فنجان وذكرى/ "38"
و..أذكر..!!!!
نقيضي الآخر مسربلاً في قوقعة الرجولة المشوَّهة ، وجه جميل وقامة رياضية فارعة ، رائحة عطره كانت تشق السماء النساء تتنهد
لحصان الخيلاء ، كلما دخل المنزل أتحفز لكارثة ، تقوم القيامة وتقترب مني جهنم ، إن انكسر طبق في المطبخ أو قطعتُ عليه محادثة ما ، يمتلئ دمي بشعور الأضحية أمام السكين ، مسمَّرة في مكاني كأني عمود نور أطفأه الزمن الحزين ، يتصل بوالدتي رحمها الله ليسمعها صوت التنكيل، لا يراني إلا في مرآة الليل ، وجهه نابت من جحيمه المستعر ، غبش الماء يطلع من عينيه، شجرة الزقوم في الجبين ، الوعيد في مروحة اهدابه الكثيفة لاتستقيم ، أغمض على دموعي " كعصفورة في عرين الشيطان الرجيم ، السماء أبعد من جناحيها أهمس:
-- متى تدقّ ساعة الرحيل..!!!؟؟
-- لا تحلمي بحرية تكتبين عنها ولا هجراً ، أنت برواز جميل اكسره وقتما أريد..
القسوة كسرت الباب المقفول فهربت العصفورة أخيراً من الغول ..
لا أخفيكم أصدقائي
كأن جبلاً على صدري تزحزح ، غريبة ، لامبالية ، متحررة ، كل يوم أنهي ساعات عملي الطويلة بالسير وحيدة ، هيئتي الضبابية متخففة من كل شيء إلا من حنين مؤذي لعطر "الدنهل " الفائق الرجولة يداعب أنفاسي ، ولرائحة سجائر "المارلبورو " الحمقاء ، لزرار قميص مخلوع ، غير مرتبط مثل زواجي الفاشل الذي أنهيته بكلمة " هاربة "
كثيرا مايصيبني الهلع في خضم الظروف الحالية ، و أعرف أنني بلا نافذة وبلا هواء يكفيني للاستمرار مع ذلك القصيدة تسيل من فمي ، فأنسلخ عن حقيقتي ، أغوص في بحور أبجدية متَّقدة كوهج النار ، أحلِّق فوق قمم عالية تناطح السحاب ، اسابق انهاراً جارية لا يدركها انقطاع، أتسلق اشجار الغابات كسنجاب ، ألتفّ على نفسي كشرنقة صمت كلما واجهتني " الآاااه "
ملاكان في كنفي هما ابنتيّ" يارا وسارا" أسئلة تقضم روحي وأعاني من بعض الحمقى ، سعيدة ببريدي النافر خارج قبضة زنزانة القدر ، أصنع عالماَ يخصني ، أتصالح مع الأشياء وأتعلم ، أبني بيوتاً وأؤثثها ، أملؤها باللوحات والشِعر والموسيقى
قلبي رهينة " وطن " غادرته قسراً ، كبريائه يحترق بأمل لايعرف الغياب
فقط....
ثمة تقنية غير ممكنة تبقيني محاصرة بين واقع مؤلم عليّ الخضوع له وبين حب نفض عن غربتي الغبار ، زين شعري بتاج الغار
خارج هذه المعادلة القاسية يؤرقني سؤال :
-- كيف استبدل أيامي الصعبة بشغف بديل لم أراه ..؟؟؟
فنجان قهوتي الشقراء اشار اليّ
على " اليوتيوب " فيلم أجنبي قديم " الهروب الكبير "
أشعلت سيجارة ..
و...ابتسمت ..!!!!!!!
-
*سمرا عنجريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق