اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حرف يزغرد في جوف الورق" حوار الشاعرة اللبنانية زينب رمال ..*أجرى الحوار : آمنة وناس

أجرى الحوار : آمنة وناس 
من هناك اقترب صداه، حرف يزغرد في جوف الورق، نراه ينقش مبتغاه، و لجميل العبارة امتلك و حذق، في أعماقنا يرسم محيا برحيق المعنى شهق، القلم جاراه و حيّاه، و بخلجات الشعور نطق، يحملنا لمهجة هي مداه، و بنشيدها شرق، يحدثنا عن قصيدة لم تعشق سواه، و نحو مكنونها هرول فسبق، يأخذنا لبريق علاّه، ذات عن جنانها لم يفترق، يحملنا لوجدانها هو مثواه، فلصفة الرفيق استحق، روحها قبلت هواه، و بين كفيها تحرر و انعتق، هي التي إحساسها بالودّ حباه، فعشقها صدقا لا ملق، هي الشاعرة اللبنانية زينب رمال.
ـ مرحبا بك سيدتي
ـ أهلا بك أستاذة أمنة

بداية أود أن اشكر ذائقتك التي طرزت بها هذه الحلة الرائعة من اضاميم الحروف التي عطرت بها شرفة المساء
س حملت القلم و قد اختنق الحبر في حناجره، فهل سيواسي حرفي وجعه، أم سأرمي بنزفي على أكتافه المترجّلة على قارعة ترحاله؟

ج أن تكونَ شاعرًا هو أن

تُيمّمَ نبضَكَ شطرَ المدنِ الغريبةِ المسورةِ بمناديلِ الدمعِ
تتخطّى حدودَ المكان
والزمانِ
وتقيمَ على سفحِ الغمامِ خلوتَكَ
أن تكونَ شاعرًا
هو ان تبذرَ قمحَ العطاءِ على بساطٍ ابعدَ من مداكَ ليقتاتَ
من رغيفِ النصِّ
كلُّ من اشتهى تذوقَ السفرِ خارجَ المحالِ
ان تكونَ شاعرًا هو ان تكنُزَ صهيلَ الروحِ المتماهي ورأياك
كوميضٍ يشحذُ من غِبطةِ نورِهِ نارًا تدغدغُ عينَ الغمامِ
لتمطرَ القوافي
رذاذًا تنضحُ بهِ الأرض بعدَ قحطِها وتزدهي المواسمُ غلالاً
غنّاءَ
أن تكونَ شاعرًا هو ان تجتازَ حدودَ الممكنِ إلى غايةِ التمكُّنِ
من الانسلاخِ عن ذاتِكَ
تفرِدُ عباءةَ الذاكرةِ رحِبَ السماءِ
تعتصرُ من محابرِ وجدِكَ كلَّ ألوان الطيفِ
وترسمُ بريشةِ قلبِكَ تزاوجَ الألوان...
أن تكون شاعرا هو أن تحب
لتعي سر الكتابة وفن الإتقان

س "يشرب البياض خمرة محبرتي"، إلى أين مع هذه النشوة؟

ج إلى حيث المدى المتناهي وأحلامنا المفتوحة على نوافذ الدهشة جوازا للعبور الى معاريج التأويل ليعاد لنا صداه، فنشعر بنشوته ومدى اختراقه صمت الأمكنة، فيكون الشاهد الصادق على رؤياه.

س "أجوب شوارع الحبر، لالتقط ما تساقط من نشوة اللقاء"، ما ملامح هذه الشوارع؟

ج الأمكنة المركونة في أدراج الذاكرة دوما تعيد لنا دروبا عشقنا مكنوناتها بكل ما حوت من صور سقطت سهوا عند مفترقات النبض، وحين نتفقدها بمخيالنا المهاجر دوما إلى عطرها البعيد نحاول أن نلملم كل تفاصيلها كي لا يمسها غبار النسيان.

س "من بعيد، يلوح الانتظار لمقاعد النسيان"، هل أكيد، يلوّح الاستمرار لإرادة الإنسان؟

ج كما تعلمين أن الإنسان يعيش الأمل دوما بأن هنالك شيء ما في البعيد يستحق الانتظار ويمني النفس بأن الات هو الأجمل، بمعنى أن بارقة الأمل لا بد أن تقلم أظافر البعد أو الحزن أو أي صعوبة ألمت بنا للمضي قدما لمستقبل مشرق.

س "انتفى خارج وجعه، البوح الذي اقتنص من الحبر رعافه"، كيف تسلل داخل شهبه، الصمت الذي اقتبس من النزف أوصافه؟

ج البوح هو الفائض عن صمتنا المكتنز في براري الروح، يتدفق سيالا كمطر غزير إذا ما لامس البياض، لنجد أن قميص اللغة لا يتسع لحمل ما يعتمل في لواعجه من اصطخاب في المكنون الساكت، فيحاول أن يثلم وجهه بمدرار ما يفيض عنه كوميض برق يسر اللحظ يفلق وجه العتم الدامس ليبين لنا ما لون السماء.

س "هي دواخلنا مرآتنا كما حروفنا لأنها من ذات النبع"، هل نفهم أن قناعتك هذه مناصرة لمعتقد الشاعر اللبناني "جبران خليل جبران" حيث يرى بأن "لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزء من ذاتك؟

ج إن فاقد الشيء لا يعطيه، من هذا المنطلق لا بد أن تكون حروفنا هي مرايانا، فكيف يمكنني أن أعطي الحب إذا لم أشعره، كيف لي أن امتهن العطاء إذا لم تكن ملكة الكرم في ذاتي، وكيف لي أن اكتب إذا لم يكن هذا الحرف هو عصارة إحساسي؟ لذلك أرى أن الكتابة هي المقدار الذي يحتوينا من قيم موجودة في ذواتنا، وحين نطلقها لا بد أن تترك أثرا لدى من يتلقفها.

س "دس همسك في أذن الغسق، واكشف النقاب عن وجهه"، ما لغة الحوار بين هذا الهمس و الغسق؟

ج بين الهمس والغسق مساحة ضوء تتسع لتجليات الروح في مدلهمات الليالي يعيشها الشاعر بنقاء وصفاء مطلق، بحيث يزيح الستار عن كل مخبوء ويتحرر من كل قيد ساعة انسلاخ عن ذاته.

س "متى تقول الشاعرة "زينب رمال" حملت الليل و رحت أجادل حرفا أنهكته خربشات على ورق أصلع؟

ج الليل مطية السفر خارج فلكنا المشحون بالصخب، نرنو إليه لكي ينفض عنا غبار التعب، فتتألق صور البارحة في سكونه تلبس ثوب عرسها القصيدة تلف خصرها بشرائط زاهية الألوان وتقيم عرسها على عرش الماء، حينها ينتفض الحرف صاغرا حيث يأخذه مداه، فهو مطواعا حين تغازله القصيدة، سيالا إذا ما قبلت شفاهه، اللغة يعتمر قلنسوة الانتشاء بها فتزهر سجادة الورق.

س "كانت جدائل القصيدة تكبل معصم البوح، وتكتم جموح الحبر"، إذن، كيف كانت تعبر بأقدام الجرح، و للكسر تداوي و تجبّر؟

ج للجراح انتفاضات في أعماقنا، نحن لا ندري نهايتها ولا كيف بدأت، لكن إيماننا أن الوقوف على الأطلال ينسينا الزمن، فالوقت لا ينتظر، إذن لا بد من المسير بشحذ الإرادة والعزيمة والإصرار بأن الحزن والسعادة كلاهما آني ولحظي، فهما زائلان لذا نعيش الواقع بعقلانية القلب حينا وقولبة العقل حينا آخر، هكذا نستمر وهكذا تلتئم الجراح وان كنت لا أرى في الانكسار إلا دافعا أقوى للنهوض من جديد.

س "اشهق حسرات المسافة"، فهل سيزفر آهات الخطوات؟

ج لا بد من زفير في نهاية المطاف اذا ما ناداه شهيق الشوق.

س تلعثمت ملامحي بين أقدام الشوق، متى يتسللك هذا الشعور؟

ج أعارضك الفكرة، بل تتجلى ملامحي كلما تدانت أقدام الشوق وتباعدت خطى الغياب، للشوق أصابع يفكك أزرار البوح يعري أنين البعد ويكشف لهفة العاشقين.

س "هز أفنان الصباح، ليتساقط فيض الحب في كفي"، كيف تكلمك المحبة؟

ج كل ما يحيطنا يستفز مشاعرنا بالحب، السماء، الهواء، الوطن الحبيب، الأم، الخ...فحين نبدأ نهاراتنا بإحدى هذه العطايا حتما سيتساقط فيض الحب بما يحمل من قمح نتزوده لما تبقى لنا من عمر.

س "على حب الأوطان، كان لبنان يغني للقدس، عروس فلسطين"، لماذا تحب اللبنانية "زينب رمال" تونس؟

ج أؤمن أن المحبة لا تحدها حدود أو أعراق أو طوائف، بل هي الإنسانية التي فطرنا عليها منذ وجدنا، فكلنا نولد عراة ثم نلبس ما يتلاءم مع قناعتنا الفكرية، كل حسب إدراكه، محبتي لتونس لسببين، الأول أن هناك مد تاريخي منذ اليسار ملكة صور، حين هاجرت إلى قرطاج، والثاني أن فيها شعب ودود محب ومثقف كما يشهد معظم اللبنانيين بذلك، ويكفي أنها أنجبت لنا أبو القاسم الشابي ليعلمنا أن من يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر.

س "الحياة فسحة من الفرح إذا ما عرفنا كيف نجذف في بحرها الواسع"، بماذا يوشوشك زورقك في عرض النجاة و الغرق؟

ج القارب الذي يحمل على ألواحه الحلم لا يعانده تلاطم الأمواج، مهما علت لا بد لمجداف التمني أن يغالب الغرق إذا ما تحاملنا على سطوته كي لا يغرق الحلم في جب المتاهة، اعتلي وتد الموج وأبحر إلى حيث ينتظرني تأويل رؤياي.

س "الحلم مساحة ضوء خارج الرؤية"، ما علاقتك بالحلم؟

ج حين نعجز عن إدراك أمانينا الواقعية وسط هذا الخراب الكثيف نلجأ إلى الحلم لنرى تلك المنارة المنبعثة من ذواتنا ملاذا يجمل لنا الحياة ويمدنا بالأمل الذي نرسمه ولا نريده أن ينتهي، يموت الحلم لو نتركه وحده، وما أصعب أن نفقد من صنعه معنا.

س هل من خلال رؤيتك هذه نستنشق عبق معتقد الروائي البرازيلي "باولو كويلهو" حيث يؤكد أنه " نرى غالبا خلال وجودنا أحلامنا تخيب و رغباتنا تحبط، لكن يجب الاستمرار في الحلم و إلا ماتت الروح فينا"؟

ج حين يموت الحلم تتوقف الأرض عن الدوران وبالتالي نفقد الروح الملهمة لنا فنصير جثة على قيد حياة، ودائما هناك فسحة حلم، لا بد أن ننظر دائما للجزء الممتلئ من الكأس حتى في أحلك الظروف كما استشهد بقوله، لا شيء في الدنيا خاطئ، تماما حتى الساعة المتوقفة على الجدار تصدق مرتين، إذن لا بد أن نرى دائما الجانب الايجابي في الحياة.

س "اقتلعتني من بين شظايا الرماد، إرادة، استطعمت ميلاد فجرها، برأيك، ما مذاق هذا الميلاد و إلى أين معه؟

ج لا أولد مرتين لأسابق رحم الحياة، إنما أولد مرة واحدة في قلب من نحب، ومع هذه الولادة تشرق شمس العمر وتهطل كل الأحلام المؤجلة، وتغرب الأحزان في سحيق مواجعها، وتمسح أنامل الندى رماد الذاكرة، معه إلى حيث تفنى الأعمار وتتخلد أثارنا.

س كل العمر يرحل إليك، أيتها الذاكرة، فإلى كم من إحساس تثملها فوضاك المعتّقة؟

ج الذاكرة هي المحرك لأحاسيسنا التي تضطرب تارة حين يثقل في محاجر القلم بكاءها، وتتمايل كعروس الماء حين تعيد لنا حلما كاد أن يسقط من لجام الفجر لولا أصابع الضوء التي تمسح رمادها حين ينقشع الضياء.

س يكبرني الفجر بشهقة، مازال صداها يرمق فيّ خطواته الثابتة، كيف تجادلين هذا السفر؟

ج لا بد من اقتران النخل بالماء

ساعة قيلولة في مهد الريح
يفتح أشداق عطشه
ليبتلع لهاث رغبته الطافحة على لسانه...
أينع رطب اللقاء
اعتق نوارس غربتي من ليل كئيب
واشهق نثيث صبح يلبس براق الضوء
تتهاوى الظنون على سور قديم
كان يحمل انفلات اللون وجهي
ورعشة القلب المعلق على مزلاج الصباح
يتهافت الصهيل على لسان كأس نحتسي غربته معا
وهذا
الجسد المهاجر دوما لمرابع الروح هو تأويل الرؤيا المتحاملة
على ثقله
هكذا يبرحه قبل أن يشرب شفاه المعنى

س حدّثيني أيتها الريح، كيف هي خطواتك نحو الأبد؟

ج للريح أجنحة تسافر بنا إلى حيث معاقل الخلود التي جمعت روحينا ذات حلم.

شكرا لك الشاعرة زينب

الشكر لك موصول على هذه الاستضافة المغايرة التي غلت في عمق اللغة واستخرجت لؤلؤها المكنون بخيط من حرير

آمنة وناس*
تونس

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...