذلك البعد عن الإطالة في بناء المشاهد ، التي بدت أشبه بالواقع دون أن يقع فيما كرر بالمسرح الواقعي من تقريرية ومباشرة أو خطابية واعظة ، واللافت في المعالجة النصية مهارة الاختزال للتفاصيل الواقعية ، والبلوغ في تحديد هدف وجوهر الشخصيات التحليلية النافذة بعمق نفسي واجتماعي معتمداً تصوير الأفعال على المستوى الداخليّ والخارجي ، مما أنتج ارتباط العواطف بالنفس الإنسانية متداخلة مع الحاجات الفكريّة التي اتجهت إلبها الشخصيات الضيفة بالتدريج لتتحول معها حياة السيدة المضيفة من حالة حزن وقلق إلى تواتر انفعالي كردة فعل على سلوكيات الابنتين اللتيين مارستا العبث الملحوظ بأشياء البيت ، بل زادتا ذلك بأفعال غير مسؤولة ، وكأن ممتلكات المكان ملكهما ، وأن كل شيء بات من حقهما .. الأمر الذي دفع بصاحبة المكان للسخط والتعبير عن استسائها من وجودهم ، حتى أنها تطلب من صديقتها عبير انهاء ما يحدث من عبث وفوضى في بيتها ، راجية مغادرة ابنتيها بعد تجاوز أكثر من ضعف مدة الأيام التي استضافتهم فيها ، غير أن الأبنتين تستنكران فكرة المغادرة وتضغطان على الأم عبير للتمسك بالبقاء دائماً في مكان بات من وجهة نظرهما لهما الأحقية في الاستمرار وبسعادة فيه ، كبديل للتنقل والتشرد المرتبط بطبيعة حياتهم ، ويتوضح من شخصية " ليلى " التي جسدتها برهافة وبراعة لا تخلو من الحضور الاحترافي ( آية عادل غنيجة ) وأن تلك الفتاة الطموحة ، والتي عانت من الفقر والتشرد ولاتملك في الحياة إلا التحليق والأحلام مع شدو العصافير الحبيسة في القفص ، من حقها أن تعيش الحياة الأجمل .. وأنه من حق العصافير أن تغرد وأن تخرج من أقفاصها لتعيش حريتها ، بدعوة لأن تتخلص هي وعائلتها من قيد الفقر والتشرد ، ولشعورها أن هناك قاسم مشترك بينها وبين عصفورها المركون في قفص دنيا العوز دون آفاق ، فبدت بذلك صاحبة الأفكارها التحريضية لوالدتها " عبير " ، والدافعة لها بشكل غير مباشر لطرد سعاد والاستيلاء على المنزل ، مع يقينها بأن والدتها لاتملك ثمن أي منزل ، إلا انها ألمحت لها في أن تركب أية حماقة لتحقيق ما تصبو إليه ، وهي بالطبع مختلفة عن شقيقتهها " سلوى " التي جسدت شخصيتها بعفوية وذكاء ( مريم اسماعيل ) ، وكل ذلك يندرج تحت مسمى المسرح الواقعي والذي ظهر بقوة بعد أن ضعفت ريح المذهب الرومانسي في فرنسا ، وفي كثير من أمم أوروبا وأمريكا ، عندها اشتاق الناس إلى أن يحدثهم الأدباء عن حياتهم الواقعية ، وبالفعل أخذ القصاصون يكتبون القصص الواقعية الممتعة التي ينتزعونها من الحياة الواقعية الصميمة ، وكانت أوروبا كلها في ذلك الوقت تقبل على قصص الكتاب العظماء وقصص إضرابهم وتلتهمها التهاما .
نود تبيان ما ظهر في نهاية مسرحية " الضيوف " من عدم المفاجئة بغياب الثرية " سعاد " وطريقة توزيع الحصص فيما بينهم ، دالاً على اتفاق واقعي مدروس .. لذلك وجب التوضيح حول الفرق بين المذهب الواقعي والمذهب الطبيعي ، ومن مجرد النظر إلى اسم كل منهما نستنبط الفرق بين المذهبين ..... فالشيء الطبيعي هو الشيء الذي يكون منسوباً إلى الطبيعة ... الطبيعة كما خلقها الله ، تلك الطبيعة التي لم تتأثر بالعوامل الخارجية الطارئة التي صنعها الإنسان في الغالب بما يتواضع علية من تقاليد وآداب ، وما يسنه من شرائع وقوانين ، وما يبتدعه من أصول الذوق العام ، أم عن الشيء الواقعي فهو الشيء الذي تحول إليه الشيء الطبيعي بعد أن تأثر بتلك العوامل الخارجية الطارئة ، والعوامل التي صنعها المجتمع بما تواضع عليه من تقاليد وآداب ، وما سنه من قوانين وشرائع ، لذك يمكن القول بأن المسرح الطبيعي هو المسرح الذى يتناول أحداث العصر الذى نعيش فية ، والبيئة التي نحيا فيها كما هي بدون زيادة او نقص ، دون مراعاة للتقاليد والقوانين أو عادات وضعها الانسان ، فيما المسرح الواقعي هو تماماً كما قدمت مسرحية الضيوف التي تناولت فكرة انسانية تعود بالخير علي عقول الناس وقلوبهم ، واذواقهم وتزيدهم انسانية ، وترهف فيهم المشاعر الفنية ، وتولد لديهم الاحساس بالجمال والحق والخير ، وهو المسرح الذى يتناول كما ورد في مشكلة " سعاد " وضيوفها ، أية مشكلة من مشكلات الحياة العملية أو نقداً لوضع من الأوضاع العامة ، والكاتب الواقعي في المسرح لا ينقل الحياة الواقعية نقلاَ حرفياَ فوتوغرافياً ، بل يلخصها ويعطي جوهرها كما فعل الناقد والكاتب المبدع جوان جان في تتابع الأحداث المثيرة بإحكام مساراتها وتصاعد أفعالها ، وصولاً إلى الضيفة " عبير " التي حدد مسارها ثم هدفها الذي جاء تحت تأثير ضغط ابنتيها ، وأيضاً حالة الطمع التي سهلت الطريق إليه المضيفة " سعاد " بكرمها ولطفها وحاجتها للأنس ، فكانت فريسة سهلة في كل ما حدث إلى أن اكتملت لعبة العرض المسرحي فجاء قرار الغدر .. وتحيين لحظة إنجاز فعل القتل العمد بيد الصديقة " عبير " ، والاستيلاء مع ابنتيها على المنزل وممتلكاته .. إلا أن اكتشاف تفاصيل الجريمة من قبل الشاب عماد ( الموهوب جعفر درويش) ابن أخت عبير ، جعلها تقع تحت سيطرته وابتزازه ، فتسعى لمباغتتته والتخلص منه ، لكنها تفشل عندما تكتشف أنه وضع على رأسه الشعر المستعار الذي كانت تخرج به عادة السيدة " سعاد " من منزلها ، فيرغمها على المحاصة للأملاك بالاشتراك مع الخادم سمير ...
ولتستمر الحكاية في حياة طبيعية دون حساب أو عقاب ، دلالة على أن هناك من يسرح ويمرح في كل مكان من العالم من غير حق ، ورغم تحفظنا على المثل القائل " اتق شر من أحسنت إليه " إلا أنه تحقق في زمن سلبت فيه الأماكن.. البيوت التي هجرها أهلها تحت الظلم .. والسؤال المطروح : كم من السكان الذين غادروا أماكن شيدوها ليسعدوا ، فكانت نقمة عليهم بسبب فتح صدورهم لأناس طعنوهم في الصميم .. وهكذا هي الأرض .. الهواء الذي نتنفسه .. دائماً هناك من يطمع لأن يكسب كل شيء لنفسه على حساب حياة الآخر .. تحت شعار ( لماذا هي تملك البيت .. الأرض ... ونحن لا نملك .. ).. والسؤال الملح : إلى متى يحدث ذلك ؟!!!... وبما يعود بنا إلى التيار الناقد والذي يعتبر المدرسة الأم للمذهب الواقعي ويمتلك نهج بمعالم خاصة، كالانطلاق من الواقع الطبيعي، والإجتماعي للإنسان، بتصوير الصراع القائم مع هذا الواقع، والتركيز على الجوانب السلبية للمجتمعات كالظلم، والجريمة، وذلك لمحاولة علاجه ، وهذا ما حققه الحل المسرحي برؤية المخرج نضال عديرة صاحب التجارب الواقعية العديدة ، والذي بات متخصصاً بها لاقترابها من عالم الممثل والجمهور المتعطش لمواضيع تعايش أيامه ، وباسقاطات واقعية كعلاقة العزف على آلة البيانو قبل وبعد جريمة القتل والإستيلاء ، وصمت البيانو في أزمنة الحياة الواقعية الراكدة ، وكذلك الأمر مع العصفور الذي تبدل حاله مع تبدل المكان فتوقف عن الغناء ، وأيضاً الإشارة إلى صخب الحياة ومفارقاتها من خلال شخصية الشرطي ، ومندوب البنك ، والسائق ، تلك الشخصيات الثلاثة التي برع بتجسيدها بطرافة ( يقين زنيبة( ، كما تجدر الإشارة إلى الحضور الأنيق والأداء الراقي الرهيف لـ ( دينا العش) في تجسيدها شخصية بدت رغم بسالطتها مركبة كونها وبرغم الثراء والعيش الرغيد تعاني صراعات الوحدة ، وقد برعت " العش " في التأثير وإقناع المتلقي أنها بحاجة ماسة لتلك الصديقة لتؤنسها مع ابنتيها في فصل الصيف فقط ، لكنها انتهت إلى حدفها على يد من طمعت بالاستيلاء على المكان ، كما حققت العش علاقة حميمة ومحببة مع ( الفنان منار آغا ) الذي جسد شخصية الخادم سمير بطرافة حيناً وبجدية ذكية أحياناً ، وكذا الأمر مع القديرة في أداها ( ايفا خدوج ) التي جسدت شخصية عبير بحرفية تمتزج بين الحدة والحنية ، وبعاطفة مع ابنتيها ليلى ( آية عادل غنيجة ) المبشرى بمستقبل نجمة درامية ، و سلوى ( مريم اسماعيل ) التي لعبت بعفوية على وتر التوازن الحركي والنفسي بتنوع الأداء والغنج في تجسيد شخصيتها المدللة.
الضيوف ، فرجة واقعية مسرحية بطلها النص التشويقي ، ودراية المخرج نضال عدرية للمذهب الواقعي ، محققاً العرض بنتيجته الأخيرة شرطاً فنياً بصرياً واقعياً ، ضمن ديكور وظيفي أنيق ، ساعدته الإنارة المشغولة بعناية على الانتقال بينة الأزمنة المصحوبة بالموسيقا الحية لآلة البيانو والتصويرية المرافقة أحياناً من المختارات المناسبة .. تحية لصناع العرض الهاوي ( فنيون وفنانين ) الذي لا يقل أهمية عن العروض الاحترافة.
-
* الياس الحاج 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...