⏫⏬
سرنا متشابكي أصابع اليدين، ونحن نطوفُ حدائقَ الزوراء الجميلة، تملأ قلبينا فرحةُ اللقاء في هذا المكان الهاديء، بعيداْعن أعين من يعرفنا في هذا الصباح الربيعي الرائع.زميلتي، وصديقتي (رهف) كانت سعيدةً للغاية مشرقةَ الوجهِ، عذبةَ الابتسامةِ اختارتْ أناقتَها بعناية، وذائقة راقية.
لم نشعرْ بمرور الوقت. كلٌُ الناس من حولنا تدغدغُ قلوبَهم مشاعرُ البهجةِ، والانشراحِ وهو يقضون أمتعَ أوقاتهم في هذا المكان الجميل من بغدادنا العامرة.
بعد ساعةٍ،اقترحتْ(رهف) أن نلهو برياضةَ الرّيشة، كانتِ المضاربُ وملحقاتـُها متوفرةْ لمن يرغبُ بشرائها... كانت بارعةْ في اقتناص، و ردِّالرّيشةِ المُحَلٌقةِ بخفّةٍ حسدتُها عليها.
اقتربتْ منٌا امرأةٌ منقّبةٌ،لم يظهرْ من وجهها إلا عيناها المختفيتان خلف زجاج نظارتها الكبيرة، قالت بلهجة خليجيّةٍ:
- يسعدُ اللهُ الحبايبً...ممكن سيلفي معاكم للذكرى؟.
كنّا في غاية السعادة، وهي تقف معنا لتلتقط صوراً بهاتفها.
ودّعَتنا بفرح :
- شكرا حبايب، تمنياتي لكما بحياةحافلة بالمسرات.
---
في مساء ذلك اليوم ،وبعد تناولي لوجبة العشاء مع زوجتي (ميس) ،وطفليَّ، ذهبتُ إلى غرفتي؛ لاستمتع بفتح حاسوبي، ومشاهدة ما ينشره الأصدقاءُ على صفحاتهم الفيسبوكية.
كانت دردشتي مع صهري (محمد) شقيق زوجتي تشير إلى وجود رسالة جديدة.
أسرعتُ بفتحها...
المفاجأةِ كانت صورة السيلفي مع المرأة الخليجية، وعبارة: هديتي لك لمناسبة الذكرى العاشرة لزواجكما.
قبل أن أفيقَ من وقع دهشتي واستغرابي، وجدتُ المرأةً المنقّبةَ الخليجيةَ تقف عند رأسي وهي تقول:
- يسعد الله الحبايب....ممكن سيلفي معاكم للذكرى؟
صرختُ بلا شعور مني:
- كنتِ انتِ ميس؟!!!!
* سامي العلي
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق