⏪⏬
ما قبل
كانت السماء مرصّعة بالغيوم في تلك الليلة، وتفوح رائحة التربة وشذى الأزهار والنسيم عليل، ما أروع ذلك! الساعة التاسعة
والنصف مساء. استحمّت عايدة والقت بنفسها على الكنبة بارتخاء من تأثير الحمّام الساخن. تسرب ضوء القمر وغمر نوره وجهها. كان نصف جسدها ملقى خارج الكنبة بسعادة لا تضاهيها سعادة. ينتظرها هذا المساء سهرة مع شلة من الأصدقاء حتّى ساعات الفجر. أحسّت بفرحة غامرة، فرحة كبيرة جدًّا، حتّى خيّل إليها أنّ صندوقًا موسيقيًّا يجول في داخلها وتنساب منه ألحان مرحة رقيقة.
فجأة، شعرت بشيء خبط في حديقة منزلها الذي استأجرته منذ شهر في حي للأغنياء. التفتت وتساءلت: هل ممكن ان يكون هناك قط أو كلب قفز إلى حديقة البيت، ولكن بسبب تراخي جسدها من الحمّام الساخن تثاقلت ولم تخرج لتتفقد ماذا حدث.
المقتحم انقضّ عليها وهي مسترخية على الكنبة في أوج راحتها. أغلق فمها بإحكام وكتم صرختها بكفه وضغط بركبته على عنقها وقال بلهجة محلية: اسكتي أحسن اقتلك. واحبطها الغيظ الذي يعتمل فيك عندما تصرخ فلا تسمع الصراخ، اقشعرّ بدنها وكأنّ نملا باردًا يسري في ظهرها، راحت تمطمط شفتيها وحنكها يرتعش. خنقها. شعرت بأنّها ستسلم الروح، فارتخى جسدها واحتقنت عيناها دمًا. أسبلت عينيها، انه السبات الفظيع قبل الموت. وغاصت في غيوم الكرى الناعمة الدافئة.
شعر المقتحم بإغماءاتها، فأرخى أصابعه من على عنقها وأزاح ركبته، معتقدًا أنّه سيطر عليها. عندها، قبض بكامل كفّه اليمنى على أعضاءها الحميمية. في هذه اللحظة حضرها صوت والدها وهو يقول لها: يا ابنتي إذا اعترض أي رجل طريقك فجّيه برأسه بالحجر ولا تخافي. عندها، استردت قوتها، فنزعت القناع عن وجهه ولبطته لبطة قوية برجلها على صدره وصرخت صرخة دوت في الحارة كلّها، فخاف المقتحم كثيرًا، خاصّة بعد أن كشفت وجهه.
كان شابا في العشرينات أبيض البشر.
-
*ميسون أسدي
ما قبل
كانت السماء مرصّعة بالغيوم في تلك الليلة، وتفوح رائحة التربة وشذى الأزهار والنسيم عليل، ما أروع ذلك! الساعة التاسعة
والنصف مساء. استحمّت عايدة والقت بنفسها على الكنبة بارتخاء من تأثير الحمّام الساخن. تسرب ضوء القمر وغمر نوره وجهها. كان نصف جسدها ملقى خارج الكنبة بسعادة لا تضاهيها سعادة. ينتظرها هذا المساء سهرة مع شلة من الأصدقاء حتّى ساعات الفجر. أحسّت بفرحة غامرة، فرحة كبيرة جدًّا، حتّى خيّل إليها أنّ صندوقًا موسيقيًّا يجول في داخلها وتنساب منه ألحان مرحة رقيقة.
فجأة، شعرت بشيء خبط في حديقة منزلها الذي استأجرته منذ شهر في حي للأغنياء. التفتت وتساءلت: هل ممكن ان يكون هناك قط أو كلب قفز إلى حديقة البيت، ولكن بسبب تراخي جسدها من الحمّام الساخن تثاقلت ولم تخرج لتتفقد ماذا حدث.
المقتحم انقضّ عليها وهي مسترخية على الكنبة في أوج راحتها. أغلق فمها بإحكام وكتم صرختها بكفه وضغط بركبته على عنقها وقال بلهجة محلية: اسكتي أحسن اقتلك. واحبطها الغيظ الذي يعتمل فيك عندما تصرخ فلا تسمع الصراخ، اقشعرّ بدنها وكأنّ نملا باردًا يسري في ظهرها، راحت تمطمط شفتيها وحنكها يرتعش. خنقها. شعرت بأنّها ستسلم الروح، فارتخى جسدها واحتقنت عيناها دمًا. أسبلت عينيها، انه السبات الفظيع قبل الموت. وغاصت في غيوم الكرى الناعمة الدافئة.
شعر المقتحم بإغماءاتها، فأرخى أصابعه من على عنقها وأزاح ركبته، معتقدًا أنّه سيطر عليها. عندها، قبض بكامل كفّه اليمنى على أعضاءها الحميمية. في هذه اللحظة حضرها صوت والدها وهو يقول لها: يا ابنتي إذا اعترض أي رجل طريقك فجّيه برأسه بالحجر ولا تخافي. عندها، استردت قوتها، فنزعت القناع عن وجهه ولبطته لبطة قوية برجلها على صدره وصرخت صرخة دوت في الحارة كلّها، فخاف المقتحم كثيرًا، خاصّة بعد أن كشفت وجهه.
كان شابا في العشرينات أبيض البشر.
-
*ميسون أسدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق