يا ويحَ عَينَيكِ ما أقسى قلوبَهما. إذ أبصرَا الدمعَ من عينَيّ منسكِبا
فغضّتا طرفاً عن مدنَفٍ شوقاً و صدَّتا ولِهاً جوىً قدِ انتَحَبا
لو كان للحُبِّ نهيٌ في جُفُونِهما يَوماً و أمرٌ لما أورَثنَني كُرَبا
لو كنتُ أعلَمُ أَنَّ الحُبَّ مَسقَمَةٌ. كُنتُ استَشَرتُ أطبّاءاً بها ، نُجَبَا
لكنّها الأقدارُ قد رمَتني في. غَرام مَغرورَةٍ ، بِحُسنِها مُعجَبَـــة
استَوطَنَت في شَغَافِ القَلبِ حاكِمَة جَارَت بِهِ وَ استَبَدَّت ، أَمعَنَت سَلبَا
حَتَّى غَدَوتُ أَسيرَ هِدَابِها سَمِعَاً طَوعَ البَنَان ، وَ في حَضرَتِها أَدِبَــا
فَالذُّلُّ في مِحرابِ جَمالِهَا عِــزٌّ و العِزُّ لَدَى سِوَاهَا لَم يَكُن مَطلَبا
قَد شابَ شَعرِي و َ ما شَابَ بِها مَطمَعي. أَفدي بِعُمرِي فَتَاةً حُبُّها وَجبَــا
في قَلعَةٍ مِن سِهَامِ العِشقِ تَحَصَّنَت. وَ رَمَت قَلبي سِهَاماً مِنها صُوَّبَــــــا
يَا قَلعَةً عَــزَّت وَ استَعصَى فَتحُهـا جَنَّدتُ شِعري ، عَلَى أبوابِهَا انصَلَبَا
دَهرَاً تَرَهبَنتُ في دَيرِ العُيونِ عَسَى. في جَنَّةِ القُربِ مِنها أَنَالُ الأرَبَــــــا
مِن غَيرِ ذَنبٍ رَمَتني في جَحيمِ الهَوَى شَفَّعتُ حُبِّي ، وَجَدتُ قَلبَها خَشَبَــــــا
يَا قَاسيَ العَينَينِ ارأَف بِمَن قاسَى مِن جَورِهِنَّ وَ كُن جاراً لِمَن غُلِبَـــا
آمَنتُ أنَّ هَـــوَاكَ قَضَــــاءٌ لا مَرَدْ دَ لَهُ ، وَ قَضاءُ الإِلــهِ قد كُتِبـــــا
فارحَـم رَحيمَاً تَنَــل من رَحمَةِ الرَّحـ مَن مَرحَمَــةً ، عَسَى رَحَمَــاتُهُ صَبَبَــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق