اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المقامة الرزامية ...*بقلم:عبد المجيد محمد باعباد

⏪⏬
هذه المقامة يرويها الرازم بن الرزام بطولة أبو خريمات تناول فيها الكاتب حال مدمني القات وسرد فيها الآثار السلبية لنقص القات
والآثار الإيجابية للقات بشكل عام ثم مدحه وذمه في آن واحد وهذه المقامة الفكاهية كتبها عبدالمجيد محمد باعباد عبر فيها عن واقع يعيشه المجتمع اليمني بأسره مع نبات القات إذ يعتبره من آفات الزمان التي لا مفر منها إذا كان الشخص يقدم القات على قوت العيال وحاجات الأهل فهذا انتهاك لحرمة العيش وإفراط بحقوق الحياة وتبذير لحق الراحة وخاصة إذا تجاوز الشخص حد الضرويات أما إن كان من الكماليات فهذا لا بأس به كونه عاملاً منشطاً للوعي المعرفي ومادة محفزة للعمل وطاردة للملل ومادة مساعدة للإنتاج الأدبي والإبداع الفكري ولا نعتبره من مقومات الحياة أو أساسيات العيش كالغذاء لكنها البيئة المكانية التي زينته وإذا كان في اليمن يتعاطون القات ففي مصر يدمنون الشيشة وفي سوريا وبلاد الشام يتناولون نبتة المتة ولكل امرئ من دهره ما تعودا...

➤المقامة الرزامية

من أدب الرزام :

وأنت تجفف قاتك فكر بغيرك
لا تنس وخز الرزام
وأنت تلوك عودك فكر بغيرك
لا تنس من ضاقوا المنام
وأنت تفك قارورة الشراب
فكر بغيرك
هناك من يلوكون اللصام
وأنت مخزن ببيتك فكر بغيرك
لا تنس فراق الكرام
وأنت تحدث أصحابك فكر بغيرك
ثمة من لم يجد حيزًا للكلام
وأنت تقطف غصونك فكر بغيرك
هناك من فقدوا نشوة الخرام
وأنت تهيئ جلوسك فكر بغيرك
من ضاقوا هموم الزحام
وأنت تجدد بتلمك فكر بغيرك
من فارقوا حول التلام
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين
فكر بنفسك
قل ليت لي رزمة ضد الرزام ..

والآن مع حكاية الرازم بن رزام وبطولة أبو خريمات

حكى لنا الرازم بن الرزام قال: اشتاقت نفسي للخزان، ولكن بالمجان، لأني لا أملك فلسًا ،ولا عندي غرسًا، ولا ذقت ناشفًا وولسًا ،ومنذ زمان اتكأتُ على مداكي الخزان،ومضغت القات،قبل سنوات ،فهزني شجى الجعشان وشدتني ذكريات الخزان لأكل الأغصان ،وهويت قرع العيدان، وقمط السيقان، وقرط القطلان، ونزف الشيلان، وفك المعاصب،وهبش الشواجب واشتقت مضع النبات الأخضر القات الجميل المنظر فوقفت متذكرًا أيام زمان إلى أن هزتني الأشجان وقادني الاطمئنان إلى الخزان فخرجت إلى صاحب الدكان فأخذت ألفين دينًا حتى تحين مواعيد الأوان وقبضت تلك الأثمان وظننت أنها ستكفي للخزان كما اعتدت أيام زمان بسعرها أشتري أحسن الأغصان وأجمل العيدان فقصدت السوق راكبًا وماشيًا لعلي أجد بالًا منعشًا وعيشًا منتشيًا أو لعلها تطيب لي راحة في زمن الوقاحة فدخلت السوق وعلى تلك الساحة أمياز منزاحة إلى الطرقات وطاولات منحازة نحو الكراسي حيث الوزحة والمرقحة والأشكال والقات من جميع الأشكال فمشيت باستعجال إلى أحد الكراسي المستظلة بطربال فقلت للمقوتي: اعطني أحسن الأشكال فقال :بكم تشتي عندنا أنواع وأشكال وأسعار أرخصها بكذا وأغلاها يضاهي صرف المائة دولار؟ فقلت له: معي ألفي ريال فقال معطيشك غصنين فقلت له: لِمَ؟ وليش؟ فقال: السوق حضى والقات غالي وأنته جاي لي بالفين رح دور لك ورق بشط فايقنت أن سعر الربط قد ارتفع والقات أصبح من أغلى السلع فداهمني الهلع لأني أصبت بنوبة السهنة ولم أجد بفلوسي خزانة فطفقت أرتاد الكراسي حتى داخني رأسي من كثر الهلوبه فانصرفت لبلبه نحو البوابة مقرِّرًا عدم التخزين مسربًا للخروج من السوق بخفي حنين وفي ذلك الحين رأيت مقوتين يتهاتران بالأطمار يقول أحدهما ماشي معي ضمار والآخر يجر به ويرجع إلى الوراء ويصيح بيع وشراء بيع وشراء ماشي خراج ثم افترعا بعد إفراج المارة وافترعت المضاربة وسكنت الأفواه عن المساببة وهدأت المناخشة والمناوشة فأزمعت بأكتافي ورفعت مناكبي للعبور مداحشة وغادرت أصوات المشاحنة وعبرت من غور المماحكة ومشيت ممر المداحكة والطريق ضيق محاشكة في صلب الزحام فوقفت أمام طاولة مقصوعة بخيام وداخلها من القات مركام وكم من الناس واقفة جوارها تشتري أشجارها وما أكثر تجارها والمخزنين تجرها بأغلى الأثمان وهذا هو عين الإدمان ونشوان الخرمة فرأيت شخصين عند تلك الخيمة يقول أحدهم: اعطني فذاحة من هذه الوزحة وفي يد الآخر حبة رازحة من القات كلها عيدان منمئة وأغصان مخنضعة موأة كأنها سمين وأمام المقوتي أشكال مربوطة وحبوب مطيورة من أجمل القات وبجانبه شخص ينشده فاقات قات ويرتدي ملابس مبزقات وعليه أحذية ممزقات ويقول: اعطني منها غصن قات أقتل الحزازي بذاك الغصن الرازي ويشير إلى المرقحة ويقول إنه دواء للقرحة فقال المقوتي له بوقاحة إنك لن تشمه فطفق يمدحه لا يذمه اعطني غصنًا جزيت بالحسنى فقال المقوتي: أسمعنا لن أعطيك غصن قات حتى تقول في مدحه أبيات فأبرز من الوزحة غصنًا وأشار إليه إن مدحته نظمًا فهو لك حتمًا:

فانبرى ينشده في الحال من غير انتحال:

أكرم به أخضر راقت خضرته
حلو المذاق تأخرت سيارته
مأثورة سمعته وشهرته
قد ذاقت الأفواه طعم خرمته
منظومة مرقحته مصفوقة وزحته
قد أودعت سر الطعوم مسرته
وذاقت لجع المولعي خضرته
وحببت إلى الأنام خرمته
كأنما من الحبوب رزمته
به يزول من حوته قرحته
وإن تفانت أو توانت عثرته
يا حبذا نضاره ونضرته
كم خارم به استتبت إمرته
وزاحف لولاه دامت زحفته
وجيش هم هزمته وزحته
ومتعب أنعشه حتى زهت نبرته
فذاق فحواه فطارت سهرته
وكم ساهر به استدامت سمرته
وذائق صفت مزاجه وخبرته
وطالب علم أعانه لدراسته
فأنشطه حتى شفط كراسته
وحق مولى أبدعته فطرته
لو التقى لقلت جلت قدرته..

ثم بسط يده بعدما أنشده وقال المقوتي: خذ هذا العود ونبذ الغصن إليه وقال: خذه غير مأسوف عليه ثم مضغه في فيه وقال: بارك اللهم فيه ثم شمر للانثناء بعد توفيه الثناء وأعجب المقوتي بما نظم من الكلام فنشأت له نشوة خرام سهلت عليه ائتناف اغترام فأخرج غصنا آخر وقال له هل لك أن تذمه ثم تضمه فأنشد مرتجلا وشدا عجلا:

تبا له من خادع مماذق
أخضر ذو وجهين كالمنافق
يبدو بوصفين لعين الرامق
زينة معشوق وذوق عاشق
يرنو لكل شخص ذائق
وبغضه عند ذوي الحقائق
يدعو إلى ارتكاب سخط الخالق
لولاه لم تضجر نفس ذائق
ولا بدت مكربة من طائق
ولا بصقة متفلتة من مازق
ولا أشمأز باخل من طارق
ولا شكا المطول مطل العائق
ولا استعيذ من حسود راشق
ولا استآم مضغه من عود باسق
ولا استنام ذوقه من قات حازق
ولا أهدر المأكول رزق الرازق
وشر ما فيه من الخلائق أنه
يجلب لك الهموم والمضايق
وليس يعني عنك في المآزق
إلا إذا أسهر وفر فرار الآبق
واها لمن يخلثه من حاذق
ومن إذا أعطه نجوى الوامق
قال له قول المحق الصادق
لا قات لي بوصلك ففارق
فإنني كل يوم للقات باصق

فقال له المقوتي: يا سلام ما أجمل أدبك وما أغزر وبلك فقال له والشكل أملك فناوله الغصن الثاني وقال له عوذهما بالمثاني وهذبهما في المجاني فألقاه في فمه وقرنه بتوأمه وانكفى يذوق طعمه فمسح جفن نومه وقال: لا أقول لك قولًا وإن قطفت لي حولًا إنك لم تفهم معنى هؤلاء فكيف أزيدك شهدًا وحلوى وقد صببت العسل برحيق مسلسل فأخرج المقوتي له شكلًا في الحال بعدما قرحت قريحته بالحال.فاستبشر سعده بذلك الحال وقال المقوتي له: الله معك خلنا نطلب الله حلالًا فانبرا يضمضم شكله ويخرج منه غصنا ويأكله ويمشي مشي هنتله وملابسه مهثكلة وهيئته مبهذلة قال الرازم بن رزام :فناجاني قلبي أن تعارجه لكيد وكأني أعرفه من بعيد وكأنها خدعة من خدعه على الأنام أو حيلة من أدب الكلام فاستعدته وقلت له: قد عرفت بوشيك فاستقم في مشيك فقال: إن كنت سفير السلام فحييت بإكرام وحييت بين كرام فقلت له: أنا هو فكيف حالك الآن؟ فقال: تمام وأهم شيء سبرة حق الخزان فقلت له: كيف تمكرت على القوم وما لمثلك لوم؟ فاستسر بشره الذي كان قد تجلى ثم أنشد حين ولى:

تلاعبت في أطراف الكلام
تحايل من راق فحوى الفهام
وأطرقت عند الزحام الأنام
وأبدعت في سبك هذا الكلام
وما كان إلا لأقتل صدع الرزام
كفى يا قوم ما ذقت طعم المنام....
-
*عبد المجيد محمد باعباد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...