قلمي الرصاص؛
قصة "عشق" فريدة من نوعها جمعتني, و مازالت تجمعني بالقلم الرصاص..
عندما التحقتُ بالمدرسة الابتدائية, طُلبُ من تلاميذ الصف إحضار قلم رصاص, وياحبذا لو كان قلم رصاص مزود بممحاة "أستيكة" في نهايته..
طوال خمس سنين, و أنا لا أكتب إلا بالقلم الرصاص, حتى جاءت المُعلمة لتقول لنا فيما معناه؛ بأننا "خلاص كبرنا"؛ و علينا أن نستخدم "القلم الجاف" ..
يومها بكيت بكاء محبٍ مفارق لمن أحبَّ, و عندما أمسكت بالقلم الجاف "أزرق الحِبر" لأكتب؛ شعرتُ برهبة, و نالت مِني الريبة, و كأن ذاكرتي الكتابية قد سُلبت مِنِّي !
بذهنٍ خاوٍ.. و حزن جارف, كتبتُ سطري الأول ..
وعندما قارنتُ خطِّي السالف بالقلم الرصاص, بخطِّي الجديد بالقلم المعبأ بالحبر الأزرق؛ صُعقتْ..
و كدتُ ألَّا أصدِّق؛ أنني الطفلة نفسها التي كتبتْ بالقلمين .. فقد كان خطي بالرصاص أجمل, و أرقي, و أفضل ..
جرفني الحنين للقلم الرصاص, و تملَّكني العناد, و صرتُ لا أكتب إلا بالقلم الرصاص سواء بالمدرسة, أو بالبيت..
حاولتْ المُعلمة مرارًا أن تقنعني باستخدام القلم الجاف, حتى اضطررت لاستخدامه في أضيق نطاق, مغلوبة على أمري..
و لكن متعتي كانت عندما أختلي بقلمي الرصاص, مشاكسة للصفحة الخالية, خاصةً الورقة البيضاء الخالية من السطور, فبرعتُ في الرسم بفضل الله ..
لقد علمني القلم الرصاص؛ أن أسرع بتصحيح أخطائي الكتابية, بمحو الحرف المعوج, أو بمحو النقطة التي لم تكن بموضعها الصحيح ..
علمني كذلك أن أنمق خطِّي, و أهذبه, و أراقبه, و أسعى لأجعله أفضل ..
أما القلم الجاف, فكم أرغَمَني على أن أظلل "أُشخبط على" موضع الخطأ, دون أن أزيله, فلم يخترعوا ممحاة للحبر آنذاك ..
القلم الرصاص, يمحو الخطأ.. كمن يغرس فيك القوة على الاعتذار كلما أخطأت أو تجاوزت ..
أما القلم الحبر, كمن يصيبك باللامبالاة.. وكأنه يقول لك؛
" اخطيء.. و دع أخطاءك عارية, و لاتستح منها, و كأنها لم تكن " ..
مازلتُ أحب القلم الرصاص, و ما رتبتُ أفكار كُتبي إلا به ..
وكأنه يُلهمني بالتدقيق, و يحثني على التوغل بعوالم لم يكن لي أن ألِجُها إلا بتحريضه اللامنتهي ..
*أسماء الصياد
قصة "عشق" فريدة من نوعها جمعتني, و مازالت تجمعني بالقلم الرصاص..
عندما التحقتُ بالمدرسة الابتدائية, طُلبُ من تلاميذ الصف إحضار قلم رصاص, وياحبذا لو كان قلم رصاص مزود بممحاة "أستيكة" في نهايته..
طوال خمس سنين, و أنا لا أكتب إلا بالقلم الرصاص, حتى جاءت المُعلمة لتقول لنا فيما معناه؛ بأننا "خلاص كبرنا"؛ و علينا أن نستخدم "القلم الجاف" ..
يومها بكيت بكاء محبٍ مفارق لمن أحبَّ, و عندما أمسكت بالقلم الجاف "أزرق الحِبر" لأكتب؛ شعرتُ برهبة, و نالت مِني الريبة, و كأن ذاكرتي الكتابية قد سُلبت مِنِّي !
بذهنٍ خاوٍ.. و حزن جارف, كتبتُ سطري الأول ..
وعندما قارنتُ خطِّي السالف بالقلم الرصاص, بخطِّي الجديد بالقلم المعبأ بالحبر الأزرق؛ صُعقتْ..
و كدتُ ألَّا أصدِّق؛ أنني الطفلة نفسها التي كتبتْ بالقلمين .. فقد كان خطي بالرصاص أجمل, و أرقي, و أفضل ..
جرفني الحنين للقلم الرصاص, و تملَّكني العناد, و صرتُ لا أكتب إلا بالقلم الرصاص سواء بالمدرسة, أو بالبيت..
حاولتْ المُعلمة مرارًا أن تقنعني باستخدام القلم الجاف, حتى اضطررت لاستخدامه في أضيق نطاق, مغلوبة على أمري..
و لكن متعتي كانت عندما أختلي بقلمي الرصاص, مشاكسة للصفحة الخالية, خاصةً الورقة البيضاء الخالية من السطور, فبرعتُ في الرسم بفضل الله ..
لقد علمني القلم الرصاص؛ أن أسرع بتصحيح أخطائي الكتابية, بمحو الحرف المعوج, أو بمحو النقطة التي لم تكن بموضعها الصحيح ..
علمني كذلك أن أنمق خطِّي, و أهذبه, و أراقبه, و أسعى لأجعله أفضل ..
أما القلم الجاف, فكم أرغَمَني على أن أظلل "أُشخبط على" موضع الخطأ, دون أن أزيله, فلم يخترعوا ممحاة للحبر آنذاك ..
القلم الرصاص, يمحو الخطأ.. كمن يغرس فيك القوة على الاعتذار كلما أخطأت أو تجاوزت ..
أما القلم الحبر, كمن يصيبك باللامبالاة.. وكأنه يقول لك؛
" اخطيء.. و دع أخطاءك عارية, و لاتستح منها, و كأنها لم تكن " ..
مازلتُ أحب القلم الرصاص, و ما رتبتُ أفكار كُتبي إلا به ..
وكأنه يُلهمني بالتدقيق, و يحثني على التوغل بعوالم لم يكن لي أن ألِجُها إلا بتحريضه اللامنتهي ..
*أسماء الصياد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق