⏪⏬
أعودُ إلى بيتي غريباً وما درى بما كنْتُ ألقاهُ ببُعدي وما جرى
فما مرَّ يومٌ دونَ ذكرى وغصَّةٍ وما ذقْتُ طعمَ الفرحِ إلَّا تمرمرا
وأنّيَ في بُعدي القريبُ بلهفتي وما اخترْتُ بُعدي طائعاً كنْتُ مُجبرا
فجلْتُ بِهِ عيني أراقِبُ ساحَهُ وفي الأرضِ بلّورُ الشَّبابيكِ بُعثرا
وفي البابِ مفتاحُ الحنينِ يهزُّني وقدْ أسقطَ الرُّكنُ العزيزُ وهرهرا
ومِنْ سقفِهِ المودي إلى عرصاتِهِ رأيْتُ بهِ وجهَ السَّماءِ مُنوّرا
وشجرةَ زيتونٍ تسوّدَ جذعُها وما اخْضرَّ منْ أوراقِها صارَ أصفرا
بكتْنيَ لمَّا أبصرتْني بدهشتي كأنّيَ أستجدي الدُّخولَ مُحيَّرا
وقفْتُ غريباً إذْ أحاورُ مَنْ سطا وقدْ بدَّلَ الألوانَ فيهِ وغيّرا
وظنَّ بأنَّ الَّلونَ يُذهبُ أصلهُ وأنَّهُ بالمرئي يحجبُ مُسترا
فها هيَ (غفرانٌ) تُضاحكُ لعبةً وما زالَ منها الرَّسمُ يحضنُ دفترا
وصوتُ أبي في الفجرِ يُسمَع خطوهُ يقومُ إلى ماءِ الوضوءِ مُشمّرا
بكى منزلي لمَّا رأى الذَّئبَ حارساً وأنَّ قُطيطَ الحيّ فيهِ تنمَّرا
وأنَّ شموسَ الأمسِ غيرَ رواجعٍ وأنَّ سوادَ الَّليلِ أمسى مُقدَّرا
وأنيَ أصبحْتُ المُذلَّ بموطني وأنّيَ بعدّ العزِّ أغدو مُهجَّرا
توكَّأْتُ عجزي فالعصا ليسَ مُعجزي ولا البيتُ بحري كي أشقَّ و أعبرا
وهذا زمانٌ أسودٌ بغرابِهِ يُذلُّ بهِ الأسيادُ والعبدُ أمّرا
زمانٌ بهِ صارَ الغواةُ هداتُهُ وفي عرفهِمْ شيخُ المساجدِ كُفّرا
فلوَّحْتُ بالكفِّ اليمينِ مُودّعاً ومسَّحْتُ بالأخرى الدُّموعَ تصبُّرا
وعظَّمْتُ بالإنسانِ يسرقُ أهلَهُ وأكبرْتُني عمَّا بفعلِهِ صغَّرا
وكمْ زيَّفَ التَّاريخُ خطَّ كتابِهِ وغيَّرَ شُهَّاد الرَّواةِ وزوَّرا
فيا وطناً باعَ الجباةُ هواءَهُ ومَنْ باعَ بالمالِ البلادِ سيُشترى
وراحَتْ بيَ الذّكرى تُردّدُ كالصَّدى وما انْهدَّ بالجدرانِ بالرُّوحِ عُمّرا
-
*د. وليد العرفي
أعودُ إلى بيتي غريباً وما درى بما كنْتُ ألقاهُ ببُعدي وما جرى
فما مرَّ يومٌ دونَ ذكرى وغصَّةٍ وما ذقْتُ طعمَ الفرحِ إلَّا تمرمرا
وأنّيَ في بُعدي القريبُ بلهفتي وما اخترْتُ بُعدي طائعاً كنْتُ مُجبرا
فجلْتُ بِهِ عيني أراقِبُ ساحَهُ وفي الأرضِ بلّورُ الشَّبابيكِ بُعثرا
وفي البابِ مفتاحُ الحنينِ يهزُّني وقدْ أسقطَ الرُّكنُ العزيزُ وهرهرا
ومِنْ سقفِهِ المودي إلى عرصاتِهِ رأيْتُ بهِ وجهَ السَّماءِ مُنوّرا
وشجرةَ زيتونٍ تسوّدَ جذعُها وما اخْضرَّ منْ أوراقِها صارَ أصفرا
بكتْنيَ لمَّا أبصرتْني بدهشتي كأنّيَ أستجدي الدُّخولَ مُحيَّرا
وقفْتُ غريباً إذْ أحاورُ مَنْ سطا وقدْ بدَّلَ الألوانَ فيهِ وغيّرا
وظنَّ بأنَّ الَّلونَ يُذهبُ أصلهُ وأنَّهُ بالمرئي يحجبُ مُسترا
فها هيَ (غفرانٌ) تُضاحكُ لعبةً وما زالَ منها الرَّسمُ يحضنُ دفترا
وصوتُ أبي في الفجرِ يُسمَع خطوهُ يقومُ إلى ماءِ الوضوءِ مُشمّرا
بكى منزلي لمَّا رأى الذَّئبَ حارساً وأنَّ قُطيطَ الحيّ فيهِ تنمَّرا
وأنَّ شموسَ الأمسِ غيرَ رواجعٍ وأنَّ سوادَ الَّليلِ أمسى مُقدَّرا
وأنيَ أصبحْتُ المُذلَّ بموطني وأنّيَ بعدّ العزِّ أغدو مُهجَّرا
توكَّأْتُ عجزي فالعصا ليسَ مُعجزي ولا البيتُ بحري كي أشقَّ و أعبرا
وهذا زمانٌ أسودٌ بغرابِهِ يُذلُّ بهِ الأسيادُ والعبدُ أمّرا
زمانٌ بهِ صارَ الغواةُ هداتُهُ وفي عرفهِمْ شيخُ المساجدِ كُفّرا
فلوَّحْتُ بالكفِّ اليمينِ مُودّعاً ومسَّحْتُ بالأخرى الدُّموعَ تصبُّرا
وعظَّمْتُ بالإنسانِ يسرقُ أهلَهُ وأكبرْتُني عمَّا بفعلِهِ صغَّرا
وكمْ زيَّفَ التَّاريخُ خطَّ كتابِهِ وغيَّرَ شُهَّاد الرَّواةِ وزوَّرا
فيا وطناً باعَ الجباةُ هواءَهُ ومَنْ باعَ بالمالِ البلادِ سيُشترى
وراحَتْ بيَ الذّكرى تُردّدُ كالصَّدى وما انْهدَّ بالجدرانِ بالرُّوحِ عُمّرا
-
*د. وليد العرفي
هناك تعليق واحد:
قصيدة مفعمة بالإحساس
إنه الحنين لبيتٍ هو الوطن
وطنٌ ضم ذكرياتنا وحبا أحلامنا
سلمت أيها الشاعر المبدع
ودامت أوراقك وطناً للشعر
د. باسمة محفوض
إرسال تعليق