⏪⏬
المقدمة/ في غياب الجواب ، قصصٌ قصيرةٌ للكاتبةِ (وفاء عبد الرزاق)، كُتبتْ في 2011/ 2012، الطبعة الأولى سنة 2013م، من اصدارات مؤسسة المثقف العربي-استراليا،نشر وتوزيع شركة العارف، عدد الصفحات(104) صفحة، تبدأ المجموعة بالإهداء، ثم
عرفان، وبعدها تقديم للمجموعة للسيد علوان السلمان بعنوان( غياب الجواب .. كعب الحذاء).
مع كل مجموعة قصصية أو رواية، تأتي الكاتبةُ بجديد، فهي لا تكرر ذاتها، أو مواضيعها، بل تبحثُ عن الجدّة والحداثة، بل أتتْ هنا بالغرائبية عينها، وجعلت دهشتنا تكبر مع كل قصة من قصصها القصيرة التي تدافعت كالموج على صخرة صمت المتلقي. ثيمةُ المجموعة فيها من الغرابة والطرافة في موضوعة (الحذاء) الذي يتشكّلُ ويتلوّنُ وتتعدّدُ صوره، استخدامٌ فريدٌ بنزعةٍ جديدةٍ وأسلوبٍ رمزي، لا يمتّ الى التراث ولا الى مقاربات الحاضر، بل هو ثقافة استمدتْ من تنوّع الشكل واللون والمضمون لتجعله مواضيع وصور تتحرك ضمن فكرة كل قصة قصيرة، فالحذاء رمز لكل طبقة ومهنة ولكل جنس.
والحذاءُ يشكلُ مفهوماً جديداً يربطُ بين ثقافات أمم وشعوب مختلفة ، تجعلهُ بين المقدّس والمُدنّس، وبين هذين تقفُ الكاتبةُ لتضعَ بصمتها الجديدة التي تربطُ بين الواقع والفانتازيا، لتظهرَ صورةً جديدةً لمجتمعٍ بل ولحياةٍ كلها أحذية. حياةٌ لدى البعض تضعُ (الحذاء) في باب المُدنّس، يجبُ خلعهُ في أماكن السادة والنبلاء، وأحذية توضعُ على رقاب المظلومين والمضطهدين بل وفي مؤخراتهم؛ وأممٌ تضعُ (الحذاء) رمزاً للرحيل نحو حياةٍ أخرى، فتوضع بعض الأمم أحذيتها حذاء السرير دليل على التهيوء لرحلة الآخرة، وهناك منْ يضع حذاء الميّت في باب الدار دلالةً على مةته ورحيله الأبدي. وهنا تجعلُ (الكاتبةُ) لـ (الحذاء) مجتمعاً وأمماً تتناسل، وتجعلُ بينها علاقات تتحرك وفق مفاهيم ترتبطُ بأحداث تاريخية واجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية..
-الحذاء في اللغة/ الفعلُ –حذا- : النعل: حذواً، قدّرها وقطعها على مثال يُقال: حذا النّعلُ بالنعل. ويُقالُ : حذا فلانٌ حذوَ فلان: أي فعلَ مثلما يفعل، ولفلان نعلاً: عملها له، و-فلاناً شيئاً: أعطاهُ أياه. و (حذا) الجلد ونحوه، حذياً : قطّعَهُ، والشراب لسانه: قرصه، فهو حاذٍ والمفعول محْذيّ. ويقالُ حذا فلاناً بلسانه: عابهُ، وأحذاء: اعطاء، وفي الحديث( مثل الجليس الصالح مثل الداري إن لم يحذْك من عطره علقك من ريحه.). وحاذاهُ: محاذاةً وحذاءً: صار بحذائه ووازاه. احتذى: إتّخذَ حذاءً، واحتذى الحذاء: لَبَسَهُ.. والحاذي: لابس الحذاء، والحذاء: النّعل وما يطأ البعير من خفّة والفرس من حافره، وحذاء الشيء: ما يحاذيه. وداري بحذاء داره: بإزائها. الحذاية: النصيب من الغنيمة. والحذّاء: صانعُ الأحذية. الحِذوة والحذاوة: الشريحة من اللحم . الحّذية: العطية.
-الغرائبية في صور الحذاء: صورٌ مختلفةٌ موتلفةٌ أحياناً، صور لأحذيةٍ وأناس، صور لحيوات متعدّدة، تتصارعُ لتشكّلَ لوحاتٍ تشكيليةً أو ايقاعاتٍ تصعدُ وتهبطُ معلنةً أسئلةً تبحثُ عن جواب..؟؟
1/ الصورة الأولى: في القصة القصيرة الأولى ، تكون صورة الحذاء هي صورةُ العفونة والفطريات التي تنتشر انتشار الهواء الفاسد في الحمامات والمقاهي والمساجد والشوارع.
2/ الصورة الثانية: صورة (الحذاء المنتحر) لما يحدث في العالم من سفك دماء وارهاب ونفاق.
3/ الصورة الثالثة: صورة (حذاء الفن) حيث التماثيل والنّصُب واللوحات التشكيلية كلها على شكل حذاء.
4/ الصورة الرابعة: صورة (عورة الحذاء) تصوير الجانب الجنسي والرغبة وولادة توأمين سياميين.
5/ الصورة الخامسة: طبقات الأحذية، وأنواعها منها(النعل) والأحذية المطاطية، أحذية نسائية، أحذية البدو....
6/ الصورة السادسة: أشكال أحذية الفرقة الموسيقية .
7/ الصورة السابعة: صورة أحذية رجال الأطفاء (الجزمة).
8/ الصورة الثامنة: أحذية الحيوانات، منها الحمار والغزلان والأسود والببغاء....
-القراءة في السّرد:
تتشكّلُ ألوانُ وأنواعُ الأحذية في القصص القصيرة بين الأبريق المعاد صنعه من حذاء.. و(لهاية الأطفال) على شكل حذاء، وهناك وحمة على شكل حذاء في رقبة طفل، وصورة لأحذية الشرطة السوداء المرتفعة الى منتصف الرجل، والأحذية الرئاسية المصنوعة من الجلود الفاخرة، وحذاء راقصة ذو الكعب العاليالتي ترقص به لثوانٍ ثم ترميه جانباً ملتفةً على عصاها، الحذاء المصنوع بألوانٍ برّاقة ليجذب الناظرين من السكارى ومرتادي الملاهي الليلية، ثمّ حذاء حفّار القبور، وكأننهُ مخصص للموت فقط، وصورة حذاء إمام جامع كيف يكون متفرداً عن الجمع، خوفاً من سرقته، بل هناك تسريحة شعر على شكل حذاء، وهناك حذاء حذاء الشاعر، وصورة ثورة حذاء، وصورة لوفاء (بسطال)..!!؟
ثلاثون قصّةً قصيرةً توزّعتْ فيها صورٌ متنوعةٌ وبحكايا من الواقع مرةً ومن الخيال مرة أخرى، يحدوها الاستعارة والتشبيه والرمزية، لتجعل من الجماد كائنا يتحرك ويكتسبُ من صاحبه صفاته وأحاسيسه وأفعاله. والمتابع لنتاج الكاتبة (وفاء عبد الرزاق) لم يستغرب أو ينبهر، لأنّ أسلوب (الفانتازيا) يكادُ أن يكون سائداً في رواياتها وقصصها.
*د.وليد جاسم الزبيدي
العراق.
المقدمة/ في غياب الجواب ، قصصٌ قصيرةٌ للكاتبةِ (وفاء عبد الرزاق)، كُتبتْ في 2011/ 2012، الطبعة الأولى سنة 2013م، من اصدارات مؤسسة المثقف العربي-استراليا،نشر وتوزيع شركة العارف، عدد الصفحات(104) صفحة، تبدأ المجموعة بالإهداء، ثم
عرفان، وبعدها تقديم للمجموعة للسيد علوان السلمان بعنوان( غياب الجواب .. كعب الحذاء).
مع كل مجموعة قصصية أو رواية، تأتي الكاتبةُ بجديد، فهي لا تكرر ذاتها، أو مواضيعها، بل تبحثُ عن الجدّة والحداثة، بل أتتْ هنا بالغرائبية عينها، وجعلت دهشتنا تكبر مع كل قصة من قصصها القصيرة التي تدافعت كالموج على صخرة صمت المتلقي. ثيمةُ المجموعة فيها من الغرابة والطرافة في موضوعة (الحذاء) الذي يتشكّلُ ويتلوّنُ وتتعدّدُ صوره، استخدامٌ فريدٌ بنزعةٍ جديدةٍ وأسلوبٍ رمزي، لا يمتّ الى التراث ولا الى مقاربات الحاضر، بل هو ثقافة استمدتْ من تنوّع الشكل واللون والمضمون لتجعله مواضيع وصور تتحرك ضمن فكرة كل قصة قصيرة، فالحذاء رمز لكل طبقة ومهنة ولكل جنس.
والحذاءُ يشكلُ مفهوماً جديداً يربطُ بين ثقافات أمم وشعوب مختلفة ، تجعلهُ بين المقدّس والمُدنّس، وبين هذين تقفُ الكاتبةُ لتضعَ بصمتها الجديدة التي تربطُ بين الواقع والفانتازيا، لتظهرَ صورةً جديدةً لمجتمعٍ بل ولحياةٍ كلها أحذية. حياةٌ لدى البعض تضعُ (الحذاء) في باب المُدنّس، يجبُ خلعهُ في أماكن السادة والنبلاء، وأحذية توضعُ على رقاب المظلومين والمضطهدين بل وفي مؤخراتهم؛ وأممٌ تضعُ (الحذاء) رمزاً للرحيل نحو حياةٍ أخرى، فتوضع بعض الأمم أحذيتها حذاء السرير دليل على التهيوء لرحلة الآخرة، وهناك منْ يضع حذاء الميّت في باب الدار دلالةً على مةته ورحيله الأبدي. وهنا تجعلُ (الكاتبةُ) لـ (الحذاء) مجتمعاً وأمماً تتناسل، وتجعلُ بينها علاقات تتحرك وفق مفاهيم ترتبطُ بأحداث تاريخية واجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية..
-الحذاء في اللغة/ الفعلُ –حذا- : النعل: حذواً، قدّرها وقطعها على مثال يُقال: حذا النّعلُ بالنعل. ويُقالُ : حذا فلانٌ حذوَ فلان: أي فعلَ مثلما يفعل، ولفلان نعلاً: عملها له، و-فلاناً شيئاً: أعطاهُ أياه. و (حذا) الجلد ونحوه، حذياً : قطّعَهُ، والشراب لسانه: قرصه، فهو حاذٍ والمفعول محْذيّ. ويقالُ حذا فلاناً بلسانه: عابهُ، وأحذاء: اعطاء، وفي الحديث( مثل الجليس الصالح مثل الداري إن لم يحذْك من عطره علقك من ريحه.). وحاذاهُ: محاذاةً وحذاءً: صار بحذائه ووازاه. احتذى: إتّخذَ حذاءً، واحتذى الحذاء: لَبَسَهُ.. والحاذي: لابس الحذاء، والحذاء: النّعل وما يطأ البعير من خفّة والفرس من حافره، وحذاء الشيء: ما يحاذيه. وداري بحذاء داره: بإزائها. الحذاية: النصيب من الغنيمة. والحذّاء: صانعُ الأحذية. الحِذوة والحذاوة: الشريحة من اللحم . الحّذية: العطية.
-الغرائبية في صور الحذاء: صورٌ مختلفةٌ موتلفةٌ أحياناً، صور لأحذيةٍ وأناس، صور لحيوات متعدّدة، تتصارعُ لتشكّلَ لوحاتٍ تشكيليةً أو ايقاعاتٍ تصعدُ وتهبطُ معلنةً أسئلةً تبحثُ عن جواب..؟؟
1/ الصورة الأولى: في القصة القصيرة الأولى ، تكون صورة الحذاء هي صورةُ العفونة والفطريات التي تنتشر انتشار الهواء الفاسد في الحمامات والمقاهي والمساجد والشوارع.
2/ الصورة الثانية: صورة (الحذاء المنتحر) لما يحدث في العالم من سفك دماء وارهاب ونفاق.
3/ الصورة الثالثة: صورة (حذاء الفن) حيث التماثيل والنّصُب واللوحات التشكيلية كلها على شكل حذاء.
4/ الصورة الرابعة: صورة (عورة الحذاء) تصوير الجانب الجنسي والرغبة وولادة توأمين سياميين.
5/ الصورة الخامسة: طبقات الأحذية، وأنواعها منها(النعل) والأحذية المطاطية، أحذية نسائية، أحذية البدو....
6/ الصورة السادسة: أشكال أحذية الفرقة الموسيقية .
7/ الصورة السابعة: صورة أحذية رجال الأطفاء (الجزمة).
8/ الصورة الثامنة: أحذية الحيوانات، منها الحمار والغزلان والأسود والببغاء....
-القراءة في السّرد:
تتشكّلُ ألوانُ وأنواعُ الأحذية في القصص القصيرة بين الأبريق المعاد صنعه من حذاء.. و(لهاية الأطفال) على شكل حذاء، وهناك وحمة على شكل حذاء في رقبة طفل، وصورة لأحذية الشرطة السوداء المرتفعة الى منتصف الرجل، والأحذية الرئاسية المصنوعة من الجلود الفاخرة، وحذاء راقصة ذو الكعب العاليالتي ترقص به لثوانٍ ثم ترميه جانباً ملتفةً على عصاها، الحذاء المصنوع بألوانٍ برّاقة ليجذب الناظرين من السكارى ومرتادي الملاهي الليلية، ثمّ حذاء حفّار القبور، وكأننهُ مخصص للموت فقط، وصورة حذاء إمام جامع كيف يكون متفرداً عن الجمع، خوفاً من سرقته، بل هناك تسريحة شعر على شكل حذاء، وهناك حذاء حذاء الشاعر، وصورة ثورة حذاء، وصورة لوفاء (بسطال)..!!؟
ثلاثون قصّةً قصيرةً توزّعتْ فيها صورٌ متنوعةٌ وبحكايا من الواقع مرةً ومن الخيال مرة أخرى، يحدوها الاستعارة والتشبيه والرمزية، لتجعل من الجماد كائنا يتحرك ويكتسبُ من صاحبه صفاته وأحاسيسه وأفعاله. والمتابع لنتاج الكاتبة (وفاء عبد الرزاق) لم يستغرب أو ينبهر، لأنّ أسلوب (الفانتازيا) يكادُ أن يكون سائداً في رواياتها وقصصها.
*د.وليد جاسم الزبيدي
العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق