اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

عطر خطير النوايا ـ قصة قصيرة ...*الغرياني بالسّعيدي ــ تونس

شارع كبير، ومأوى سيارات تختلف لوحاتها المنجمية ، فيها التونسية ، الجزائرية والليبية . يعج المكان بالمصحات والعيادات الطبية ، تتنوع الإختصاصات . منها طب العيون ، عيادات الأسنان ، طب العظام وأمراض مزمنة مثل الكلى والسكري . مراكزللأشعة والتصوير الطبي عبر الرنين المغناطيسي .

في مفترق الطريق الرئيسي ، شاب قصير القامة يرتدي سترة بنية اللون وسروال دجينز أزرق داكن . له وجه دائري الشكل ، يحرص دوما على مظهر ذقنه وذلك بحصر وتصفيف اللحية من الأسفل . عريض البنية له حمرة نادرة في بشرته كأنه بات الليل مثمولا. يحمل فوق كتفه الأيمن حقيبة مربعة سوداء . تراه من بعيد كأنه يطارد العابرين والمارين على الرصيف . في يده اليمنى قارورة عطر متوسطة الحجم ، يناديه نادل المقهى من بعيد بصوت فوضوي الصدى : - يا لطفي هات البارفان *(يقصد بها قنينة العطر)، هاهو حبيبنا ليبي أفرح بيه *(افرح به). يفتح جيوب الفاليز *(Valise). مزيج من أنواع العطور للنساء والرجال والأطفال. من آكس شوكولا و لاكوست وبريت ونينا ريتشي وهللو كيتي، دافيدوف. عطور للملابس وروائح للجسم . لطفي اختارته الظروف أن يكون بائع عطر في مدينة تحيط بها قاذورات وسخة أفسدت العمران والمحيط بكذبها وفسادها. تراه يتسكع ليلا سكرانا يحمل بين يديه قارورة بيرة حمراء وبيضاء تذكره براية وطن يرمي شبابه في قارعة الطريق تنخره البطالة . أو تلقي به قوارب الموت طعاما للحوت في البحر المتوسط .
الزمن دائري روتيني بالنسبة له ، تتشابه الأيام وتختلف الأحداث . اعتاد لطفي على تكرار الكلمات والمفردات التجارية ذاتها . في الحياة ، لكل مهنة لغتها الخاصة . تعلم طرق الحوار في دورة للتسويق لمدة شهرين وصار بذلك بارعا في مجال الماركتينغ (Marketing (. يمارس مهنته بشغف ، أثناء لحظات العمل يغازل الطالبات والنساء المتزوجات كي يبيع سلسلة من العطور المختلفة . يتقن بمهارة أساليب الإقناع وقوانين الجذب كالمغناطيس يصطاد حرفاءه بمنطق تجاري . يراوغ لطفي فريسته كلاعب كرة سلة ينتظر قفزته العملاقة. يخادع الحريف بأسلوب ذئبي لشراء كمية هائلة من العطور. يبيع للتونسيين قناتي من العطر بخمسة عشر دينار و أما الليبيين أو الجزائريين بضعف الثمن .
يلتقي بائع العطور بأصدقائه في العمل خيري و وليد في مقهى الملوك لإحتساء فناجين من القهوة . يشربون القهوة على مهل ويتحدثون عن كرة القدم ونتائج الترجي الرياضي والنادي الإفريقي. وكل واحد منهم ينحاز بشوفينية كروية وتعصب عنصري لفريقه المفضل. أججت هذه اللعبة من مظاهر العنف والحقد بين الجهات والمناطق لتعم الكراهية بين الأصدقاء. خيري له هواية غريبة يعتبرها الآخرون هي كتابة أغاني الراب، أصدر أغنية على اليوتيوب سجلها في أستوديو للموسيقى، استمع إليها وليد ولطفي بقهقهة عالية يسخرون منه لوضعه ألفاظ نابية ولغة أنڨليزية سقيمة في غير محلها. وليد يعشق السيجارة ويدخن الروايال الذي يدوخه رائحته كالنبيذ المعتق. تستهوي لطفي المطالعة وقراءة الكتب عثر صدفة على كتاب ملقى في الطريق يتحدث عن دراسة علمية حديثة فيها أن تعقب آثار العطور يمكن أن يساعد في مكافحة الجريمة، حيث وجد العلماء أن المكونات الكيميائية للعطور يمكن أن تنتقل من ملابس شخص إلى ملابس شخص آخر، ويستمر تأثير العطر لعدة أيام، رغم أنه يقل بمرور الوقت.

وقال الباحثون إن تحليل العطور يمكن أن يكون أداة مفيدة في الحالات التي يكون فيها احتكاك مباشر، مثل الاعتداءات الجنسية، حسب ما نشره موقع "بي بي سي".

وقالت سيمونا جيرجيل، المشرفة الرئيسية للدراسة من كلية يونيفرسيتي كوليدج في لندن، "كنا نعتقد أنه يمكن فعل الكثير بالعطور لأن الكثير من الناس يستخدمونها، ونعرف أن نحو 90 في المئة من السيدات و60 في المئة من الرجال يستخدمون العطور بشكل منتظم".

وأضافت :"هناك الكثير من العمل في علم الطب الشرعي فيما يتعلق بالأشياء المتنقلة، على سبيل المثال، انتقال الألياف أو انتقال بقايا الطلقات النارية، لكن حتى الآن لم تجر أبحاث حول انتقال العطور".

وتتكون العطور من العديد من المكونات الكيميائية المختلفة، التي تدخل في تركيبة تعطي كل عطر رائحته المميزة، وذكر الباحثون، خلال دراسة عطر واحد للرجال، أن بعض هذه العناصر تنقل بسهولة من قطعة قطن إلى أخرى.

ووجد الباحثون أنه بعد خمس دقائق من رش العطر، ينتقل 24 من أصل 44 من مكونات العطر إلى قطعة القماش الثانية، وبعد ست ساعات من رش العطر، ينتقل 12 مكونا كيميائيا، وبعد سبعة أيام، كان لا يزال هناك ستة مكونات متطايرة.

وقالت روث مورغان، مديرة مركز يو سي إل لعلوم الطب الشرعي، "إنها دراسة تجريبية أثبتنا خلالها أولا أن العطر ينتقل، وثانيا أنه بإمكاننا التعرف على وقت هذا الانتقال".

وأضافت "في المستقبل يمكن أن تكون هناك حالات اتصال بين شخصين، وهذه وسيلة لمعرفة نوع الاتصال ووقت حدوثه".
وتابعت روث "لن يكون هذا مؤشرا وحيدا، في معظم التحقيقات، نأمل أن تكون هناك خطوط متعددة للتحقيق، ولا نريد أن يقتصر الأمر على الحمض النووي أو البصمة أو العطور فقط، ولكن الجمع بين أشكال أخرى من الأدلة هو الذي يبني صورة مقنعة جدا لما حدث".

ومن جانبه، قال فريق الدراسة إن الأدلة تجمع بسرعة كبيرة بعد وقوع الجريمة، مما يحد من فائدة الاعتماد على انتقال العطور، وأشار الباحثون إلى أنه من غير المحتمل أن تستخدم العطور وحدها للكشف عن الجريمة.

تتثاءب المدينة بعد كل فجر، صوت آذان المسجد يتعالى مناديا للصلاة. يتنهد لطفي لهجرانه بيوت الله وملاحقته صدور النساء وأفخاذهن وإدمانه للخمر. كتب دفتر شعر في مرحلة المراهقة لفتاة تكبره من العمر ومزقه بحرقة عاشق باشق تنحره الأشواق. سدت أمامه كل السبل والآفاق. عثر عليه في غرفة نائية أقصى المدينة ملقى على سرير جثة هامدة. وكتب في ركن الجرائم. انتحر بائع العطر بعد أن خانته حبيبته بعد شربه لمجموعة مختلفة من العطور تسببت له في انسداد للشرايين وأوفردوز(overdose( وترك فوق حقيبته السوداء ورقة مطوية كتب عليها :

لجسمك عطر خطير النوايا ..
يقيم بكل الزوايا ..
ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا ..
يعيش على سطح جلدي شهوراً .
كما وردة في كتاب .
ويضحك مني ،
إذا ما طلبت إليه الذهاب …

الغرياني بالسّعيدي
تونس

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...