أي عيد قد جاءنا ؟
وخاصرتنا
من السهام مثقوبة
زعفران وجوهنا
ملبدة غيوم سمانا
والزوابع مازالت تحف بنا
جثثنا مطمورة
لعب أطفالنا منثورة
فوق الثرى كما أجسامنا
مقطعة مرمية
أزيز الرصاص ما غادرنا
ونواح اليمام ما كف عن النحيب نواحا
وصوت النساء الثكلى
وأطفال تبكي الرضاع
أي عيد هل وفي جعبتنا ؟
ألف جرح وجرح
مدملة الجراح
وصوت العويل مازال يتسكع بالشوارع والبيوت
غصت الشوارع بالخيام
وما زال القصف ذات اليمين وذات الشمال
مقرحة جراحنا كيف تدمل الجراح ؟
ونصفنا تحت الثرى
ونصفنا تشرد في الأصقاع
بكت الطيور على أعشاشها
تلونت الأرض بالأحمر القاني
واحمرت أوراق الأشجار
حتى السماء كالغسق عند الغروب
حزن يعم الأرجاء والبسمة غادرت الشفاه
جاحظة العيون من كثرة الأهوال
لا عيد يأتينا ولا العيد عيدنا
ماتت الأعياد وانمحت من الذكريات
صقيع وزمهرير عصف وما زال يعصف بالجوار
ك صوت بوق ينذر بالدمار ونعيق بالخراب
أجل مازال الخطر قابعا يتربصنا
وكيف منه الفرار لا نجاة إلا بصوت الرحمن
تمزق الوطن وكلنا كالشجر تساقطت الاوراق
الكل عريان
بؤس ودمار مجاعة وأرض جدب
فكيف بنا يزهو العيد ؟
أترى سيبزغ فجرا ؟
ويسطع نورا
وتضاء من جديد سماؤنا
تعود على الشفاه بسمة الصغار
تعود تبني الطيور أعشاشها
وتزهر الأرض بالياسمين والجلنار
ونبتهج ونقول قد جاءنا العيد
بالأهازيج وصراخ الأطفال
حول الأراجيح يتسابقون
يلعبون ينشدون يرددون
جاءنا العيد وبالأضاحي لله
شاكرين عابدين مكبرين
*ادال قنيزح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق