اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حين قتلت جين | قصة قصيرة ...*مريم حوامدة

⏪⏬ 
إنه صيف عام 1979 ،
العاشرة صباحاً من يوم الأحد ،
طَرقٌ خفيفٌ على الباب الخارجي إني أسمعه قلت في سري ، ذهب الصوت لحظات ، وضعت الفناجين على الصينية حملتها متجهة
لغرفة الجلوس المقابلة لساحة المنزل أم حنا تنتظر لتحتسي القهوة وتخرج لقطف أوراق العنب من الحديقة كعادتها في عطلة الأحد حيث تخزنها للشتاء وتحتفظ بكمية كبيرة ترسلها لأولادها الذين يعملون في الولايات المتحدة .
أم حنا تلك الجارة الأرملة تعاني من مشاكل في الأذن ودائما تضع سماعة في إذنها لتساعدها على التقاط الأصوات وتميزيها وحدث هذا منذ سنوات طويلة عندما قام المرحوم زوجها بصفعها بقوة عندما كانت صغيرة لأنها لم تُعّد له طعام الغداء في حينه .
عاد الطرق من جديد ولكن هذه المرة كان الصوت عالياً ،
وضعت الصينية على المنضدة الصغيرة واقتربت من الباب ،
سيدتي أليس منزل الست روزيت ؟ نعم أنا روزيت ولكن من القادم ؟
لا تخافي سيدتي أنا سائق العربة ومعي ضيفة تبحث عنك ،
فتحت البوابة وخرجت قليلاً باتجاه العربة ، نظرت إنها فتاة تجلس في المقعد الخلفي في السيارة البيضاء حدقت في السائق وفي الصبية لكن لا أعرفها إنها فتاة في منتصف العقد الثالث هكذا خمنت ، نظرت للسائق مندهشة وعدت أنظر للصبية مرة أخرى لعلي أعرف من هي ، اقتربت أكثر من نافذة السيارة إنها فتاة شقراء البشرة ذات شعر أصفر وجهها شاحب ، ابتسمت لي وهمت بالنزول ست روزيت ألم تعرفيني ؟ أنا جنان معروف بطرس أتذكرين الصف الخامس مدرسة الراهبات ! ،
حاولت العودة بذاكرتي لوهلة وقلت لها تفضلي بالنزول مع اني لا أذكرك يا ابنتي ،
نزلت جنان أمسكت بي وشكرت السائق وذهب ،
أم حنا لا زالت جالسة مكانها ترتشف القهوة وعندما رأتنا أخذت تعدل سماعتها كي تشعر الضيفة أنها تعاني ،
تفضلي اجلسي يا ابنتي قلت لي بأنك جنان تلميذتي في المدرسة كان ذلك منذ زمن طويل ،
نعم مس روزيت آلا تذكرين كم كنت مجتهدة وتحبيني كثيراً ! والله أقول لك الصراحة لم أعد أتذكر كثيراً جموع وأعداد من الطالبات ومضى على ذلك سنوات وعقود .
لم يرق الحديث لأم حنا فقامت بلملمة أكياسها استعداداً لقطف أوراق العنب وبينما هي تبحث عن حذائها في مدخل البيت حيث كنت قد نبهتها إلى ضرورة خلع حذائها دائما بسبب الأتربة التي تحملها إليّ .
حملت الفناجين وقلت سأعد لك القهوة يا جنان وأعود لكن جنان في هذه اللحظة كانت تغرق في الدموع ،
أغلقت الباب جيداً وتركت الصينية مكانها احتضنت جنان مابك يا ابنتي ما أمرك ؟
ناولتها منديلاً وكأس الماء هدأت من روعها قليلاً لكي تحدثني ، ابتلعت ريقها وصمتت قليلاً ثم بدأت بالكلام؛
أنا لست جنان يا مس ! أنا جين شقيقة جنان أتذكرين ؟ جين جين الأخت الكبرى لجنان ، وعادت للبكاء الصامت وتابعت حديثها أعلم أنك لن تسمعيني ولن تصدقيني لكن أرجوكِ أنا لا أكذب ولن أكذب ، تغيرت ملامحي ونظرت للبرواز المعلق في صدر الواجهة حيث صورة العذراء وبدأت أصلب ( الله السلام الروح القُدس ) قاطعت صلواتي :
أعلم يا مس أنكم تكرهونني وأشعر بالحقد ولكن أنت من يسمعني فقط ، لقد كنتِ تحبينني أليس كذلك ؟
كنت في الثانية عشر من عمري وكان الباب مشقوقاً والصوت يعلو وينخفض أمي تشتكي لجدي لقد سمعته يقول لها لأنها ليست ابنتك فقط لانها ليست ابنتك جين ليست ابنتك عليك أن تصبري وتحتملي إنها مدللة والدها لا تشعريه بكرهك لها أنا أيضاً لا أشعر أني أحبها كما أخواتها أمها مسلمة وكلنا نعرف ذلك ،
اكملي ابنتي أكملي جين:
أمك مسلمة ؟ وأين هي أمك ؟
لا أدري بكيت وبكيت وسألتهم قالوا لي ماتت وانت رضيعة وفي مرة أخرى قالوا تركتك وتزوجت رجل أخر لا ادري لا أعلم شيء لا أعرف من هي أمي كل ما أعرفه أنني جين معروف بطرس وأمي" سارة حنا معالي " ولكني لم أفهم لماذا كانت سارة توبخني دائما وتقوم بلسعي في فخدي وخاصرتي عندما تأخذني للاستحمام كانت تؤلمني وأبدأ بالصراخ ويعتقد والدي وجدي أنني مشاكسة واخاف المياه الساخنه وحرقة الصابون كما كانت تقول سارة لازالت علامات أصابعها تمزق جلدي حتى الآن ،
يعني انت لا أم لك يا جين لم يكن ظاهر عليكِ ذلك فأنت تلميذة ذات مستوى مرموق ونحن نعرف عائلتك حيث الأسرة الإقطاعية وكان لديكما سائق خاص أليس كذلك ؟
نعم مس روزيت ،
أكملت دراستي الثانوية انا وجنان وكنت متفوقة والتحقت في الجامعة و تعلمين والدي ميسور الحال وأنا ابنته المدللة كان يشفق عليّ كوني بلا أم وهو يعرف الحقيقة ولم يخبرني بأن امي كانت مسلمة وتزوجها بعد قصة حب عنيفة وقد تعرض للتوبيخ والتهديد من العائلة وأجبره أن ينتظر قدومي للحياة وانتزاعي من أمي وطردها أو أن يقتلوه كما هددوها أهلها ،
لقد أودع أبي لي مبلغاً كبيراً من المال ووظف لي سائقاً خاصاً وكل شيء لدي وكنت طالبة مميزة في الجامعة ومجتهدة وأحظى بحب الجميع ،
تعرفت على زميلاً لي " أحمد نعم اسمه أحمد عبد الحميد " أحببته جداً وبدأت علاقتنا في بداية السنة الثانية لفت انتباهي الذكاء الذي يتمتع به وتواضعه وجماله الآخاذ الهمني في كل شيء ،
أحمد شاب من قرية في جنوب البلاد وهو فقير الحال كانت ملابسه رثة لم يكن بحوزته ملابس لائقة يرتديها ،والده رجل في العقد الرابع ماتت زوجته عنه بعد ان قامت بإشعال النار في جسدها وتركت ستة أطفال أحمد كان أصغرهم تزوج والده بأخرى وكان أحمد يتلقى بعض المساعدة من أخواله ويعمل في العطل الصيفية في ورش البناء يحمل الإسمنت والطوب حتى يوفر أقساط الجامعة ،
حبي له فاق التصور وإيماني به وبالمجهود الذي يقوم به ،
قاطعتها ؛وماذا بعد يا ابنتي ،
بدأت أقتسم مصروفي بيني وبينه أشتري له السندويشات والكتب والملابس لقد صرفت مبالغاً طائلة عليه كي أمنعه من العمل وأخفف عليه المشقة وكاد والدي يشك بي لكثرة طلب المال ولكنني كنت أمازحه كثيراً وأختلق الأعذار والحجج الواهية ليستمر في إغداق الأموال عليّ ،
وفي يوم من الأيام حضر أحمد إلى الجامعة متأخراً وكانت أحواله ليست على ما يرام احترق قلبي لحاله أنه حبي الأول أنه حبيبي ، وبعد إلحاح مني وتوسلات عديدة
قال لي أنه بحاجة للمال الكثير حتى ينقذ والده من الموت بعد فشل كلوي وهو بحاجة لعملية جراحية وزراعة كُلية في دولة مجاورة وبدأ بالبكاء ،
كان منظر احمد في حالة يرثى لها ،
فقلت له لا عليك سيكون والدك بخير لا تقلق ،
عدت للبيت وفي صبيحة اليوم التالي خرجت متوجهة إلى المَصرف وسحبت المبلغ الذي كان والدي قد ادخره لي وأعطيته لأحمد ، فرح كثيراً وشكرني حتى أنه بكى ، ووعدني بإعادة المال لي وبأنه سيعود للعمل في الورش ،
غاب حبيبي أسبوعين كاملين مع والده يرافقه لإجراء فحوصات للكلى والتطابق ، لا أعلم كيف تحملت غيابه الألم والحزن نهش قلبي قلقت عليه اشتقت له لم اتوقع انه سوف يعود ،
إنقضت الأيام وعاد أحمد بعد ذلك وأخبرني أن جميع أفراد العائلة لا تطابق بينه وبينهم وعملية زراعة كلية له أصبحت في المستحيل إلى أن يأتي متبرع بذلك وهذا صعب جداً ، والمال صرف ولم يتبقَ منه ما يكفي لمكوثه أسابيع قليلة في المشفى ، حزنت لحاله كثيراً وقضينا يومنا خارج المحاضرات ولم نستطع الجلوس أو التحدث مع أحد ،
كيف لي أن أترك حبيبي لقد مزقني الألم كما مزقه ، اقترح أحمد أن أذهب معه لشقته حتى أسترح ونتحدث قبل عودتي للبيت فوافقت بلا تردد لا سيما أنه بحاجة لمن يخفف عنه وأنا أيضاً كنت مشتاقة له جداً و لا أطيق الابتعاد عنه ،
كان أحمد قد اكترى شقة لا تبعد كثيراً عن الجامعة يرافقه فيها ثلاثة من الطلبة واحد من منطقته وآخران من شمال البلاد وكان اليوم الخميس نهاية الأسبوع حيث يعود الطلبة إلى مدنهم وقراهم ،
ذهبت معه للبيت وكنت قد أخبرت شقيقتي جنان أن تعود لوحدها مع السائق بحجة أنني سوف أذهب لصديقتي لمعرفة ما فاتني من محاضرات وجنان كانت رفيقتي وافضي لها بسري ، ذهبت مع أحمد إلى الشقة كانت صغيرة نوعاً ما حيث ردهة مستطيلة المساحة فيها مقعدين وطاولة خشبيه عليها بعض الكتب وكنبة صغيرة تطل على نافذة ذات زجاجٍ عالٍ يحيط بها شبك حديدي من الخارج ،
جلسنا على الكنبة أشعل أحمد سيجارة وبدأنا نتحدث ولا أخفي عليكِ مس روزيت تبادلنا الكثير من القبلات والهمسات مثل أي حبيبين مشتاقين مشتعلين ،
دعاني للذهاب لغرفته وافقته وذهبت معه استلقى هو على السرير جلست أنا بالقرب منه ، حضنته وعبثت في خصلات شعره وتبادلنا القبلات وكانت المرة الأولى التي أشعر بها بما شعرت من جمال الأحاسيس
وانبهرت من رقته وثقافته في التعامل مع أنثى لأول مرة يختلي بها ، لم نتمالك ما نحن به وحدث سريعاً بلا وعي ولا إدراك ما لم أتوقعه ولم أقاومه لشدة حبي له ،
شعرت بالحنان بالدفء بالحب الدافق وبالرقة ولم أكن نادمة ووعدني أنه سوف يتزوجني بأي وسيلة كانت وسيحارب لذلك ،
خرجت من الشقة وكانت الشمس قد وَدعت الأرض والفضاء أصبح أسود اللون كما لم أكن أعلم أن ما ينتظرني سوادٌ أكثر بكثير ،
وصلت البيت ومن حسن الحظ والدي لم يكن قد عاد من عمله فهو صاحب مصنع للمناديل الورقية بشتى أشكالها وأنواعها وأحياناً يضطر إلى إيصال العاملين لديه الى بيوتهم في حالة غياب أحد سائقي الحافلات،
كان الفرح والحزن والألم يتدفق من كل خلايا جسدي ،
قلقت جنان لحالي فهي شقيقتي المقربة ، فاعترفت لها بأني اخذت كل المال الخاص بي وأعطيته لأحمد لاني أحبه
واعترفت لها بما حصل بيني وبينه وأنه لا ينقصنا الآن سوى ورقة الرب ،
سكتت جنان وكانت تعلم بتفاصيل قصة حبنا هذه .
مرت الأيام والشهور وفي يوم تشاكست مع جنان واختلفنا وحقدت عليّ وأضمرت لي الخبث ، وكان يوماً صعباً لا يتحمله إنسان حيث حضر والدي وذهبت مسرعة لاستقباله ولكنها سبقتني وأخبرته بأنني أعشق شاباً مسلماً واسمه أحمد وأني أعطيته المال وكل شيء و كانت الطامة الكبرى ولم تشفع لي توسلاتي وبكائي وطفولتي وعذاباتي وموت والدتي فقام والدي بطردي من البيت دون أن يسمح لي بأخذ قطعة ملابس واحدة ولم أكن أحمل أي شيء من المال ،
خرجت في عز الظلمة في البرد باكية متعبة حزينة لم أعرف أين سأذهب وفي نهاية المطاف تذكرت جدتي لوالدي وذهبت لها ،
استقبلتني جدتي بدهشة حيث مجيئي في الليل وحيدة بلا سائق وحالتي عدم حاولت معرفة ما بي وما أن بدأت أحدثها حتى حضر أولاد عمومتي وأخوالي من طرف جنان وأخبروني أن أعود معهم للمنزل وسوف يتم تسوية الأمر مع والدي ،
وفي لحظة ما استطاع أحدهم أن يهمس لي بألا أذهب معهم وأن هرب حالاً وأنهم يخططون لقتلي ،
أشغلتهم بحجة صنع الشاي لهم ريثما أغسل وجهي وأتناول معطفاً من خزانة جدتي بحجة البرد الشديد والإرتجاف من الخوف وغافلتهم وهربت من الباب الخلفي للمطبخ وصلت البوابة زحفاً وأطلقت ساقي للريح ،
لم أستطع الذهاب إلى الكنيسة للإختباء كان أمري وصل لهم وسوف يقومون بطردي ،إلى أين سأذهب إذن في هذا الليل المعتم البارد ، تذكرت صديقة لوالدة شقيقتي جنان ذهبت لها استقبلتني اسبوعاً وبعدها طردتني ،
لم يكن أمامي مكاناً أذهب له ، واصلت السير على الطريق العام أوقفت حافلة صغيرة أوصلتني لشقة أحمد وكان الرفاق في شقته فأشار لهم بالمغادرة أخبرته عما جرى لي أجلسني وهدأ من روعي قليلاً وبت معه تلك الليلة فهو حبيبي وأصبح زوجي ولكن بلا ورقة ذات دمغات ،
في الصباح تركت الشقة كي لا يتم تسريب خبر عني يصل لوالدي ويعرف حينها بمكاني .
توجهت للبحث عن عمل فلا معيل لدي الآن وأحمد حالته لا يُحسد عليها ،وجدت متجراً لبيع الملابس تمتلكه سيدة أربعينية وافقت على أن أعمل لديها مقابل المبيت في غرفة صغيرة خارجية لبيتها لا تصلح لنوم حيوان قبلت بلا تردد وبقيت أخرج في أيام الإجازة وأذهب للقاء أحمد ،
وفي يوم حضرت للشقة فلم أجده وجدت صديقه دعاني للدخول ريثما يحضر أحمد فوافقت جلسنا في الصالة وبدأ يحدثني حينها انتبهت لوجود زجاجات نبيذ فوق المنضدة ، سألته من منكما يحتسي النبيذ فلم يجبني ، قلت له هذه مرتفعة الثمن أنا أعرفها والدي يشتريها في أعياد الميلاد والمناسبات ، وبعد إلحاح مني اعترف لي بأن أحمد هو من يأتيهم بها ، ذهلت وأصابني العجز وقلت وكيف له أن يشتري هذه وهو لا يملك المال ووالده مريضاً جداً ويحتاج للكثير من المال للعلاج ،
ضحك زياد وقال لي ومن أخبرك بذلك؟ أحمد ! ؟
أنه كاذب يا عزيزتي والد أحمد ليس مريضاً أنه يعمل حمالاً في سوق الخضار وكيف له أن يعمل إن كان مريضاً ؟
استفسرت أكثر وقلت لماذا إذن كذب عليّ أحمد وأخذ مني المال ؟
صمت وتلعثم قليلاً وعاد ليخبرني بأن أحمد متزوج منذ أربعة سنوات ولديه ثلاثة بنات و لا يستطيع الإنفاق على عائلته وقاموا بتزويجه من ابنة عمه كونها جميلة ويخافون عليها من الغرباء ، واحمد يريد ان يكمل دراسته فلم لم يجد وسيلة تساعده على الإستمرار إلا من خلال حبه لك ، ولكن أصدقك القول أنه يحبك حباً لا أستطيع وصفه وهو في حالة غير مستقرة عاطفياً بسبب عائلته .
شَهقت وقاطعتها لقد تذكرت الآن إذن أنت الفتاة التي سمعنا من الكنيسة بأنهم يبحثون عنها وهي مطلوبة من أهلها للقتل ؟
ناولتها علبة المناديل بل اقتسمتها معها كان قلبي يعتصره الألم وهي تتحدث تارة أحضنها أقبل رأسها وتارة أتركها تكمل ،
نعم انا انا "جين معروف بطرس" سيقتلني والدي كما قتل والدتي وهو ايضاً كاثوليكي وعشق مسلمة وتزوجها وكانت أمي .
تأخر أحمد ليلتها وكنت أنا بدوري تأخرت عن العودة حيث مكان المبيت ، وأخيراً حضر أحمد للشقة وكانت صدمة له بأن وجدني جالسة في بيته بصحبة رفيقه وقبل أن أتحدث ببنت شفة صفعني حتى وقعت ارضاً وبالكاد استطعت الإستناد على الجدار وصفعني مرات تلو المرات
لم يعطني فرصة الدفاع عن نفسي ولم يسمح لي بعتابه على الكذب ودفعني للخارج وأغلق الباب ،
قتلني حبيبي كما فعل أبي من قبل حين ناوَلتهُ الداية مولدة من أم مسلمة .

*مريم حوامدة 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...