⏫⏬
سنة ،سنتان ،ثمان سنوات،المهم في الأمر أنني عدت، عدت إلى بيتي الذي لم يسقط في ذاكرة النسيان،عدت إليه محملة بالحنين أغزل
الفرح الجميل على نول الذكريات! حمدت الله أن الحي الذي كحلت عيني بشمسه وكان أطفاله قناديلي المضيئة في الليالي المعتمة مازال بعضهم على قيد الحياة ،وأن بيتي مازالت عضاضاته وحيطانه واقفة في زمن الفراغات والقلوب العمياء!.
حين زرته منذ سنتين كانت قذائف المرتزقة قد أضاعت الكثير من معالم جماله وأغرقته بالدخان والأحزان،يومها جلست على عتبة أحد الأبواب أرتج وأرتعش كما لو أنني في غابة من الحطام المبعثر،أصابتني الحمى، وعند المساء عدت أجرجر خلفي أذيال الخيبة والمرار.
قال لي أحد الجيران البسطاء كلمةلم تمح من ذاكرتي وهو يحملق في الجدران السوداء ويشتم العقول المغلقة التي أشعلته بالحريق :
_ الله يكسر ايديهن الأنذال ،عليك بالنسيان ياآنسة فزمن الشهامة والبطولة ولى على أجنحة الغربان والخفافيش .
تذكرت وأنا أذرف الدموع أشياء كثيرة كنت قد أحببتها وعانيت الكثير لتحقيقها،فقد تركت خلفي أوراقي التي دونتها بحبر القلب ، وروايتي التي التهمتها نيران الحرب، وحزنت أكثر وأنا ألوب هنا وهناك في البحث عن مأوى يضمني مع عائلتي في ظل الأزمة التي أخرجت الكثير من الفقراء والأغنياء من جلودهم،لكنني عرفت أن الإلتفات نحو الخلف ليس سوى غابة متشابكة من الاشجار اليابسة!.
قلت أحدث روحي :
_من يعش سيرى الكثير ، عليك يا امرأة ارتداء جلدك من جديد،فالعصافير في الحروب معرضة للتسديد والجندلة، والحزن والقهر لن يعيد الإخضرار والجمال إلى الحياة، فأنا منذ سنوات اللجوء عن الوطن المحتل ،تعودته وأدمنته وغدا طعامي وشرابي وهوائي، والقلب الذي اكتسب صلابة الأرض المقدسة وعبق أزهارها وليمونها وخلودها ما برح يضخ في الشرايين الحب الذي يحتلني منذ عهد أمنا حواء ،والأهم من ذلك هو الوطن،سيبقى رغم جراحه حاضرا في الذاكرة حتى آخر رمق فانديرا غاندي قالت يوم مات ابنها( سانجاي):
_الناس تذهب وتعود والأحياء يموتون لكن الأمة تظل باقية .
*ناديا ابراهيم
سنة ،سنتان ،ثمان سنوات،المهم في الأمر أنني عدت، عدت إلى بيتي الذي لم يسقط في ذاكرة النسيان،عدت إليه محملة بالحنين أغزل
الفرح الجميل على نول الذكريات! حمدت الله أن الحي الذي كحلت عيني بشمسه وكان أطفاله قناديلي المضيئة في الليالي المعتمة مازال بعضهم على قيد الحياة ،وأن بيتي مازالت عضاضاته وحيطانه واقفة في زمن الفراغات والقلوب العمياء!.
حين زرته منذ سنتين كانت قذائف المرتزقة قد أضاعت الكثير من معالم جماله وأغرقته بالدخان والأحزان،يومها جلست على عتبة أحد الأبواب أرتج وأرتعش كما لو أنني في غابة من الحطام المبعثر،أصابتني الحمى، وعند المساء عدت أجرجر خلفي أذيال الخيبة والمرار.
قال لي أحد الجيران البسطاء كلمةلم تمح من ذاكرتي وهو يحملق في الجدران السوداء ويشتم العقول المغلقة التي أشعلته بالحريق :
_ الله يكسر ايديهن الأنذال ،عليك بالنسيان ياآنسة فزمن الشهامة والبطولة ولى على أجنحة الغربان والخفافيش .
تذكرت وأنا أذرف الدموع أشياء كثيرة كنت قد أحببتها وعانيت الكثير لتحقيقها،فقد تركت خلفي أوراقي التي دونتها بحبر القلب ، وروايتي التي التهمتها نيران الحرب، وحزنت أكثر وأنا ألوب هنا وهناك في البحث عن مأوى يضمني مع عائلتي في ظل الأزمة التي أخرجت الكثير من الفقراء والأغنياء من جلودهم،لكنني عرفت أن الإلتفات نحو الخلف ليس سوى غابة متشابكة من الاشجار اليابسة!.
قلت أحدث روحي :
_من يعش سيرى الكثير ، عليك يا امرأة ارتداء جلدك من جديد،فالعصافير في الحروب معرضة للتسديد والجندلة، والحزن والقهر لن يعيد الإخضرار والجمال إلى الحياة، فأنا منذ سنوات اللجوء عن الوطن المحتل ،تعودته وأدمنته وغدا طعامي وشرابي وهوائي، والقلب الذي اكتسب صلابة الأرض المقدسة وعبق أزهارها وليمونها وخلودها ما برح يضخ في الشرايين الحب الذي يحتلني منذ عهد أمنا حواء ،والأهم من ذلك هو الوطن،سيبقى رغم جراحه حاضرا في الذاكرة حتى آخر رمق فانديرا غاندي قالت يوم مات ابنها( سانجاي):
_الناس تذهب وتعود والأحياء يموتون لكن الأمة تظل باقية .
*ناديا ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق