⏫⏬
حدِّقْ بالدّمْعِ المسكوبِ مِنَ العيونِ، فكلُّ قطرةِ ملحٍ منه ليست سِوى رواية، ولكلّ روايةٍ فُصولٌ من الشَّجنِ والفرحِ.تأمّلْ خطواتِ الراقصِ ولا تظنَّ أنّ كلّ رقصٍ يعبّر عن السعادة، فكم من خُطوةٍ وُزِنَتْ على إيقاعِ الحزنِ والفراق، ويا لهفتي على ما كان!
" ﻟﻬﻔﺔ "..
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤَﺮأَﺓُ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎﺭِﺱُ ﺍﻟﺮّﻗﺺَ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻮﻁِ ﺍﻟﻘﺪﺭِ،
ﺗﺨﺘﺎﻝُ ﺑﺨُﻄﻮﺍﺗﻬﺎ، ﺗﻘﻔﺰ ﻋﻨﺪَ ﻛﻞّ ﻋُﻘﺪﺓٍ، ﺗﺘﺄﺭْﺟَﺢُ ﺑﻴﻦ ﺣِﺒﺎﻝِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ ﻟﺘﺘﻘﺪَّﻡ ﺃﻛﺜﺮَ ﻭﺃﻛﺜَﺮ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺷﻘﺔً ﻣﺒﺘُﻮﺭﺓَ ﺍﻟﻘﻠﺐِ، ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ..
ﻛﺎﻧﺖ "لهفة" ﺯﻫﺮﺓ ﺗﻨﺜﺮ ﻋِﻄْﺮَﻫﺎ، ﻭكلّ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﺗﻌْﺒَﻖ ﺑﺄَﺭِﻳﺞ ﺭﻭﺣِﻬﺎ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗَﻬَﺐُ اﻟﺘﻔﺎﺡَ ﻃﻌْﻤَﻪ ﻭﻟﻮﻧﻪ ﺍﻷﺻْﻔﺮَ، ﺍﻷﺧْﻀَﺮ وﺍﻷﺣْﻤَﺮ.
“ﻟﻬﻔﺔ”..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦْ ﺃﻋﻴُﻦِ ﺍﻟﺒﺸﺮِ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺷﻤﺎﺗﺔ عدوٍّ، ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻖٍ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻋﻠﻰ حزنها ﻳُﻄﻴﻖُ ﺻﺒﺮﺍً..
ﻛﺎﻥ ﺷَﻌﺮﻫﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻠّﻮﻥ ﺍﻟﺨﺮّﻭﺑﻲّ ﻛﻨَﻬْﺮِ ﻗﺮﻳﺘِﻬﺎ ﻳﻔْﺘﺮﺵ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻨْﻬَﻤﺮ..
ﺍﻣﺮﺃﺓٌ ﺫﺍﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺮﻗﻴّﺔ ﻛﺈﺷﺮﺍﻗﺔ ﺷﻤﺲٍ ﻭﻋﻴﻨﻴﻦ ﻳﺴﺘﻀﻲﺀ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻨّﻬﺎﺭ ﺗﺰﺭﻉ ﺣﻘﻠﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞِ ﺗﺤﺖ ﺿﻮﺀِ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺗﺮﻗﺺ رقصاتٍ صوفيّة تنتهي بها في عالمٍ سماويّ مبهر.
ﺗﻠﻚ ﻫﻲ.. “ﻟﻬﻔﺔ” ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻨّﻰ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﻬﺪﻫﺪ، ﻭﺑﺎﺗَﺖ ﺍﻟﻮﺭُﻭﺩ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺷَﺎﺕ ﺑِﺤُﺒّﻬﺎ ﺗﺸﺪُﻭ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺪﻣْﻌِﻬﺎ ﺗُﻤﻄﺮ.
*وسام أبو حلتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق