يوجد أدب عربي فصيح وأدب عربي شعبي عامي كذلك يوجد طب عربي طبي وطبي عربي شعبي طبيعي في كل دولة فكتبت هذه المقامة من أجل الحفاظ على ما تبقى من التراث الطبي الشعبي في محافظة الضالع منطقة الحصين والقرى المجاورة لها..
حكى لنا الطبيب الشعبي المختبر بعلاج الأعشاب، والمستخلص دواء المصاب، والمنقح لقاح الأوصاب، والمستخرج مراهم الأعصاب، والمحصن طفح الأحصاب، والمعاين أمراض الطب، والفاحص هبوط النسب، والصارف الوصفات السريعة، والمعالج الحروق الشنيعة، فهو طبيب الاسعافات التقليدية، ومستقبل الحالات المرضية، حال حدوث العضال، ولحظة وقوع العلل، وحال نزوب السعال، وبعد نزول الاسهال، وهو مصفي دماء الجروح النازلة، ومثبط ذروق البطون المؤسهلة،وموقف النزلات المسعلة، ومضمد الجروح المؤلمة، ومفجر الأورام المدملة، وممرض الأعراض المسقمة، وناقح المواد المعقمة، ومداوي الافرازات المحمضة، ومسكن الالتهابات المزمنة، ومحارب الحميات الممرضة، ومعضل العضلات المشنبطة، ومجبر الكسور المشضة، ومربط النزوف برباط مشعططة، ومكبت الكدمات بمياة فائرة وقربة وأخرقة ورقاع محرقة ويضع النقاع داخل قوالب وبوتقة وأدواته معقمة بملح المياة الساخنة، ويحضر المواد بتكثيف نيران مدخنة، ويغلي الأوراق والعروق في أطباق معدنه، ويكوي نواصي الجمجمة بمحاوي حامية، ويدلك العضلات القاسية، ويفكك الشدود الملتوية، ويمعص الأمغاص المعوية، ويسهل اليبوسات البطنية، ويعالج الأمساكات الهضمية، وينثر الرماد فوق الحروق اللافحة، ويعصر مسحوق الثمار علاجات ناقحة، ويخلط مكونات الأشجار وصفات لاقحة، ويداوي جميع العلات المستعصية، والأسقام الحادة ويستخرج علاجها من الأعشاب النباتية، فهو طبيب بارع، يقمع مواطن الأوجاع، ويهدئ نوبات الصداع، ويعطي المرضى دواءً نافعًا وعلاجًا ناقعًا من الطبيعية، فهو طبيب لا يداوي بالأدوية الصناعية، بل يعلاج الناس بالطرق التقليدية القديمة ،ويصرف لهم العلاجات الشبعية، والأدواية النباتية، والخلاطات الطبية، والأدوية الصيدلانية، الموجودة في البيئة المحيطة به من أعضي ونباتات، ولقاحات، وخلطات ومضادات، ومسحوقات، ومعقمات، ومواد مفورة، وختول مجبرة، يقول:المخبر بهذه الخبرة، :قصدت الديار الخوبرية، أبحث في تراث القرية، عن النباتات العشبية، والوصفات الطبية، التي كان الأجداد يستخدمونها كعلاجات وأدوية، بديلة من الطب الشعبي، وهي موروثة من التراث العربي، من غابر الزمن، قبل أن يصنع الإنسان الحقن، والأمصال الوقائية، وينتج الحبوب الدوائية، ويصدر المضادات الحيوية، في عصر اقتران الإنسان بالطبيعة، فأحببت معرفة استخدامات هذه النباتات الموجودة في خوبر، وما تزخر به من وأعشاب، ونباتات، وأعضي منتشرة في الوديان والعوارض، وقد انقرض بعضًا منها، وما زالت بعضها متكاثرة على أكمات الضياح، ونابتة في جرب البطاح، فعبرت واديها شراح في الصباح، وقطعت لكامها التباح، إلى أن وصلت صلوب السحاح، وبعد هبوب الريح تخطيت العصود والعلوب ،وعبرت الجرب والصلوب ،وأسربت من فوق السيوب، فوصلت إلى واديها سوحل، فإذا بكرع السماء يتسحلل من فوق كل منظل، فعرفت معنى اسم وادي سوحل من سحول ماء الكرع والمطر، وبذلك سمي شاطىء البحر ساحلا لأن الماء يسحل سحلا، فمشيت حالا بسرعة مستعجلة، نحو ديمة الصيادلة، فلما وصلت إلى بابها، رأيت مكتوبًا على بابها، هنا دواء كل داء، وعلاج كل مريض وداعًا للأمراض والعلات، في زمن المعضلات، هنا طبيب الأعشاب وأديب المداوة، من حبر الدواة، فدخلت الديمة فسألت أيكم خبير الأعشاب ؟ فاسرعوا في الجواب، هذا هو سمرمر بن مرغزان، فنظرت إليه فإذا هو مخزن، من عصد العصود وشاله مدود مليء بقرون غرناط، وخلفه أكياس عاط، وأمامه بذر فحاط، وبجانبه قوارير سبه نبوخ، وخلفه زجاجات جذوخ، وحوله زهور نباتات موضوعة داخل كاسات، وفوق رأسه قيش سنبلات، وعلى جانبه سلات، فيها أرواق وثمار وأشجار كثيرة وقربه قرب معصورة من شراب الأعشاب وفي تلك الأثناء.أردت معرفة ما يجود به علقه من ذكاء، فأردت أن استكشف مدى خبرته، وأستبصر عمق درايته، واستخلص نقع مداواته، فسألته عن أعشاب مبهمات، وأستفسرته حول نباتات، غير موجودات، فتماطل بالإجابة، ورفض النقاش، وزاح كوم قشش من أمامه ورفع نبرات كلامه،وقال لي :هل جئت تبحث عن دواء؟ أم جئت تؤخذني يا خذاء؟ فقلت له :جئت أستفيد منك، وأستطب من علمك الطبي، وعلاجك الشعبي، وتفردك الأدبي، فهلا ذكرت لي بعض أسماء النباتات الموجودة في هذه المنطقة؟ وحبذا تذكر لي مسميات هذه الأعضي أهي مثل عندنا تسمى باللسان الهجات فضحك وقال: أو لهذا جئت يا مهدار ؟فقلت نعم :ولا أغادر هذا المكان حتى تذكر لي مسميات الثمار والأشجار والنباتات النابتة في واديكم،والأعضي الزارعة في قريتكم، فقال لي: هي متوارثة ومسمياتها متعارفة، عند جميع الناس وتناقلتها الألسن من الأجداد والأسلاف، وهي كثيرة في قريتنا، عددها ثلاث مائة وخمسين شجرة، ونبته وعشب وعضة، منها القصاصة والعندد والعصد والديمع والخوع والألب والرهب والعوسب والعوشب والعشب والعثرب والقطرنب والعبب والقطب والقبب والجزب ودبية الأرنب وعضة الذباب ورجل الغراب والغلث والسفان والشراء والراء والصبر والخذعر والمرغز والسمرمر والشارور والخاصور والتمور والدجر والخرخار والحسار والشقر والكشد والدال والبرقوق والشبرق والحدق والعوسق والدلل المعسلق والقمقام والخدمي والعوسج والحدج والمنج والسردج والوهض والقرض والعصود والرسع والخوع وفطر القاع والحمك والخبك والأيك والحسك والكثرب والحكرب والسعف والخزف والسدف والقرف والشعف والحثي والخدمي والحذمي والنمصي والحنقليص والشوحط والبارة والعشرة والخمارة والحمارة والسمرمرة والمريمرة والخدش والدبش والعجش والحجش ومحجش حجر وسناف شجر وسناب جمل وعلف بقر وخوع حمار وحشيش أغنام ومرعى الظان وأشجار الأنعام والخلس وعضة الكسس وتين البلس الأصفر والأحمر والسقنقلة والدللة والفلفة والفليفة والبارة المزهرة والجارة المدورة والبنجالة المحدورة والجعدة واللهصة والجرجارة والجرجار والرصاب والوهض والقضب والغلب والشجر والوبل والعلف والزعفران والعبيثران والنعناع والجردم والأثل وعلوب السدر والطلح وعصود السمر وفصائل الحبوب التي نأكلها ونزرعها في أرضنا الذرة والغرب والدخن والصين والذرة الشامية الرفيعة والغرب الصومي والذرة البحرية والجبلية والبر والشعير والأرز والبن والجلجل والعتر والسعتر والدجر والعدس والفول الفاصولية والخضروات والبقولايات بمختلف أنواعها الجزر الأحمر والجزر الأبيض والكراث والبقل والبصل والبجل والباذنجان والبطاطس والطماطم والجرجير والخس والكبزرة والملخية والكوسة والملفوف الأبيض والفواكة التي نعرفها في منطقتنا مثل موز تفاح أنناس برتقال مانجى خوخ جوافة ورمان عنب عنبة وحبحب بطيخ وبلح وتمر وفرسك وسفرجل وزنجبيل وعاط وتين وكمثري وشمام فاستوقفت كلامه المنتظم، وأذهلني ذهنه الجم ،ووأعجبني استذكاره الععم، فعلمت أنه نار على علم،وشمس ساطعة في الظلم، ونجم يشع بين قوم لجم، ومبدع مدفون تحت ردم، وطبيب ماهر مهتم في بلد الرخم، فانتعش من مكوثي معه، وانسجمت من لقائي به، وتعلمت منه فقلت له :يا قرم القوم يا مطبب السقم يا مداوي الداء العضال يا معالج عدوى العلل. قل لي ما هو الدواء الفعال ؟الذي تحمله هذه الأعضي، زدني من علم النباتات، وفقهني من طب الأعشاب، حفظك الواحد الوهاب، فأخذ دبة الماء وشرب ومسح بيده الشراب، وقال: تستخدم أعضي وأعشاب..
الديمع لتصفية الجروح وأفطار الجلد والشقوق وعلاج التعرق..
والعبب لتكبيت الأورام والذرة لتقوية العظام والغرب لسلامة الأجسام..
والمرغز لطرد البلغم ومحجش حجر للسكر وارتفاع ضغط الدم..
والليمون ضد الزكام ومقوي الدم ومقاوم الأسقام..
والخس علاج الكلى وضغط الدم..
والخاصور لمنع الرعاف والتهاب النكاف وعلاج عسر الهضم..
وزيت الزيتون مرطب مهم وعلاج البطن والحلق والبلعوم..
وزيت الجلجل مرطب جيد للبطن وعسر الهضم..
والحدج للتشققات الجلدية، والتعقيم والمنج للتخدير والتنميج والتسميم..
والقطب للالتهابات البطنية، والنعناع علاج الزكام والتهاب الجيوب الأنفية،
والعصد علاج عسر الهضم والتقرحات المعدية..
وأوراق القرض لإلتهبات اللثة والفوخ والامساك والانتفاخ..
الوهض والدبش للتصفية الماء والتنقيح وتصفية القيح..
والهيل لمنع الغثيان، والقرنفل ضد ألم اللثة ووجع الأسنان..
والسسم علاج النسيان..
واللوز مقوي مناعة الإنسان..
واللبان لتسوس الأسنان وتقشر الأبدان..
وقشور الرمان للكلف وعلاج المعدة وأمراض البطن..
والحلبة علاج الحصر والسكر ومرطبة لانتفاخ البطون..
والقصاص للإلتهابات القولون ،والثوم لأمراض المعدة وعصر البطون..
سبه نبخ لحكيك العيون ،ونفد الجفون ..
والجعدة للمغص ووجع القولون..
والألب علاج البلاغم والحموضة..
والخوع للبهق وعلاج الثعلبة..
السقنقلة علاج لكل معضلة..
الحبة السوداء دواء كل علة..
والصبر للبطن وقرحة المعدة ..
والقرفة لأمراض البطن والسعلة..
والزنجبيل صيدلية متكاملة..
والجلجل لفقدان الشهية وأمراض المعدة..
والحناء لأوجاع الرأس والشقيقة..
والخدمي للإنتفاخ والامساك واليبوسة..
ودبية الأرنب للحزازة والحساسية..
روبة اللبن علاج البرودية، ودهنة اللبن لتحنيك الأطفال والصبية،
والملح مادة معقمة ،والرماد مادة منظفة ،والسود منظف للأسنان، والمكاوز مادة مبكترة ومحقنة للحليب واللبن، والبيض البلدي دواء السل والربو والجشرة وغسل السدر لتجميل الوجة ومنعم بشرة النسوة..
والقرام والهرد والخناء هي علاجات للجلد والبشرة..
والشراء يوضع تحت الأقدام لمتصاص الحرارة ..
والدجر علاج الكبد والمرارة..
والجرجير مقوي للشهية والكبزرة للبائة..
والخرخار لعلاج الأمعاء والمثانة..
ودبى اليقطين علاج المفاصل والدوار والدوخة..
والينسون علاج القولون وأدرا البول..
والكمون للكحة والكشرة والسعال..
وأوراق العنب لمنع الغثيان وضد الاسهال..
وسبه العشر لنقش الشوك واضمار الدمل..
والبصل والبجل والبقل مقويات لجهاز التناسل..
والمريمرة علاج الملارياء والحميات والفطريات..
والجزر مقوي النظر قال الرّاوي المنتظر:فلمّا ألْقَحَ عُقْمَ الأفْهام، بعلاج الأسقام، وطبب الأجسام بسِحْرِ الكَلامِ، وأحسن دواء المصاب، بفصل الخطاب، وسجع الأعشاب، مكثْتُ في الديمة حتى استوعبت نثَّ حِكمَتِهِ، ونثلت منْ عشب أكمَتِهِ، ونهلت من بحر درايته، واستطبت من طب مداواته، ثمّ دلَفْتُ إليْهِ لأتصفّحَ صفَحاتِ مُحيّاهُ.وأتعرف على وجه حلاهُ.فإذا هوَ ناظم المقامة التي أنثرها، وناسج القَلائِدِ اللاتي أنشرها ،فعانَقْتُهُ عِناقَ الدجر لساق الزرع ،وحننت به حنو الأم المرضع،وترفقت به ترفق الحب في التلم،وأنزلته منزِلَةَ سيهل بين المواسم، وأمكنته مكانة البذر وسط المتلام، وسألتُهُ أن يشرح لي دواعي الاستعمالات لأعضي هذه المقامات، فقال لي تجدها في بحوثي منشورة، على صفحتي المهجورة، فلمْ أزَلْ أقْريهِ نظَري، وأوَدُّ لوْ يمشي على ناظِري، حتى رحل وتوقّلَ، وركب أحدَ السياكل، ومشى مسرعًا مهرول، فعدت إلى المنزل، وقد شع إيضاح الرُكْبان عوم الكُثْبان ونقع منقوح اللبان،على وقّعَ البيان،ونفع طب الإنسان في علاج الأبدان والعلم كله لله الحنان المنان....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق