⏫⏬
ذاك المساء، والشوق يؤجج رماده في القلب، واعدها في الحديقة القابعة أسفل الجبل،في مكان لايبعد كثيرا عن مكان عمله، رغبته برؤيتها جعلته يقطتع ساعة من وقته للقائها،فقد ملت روحه الظمأى للحب الأرقام الحسابيةوالربح والخسارة في الشركة،لم لا يأخذ قسطا من الراحة ويشفيها بالتدريج من التعب والقلق اليومي، تمتم مع نفسه،فالرومانسيةفي زمن الأصفار تخفق لها الروح
مثل فراشة شغوفة بالإنتحار.
على بقعة مرصوفة بأشجار الصنوبر والزيزفون، جلسا على مقعد واحد ،وحولهما كانت المقاعد تزدان بعدد من الوجوه الشابة، الخوف من عيون الرقباء والمترصدين،جعله في حالة من الدهشة،لايقوى على مفاتحتها في الكلام والسؤال عن أحوالها، مما خلق في نفسها الدهشة والحيرة،وبين لهفة طلبه وحطام الروح العطشى لدغدغات الحب والاشتياق، تمنت وهي تراه يتلفت نحو اليمين واليسار مثل راهب خجول يشق الزحام بين عدد من النسوة خرجن ينشدن لهطول المطر ،لو ينجد روحها ولو بهمسة تنقذ حرارة اللقاء، بقي صامتا يهجس بحلم يتسلق به جبلا شاهقا أملس الجوانب يغرس به أظفاره كالكلاليب،أو يطلق عليه النار للوصول إلى القمة التي ينشدها،لم يستطع أن يقول لها كلمة أحبك، شدو الطيور الهائمة في الوشوشة تودع آخر النهار،كانت أكثر رحمة من حالة التردد التي تركتها في أتون من
الخذلان،تكتم دمعة كادت أن تنحدر على خدها وتجرح ماتبقى من بنفسج الليل .
*ناديا ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق