اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رؤى في الحقل النقدي ... *محمد مجيد حسين

⏪⏬ 
(المهمة الأخيرة للفلسفة ستكون مهمة نقدية، ولا مكان تقوم عليها إلا بالعودة إلى جوهرها الأصيل، فلطالما كانت الفلسفة لحظة نقدية للواقع الإنساني).
هربرت ماركيوز، أحد رواد مدرسة فرانكفورت الفكرية
إذا استندنا على هذا التوصيف العميق لأهمية الفكر النقدي نستطيع أن نستنتج توصيفا مواكبا ومستوفيا لمتطلّبات الإنسان المعاصر، فالنقد رحلة شاقة في عالم المعرفة يهدف إلى الوصول إلى كامل الحقيقة، عبر سياق ينقسم في متنه على المراحل التالية؛ الوصف، التحليل، التقييم، مرتكزا في بحثه على العقل والنقد المستمر لخلق مناخ أكثر ملائمة للإنسان.
التفكير النقدي هو من سمات التطوّر المعرفي، حيثُ يؤهّل الإنسان لتشكيل دور فعّال في البناء المعرفي للنسيج الاجتماعي، الثقافي، الحضاري، فالمعرفة عند كانط تتألف من عنصرين؛ المادة والصورة، في حال اتحادهما معا، وأما النقد الذي يرتكز في متنه على المعرفة، والتي تتشكّل نتيجة القراءات المكثّفة والمركّزة للاطلاع على مختلف الثقافات، ودراسة تاريخ الأفكار، والتي تطوّرت بتسلسل زمني على مراحل، كنتيجة لبحث الإنسان عن حياة أفضل.
هربرت ماركيوز
هربرت ماركيوز
يعود الفضل في نشوء الفكر النقدي كعلم ودراسة إلى مؤسسه عمانوئيل كانط، الذي ركّز على أهمية النقد كمرتكز لتطوّر المجتمعات وتبعه هيجل الذي تبنّى أفكاره وتحاليله، ومن ثم انتقده آخذا المسافة بين النقد والمواضيع المُنتقَدة كركيزة أساسية للوصول إلى النتائج المؤسسة لفكر يجيب عن التساؤلات المكنونة لدى المرء؛ أي أنّ هيجل أعطى أهمية بالغة للبعد النقدي الذي من شأنه وضع الأفكار ضمن أطر أكثر موضوعية.
وإذا ما حاولنا المضيّ قدما في فكّ الطلاسم المعيقة لعملية التطوّر الفكري، نجد بأنّ عدم وجود ثقافة النقد في المجتمعات التي لاتزال تعيش تحت وطأة الدين الذي ماتزال قوانينه فوق النقد، فكيف ستتطوّر هذه المجتمعات، فالنقد يمثّل اللبِنة الأساسية في العمران المكوّن لشخصية الفرد شريطة مواكبة الدافع الحماسي لنظيره الموضوعي.
بالعودة إلى الخطّ البياني لتطوّر الفكر في مواجهة السلطة المنبثقة من دوافع الإنسان الباحث دوما عن أمجاد تروي ظمأ الأنا فيه، نرى أنّ المراحل التي مرّت بها أوروبا رغم اتخاذ المجتمع هناك خطوات تاريخية في مسار التطوّر، بدءا من فصل السلطتين الزمنية والروحية، مرورا بالثورة الفرنسية، ووصولاً إلى عصر الأنوار، عندها صبّت معظم القراءات في خانة التفاؤل وتنبأ الأوربيون بمجتمع سلمي حيوي تسودهُ قوانين متناسبة طردا مع رغبات الإنسان، ولكن صدم الغرب بحربيين عالميتين وبملايين الضحايا، كانت تمهيدا للوصول إلى إكسير تلك الأفكار لتطبيقها بعد الترويع الذي مروا به في الحرب.
هنا قد نستشفّ بأنّ الدوافع الداخلية للفرد تلتقي مع مثيلاتها لتشكّل توجّها مغايرا لما يراه العقل، فالإنسان عالم غامض وغاية في التعقيد في باطنه، هذه الدوافع أحيانا تقود المرء نحو أجواء تخلقُ خللا غير متناه في العمق المحرّك والمحرّض لآلية توجيه طاقات الإنسان صوب مساحات تستهلك طاقاته دون جدوى.
وإذا ما تناولنا فكرة الانتماءات بمختلف أنواعها، والتي لا تناسب مفاهيم وقيم العصر، فهي غير خاضعة بالدرجة الأولى لرغبات المرء الداخلية، لأنّه لم يكن فيها مخيّرا، وبالدرجة الثانية لا تكون على الأرجح متناسبة طردا مع المشتركات، التي بدورها تنشأ كنتيجة منطقية للتطوّر التكنولوجي على سبيل المثال.
بالعودة إلى السياقات التي نما الفكر النقدي في طيّاتها، نجدُ بأنّ الشرق بقي بعيدا كلّ البعد عن سرب التطوّر في هذا المنحى لأسباب جوهرية، بحسب المفكّر السوري أدونيس الذي دعا إلى القطيعة الكاملة مع الموروث الديني وبناء جبهة علمانية في مواجهة التطرف الديني، وإذا ما حاولنا دراسة الفكر الديني الإسلامي نجدُ أنّه قد نشأ عنيفاً ولم يكن تبشيريا، بل كان عنيفا ومفروضا، ونجدُ كيف أنّ الخليفة الثاني والثالث والرابع قد قتلوا قتلا، وكذلك أريقت دماء كثيرة في محاولة نشره، وذلك أيضا بحسب أدونيس.
ظاهرة العنف الديني وأهمية النقد، داعش نموذجا
إنّ بقاء هذه الأفكار والتعاليم العنيفة بهذه الحيوية والنشاط رغم مرور أكثر من 1400سنة على نشأتها يدلل على وجود قائمة من المسلمات، والتي تضعُ ما هو ديني خارج إطار النقد، لذلك بقيت هذه الأفكار محصّنة وجاهزة للتطبيق في كلّ زمان، شريطة توفّر المناخ المناسب والمحرّض لها.
هنا تصبح الرؤى أكثر شفافية من ذي قبل، حيث أنّ الإنسان الشرقي وخاصة المسلم المتذمّر لا يملك طاقة للتغيير، لأنّ الغيبيات متداخلة في النسيج المكوّن لشخصيته التي تعيد أيّ أخفاق إلى القدرة الغيبية، فمثل هكذا نموذج من الشخصية لا تمتلك القدرة على خلق صِدامات نفسية مغلقة من شأنها فتح ممرات جديدة تفضي إلى رؤى تؤدّي بدورها إلى الجرأة، كما يقولها كانط (تجرأ واستخدم عقلك).
على غرار ما جرى في الغرب كما أسلفنا عندما تم فصل السلطتين عن بعضهما ومنح أهمية للعقل، ووصل الفلاسفة وبخاصة الألمان إلى عدة نتائج، أحدها أنّ الإنسان هو صانع لظروفه التاريخية، فهو بالعمل والإرادة يصل إلى المكانة التي يستحقّها، على عكس ما هو متداول في مجتمعاتنا، حيثُ الإنسان مسيّر تحرّكه الغيبيات وفق منظومة لا تخضعُ لمنطق العقل، كأنّ الإنسان الشرقي ولد منفّذا لجملة من السلوكيات بعيدة عن منظومة التفكير الباحث عن حياة أفضل بالعمل المدروس، والخاضع للعقل العملي والمسند إلى النقد المستمر، للوصول إلى الأجواء المتاحة لخلق المناخ الأكثر ملائمة للإنسان.
وبالعودة إلى النموذج الغربي الذي تبنّى النقد واستطاع أن يهيأ الأجواء للتطوّر والإبداع رغم وقوعه في المحظور مرتين كما أسلفنا، أي الحربين العالميتين وبخسائر مريعة، ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية جلس المتحاربون على طاولة الحوار، وقرروا بناء بلدانهم وتجاوزوا الخلافات رغم عمقها، فهم كانوا يمتلكون أرضية لثقافة النقد الذي يؤسّس دوما لآراء ومقترحات جديدة من شأنها تلبية متطلبات الإنسان العصري.
رغم بروز الفكر الشيوعي وتأسيسه حلفا برئاسة الاتحاد السوفيتي الذي أصبح قوة عظمى آنذاك سمي بحلف وارسو، وقابله حلف آخر حمل الفكر الليبرالي لواؤه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم تضارب مصالح الحلفين فلم يصطدما بشكل مباشر، إلا في حالات نادرة وبشكل جزئي، وبقي الصراع محصورا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فهم استفادوا من التجارب السابقة وانتقدوا ذاتهم في البداية، ومن ثمّ إدارة مجتمعاتهم؛ أي ما يسمى بالديمقراطية رغم عدم اكتمالها، والتي تؤسّس الفرد لتقبّل الفكر النقدي والاستفادة من مختلف الآراء التي من شأنها الإجابة على معظم التساؤلات التي تراود المرء.
هنا نصل إلى استنتاج غاية في الأهمية وهو العلاقة بين الديمقراطية ونمو الفكر النقدي الذي من متطلبات تواجده وجود ثقافة الحوار الذي يؤسس لثقافة أخرى تكون بدورها مرحلة هامة في الطريق نحو النمو الصائب للفكر النقدي، وهذه الثقافة هي ثقافة قبول الآخر المختلف والمتطوّر، وإذا ما تناولنا عائق آخر في طريق الفكر النقدي في مجتمعاتنا نصل إلى سلطة أخرى ألا وهي سلطة العائلة، هذه الأخيرة غير موجودة في الغرب بالكاد، فالنظام الذكوري الأحادي الرؤية الذي يقود سلطة العائلة؛ تلك المؤسسة المترهلة، فكيف سينمو فرد ضمن أطر مؤسسة مترهلة وتقودها سلطة أحادية الرؤية. هذا هو الشرق المُثقل بالموروث والمسلمات والمستكين للفكر الغيبي، فكيف سيعملُ العقل في هكذا أجواء!
النقد علم متجدد يعتمد في نسيجيه على الاستمرارية للوصول إلى أعلى الدرجات التي من شأنها الإجابة عن تساؤلات العصر، و متطلبات الإنسان وتحرير العقل من الوظيفية للوصول إلى مجتمع سلمي يكمل فيه الرادع القانوني نظيره الأخلاقي.

*محمد مجيد حسين
سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...