اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة في قصيدة " أسأل للغصة العاشرة " للشاعر : عبد الكريم سيفو

⏪رؤية بقلم: محمد الدمشقي
مقدمة : توصف النصوص الوطنية عادة بأنها مباشرة غالبا الا اذا بنيت بطابع إنساني تأملي عميق ... و عندما نكتب للمدينة او للوطن
فنحن نعني بها الجذور و الانتماء و هذا ينسحب لكل وطن و كل مدينة و كل إنسان يحن الى الوطن .... و للحنين مواجع كثيرة منها محاسبة النفس و الحوار الداخلي مع الروح و مع المدينة او الارض و من هنا كانت قصيدة شاعرنا القدير عبد الكريم سيفو ( أسأل للغصة العاشرة ) طبعا العنوان فيه أمران واضحان ... التساؤل و الغصة ... التساؤل هو دليل على حالة من الضياع و الحيرة و الغليان الداخلي و الغصة هي السبب و الدافع للسؤال ... و كونها عاشرة فهذا يعني تكرارها اكثر من مرة مما يؤكد عدم الوصول الى أجوبة نهائية

حقيقة نحن مع قصيدة تهز القلب و الوجدان ... قصيدة تفعيلية على ( فعولن ) و هذه النغمة المتقاربة ( فهي تفعيلة المتقارب ) تناسب هذه الحالة الحركية الداخلية المتكررة التي بني عليها النص ..

القصيدة تعبر عن معنى الانتماء الى الجذور و فيها مونولوج داخلي عميق و مكاشفة مع الذات و عتاب للروح التائهة بين الاستقرار و الحنين و بين الانتماء القلبي و الزمكاني ... لا سيما و نحن في بلد تعرض للفتن و الحرب و للاسف ظروف الحياة تجعلنا نبتعد عن جذورنا مكرهين ... طبعا المدينة هنا رمز للانتماء و للجذور ... فالنص مفتوح لكل من يحن الى بلده او مدينته او حياته القديمة ... .

اعجبتني كثيرا تلقائية العزف دون تكلف و لا شطط و لا اكراه .. القافية متنوعة متباعدة غير معطلة فيها منهجية حداثية جميلة كالتي اطلقتها نازك الملائكة في كثير من قصائدها .... بدأ شاعرنا النص بالاستفهام و الشكوى للمدينة الأم ... تعاببر حركية جدا ( يداهمني الوجع ) و المداهمة هي الدخول المفاجئ و كأنها نغزات حنين فجائية لو صح التعبير ... نلاحظ دقة الرسم و الظل و الظليل ( انحسار الاحبة ...و من يستطيع احتوائي ... الصقيع المعشش بين الجذور ... ينسل شيئا فشيئا ) كما نلاحظ التلوين التوصيفي الجميل ( خوفي العتم ... وحدة غادرة .. دهشة حائرة ... نبيذا شهيا ... الملاذ الاخير ... الليلة العاثرة ... حلمي الجميل ... افراحي الغابرة ... الغصة العاشرة ) مقطع اول توصيفي لخص فيه الشاعر الحال الذي هو فيه ... وحدة قاتلة ... شعور بالغربة ... انطفاء ... ( اسكب في راحتيك انطفائي ) صورة رائعة ... خوف ... عتمة ... ضجيج ذكريات ... انكسار .. غصة ... كلها معان تلخص حالة الحنين و البعد عن الوطن و الاهل و الاحبة ...

المقطع الثاني و ان حافظ فيه شاعرنا على البساطة و السهل الممتنع لكن حدث فيه تصاعد شعوري واضح و توهج فيه الصراع الداخلي المتمحور حول سؤال جوهري ( هل يمكننا ان نتخلص من قيد الانتماء ؟ )

كثير من مدننا و قرانا تعرضت للمحن و هجرها اهلها بالمئات و منها مدينة سلمية التي تعرضت في ريفها لهجمات متفرقة من داعش و الارهاب ... كما انها عانت الحصار و الفقر فهاجر معظم اهلها داخليا و خارجيا ...و يتخيل شاعرنا الارض تنادي هؤلاء الواهمين بانهم سينسونها ... و تركوا حب الوطن بل اخرجوه من قلوبهم لان حب الوطن اليوم مع الاسف ضرب من الانتحار بسبب سوء الاوضاع ...

و لم يبق من عاشقيك سواي ....ما اجمل هذا الحب الكبير عندما نشعر باننا وحدنا من نحب الوطن كدليل على قوة هذا الحب ... و مع هذا اردف شاعرنا ... و بعض الفلول .... اي قلة من الناس المتفرقين .... التائهين الضعفاء .. و كلمة فلول هنا مناسبة جدا لان الاسر تمزقت و في كل بيت هاجر احد افراد العائلة ان لم يكن كلها مما جعلنا فلولا بعد ان كنا اسرا و عائلات ...

وماذا أقولُ إذا ما فقدْتُ بهجْرِكِ ..
ذاكرةَ الحُلْمِ .. ؟
أو رقصةً للأصابعِ حين التلاقي ..
فما من جوابٍ يبرّرُ هذا الجفاءَ ..
لذلك قرّرتُ أنْ أستقيلَ ..
بحسْبِ الأصولْ
سأتلفُ كلَّ البياناتِ ..
ما يربط الغيمَ بالماءِ ..
والبحرَ بالشّطِّ ..
ما يُلزِمُ القلبَ بالعشْقِ ..
أرمي ورائي اعتمادي سفيراً ..
وأكتبُ فوق جميعِ الدّروبِ إلى القلبِ ..
( مُقْفلةٌ ) ..
( غيرُ سالكةٍ ) ..
( يستحيلُ الوصولْ ) .. !
وأدركُ أنّي غدوتُ بذلك ـ حتماً ـ
برسْمِ الذّبولْ .. !!!

هنا قمة التوهج الشعوري الدرامي في النص حيث يتصاعد الصراع الداخلي بشكل ملفت ... كيف نستقيل من الانتماء ؟ .. و هل يمكن هذا ؟ .... الجواب يكمن بين التفاصيل المستحيلة التي أوردها شاعرنا ... اتلاف بيانات الانتماء ... كيف نفصل بين البحر و الشط ... و بين الغيم و الماء ... طبعا مستحيل و هنا الجواب بطريقة غير مباشرة مما يدل على شاعرية النص و ذكاء حبكته ... و لهذا ختم شاعرنا المقطع بحرفنة و قال ( و أدرك أني غدوت بذلك حتما برسم الذبول ) فعندما ننسلخ من شيء متعمق و متجذر و متداخل فينا فهذا يعني الموت و الذبول و الفناء ..

لكي أتخلّصَ منكِ ..
وأُشفى منَ الدّاءِ ..
هذا الذي ينخرُ العظمَ ..
حتى نقيِّ الهيامْ
وأبرأَ مما يوحّدُ روحي ..
بكلِّ تفاصيلكِ المُشتهاةِ ..
ومنْ نوبةٍ تعتريني
بكلِّ حضورٍ بهيٍّ لطيفكِ ..
حين يفاجئني في الظّلامْ
سأنزعُ جلْدي ..
ورائحةً منكِ ..
خبّأتها في المسامِ زماناً ..
سأنزعُ حتى ملامحَ وجهي ..
وأغدو , كما الآخرونَ ,
بغيرِ ملامحَ بين الزّحامْ

مقطع ساحر خلاب ... فيه حالة شاعرية راقية جدا .... اولا وصف الداء و كيف ينخر في العظام و ما أجمل الانزياح الساحر ( حتى تقي الهيام ) أي خلاصة الهيام ... ثم التوحد الكامل بالحبيبة و هي الارض هنا ... بكل تفاصيلها التي وصفها بالمشتهاة لأنه ما زال يشتهي أن يراها و أن يبنيها و أن يعيش فيها ... ثم نوبات الحضور الداخلي لهذه المدينة في قلب الشاعر ... و نلاحظ ذكاء استخدام مفردات من لون يشير الى الداء ( داء .. ينخر .. عظام ...نقي .. يوحد ... نوبة .. تعتريني .. أبرأ .. جلد .. رائحة ) هذه المفردات تجعلنا نتساءل هل حب الوطن و الجذور داء ؟ لماذا صار هذا الشعور الانساني النبيل داء .. أليست هذه فاجعة إنسانية كبيرة و خيبة و كارثة و وصمة عار في جبين البشرية ؟ .... لهذا الألم شبهه بالداء لأن هناك قوى عظمى تريد فصلنا عن تاريخنا و جذورنا و انتماءاتنا ... لكنهم نسوا أن الوطن ليس رداء نرتديه و نخلعه .. هو جلدنا ... هو رائحتنا .. هو شيء يجري في عروقنا .... لو نزعناه سنكون بلا ملامح و ما أجمل المعنى هنا فالانسان بلا هوية يغدو بلا ملامح و يسير مع الغوغاء دون جهة و لا أصل و لا انتماء ...

ثم و بلمحة تهز القلب و تدمع الروح يقول شاعرنا موقفا عواصفه بسؤال عميق موجع

و لكن اعود و أسال نفسي
غدا لو أموت
ألن يرجعوني لصدرك ؟
اين سأسند رأسي
لأشعر بعد الشقاء الطويل
بأني نعمت ببعض الأمان
و من سوف يسقي عروقي الغمام
الست التي سوف تذكرني وحدها ؟
و التي رغم كل عقوقي
ستمسح شعري
و تنسى خطاياي دون اعتذار
و قد تذرف الدمع سرا
و تنسى الخصام

هي مثوانا الاخير و يوما ما سنعود و نسكن تحت ترابها ... نعم و سوف تحضننا و تسامحنا و تنسى كم هجرناها ... ليتنا نشعر بوجع الأم الارض عندما تحضن موتنا و لا تحضن حياتنا ... ليس الاها وفي و كم نعقها

و بعدها كان القرار النهائي وهو العودة الى حضن الارض و المدينة التي نحبها فربما نجد ذاتنا فيها بعد طول ضياع و ربما ننام يوما قريري الأعين

ساعلن حبي
و ارجع نحوك كالتائب المستجير
و افتح كل دروب الفؤاد أمامك
كي اتوسد زندك يوما
و أحلم بالورد حين أنام

⏬نص مؤثر عملاق يستحق التقدير

⏪أسأل .. للغصّة العاشرة

( إلى مدينتي .. سلمية )

لمن , غير وجهِكِ , أشكو .. ؟
وحين يداهمني وجعي ..
وانحسارُ الأحبّةِ ..
والدّهشةُ الحائرهْ
لمن أشتكي خوفيَ العتْمَ ..
في وحدةٍ غادرهْ
ومن يستطيع احتوائي ..
بغفلةِ هذا الصّقيعِ المعشّشِ بين الجذورِ ..
وقد راح ينسلُّ شيئاً فشيئاً
إلى الذّاكرهْ
وأذكرُ أنّكِ كنتِ التي تهطلين نبيذاً شهيّاً
إذا ما أتيتُ تخومَكِ ..
أسكبُ في راحتيكِ انطفائي
وكنتِ الملاذَ الأخيرَ ..
وكأسي الأخيرةَ ..
في الليلةِ العاثرهْ
فمِنْ أين آتيكِ بعد الجفاءِ ..
وبعد تشرّدِ حُلْمي الجميلِ ..
إذا ما سقطْتُ وحيداً على عتباتِ الجنونِ ..
وودّعْتُ منكسراً آخر الأشقياءِ ..
وأفراحيَ الغابرهْ
سأسألُ .. للغُصّةِ العاشرهْ ...!
---

مع الليلِ يبدأُ نزْفُ اشتهائي ..
وينهدُّ جسرُ المحبّينَ في برْهةِ الصّمتِ ..
بين عويلِ انتظارِكِ للواهمينَ
وبين نحيبِ الطّلولْ
لقد غادرتْكِ جحافلُهم واحداً , واحداً
والهوى صار ضرْباً منَ الإنتحارِ ..
ولم يبقَ منْ عاشقيكِ سوايَ ..
وبعضُ الفلولْ
ومنْ لم يزالوا
بعيدينَ عنْ دهشةِ الصحوِ ..
بعد حضورِ الأفولْ
فماذا تقولين وقتَ اندحاري .. ؟
ووقتَ انحسارِكِ عن ضفّةِ الوجْدِ ..
نحو خرابِ الهواجسِ ..
في وحدةٍ قد تطولْ
وماذا أقولُ إذا ما فقدْتُ بهجْرِكِ ..
ذاكرةَ الحُلْمِ .. ؟
أو رقصةً للأصابعِ حين التلاقي ..
فما من جوابٍ يبرّرُ هذا الجفاءَ ..
لذلك قرّرتُ أنْ أستقيلَ ..
بحسْبِ الأصولْ
سأتلفُ كلَّ البياناتِ ..
ما يربط الغيمَ بالماءِ ..
والبحرَ بالشّطِّ ..
ما يُلزِمُ القلبَ بالعشْقِ ..
أرمي ورائي اعتمادي سفيراً ..
وأكتبُ فوق جميعِ الدّروبِ إلى القلبِ ..
( مُقْفلةٌ ) ..
( غيرُ سالكةٍ ) ..
( يستحيلُ الوصولْ ) .. !
وأدركُ أنّي غدوتُ بذلك ـ حتماً ـ
برسْمِ الذّبولْ .. !!!
---

لكي أتخلّصَ منكِ ..
وأُشفى منَ الدّاءِ ..
هذا الذي ينخرُ العظمَ ..
حتى نقيِّ الهيامْ
وأبرأَ مما يوحّدُ روحي ..
بكلِّ تفاصيلكِ المُشتهاةِ ..
ومنْ نوبةٍ تعتريني
بكلِّ حضورٍ بهيٍّ لطيفكِ ..
حين يفاجئني في الظّلامْ
سأنزعُ جلْدي ..
ورائحةً منكِ ..
خبّأتها في المسامِ زماناً ..
سأنزعُ حتى ملامحَ وجهي ..
وأغدو , كما الآخرونَ ,
بغيرِ ملامحَ بين الزّحامْ
وأغدو غريباً يجوبُ البلادَ ..
بغير جوازٍ يحدّدني منْ أكونُ ..
ومن أين جئتُ ..
ومن كنتُ يوماً عشقْتُ ..
بروضِ الغرامْ
لكي أتخلّصَ منكِ ..
سأرمي إلى البحرِ كلَّ ورائي
وأبدأُ خطواً جديداً بغيرِ همومِكِ ..
نحو الأمامْ
وأنهي فصولَ عشيقٍ
تكلّمَ حتى استجارَ الكلامْ
ولكنْ ..
أعودُ وأسألُ نفسي .. !
غداً لو أموتُ
ألنْ يُرْجعوني لصدركِ .. ؟
أين سأسندُ رأسي .. ؟
لأشعرَ بعد الشّقاءِ الطّويلِ ..
بأنّي نعمْتُ ببعضِ الأمانِ ..
وبعضِ السّلامْ
ومن سوف يسقي عروقي ..
دموعَ الغمامْ ؟
ألستِ التي سوف تذكرني وحدها .. ؟
والتي رغم كلِّ عقوقي ..
ستمسحُ شَعري ..
وتنسى خطايايَ , دون اعتذارٍ ..
وقد تذرفُ الدّمعَ سرّاً
وتنسى الخصامْ
فأنتِ كما قدري .. !
لا انفكاكَ مدى العمرِ ..
يبقى يطاردُ أنقاضَ روحي ..
ويرقصُ فوق الرّكامْ
لهذا ..
سأعلنُ حبّي ..
وأرجعُ نحْوَكِ كالتّائبِ المستجيرِ ..
وأفتحُ كلَّ دروبِ الفؤادِ أمامكِ ..
كي أتوسّدَ زندَكِ يوماً ..
وأحلمَ بالوردِ ..حين أنامْ

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...