قالت لي جدتي فضة ذات شتاء
والمطر يهطل من السماء
وأنا أمامها أجلس قرب المدفأة
أدس لفافة غربتي في جمر المساء
يا ابنتي :
يوم دخل الصهاينة أرضنا
كنت في العشرين من عمري
كنت خمرا من طل وورد وزعتر
فقدت الرجل الذي أحب
واستسلمت للقدر وقلت :
الله ياخذ متى يشاء!
في لحظات الحزن وخيبات العمر
وطيب نية وبقايا أمل
امتشقت الصبر وبقايا أحلام
كل صباح قبل طلوع الفجر
على مفارق الريح والنار
كنت أمشي وراء قطعان الأغنام
أهش عليها بعصا موسى السحرية
وبين الوادي المطل على قريتيم
وعين الماء وأشجار البطم القصية
أهرول حافية القدمين أتخطى المصاعب
،أقفز على العشب
كالأرانب البرية
يداي الصغيرتان تعانقان زوادة الطعام
لا أعير انتباهي لعصفور يقفز
أو نبتة برية اكتظت بطنين النحل
لا أبالي بالأشواك والحصى التي
تدمي قدمي
كل همي أن أعرف كيف أفقأ دمامل
الغضب
قبل أن تداهمني عيون الضباع
أحدث نفسي والأشياء حولي
تنطق بشفاه الحكايا
لا بأس إن جرح القلب
فجروح العمر تلتئم
وطريق النصر يحتاج إلى الكفاح
عند الغروب أؤوب إلى مملكتي
محدوبة الظهر
ثيابي مبللة بماء المطر
مثل قطار لايعرف الكلل والملل
ولا الوقوف في المحطات
تستقبلني أمي مستنفرة
وتبكي:
ليتك يا ابنتي تعرفين
كيف تصلين إلى اليقين
وتجعلين السهاد يفتح في
عقلك ثغرة لتصلي إلى
جوهر الحكاية
في زمن اشتدت فيه رياح
الغدر والمتآمرين
وتقوضت الأصوات المطالبة
بالحق
يومها احترت ماذا أقول؟
ونار الحقيقة تمور!
وقفت أترقب الحلم المخذول
وفي ضياع المدن والأوطان
اغلقت جدتي عليها الباب
حين غادرها الأحباب
و تراكمت الهموم
ماتت مثل شهقة لا تملك سوى جواز
سفر إلى دار الآخرة
وبضع كلمات توصي بها الشباب
أن يأجج زوابع العاصفة
بالمقاومة والجهاد
ومنذ ذلك الحين يجرفني تيار
الحنين إلى قبرها
فأنسج لهفات الشوق وأمضي
لأنثر الورد الحزين لكل
الراحلين من الأهل والأصحاب .
والمطر يهطل من السماء
وأنا أمامها أجلس قرب المدفأة
أدس لفافة غربتي في جمر المساء
يا ابنتي :
يوم دخل الصهاينة أرضنا
كنت في العشرين من عمري
كنت خمرا من طل وورد وزعتر
فقدت الرجل الذي أحب
واستسلمت للقدر وقلت :
الله ياخذ متى يشاء!
في لحظات الحزن وخيبات العمر
وطيب نية وبقايا أمل
امتشقت الصبر وبقايا أحلام
كل صباح قبل طلوع الفجر
على مفارق الريح والنار
كنت أمشي وراء قطعان الأغنام
أهش عليها بعصا موسى السحرية
وبين الوادي المطل على قريتيم
وعين الماء وأشجار البطم القصية
أهرول حافية القدمين أتخطى المصاعب
،أقفز على العشب
كالأرانب البرية
يداي الصغيرتان تعانقان زوادة الطعام
لا أعير انتباهي لعصفور يقفز
أو نبتة برية اكتظت بطنين النحل
لا أبالي بالأشواك والحصى التي
تدمي قدمي
كل همي أن أعرف كيف أفقأ دمامل
الغضب
قبل أن تداهمني عيون الضباع
أحدث نفسي والأشياء حولي
تنطق بشفاه الحكايا
لا بأس إن جرح القلب
فجروح العمر تلتئم
وطريق النصر يحتاج إلى الكفاح
عند الغروب أؤوب إلى مملكتي
محدوبة الظهر
ثيابي مبللة بماء المطر
مثل قطار لايعرف الكلل والملل
ولا الوقوف في المحطات
تستقبلني أمي مستنفرة
وتبكي:
ليتك يا ابنتي تعرفين
كيف تصلين إلى اليقين
وتجعلين السهاد يفتح في
عقلك ثغرة لتصلي إلى
جوهر الحكاية
في زمن اشتدت فيه رياح
الغدر والمتآمرين
وتقوضت الأصوات المطالبة
بالحق
يومها احترت ماذا أقول؟
ونار الحقيقة تمور!
وقفت أترقب الحلم المخذول
وفي ضياع المدن والأوطان
اغلقت جدتي عليها الباب
حين غادرها الأحباب
و تراكمت الهموم
ماتت مثل شهقة لا تملك سوى جواز
سفر إلى دار الآخرة
وبضع كلمات توصي بها الشباب
أن يأجج زوابع العاصفة
بالمقاومة والجهاد
ومنذ ذلك الحين يجرفني تيار
الحنين إلى قبرها
فأنسج لهفات الشوق وأمضي
لأنثر الورد الحزين لكل
الراحلين من الأهل والأصحاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق