⏪⏬
كانا على شفا حفرة من قصة حبّ
كان قلبيهما يتراقصان على حافة البدايات الجميلة
سلاحهما كان التضمين والتراشق بالعبارات
التي تنزل كالغيث على أرض المستحيل
كانا على شفا حفرة من فجيعة الفراق
كان قدريهما يتراقصان على حافة النهايات المؤلمة
سلاحهما كان المكابرة والتمسك بحبال الشوق
التي تنزل كحمم النار على شغاف القلب
كانا أيقونتين قابلتين للكسر في أي لحظة
عصفورين مقدّمين كقرابين على أي مذبح
بطلين خارجين من روايات الحبّ
إلى مدن الملح وشوارع الكبت
حيث لا حبّ مسموح ولا عشق مشروع
جاءني يوماً قائلاً:
يا ذات الدواة والحبر ... اكتبي
اكتبينا ...
خبئينا بين طياّت أوراقك من قسوة العيون وغدر الألسن
فكتبتُ عن مدن الملح وعن شوارعها التي ضاقت بالمارّة
عن مقاعد قتلها الضجر وعصف بها الفراغ
عن قلوب مليئة بشيء يشبه الحب ...
وكتبتُ عن مدن بعيدة ... بعيدة كالأحلام
تزورها الحمائم البيضاء كل يوم لتأكل من أيادي العشاق
عن مدن تعترف بشرعية الفرح
عن مدن إن مشى هو وهي في شوارعها
لا يسير الخوف ممسكاً يده ويدها
كانت هي في مطلع الأحلام والقمم
وكان هو يناهز اليأس والعواصف
وعلى حين غرة التقيا ...
وتصادمت غيمتا الحب فأمطرتا على أرض المستحيل دمعاً
كان لهذا اللقاء أن ينتهي أمام منعطف ما على قارعة القدر
جُلّ ما كان متاحاً لهما في هذا اللقاء هو سلام الغرباء
ما كان لهذين القلبين أن يخفقا بنبض واحد
وفي أقرب لحظات القرب كان البعد ثالثهما
ولم يكن بوسعهما إلا التراشق بالبسمات والكلمات ... والصمت
كانت تتجاهل نظراته وتهرب منها
وكان يتجاهل هروبها ويقترب أكثر
كان يرتشف الغصّة مع فنجان قهوته وهو ينظر إلى صورتها
وكانت ترتشف الزفرات مع فنجان قهوتها كلما تذكرت غرقه أمام عينيها
وعندما كانت تلتقي فناجين القهوة في إحدى الجلسات
كان طرفا النزاع العشقي يكتفيان بجدار عازل من الابتسامات
يخفي وراءه ما اعتمر في قلبيهما من شوق ويأس
وما جاد به ليلهما من كوابيس الفراق
كانت مفتونة بابتسامته
وكان مسحوراً بأنوثتها
ومن شدة شوقه لها واحتراق عينيه لاحتضان عينيها
كان اللئم يقطرُ من كلماته عندما يخاطبها
وكانت هي تكابر على جرحها
وتهاجمه بكل ما أوتيت من كبرياء الأنوثة
قال اكتبي ...
قال اكتبينا ...
أنقذينا من النسيان ...
واصنعي بقلمك وأوراقك طوقاً للنجاة ...
فكان له ما طلب من غيث القلم ...
ويجيء صاحب الجلالة .... الشعر
يصل إلى الديار المظلمة فيضيئها بقوافيه
يمرّ بالسجون المكتظة بالقلوب فيطلق سراحها بتفعيلاته الحرة
وما كان ممنوعاً ومحرماً يصبح حلالاً عبر تعابيره المجازية
يومئ للناس فينصاعوا لموسيقاه وصوره البيانية وإسقاطاته الرمزية
يمرّ على العاشقين في أرض الفراق فيجمعهما في تناصّ بديع
هو الشعر شفيع العاشقين ...
في بلاد الشعر يغدو الحب ناموساً والعشق تشريعاً
في بلاد الشعر تقطر قلوب المحبين وفاء
وتزهر العيون بالإخلاص
ليس لأن الشعر وهم وجنون
بل لأن الشعر قطعة من الخلود
وفي أرض الخلود لا يعيش إلا الجمال
أكتب عنهما كما يكتب المطر مستقبل الأزهار
أكتبهما وأرسم وجهيهما بالكلمات
سيعيشان في الحروف
وسيولدان من رحم الكلمات أشعاراً
سيزهر حبهما بين السطور
فإن قامت مدن الملح بقتل حبهما يوماً والتمثيل بقلبيهما
بُعثا عاشقين وتناثرت قصتهما على الورق
وإن بقي اسميهما سراً
فسيغدوان بين السطور
فضيحة الورد ... فضيحة الوتر ... فضيحة المطر
قال اكتبي لأقرأ
قال اكتبي لنقرأ
أنقذينا ...
أنقذي ما بقي منا من مشاعر
ما بقي منا من نبض
قال اكتبي لأعرف أن لي صلة رحم مع الكلمات
قال أكتبي لأعرف أنني على قيد الحياة والحب
وكتبت ...
-
كانا على شفا حفرة من قصة حبّ
كان قلبيهما يتراقصان على حافة البدايات الجميلة
سلاحهما كان التضمين والتراشق بالعبارات
التي تنزل كالغيث على أرض المستحيل
كانا على شفا حفرة من فجيعة الفراق
كان قدريهما يتراقصان على حافة النهايات المؤلمة
سلاحهما كان المكابرة والتمسك بحبال الشوق
التي تنزل كحمم النار على شغاف القلب
كانا أيقونتين قابلتين للكسر في أي لحظة
عصفورين مقدّمين كقرابين على أي مذبح
بطلين خارجين من روايات الحبّ
إلى مدن الملح وشوارع الكبت
حيث لا حبّ مسموح ولا عشق مشروع
جاءني يوماً قائلاً:
يا ذات الدواة والحبر ... اكتبي
اكتبينا ...
خبئينا بين طياّت أوراقك من قسوة العيون وغدر الألسن
فكتبتُ عن مدن الملح وعن شوارعها التي ضاقت بالمارّة
عن مقاعد قتلها الضجر وعصف بها الفراغ
عن قلوب مليئة بشيء يشبه الحب ...
وكتبتُ عن مدن بعيدة ... بعيدة كالأحلام
تزورها الحمائم البيضاء كل يوم لتأكل من أيادي العشاق
عن مدن تعترف بشرعية الفرح
عن مدن إن مشى هو وهي في شوارعها
لا يسير الخوف ممسكاً يده ويدها
كانت هي في مطلع الأحلام والقمم
وكان هو يناهز اليأس والعواصف
وعلى حين غرة التقيا ...
وتصادمت غيمتا الحب فأمطرتا على أرض المستحيل دمعاً
كان لهذا اللقاء أن ينتهي أمام منعطف ما على قارعة القدر
جُلّ ما كان متاحاً لهما في هذا اللقاء هو سلام الغرباء
ما كان لهذين القلبين أن يخفقا بنبض واحد
وفي أقرب لحظات القرب كان البعد ثالثهما
ولم يكن بوسعهما إلا التراشق بالبسمات والكلمات ... والصمت
كانت تتجاهل نظراته وتهرب منها
وكان يتجاهل هروبها ويقترب أكثر
كان يرتشف الغصّة مع فنجان قهوته وهو ينظر إلى صورتها
وكانت ترتشف الزفرات مع فنجان قهوتها كلما تذكرت غرقه أمام عينيها
وعندما كانت تلتقي فناجين القهوة في إحدى الجلسات
كان طرفا النزاع العشقي يكتفيان بجدار عازل من الابتسامات
يخفي وراءه ما اعتمر في قلبيهما من شوق ويأس
وما جاد به ليلهما من كوابيس الفراق
كانت مفتونة بابتسامته
وكان مسحوراً بأنوثتها
ومن شدة شوقه لها واحتراق عينيه لاحتضان عينيها
كان اللئم يقطرُ من كلماته عندما يخاطبها
وكانت هي تكابر على جرحها
وتهاجمه بكل ما أوتيت من كبرياء الأنوثة
قال اكتبي ...
قال اكتبينا ...
أنقذينا من النسيان ...
واصنعي بقلمك وأوراقك طوقاً للنجاة ...
فكان له ما طلب من غيث القلم ...
ويجيء صاحب الجلالة .... الشعر
يصل إلى الديار المظلمة فيضيئها بقوافيه
يمرّ بالسجون المكتظة بالقلوب فيطلق سراحها بتفعيلاته الحرة
وما كان ممنوعاً ومحرماً يصبح حلالاً عبر تعابيره المجازية
يومئ للناس فينصاعوا لموسيقاه وصوره البيانية وإسقاطاته الرمزية
يمرّ على العاشقين في أرض الفراق فيجمعهما في تناصّ بديع
هو الشعر شفيع العاشقين ...
في بلاد الشعر يغدو الحب ناموساً والعشق تشريعاً
في بلاد الشعر تقطر قلوب المحبين وفاء
وتزهر العيون بالإخلاص
ليس لأن الشعر وهم وجنون
بل لأن الشعر قطعة من الخلود
وفي أرض الخلود لا يعيش إلا الجمال
أكتب عنهما كما يكتب المطر مستقبل الأزهار
أكتبهما وأرسم وجهيهما بالكلمات
سيعيشان في الحروف
وسيولدان من رحم الكلمات أشعاراً
سيزهر حبهما بين السطور
فإن قامت مدن الملح بقتل حبهما يوماً والتمثيل بقلبيهما
بُعثا عاشقين وتناثرت قصتهما على الورق
وإن بقي اسميهما سراً
فسيغدوان بين السطور
فضيحة الورد ... فضيحة الوتر ... فضيحة المطر
قال اكتبي لأقرأ
قال اكتبي لنقرأ
أنقذينا ...
أنقذي ما بقي منا من مشاعر
ما بقي منا من نبض
قال اكتبي لأعرف أن لي صلة رحم مع الكلمات
قال أكتبي لأعرف أنني على قيد الحياة والحب
وكتبت ...
-
*د. باسمة محفوض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق