جفت الأيام بعطائها، وتأكلت لحظات الفرح، وطال شوط العذاب، صبرٍ طويل من الألم وليالي السهر، نويت أن أجتاز دهاليز طيات الظلام، لمعرفة أمنيات القلوب بين همس السراب وندى القبل، وبفرح دخلتٌ أعتاب جنائن الليل، كانت الأجواء جميلة، يخيم عليها الهدوء، وأنفاس النسائمُ مجملة بعطر الياسمين وعبق القداح، دخلت ابحث عن أمنيات جديدة وسعيدة، كانت دهاليز الليل ضيقة، ودون دراية سقطت أجنحة أمنياتي، فعدت بعد أن افتقدتها لأبحث عنها، لكن ستار الليل كان قاسي الظلمة، ومن العدم انبثقت عاصفة أصوات مخيفة، أحسست بأنها نحوي تتقدم مسرعةً، انتابني الرعب منها، وبانت بعد تقربها، بأنها حشرات سوداء داكنة، بذيول مدببة، انتشرت في كل مكان، تبحث عن من يقلق شرها، أفزعني المشهد، حينما رأيتهم يلتهمون أجنحتي بحقد وضراوة، انزويت خائفاً وراء إحدى طيات الظلام، وبكيت على أجنحتي الذهبية، التي كانت تحملني في ترحالي، وتحمل ما تبقى من سعادتي وفرحي، وبعدما شعشع الفجر وبزغ نور الصباح، كان كل شيء قد انتهى، فخرجت من ظلمة الليل بعد درس قاسي إلى الحياة من جديد، أبحث عن أجنحة حقيقية ثابتة، واجمع ما تطال نفسي من أمنيات فرح وسعادة بين قلوب الناس لي ولغيري.
*وسام السقا
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق