⏪⏬
بصوت جهور متواصل ينادي بوظة "بوظة ركب " ، يحمل على كتفه براد المثلجات يزيد عن وزنه الضعف يسير به مسافات
طويلة مابين المخيم والمدينة والأحياء النائية يقضي ساعات في حر الصيف يبيع حبات البوظة ليدخر بضع قروش قليلة تساعده في المصاريف المدرسية لعام قادم
( شفيق النجار) الطفل الغزي ذو الاثنى عشر ربيعا القادم من قطاع غزة لزيارة والدته المطلقة وقضاء عطلة الصيف في أحضانها ،
تعيش أم شفيق مع زوجها الثاني دمث الخلق هادىء الطباع ،
تلك السيدة المكافحة المناضلة التي طالما اوقدت الحطب واواني البلاستيك في بيتها في غرفة صغيرة وأخرى ينامون بها جميعهم ذلك من أجل التدفئة والطبخ كي تربي سبعة أطفال وتعلمهم وكان منهم الطبيب والمهندس والمحامي
صوت شفيق العذب كان يزعجها ويحزنها .. كيف لها أن تبتاع حبات من البوظة وهي لا تملك ثمنها وتنظر بحرقة في وجوه أطفالها .. ذات يوم خرجت له : يا بني لا تأتي هنا مرة ثانية أولادي سبعة وأنا لا أملك المال ويريدون البوظة . خذ رغيف الخبز هذا والماء لا بد أنك جائع ولا تحضر هنا مرة أخرى !!
تناول شفيق من والدتي الرغيف الطازج وذهب بعيدا وفي اليوم الثاني عاد وهو يحمل ثلاجة البوظة وينادي بوظة ركب بوظة ركب فاقتربت منه أمي قائلة لماذا عدت ؟ألم أقل لك لا تأتِ هنا مرة أخرى !!...ابتسم شفيق قائلا يا خالة لقد عاهدت نفسي سأحضر كل يوم إلى هنا وأعطي أولادك جميعهم حبات البوظة ولا أريد ثمنها .. أنت مثل والدتي وهؤلاء اخوتي هل تقبلينني ولد آخر لك ؟
نظرت أمي إلية رق قلبها لحاله ولحسن خلقه احتضنته وأصبح شفيق أخ لنا ، تعرفنا على أم شفيق وكانت نعم الصديقة والأخت الحنونة الرقيقة وأصبحت جزء من العائلة واستمرت علاقتنا خمسون عام إلى أن توفيت أمي وبكى قلب أم شفيق لحظة الوداع الاخير
*مريم بدر حوامدة
ــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة .. ( رُكَّب ) اسم عائلة فلسطينية مسيحية أنشات اول مصنع للبوظة في فلسطين منذ بداية القرن العشرين ولا زال الى يومنا هذا وهي نوع واسم ذاع صيته عالمياً .
بصوت جهور متواصل ينادي بوظة "بوظة ركب " ، يحمل على كتفه براد المثلجات يزيد عن وزنه الضعف يسير به مسافات
طويلة مابين المخيم والمدينة والأحياء النائية يقضي ساعات في حر الصيف يبيع حبات البوظة ليدخر بضع قروش قليلة تساعده في المصاريف المدرسية لعام قادم
( شفيق النجار) الطفل الغزي ذو الاثنى عشر ربيعا القادم من قطاع غزة لزيارة والدته المطلقة وقضاء عطلة الصيف في أحضانها ،
تعيش أم شفيق مع زوجها الثاني دمث الخلق هادىء الطباع ،
تلك السيدة المكافحة المناضلة التي طالما اوقدت الحطب واواني البلاستيك في بيتها في غرفة صغيرة وأخرى ينامون بها جميعهم ذلك من أجل التدفئة والطبخ كي تربي سبعة أطفال وتعلمهم وكان منهم الطبيب والمهندس والمحامي
صوت شفيق العذب كان يزعجها ويحزنها .. كيف لها أن تبتاع حبات من البوظة وهي لا تملك ثمنها وتنظر بحرقة في وجوه أطفالها .. ذات يوم خرجت له : يا بني لا تأتي هنا مرة ثانية أولادي سبعة وأنا لا أملك المال ويريدون البوظة . خذ رغيف الخبز هذا والماء لا بد أنك جائع ولا تحضر هنا مرة أخرى !!
تناول شفيق من والدتي الرغيف الطازج وذهب بعيدا وفي اليوم الثاني عاد وهو يحمل ثلاجة البوظة وينادي بوظة ركب بوظة ركب فاقتربت منه أمي قائلة لماذا عدت ؟ألم أقل لك لا تأتِ هنا مرة أخرى !!...ابتسم شفيق قائلا يا خالة لقد عاهدت نفسي سأحضر كل يوم إلى هنا وأعطي أولادك جميعهم حبات البوظة ولا أريد ثمنها .. أنت مثل والدتي وهؤلاء اخوتي هل تقبلينني ولد آخر لك ؟
نظرت أمي إلية رق قلبها لحاله ولحسن خلقه احتضنته وأصبح شفيق أخ لنا ، تعرفنا على أم شفيق وكانت نعم الصديقة والأخت الحنونة الرقيقة وأصبحت جزء من العائلة واستمرت علاقتنا خمسون عام إلى أن توفيت أمي وبكى قلب أم شفيق لحظة الوداع الاخير
*مريم بدر حوامدة
ــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة .. ( رُكَّب ) اسم عائلة فلسطينية مسيحية أنشات اول مصنع للبوظة في فلسطين منذ بداية القرن العشرين ولا زال الى يومنا هذا وهي نوع واسم ذاع صيته عالمياً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق