حقيقة تاريخية صارخة , جهلها أو تجاهلها المؤرخون الغربيون الذين كتبوا عن زنوبيا وأطلقوا عليها اسم ( ملكة تدمر فقط).
إذن.. من زنوبيا؟!
عرفها العرب بأسماء ( هند) و( زينب ) و( الزباء , أو ابنة العطية) زنوبيا هي ابنة أمير عربي من بني سميدع , تولت الحكم باسم ابنها (وهب اللات), فكانت أجمل من ( كليو باترة ) وأشجع من ( سمير اميس) . ويتفق المؤرخون على أنها كانت أقوى شخصية وأكثر طموحاً من زوجها ( أذينة) على ما اشتهر به من قوة الشخصية والطموح, وذات ثقافة عالية تجيد التحدث باللغات
التدمرية واليونانية والمصرية وبعض اللاتينية, وقد وصفتها المصادر الرومانية بأنها سمراء لوّحتها الشمس, سوداء العينين يشع منهما بريق رائع أسنانها أشبه باللؤلؤ , تتكلم بصوت رنان قوي وتخطب بجنودها معتمرة الخوذة وتركب العربة الحربية, وقلما تعتلي السرير المحمول ولكنها تمتطي الجواد في غالب الأحيان , وكثيراً ما كانت تمشي على قدميها ثلاثة أو أربعة أميال مع الجنود وتحتمل الشمس والغبار , مولعة بالصيد وركوب الخيل في الأحراش والجبال, قوية البنية مثل زوجها , إنها أنبل نساء الشرق وأكثرهن جمالاً , وكانت في المناسبات الرسمية تلبس ثوباً أرجوانياً موشى بالجواهر ومشدوداً عند الخصر , وتترك أحد ذراعيها عارياً حتى الكتف , وكانت تركب والخوذة على رأسها في عربة تشع بالأحجار الثمينة ولم يظهر طوال حكمها أي نزاع بين العرب والأرمن أو سواهم.
يقول نواف حردان في كتابه: ( زنوبيا قضية وسيف وكتاب)
( زنوبيا ملكة سورية ) وليس ملكة تدمر فقط , كما درج معظم كتّابنا ومؤرخينا متأثرين بما كتبه المؤرخون الغربيون القدماء , الذين أجمعوا على القول: ( زنوبيا ملكة تدمر) في ما كتبوه وسجلوه , مأخوذين بما كان يبدو لهم من مظاهر سطحية , دون أن يتمكنوا من إدراك حقيقة الأمور وفهم الأفكار العظيمة , التي كانت تدور في رأس زنوبيا والتي كانت تتمحور حول وجوب تحرير سورية الطبيعية كلها, من حكم الاحتلالين الروماني والفارسي, وتوحيدها وتأمين الاستقلال والسيادة لها وتوفير الحياة الحرة الكريمة لشعبها , كانت تدمر مدينة زنوبيا, صحيح ولكنها لم تكن جزيرة في أوقيانوس, منعزلة عن محيطها, بل على العكس كانت دائمة ووثيقة الاتصال والاحتكاك والتفاعل مع ما يحيط بها ومع باقي المناطق والمدن السورية , كحمص وأفاميا وأنطاكية وبيروت وصيدا وصور وبصرى وجرش ودمشق وبعلبك وغيرها, وكان وزير زنوبيا الأول حمصياً , هو المفكر الكبير المشهور لونجينو, ونائبها في أنطاكية البطريرك بولس السميساطي , كما كان باقي وزرائها , من دمشق وبيروت وصور وفلسطين , دلالة واضحة و برهاناً دامغاً على أنها أرادت باختيارهم وزراء لها من مختلف المناطق السورية , إيجاد التفاهم والتفاعل اللازمين بين المناطق العديدة وضمان ولائها للعرش السوري , الذي كانت تدمر مقراً له وعاصمة البلاد السورية كلها.
كانت زنوبيا ملكة سورية ولم تكن ملكة تدمر فقط , ولعل المؤرخين الغربيين الذين أطلقوا عليها اسم ملكة تدمر فقط لم يفعلوا ذلك إلا خدمة لروما التي لم يكن من مصلحتها أن يكتب أو يعلن أو يعرف , أن البلاد السورية كلها كانت ترغب بالانفصال عنها وتريد الاستقلال الكامل وتسعى إليه, وأن زنوبيا كانت تجسد آمال شعبها السوري وأحلامه ورغائبه, عندما نهضت تصارع من أجل الحصول على استقلاله وتامين سيادته على نفسه.
كتب المؤرخون الغربيون عن زنوبيا , فأظهروها بأنها كانت ملكة مدينة نائية ضائعة في الصحراء , هي تدمر انتقل إليها الملك بالصدفة, بعد مقتل زوجها أذينة وأنها نهضت تقاوم روما وتجاوبها , بدافع طموح شخصي فردي ورغبة منها بالتملك والتوسع فقط, دون أن يكون لديها مثل عليا تريد تحقيقها وغاية شريفة سامية مقدسة تسعى إليها, هي تحرير بلادها ونزع نير الاستعمارين الروماني والفارسي الثقيل عن كاهل شعبها....
ولقد ضل المؤرخون الأجانب فيما كتبوه ضلالاً بعيداً وتخبطوا تخبطاً معيباً, بسبب جهلهم أهداف زنوبيا الحقيقية , ونفسية شعبنا والمرامي الكبيرة التي كان وسيبقى دائماً راغباً في بلوغها.
كان الهدف الكبير والأمل الحبيب , الذي كان أذينة وزنوبيا يريدان تحقيقهما , رسالة مقدسة أقسما على نفسيهما أن يؤدياها ومن أجل ذلك نشبت الحرب أولاً بين أذينة والفرس ثم بين زنوبيا والرومان, فقام أذينة بغزو العراق وخاض معركته الأولى مع الفرس فانتصر عليهم , ثم عاد وضرب الحصار على عاصمتهم مرتين , وكادت تسقط لو لم يتدخل القدر ويضطر أذينة في المرة الأولى والثانية إلى رفع الحصار عن ( المدائن) لأسباب قاهرة , فتأخر تحرير العراق من حكم الفرس أكثر من ثلاثمئة سنة . لم يكن خوض أذينة تلك الحرب, حباً بسواد عيون روما ورغبة في التقرب منها , كما ذكر بعض المؤرخين, كما لم يكن الدافع لتلك الحرب رغبة في إنقاذ الإمبراطور الروماني فاليريان الذي كان قد وقع في أسر الفرس في معركة سابقة , بل رغبة في تحرير العراق و(سورية الشرقية) وطرد الفرس منها, ليعود فيضمها إلى شقيقتها سورية الغربية في دولة واحدة موحدة.
زنوبيا لم تكن امرأة عظيمة فحسب , بل كانت أعظم امرأة في التاريخ على الإطلاق صحيح أنه كانت هناك نساء عظيمات في التاريخ , كسميراميس ونفرتيتي وجوليا دمنه وكليوباترة, ولكن ولا واحدة منهن كانت تضاهي زنوبيا في عظمتها.
لقد اختلط التاريخ بالأسطورة في سيرة سميراميس فأحاط بها الغموض ولم يعد بالإمكان تمييز الحقيقة , والإحاطة بجميع نواحي عظمتها لكي تسجل بصدق وأمانة وتعرف وتعلن بدون خشية من الخطأ.
وكانت نفرتيتي امرأة عظيمة ساعدت زوجها أخناتون ملك مصر على الاعتقاد بوجود الله الواحد الأحد وشجعته وأخذت بيده لكي يعلن عقيدته , ولكن عظمتها لم تبلغ عظمة زنوبيا على الإطلاق. أما كليوباترة فسيرتها معروفة ولم تكن ثقافتها تبلغ ربع ثقافة زنوب
يا, وكانت تبدل عشاقها , كما تبدل أثوابها ولم يكن لها أهداف وغايات نبيلة تسعى إليها , إلى جانب حبها للتسلط والسيطرة والملك , وكان الفرق كبيراً جداً بينها وبين الملكة زنوبيا من نواح عديدة وبناء عليه يصح التأكيد هنا , على أنه لم يكن صحيحاً ما ذكره بعض المؤرخين القدامى من أن زنوبيا كانت تدعي بأنها تتحدر من كليوباترة لأنه لم يكن لها مصلحة بذلك أو امتياز لكي تفاخر به.
- كانت زنوبيا أعظم امرأة في التاريخ على الإطلاق للأسباب التالية:
- كانت وافرة العلم واسعة الثقافة خارقة الذكاء , درست في جامعة الإسكندرية على أيدي كبار الفلاسفة العلماء , الذين كان بينهم لونجينو الفيلسوف الحمصي السوري الشهير, فاكتملت شخصيتها وتفوقت , بما توخى لها من علوم ومعارف.
- أحاطت نفسها بالعلماء والمفكرين عندما استوت على العرش السوري , لكي يساعدوها في إدارة شؤون الدولة , وكانت تعقد معهم المجالس , تناقشهم خلالها بالعلم والمعرفة والأدب والتاريخ والمنطق والفن.
- كانت تمسك القلم وتكتب في الأدب والتاريخ , كما تهز السيف وتبارز الفرسان وتصطاد الأسود وتخوض المعارك.
-كانت تقود الجيوش , كما تدير شؤون دولتها بحكمة ودراية وحزم وتحب شعبها وتريد له الخير والعزو المنفعة والاستقلال والسيادة والرخاء والطمأنينة.
- كانت قوية الشخصية , نفاذة النظرات ,رائعة الجمال, وافرة الأناقة , بليغة العبارة سريعة الخاطر قوية الحجة مرنانة الصوت بالغة الوقار والجلال , فائقة الكرم.
- كانت تمتطي جوادها , فيقطع بها مئات الكيلومترات ويصعد الجبال ويهبط الأودية ويجتاز البوادي دون أن تشكو أو تتذمر أو تبدي تعباً , كما كانت تسير على أقدامها, أمام جنودها عشرات الكيلو مترات, دون أن تبدي تأففاً , مع أنها كانت أماً لستة بنين.
- كانت مثالاً يقتدى به, في الفضيلة والعفاف , لم ينكر ذلك عليها ألد أعدائها وقد بقيت محافظة على فضيلتها وعفافها حتى آخر حياتها.
لم تجتمع هذه الصفات والمزايا لامرأة غير زنوبيا , لا قبلها ولا بعدها , لذلك أقول بأنها كانت أعظم امرأة في التاريخ على الإطلاق.
ـــــــــــــــــ
رزان القرواني
إذن.. من زنوبيا؟!
عرفها العرب بأسماء ( هند) و( زينب ) و( الزباء , أو ابنة العطية) زنوبيا هي ابنة أمير عربي من بني سميدع , تولت الحكم باسم ابنها (وهب اللات), فكانت أجمل من ( كليو باترة ) وأشجع من ( سمير اميس) . ويتفق المؤرخون على أنها كانت أقوى شخصية وأكثر طموحاً من زوجها ( أذينة) على ما اشتهر به من قوة الشخصية والطموح, وذات ثقافة عالية تجيد التحدث باللغات
التدمرية واليونانية والمصرية وبعض اللاتينية, وقد وصفتها المصادر الرومانية بأنها سمراء لوّحتها الشمس, سوداء العينين يشع منهما بريق رائع أسنانها أشبه باللؤلؤ , تتكلم بصوت رنان قوي وتخطب بجنودها معتمرة الخوذة وتركب العربة الحربية, وقلما تعتلي السرير المحمول ولكنها تمتطي الجواد في غالب الأحيان , وكثيراً ما كانت تمشي على قدميها ثلاثة أو أربعة أميال مع الجنود وتحتمل الشمس والغبار , مولعة بالصيد وركوب الخيل في الأحراش والجبال, قوية البنية مثل زوجها , إنها أنبل نساء الشرق وأكثرهن جمالاً , وكانت في المناسبات الرسمية تلبس ثوباً أرجوانياً موشى بالجواهر ومشدوداً عند الخصر , وتترك أحد ذراعيها عارياً حتى الكتف , وكانت تركب والخوذة على رأسها في عربة تشع بالأحجار الثمينة ولم يظهر طوال حكمها أي نزاع بين العرب والأرمن أو سواهم.
يقول نواف حردان في كتابه: ( زنوبيا قضية وسيف وكتاب)
( زنوبيا ملكة سورية ) وليس ملكة تدمر فقط , كما درج معظم كتّابنا ومؤرخينا متأثرين بما كتبه المؤرخون الغربيون القدماء , الذين أجمعوا على القول: ( زنوبيا ملكة تدمر) في ما كتبوه وسجلوه , مأخوذين بما كان يبدو لهم من مظاهر سطحية , دون أن يتمكنوا من إدراك حقيقة الأمور وفهم الأفكار العظيمة , التي كانت تدور في رأس زنوبيا والتي كانت تتمحور حول وجوب تحرير سورية الطبيعية كلها, من حكم الاحتلالين الروماني والفارسي, وتوحيدها وتأمين الاستقلال والسيادة لها وتوفير الحياة الحرة الكريمة لشعبها , كانت تدمر مدينة زنوبيا, صحيح ولكنها لم تكن جزيرة في أوقيانوس, منعزلة عن محيطها, بل على العكس كانت دائمة ووثيقة الاتصال والاحتكاك والتفاعل مع ما يحيط بها ومع باقي المناطق والمدن السورية , كحمص وأفاميا وأنطاكية وبيروت وصيدا وصور وبصرى وجرش ودمشق وبعلبك وغيرها, وكان وزير زنوبيا الأول حمصياً , هو المفكر الكبير المشهور لونجينو, ونائبها في أنطاكية البطريرك بولس السميساطي , كما كان باقي وزرائها , من دمشق وبيروت وصور وفلسطين , دلالة واضحة و برهاناً دامغاً على أنها أرادت باختيارهم وزراء لها من مختلف المناطق السورية , إيجاد التفاهم والتفاعل اللازمين بين المناطق العديدة وضمان ولائها للعرش السوري , الذي كانت تدمر مقراً له وعاصمة البلاد السورية كلها.
كانت زنوبيا ملكة سورية ولم تكن ملكة تدمر فقط , ولعل المؤرخين الغربيين الذين أطلقوا عليها اسم ملكة تدمر فقط لم يفعلوا ذلك إلا خدمة لروما التي لم يكن من مصلحتها أن يكتب أو يعلن أو يعرف , أن البلاد السورية كلها كانت ترغب بالانفصال عنها وتريد الاستقلال الكامل وتسعى إليه, وأن زنوبيا كانت تجسد آمال شعبها السوري وأحلامه ورغائبه, عندما نهضت تصارع من أجل الحصول على استقلاله وتامين سيادته على نفسه.
كتب المؤرخون الغربيون عن زنوبيا , فأظهروها بأنها كانت ملكة مدينة نائية ضائعة في الصحراء , هي تدمر انتقل إليها الملك بالصدفة, بعد مقتل زوجها أذينة وأنها نهضت تقاوم روما وتجاوبها , بدافع طموح شخصي فردي ورغبة منها بالتملك والتوسع فقط, دون أن يكون لديها مثل عليا تريد تحقيقها وغاية شريفة سامية مقدسة تسعى إليها, هي تحرير بلادها ونزع نير الاستعمارين الروماني والفارسي الثقيل عن كاهل شعبها....
ولقد ضل المؤرخون الأجانب فيما كتبوه ضلالاً بعيداً وتخبطوا تخبطاً معيباً, بسبب جهلهم أهداف زنوبيا الحقيقية , ونفسية شعبنا والمرامي الكبيرة التي كان وسيبقى دائماً راغباً في بلوغها.
كان الهدف الكبير والأمل الحبيب , الذي كان أذينة وزنوبيا يريدان تحقيقهما , رسالة مقدسة أقسما على نفسيهما أن يؤدياها ومن أجل ذلك نشبت الحرب أولاً بين أذينة والفرس ثم بين زنوبيا والرومان, فقام أذينة بغزو العراق وخاض معركته الأولى مع الفرس فانتصر عليهم , ثم عاد وضرب الحصار على عاصمتهم مرتين , وكادت تسقط لو لم يتدخل القدر ويضطر أذينة في المرة الأولى والثانية إلى رفع الحصار عن ( المدائن) لأسباب قاهرة , فتأخر تحرير العراق من حكم الفرس أكثر من ثلاثمئة سنة . لم يكن خوض أذينة تلك الحرب, حباً بسواد عيون روما ورغبة في التقرب منها , كما ذكر بعض المؤرخين, كما لم يكن الدافع لتلك الحرب رغبة في إنقاذ الإمبراطور الروماني فاليريان الذي كان قد وقع في أسر الفرس في معركة سابقة , بل رغبة في تحرير العراق و(سورية الشرقية) وطرد الفرس منها, ليعود فيضمها إلى شقيقتها سورية الغربية في دولة واحدة موحدة.
زنوبيا لم تكن امرأة عظيمة فحسب , بل كانت أعظم امرأة في التاريخ على الإطلاق صحيح أنه كانت هناك نساء عظيمات في التاريخ , كسميراميس ونفرتيتي وجوليا دمنه وكليوباترة, ولكن ولا واحدة منهن كانت تضاهي زنوبيا في عظمتها.
لقد اختلط التاريخ بالأسطورة في سيرة سميراميس فأحاط بها الغموض ولم يعد بالإمكان تمييز الحقيقة , والإحاطة بجميع نواحي عظمتها لكي تسجل بصدق وأمانة وتعرف وتعلن بدون خشية من الخطأ.
وكانت نفرتيتي امرأة عظيمة ساعدت زوجها أخناتون ملك مصر على الاعتقاد بوجود الله الواحد الأحد وشجعته وأخذت بيده لكي يعلن عقيدته , ولكن عظمتها لم تبلغ عظمة زنوبيا على الإطلاق. أما كليوباترة فسيرتها معروفة ولم تكن ثقافتها تبلغ ربع ثقافة زنوب
يا, وكانت تبدل عشاقها , كما تبدل أثوابها ولم يكن لها أهداف وغايات نبيلة تسعى إليها , إلى جانب حبها للتسلط والسيطرة والملك , وكان الفرق كبيراً جداً بينها وبين الملكة زنوبيا من نواح عديدة وبناء عليه يصح التأكيد هنا , على أنه لم يكن صحيحاً ما ذكره بعض المؤرخين القدامى من أن زنوبيا كانت تدعي بأنها تتحدر من كليوباترة لأنه لم يكن لها مصلحة بذلك أو امتياز لكي تفاخر به.
- كانت زنوبيا أعظم امرأة في التاريخ على الإطلاق للأسباب التالية:
- كانت وافرة العلم واسعة الثقافة خارقة الذكاء , درست في جامعة الإسكندرية على أيدي كبار الفلاسفة العلماء , الذين كان بينهم لونجينو الفيلسوف الحمصي السوري الشهير, فاكتملت شخصيتها وتفوقت , بما توخى لها من علوم ومعارف.
- أحاطت نفسها بالعلماء والمفكرين عندما استوت على العرش السوري , لكي يساعدوها في إدارة شؤون الدولة , وكانت تعقد معهم المجالس , تناقشهم خلالها بالعلم والمعرفة والأدب والتاريخ والمنطق والفن.
- كانت تمسك القلم وتكتب في الأدب والتاريخ , كما تهز السيف وتبارز الفرسان وتصطاد الأسود وتخوض المعارك.
-كانت تقود الجيوش , كما تدير شؤون دولتها بحكمة ودراية وحزم وتحب شعبها وتريد له الخير والعزو المنفعة والاستقلال والسيادة والرخاء والطمأنينة.
- كانت قوية الشخصية , نفاذة النظرات ,رائعة الجمال, وافرة الأناقة , بليغة العبارة سريعة الخاطر قوية الحجة مرنانة الصوت بالغة الوقار والجلال , فائقة الكرم.
- كانت تمتطي جوادها , فيقطع بها مئات الكيلومترات ويصعد الجبال ويهبط الأودية ويجتاز البوادي دون أن تشكو أو تتذمر أو تبدي تعباً , كما كانت تسير على أقدامها, أمام جنودها عشرات الكيلو مترات, دون أن تبدي تأففاً , مع أنها كانت أماً لستة بنين.
- كانت مثالاً يقتدى به, في الفضيلة والعفاف , لم ينكر ذلك عليها ألد أعدائها وقد بقيت محافظة على فضيلتها وعفافها حتى آخر حياتها.
لم تجتمع هذه الصفات والمزايا لامرأة غير زنوبيا , لا قبلها ولا بعدها , لذلك أقول بأنها كانت أعظم امرأة في التاريخ على الإطلاق.
ـــــــــــــــــ
رزان القرواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق