اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

جائحة كورونا ونظرية الكارثة (Catastrophe Theory) ...*الدكتور: عبد يونس لافي

⏪⏬
عرض طريقة تحليلية لفهم عالم ما بعد كورونا استنادا الى عالم ما قبلها
ستكون نظرتنا لهذا الموضوع مبنيةً على نظرية الكارثة (Catastrophe Theory) بمفهومها الرياضي لا اللغوي، وان كان في
لغتنا العربية ما يتواءم والمفهوم الرياضي، اذ من الممكن ان تطلق مفردة الكارثة على كل امرٍ يُكترَث له، على الرغم من شيوع استعمالها في الامور العظيمة التي يرافقها اضطرابٌ متميزٌ من زلازلَ وفيضاناتٍ وبراكينَ وحروب.

ما هي نظرية الكارثة؟

سوف لا اۤتي بجديدٍ في اساسيات نظرية الكارثة ونَمذَجَتِها، لكني سأعطي نبذةً تعريفيةً لها، فقد استخدمت النظرية بنماذجَ تنوعت تبعاً لطبيعة المشكلة في ميادينَ مختلفةٍ شملت الميكانيكا الحيوية(Biomechanics) ، وعلم النفس التجريبي (Experimental Psychology) ، ودراسات ضربات القلب ونبضات الأعصاب (Heartbeat & Nerves Impulse) ، وعلم ديناميكا الموائع (Hydrodynamics)، وعلم ديناميكا الهواء (Aerodynamic) ، والجيولوجيا (Geology)، والدقائق الأولية (Elementary Particles)، والديناميكا الحرارية (Thermodynamics)، وفيزياء الكم (Quantum Physics) ، وعلم الاجنة (Embryology)، والبصريات (Optics) ، لا بل تعدى تطبيقها فشمل الاقتصاد (Economics)، واللسانيات (Linguistics)، وقد استخدمناها قبل ثلاثين سنة في مجال هندسة الثرموهايدروليك. (Thermo-Hydraulics)

مصطلحات في نظرية الكارثة:

لكي نعرج على الموضوع الذي نحن بصدده، سنقدم بعض التعريفات التي تستخدم عادة في هذا المجال:

الدالة القياسية standard function

معلوم ان لكل نظامٍ (system) دالَّةً تُعرِّفه تسمى الدالة القياسية لذلك النظام (standard function) ، وعليه فإن لكل صنفٍ من أصناف الكوارث دالته القياسية. هذه الدالة هي تعبير رياضي يحدد العلاقة التي تربط بين معطيات او مَعالم الكارثة (parameters) . ولكي ندرس او نحلل اي كارثة، علينا ان نفحص تلك الدالة ونتبين معالمها في حالة استقرار النظام الذي تمثله، لكي نعطي الحكم على السلوك الدايناميكي لذلك النظام وإمكانية تعرضه في لحظة فجائية لاضطراب او تشويش (perturbation) يجعله يغادر مااستقر عليه، فيتحول الى حالة اخرى تختلف عن الحالة السابقة كلياً، وربما عاكستها سلوكياً، فيؤول الى حالة مستقرةٍ بسلوك جديد.

معالم الدالة القياسية standard function parameters

تنقسم معالم الدالة الى نوعين:
.1 معالم الحالة (state parameters)
التي تحدد حالة الدالة او النظام الذي تمثله تلك الدالة.

.2 معالم السيطرة( control parameters)
وهي المعالم التي تسيطر وتؤثرعلى معالم الحالة، وكلاهما اي معالم الحالة ومعالم السيطرة، تحددان الدالة القياسية للكارثة، التي منها يحدد النموذج القياسي لها ويدعى (standard model) او الشكل القانوني للكارثة
(the canonical form of the Catastrophe). هذا الشكل القانوني يمثل سطح استجابة النظام في حالة التوازن .(equilibrium response surface)
للحصول على هذا السطح، تؤخذ المشتقة الرياضية للدالة القياسية للكارثة بالنسبة لمعلم الحالة وتُسَوّى النتيجة بصفر.

باختصار ان نظرية الكارثة يمكنها أن تحدد نوعياً (qualitatively) كيف ان تغيراً بسيطاً في معالم السيطرة يمكنها ان تقود الى اِحداث تحولٍ كارثيٍّ في معالم الحالة او سلوك النظام . (system behavior)

ما نوعية الكارثة التي يمكن أن تستخدم لتوصيف عالَمَيْ ما قبل وما بعد كورونا؟

بالاعتماد على أسس نظرية الكارثة، ان نظاماً يحتوي على مَعْلَمَيْن او اقل من معالم الحالة وأربعة معالم او اقل من معالم السيطرة لا يمكنه أن يعاني اكثر من سبع كوارث. هذه الكوارث يمكن أن تصنف مجموعتين:

المجموعة الاولى: كوارث يعانيها النظام وتكون ذوات مَعْلَمٍ واحدٍ للحالة ومَعْلَمٍ واحدٍ او مَعْلَمَيْن او ثلاثةِ او أربعةِ معالمَ للسيطرة ويسمى هذا الصنف من الكوارث (cuspoids) ويضم:

.1 كارثة الطِّيَّة (fold catastrophe)
وهي الكارثة التي توصف دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمٍ واحد لكل من معالم الحالة والسيطرة.

.2 كارثة العَتَبَة (cusp catastrophe)
وهي الكارثة التي توصف فيها دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمٍ واحد للحالة ومَعْلَمَيْن للسيطرة.

3 . كارثة ذيل السنونو (swallowtail catastrophe)
وهي الكارثة التي توصف فيها دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمٍ واحد للحالة وثلاثة معالمَ للسيطرة

.4 كارثة الفراشة (butterfly catastrophe)
وهي الكارثة التي توصف فيها دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمٍ واحد للحالة واربعة معالمَ للسيطرة.

المجموعة الثانية: كوارث يعانيها النظام ذات مَعْلَمَيْن للحالة وثلاثة او أربعة معالمَ للسيطرة ويسمى هذا الصنف من الكوارث (umbilics) ويضم ما يلي من الكوارث :

.1 الكارثة القطعية (hyperbolic)
وهي الكارثة التي توصف فيها دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمَيْن للحالة وثلاثة معالمَ للسيطرة.

.2الكارثة البيضاوية او الإهليلجية (elliptic)
وهي الكارثة التي توصف فيها دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمَيْن للحالة وثلاثة معالمَ للسيطرة.

.3 كارثة القطع المكافئ (parabolic)
وهي الكارثة التي توصف فيها دالتها على انها تحتوي على مَعْلَمَيْن للحالة واربعة معالمَ للسيطرة.

واني اذ ذكرت هذه الأنواع من الكوارث انما لأتيح للباحثين حرية تحديد الكارثة التي يحتمل ان يعانيها اي نظام يؤخذ في الأعتبار استنادا إلى عدد المعالم لحالة كل نظام وعدد المعالم المسيطرة عليه في عالمنا الحالي.

عالم ما قبل جائحة كورونا وعالم ما بعدها

مسألةٌ كهذه لا ريب انها تتعدى مجال اختصاصي اذا ما تحدثت في السياسة او الاقتصاد او الاجتماع، فلست سياسيا او اقتصاديا او مختصا في علم الاجتماع، وإني اذ اضع هذه الخطوط العريضة لطريقةٍ من طرق التحليل العلمي لهذه المسألة (كما أراها)، فانما ادعو الى تأسيس مجاميعَ بحثية في جامعات ومراكز مختصة في مختلف دول العالم المتقدم تتبادل بينها المعلومات التي تتعلق بما هو معلوم من بيانات (data) سياسية واقتصادية واجتماعية بصورة شفافة، دون اخفاء ايٍّ من المعلومات، على ان تحدد (معالم الحالة والسيطرة) لكل جانبٍ من هذه الجوانب، اي ما هي المعالم التي تتحكم في دالة الاقتصاد على سبيل المثال وما هي حالة الإقتصاد العالمي الآن؟ ما اوجه الصراع بين الدول الصناعية ولماذا؟ وكيف بدأ؟ هل حالة إقتصاد اليوم من المتانة بحيث تكون متانةً مقاومةً ام انها حالة مترنحةٌ معلولةٌ تنتظر رصاصة رحمة او ان شئت رصاصة نقمة؟ هذا التشخيص سيساعد في تحديد معالم الاقتصاد بعد تجاوز الجائحة.

ربما تكون هناك حاجة لتطوير عدة دوال قياسية لكل جانب من النواحي المذكورة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، للخروج بمجموعة من الدوال التي تمثل عالم ما قبل كورونا، لنرى احتمالات الانتقال المفاجئ مما هو متعارف عليه من ضوابط التعامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الى ضوابط جديدة قائمة على تقويم الخلل الموجود حاليا، وإمكانية بناء عالم جديد مبني على التعاون في جميع المجالات لخدمة البشرية بدلا عن التخويف والترهيب.

تحديد نوعية كارثة كورونا

بدون التعمق والذهاب بعيدا في بناء النموذج النهائي لافتقارنا الى المعالم المطلوبة، فإني ازعم أن كارثة كورونا يمكن أن تُبَسَّطَ فتمثل بكارثة العَتَبَة (cusp catastrophe) اذا ما استطعنا حصر مجموعة من معالم السيطرة التي تتحكم في الاقتصاد او السياسة او الاجتماع كل على انفراد او (كمجموعة) في مَعْلَمَيْن، واعتمدنا معلماً واحداً للحالة. اما كورونا فايرس (coronavirus) فيعتبر عنصر التشويش (perturbation) الذي ذكرناه آنفاً او القشة القاصمة التي قصمت ظهر العالم وليس ظهر البعير حسب.

هذه المعالم (معلم الحالة ومعلمي السيطرة) ستحدد سطح الاستجابة في الفضاء ثلاثي الأبعاد المتكون من هذه المعالم الثلاثة، عندها (وحدسنا) هذا يحتاج إلى إثبات علمي او ربما سيثبته الزمن او يدحضه يتلخص في ان:

إسقاط منحنى الطِّيَّة (fold curve) المتكون من (مجموعة النقاط الحرجة التي عندها تكون مشتقة النظام القياسي بالنسبة لمعلم حالة الكارثة تساوي صفرا ) على المستوي المتكون من مَعْلَمَي السيطرة سوف يحتوى على عَتَبَة (cusp) تعيّن حدود الفصل بين عالمين مختلفين جدا عالم ما قبل جائحة كورونا وعالم ما بعدها.

توقعات عامة

ان كنت قد انفردت (على ما اظن) في استخدام نظرية الكارثة في هذا التحليل لجائحة كورونا فان توقعاتي (حدساً) التى اذكرها فيما يلي لا يمكن أن تنتج عن النظرية بتفاصيلها المذكورة وإنما ما ينتج عنها سيكون مشيرا إلى عالم جديد تحدد طبيعته المعالم الجديدة التي لا تكون مشابهة لمعالم ماقبل الجائحة وإنما معاكسة لها. هذه المعالم ستحدد التغيير العام في السلوك اعتمادا على البيانات المستخدمة في التحليل. اقول هذه التوقعات تعتمد على استنتاج ان تغييراً سيحدث وسيشمل النواحي العامة التالية التي ربما شاركني فيها آخرون لهم طرقهم الخاصة ولا بأْس في تلاقح الأفكار:

.1 لا يمكن أن تكون الأدوات الفاعلة في الاقتصاد العالمي في حقبة ما قبل كورونا كما هي بعدها فالمتوقع ان كورونا ستنتج معالم جديدة لحالة الاقتصاد ومعالم جديدة للسيطرة عليه.

.2 لا عولمة بعد كورونا وان استمرت لسنوات قليلة فانما تستمر معلولة مريضة متعبة الى ان تسقط كما تسقط الدقائق ذات الطاقة العالية بعد عدد من الاصطدامات بأجسام اخرى تفقدها طاقتها الى غير رجعة. سقوط العولمة هذا لا يعني ألاّ تنشأ عولمات اخرى تقودها مجاميع لاعبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

.3 تهاوي او إعادة تشكيل الحكومات التي أهدرت أموال الشعوب في توقعات وحسابات مريضة، تدفعها روح التنمر والخوف الموهوم، بينما أثبتت فشلها وعدم جاهزيتها لمواجهة الكوارث التي تمس حياة شعويها.

.4تهاوي منظمات وكيانات وهيئات وتجمعات دولية بعد أن أثبتت هشاشتها وافتقارها الى التعامل الجمعي الشفاف في تبادل المعلومات خلال ايام الجائحة، وستنشأ تجمعات اخرى جديدة مغايرة من حيث استراتيجية إدارة الأزمات تقوم على ارضية جديدة.

.5 ستتأخر مشاريع رحلات الفضاء وفي حالة استئنافها فستكون مشتركة من دول متعددة ذات أهداف موضوعة مقدما لخدمة البشرية ككل.

.6 سيكرس جزء كبير من الاهتمام في عالم ما بعد كورونا لخدمة الانسان بإيلاء الجانب الصحي اهمية كبرى بما في ذلك رعاية المراكز الطبية، وتجهيزها بالمعدات اللازمة لاستخدامها عند نشوء ازمات كهذه في المستقبل، بالاضافة الى تنمية الكادر الطبي وتوسيعه . سيصار ايضاً الى الاهتمام بالتغذية الصحية ونشر مفاهيم جديدة في اساليب العمل والتعامل الإجتماعي وتوجيه التعليم والتدريب المهني بما يكفل تزويد الفرد بالمهارات الفنية لكي يعمل بكفاءة عالية تفاديا لإهدار الطاقات. كما سيصار الى اشاعة الوعي في نبذ الأنانية وقمع الشعوب والاستئثار بالثروات ونهبها من اصحابها الشرعيين وحرمانهم منها.

.7السلوك الجمعي للمجتمعات سيتغير نحو الأصلح من حيث تقييم النعمة وتسخيرها لشد أواصر المجتمعات. سيتولد ايضا نوع من الاتجاه الروحي الذي شاهد الفرد في مختلف بقاع الارض تأثيره في مقاومة الاحباط وكيف ساعد على بث روح الأمل وتخفيف الضغط النفسي. ولا استبعد ان نشاهد موجات من التحول في المعتقدات الروحية وسيكون المعتقد الذي ساهم في الثبات الروحي وترسيخ واشاعة روح الأمل ومد يد العون للطبقات المسحوقة الرابح في عملية التحول هذه.

.8 سيصار الى تأسيس منظمات عالمية تعنى بمراقبة البحوث البيولوجية وتشديد الرقابة على المختبرات لتفادي اي خطأ قد يقع من شأنه ان تكون له نتائج وخيمة.
نشر في موقع اصوات الشمال بتاريخ : السبت 16 رمضان 1441هـ الموافق لـ : 2020-05-09
-
*الدكتور المهندس عبد يونس لافي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...