اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حوار مع الأديبة د.مريم بغيبغ .. القصة القصيرة جدا تتميّز ببناء هيكلي متفرّد على كثافتها وإيجازها غرائبي موغل بالذاتية

حواري مع جريدة الأمة العربية بتاريخ 03 أكتوبر 2018 ...حول إصداري الجديد "صعلوك حداثيّ "...الذي سيكون _ بإذن الله _ حاضرا في الصالون الدولي قريبا ...
أشكر الأخت Djazair Dalila على أسئلتها الراقية...والشكر الجزيل ليومية الأمة العربية على هذه الاستضافة الرائعة والمميزة تمنياتي لها بالرقيّ والازدهار...
ـــــــــــــــــــــــــ

مريم بغيبغ

نصّ الحوار.

الأمة العربية / بداية ننطلق من العنوان "صعلوك حداثي"..عنوان يثير رغبة ما و فضولا ..ماهي الإحالات التي تودين إيصالها ؟

مريم : صعلوك حداثي هو في الأصل عنوان لقصّة قصيرة جدّا عمّمته على المجموعة ككل لما يحمله من دلالة وإيحاء، فالمعروف أن الحداثة هي "ذلك الوعي الجديد بمتغيرات الحياة والمستجدات الحضارية، والانسلاخ من أغلال الماضي والانعتاق من هيمنة الأسلاف، ليست مقصورة على فئة أو طائفة أو جنس بعينه بل هي استجابة حضارية للقفز على الثوابت"… وبذلك فشعر الصّعاليك هو أول محاولات الخروج عن النمط التقليدي والقفز على ثوابت الشّعر الجاهلي و إنه محاولة إبداع شكل ومضمون جديد عن ما عرفته العرب في شعرهم ...فالصّعاليك عرفوا الحداثة بانزياحهم عن السنن المعروفة في الشّعر وهكذا القصّة القصيرة جدّا فهي لم تسر على النهج القصصي المألوف، حيث خرقت قوانين الحكي الألفليلي الشّهرزادي إلى حكي حداثي انعكس في الإقتصاد اللغوي بالتكثيف والإيجاز والإدهاش ، وتوظيف الأسطورة والتّناص والصور غير المألوفة، فهي حسب رأيي طريقة جديدة في الحكي تقودنا للإنفعال والتّساؤل والتّأويل وهذا ما جعلني أعنون هذه المجموعة "بصعلوك حداثي" في إشارة إلى هذا القاص الجديد الذي يحكي بطريقة مغايرة.

الأمة العربية/ حدثنا عن تتويجك لرابطة القصة القصيرة في سوريا...

مريم :في الحقيقة هذه الرابطة لها فضل كبير في التّعريف بهذا الجنس الأدبي الحداثي، حيث يبذل رئيسها الدكتور محمد ياسين صبيح جهدا كبيرا في التعريف بها وصقل مواهب كُتابها من خلال إجراء مسابقة دورية نصف شهرية يتسابق فيها كتاب وعشاق هذا الفنّ الجميل الممتع على المراتب الأولى، والمنافسة فيها صعبة باعتبار أنّ المتسابقين أكفاء من جميع الدول العربية وهم لا يكتبون فقط في فن القصة القصيرة جدا بل لهم باع طويل في الكتابة الأدبية "الشّعرية والنّثرية " ولجنة تحكيم هذه المسابقة كتّاب ونقاد في هذا الجنس الأدبي منهم الناقد السوري زهير سعود الذي صدر له مؤخرا كتاب نقدي مهمّ بعنوان "فنّ القصّة من الملحمة إلى الومضة " الذي احتوى دراسة نقدية لقصّتي "تراب "...
والرابطة نشاطها ليس افتراضيا فقط وإنّما واقعيا حيث صدر مؤخرا كتاب يجمع لفيف من كتاب الرابطة في مجموعة قصصية بعنوان " أشرعة من ضوء " ،كما تنظّم الرابطة ملتقيات للقصة القصيرة جدا في محافظات سورية وتأمل في تنظيم ملتقًا عربيا يجمع كتاب وعشاق القصّة القصيرة جدّا في الوطن العربي...وقد توّجت هذا العام بالمركز الأوّل عن نصّي "أسطورة "...في المسابقة الدورية رقم 13.

الأمة العربية /ما الهدف من وراء هذا العمل؟

مريم : الهدف من هذا العمل هو هدف الأدب ككل وهو التعبير عن مجموعة من العواطف والانفعالات والخواطر والهواجس التّي تؤرقنا وتؤرّق الانسانية جمعاء وما نعيشه اليوم من حروب ودمار ... بأرقى الأساليب الكتابية وهو أسلوب كتابة القصّة القصيرة جدّا الذي يتميّز بالتكثيف والإيجاز والأسطرة والادهاش وتشغيل المعارف السّابقة لفتح باب التّأويل وتعدد القراءات لدى القارئ العادي والناقد ...
والتّعريف بهذا الجنس الأدبي والتّأكيد على أنّه شكل من أشكال الأدب وتجلياته وله شروطه وقواعده التي تجعله مستقلا عن باقي الأجناس الأدبيّة الأخرى، وأنّه مستقبل السردية العربية بلا منازع لأنّه يواكب متطلبات العصر.

الأمة العربية / هل لك وضع القارئ في مضمون مجموعتك القصصية؟

مريم : عندما نكتب فنحن نرضي هذه الذات ثمّ نلقي بما كتبناه لقارئ ما، أنا أوافق الرأي الذي يقول أنّ الكاتب يكتب لقارئ ما يوجد في وجدانه وخياله، وقد يكتب عن أفراحه وأتراحه وأحلامه وأوجاعه وآماله، لا نتخيّل الكتابة الأدبية دون متلقّ ... خاصة القصّة القصيرة جدا التي تتميّز بالحذف والاضمار والإيجاز والتكثيف والرمز والتناص ....إلخ، تحتاج لقارئ ناقد يستطيع فكّ طلاسمها والتّعمّق فيها وكشف إيحاءاتها.
صعلوك حداثيّ هي مجموعة قصصية قصيرة جدّا، هي ثاني مجموعة ورقية لي بعد المجموعة القصصية القصيرة جدّا "كهنة "، صعلوك حداثي" هو العنوان الصادم كما قال الدكتور يوسف وغليسي في مقدمة هذه المجموعة، وقد عممته على نصوص المجموعة ككل بعدما كان مجرد عنوان جزئي لإحدى القصص، وقد قصدت من الصعلوك ذلك الحداثي الذي أبدع في كتابة نمط جديد للقص...المجموعة تحكي عن هموم الواقع، وترصد تناقضاته وأضيف كما قال الناقد المغربي "محمد يوب " و لاتكفي بعملية النقل فقط، بل تقدم الحلول الناجعة لتغيير هذا الواقع المحبط، مع تجاوزه في الحاضر والمستقبل، وذلك باستعمال التخييل واللغة الإبداعية".

الأمة العربية /إلى أي حد جسدت مجموعتك القصصية الحس الوطني؟

مريم : أظنّ أنّ الكاتب لديه حسّ وطني كبير وهو يترجم هذا الاحساس والانتماء في كتاباته، ولكن إلى أيّ مدى يمكن له أن ينجح في ذلك....خاصّة عندما يعيش المهانة والذل والحقرة بين أهله وعلى تراب وطنه...إنّ الوطن والمجتمع كفيل بمدّه لدروس الوطنية ولا أظنّ أنّ الكاتب مهما اشتدت معاناته في الوطن أن يفارقه هذا الإحساس، ولابدّ لإبداعه أن يكون انعكاس الولاء إلى الوطن الذي يعتبر الحاضنة الحقيقية له ولعائلته الكبيرة والصغيرة ....ويمكن له ذلك أيضا بالمشاركة في إيجاد الحلول لمشاكل هذا الوطن والبحث عن سبل تطويره...من خلال الكتابة عنها واقتراح حلول مناسبة بطريقة فنية راقية...وهكذا مجموعتي القصصية القصيرة جدّا "صعلوك حداثي " جاءت لتكشف نفاق المجتمع وتعرّي الخونة ولكن ليس لزجرهم أو التّشهير بهم...وإنّما من أجل البحث عن حياة أفضل.

الأمة العربية /هل أبطال قصصك هي نماذج بجزائريتها في الكلمة و المثل و التاريخ و الوضع السياسي.

مريم : القصة القصيرة جدا تتميّز ببناء هيكلي متفرّد فهي على كثافتها وإيجازها تنتمي لغرائبية موغلة بالذاتية، بالإضافة إلى عنصر المفاجأة الذي يحدث دهشة لدى القارئ ...هي تعتمد على لغة متشظية والبطل فيها يتّخذ دورا مهمّا لأنّ ظهوره في القصّة يكون ومضي يمكن للقارئ أن يصل إليه من خلال الجمل الفعلية والصور الجمالية ...وقد يكون هذا البطل محاذيا ومجاورًا للنّص تفرضه علينا ذاكرة الكاتب...يمكن له أن يشكّله من الواقع والخيال لذلك فالبطل في القصّة القصيرة جدّا ليس له انتماء حقيقي فلا يهم أن يكون جزائريا أو سوريا أو تونسيّا...إلخ ،المهم أن يكون حاملا لوظيفة فعلية تنبني عليها الحكاية، وأن يلتقط القارئ من خلال ظهوره البرقي الخاطف ملامح تأزّمه بحيث يترك له الكاتب مهمة تخيّل الاستقرار القبلي...وأن يفتح له باب التّأويل أيضا.

الأمة العربية / ما هو برأيك الأدب الممتع ..هل ذاك الذي ينطلق من المحلي الى الكوني، و يمتاز بالوصف و التصوير و لا يكون التصوير مقصودا لذاته؟

مريم : في الأول يجب أن نعرف الأدب حتّى ندرك حدود المتعة فيه، فالأدب كما قال "هوراس " هو الذي تشترك في تكوينه أربعة عوامل أساسية وهي :العنصر العقلي ،والعنصر العاطفي، وعنصر الخيال، والعنصر الفنيّ...إذا توافرت جميعها حينذاك عندما نقرأه نحسّ بالمتعة والفائدة من كلماته الرّنانة وبلاغته المدهشة وعاطفته الصّادقة التّي تؤثّر حتما في نفوسنا، أو كما قال عنه بلزاك "كلّ شيء ما يراوغ مدركات روحنا المحدودة وعندما تضعه أمام عيني قارئ فإنه ينقذف في فضاء تخييلي "...ومنه لا يهم أن ينطلق من المحلي إلى الكوني أو العكس أو يعتمد على الوصف والتصوير ، وأن يكون مقصودا لذاته أو لا ...المهمّ أن يحدث في القارئ أيّ قارئ الإثارة والمتعة والإستفادة.

الأمة العربية / ما حدود الأجواء التخيييلية في قصصك و التقاطع مع الواقعي؟.

مريم : التخييل في الإبداع ليس مجرد استرجاع لصور الأشياء بعد غيابها عن الحس، بل بتجاوز الواقع وإنتاج صور جديدة، لذلك فقصصي تحاول في كلّ مرّة أن تتجاوز الواقع ولكن في الوقت ذاته تتحدث أو تنتقد بطريقة مراوغة هذا الواقع .
فوظيفة الخيال الأساسية عند الفلاسفة الأوائل مثلا تكمن في تجاوز الصور الواقعية إلى صور لا واقعية، وهو ما يجعل منه قدرة إبداعية تؤدي إلى ابتكار صور جديدة...لكنّني _حتما _أنطلق من صور واقعية...فقصصي تنطلق من الواقع لكن لا تعود إليه بل تتجاوزه كليا عن طريق حرية الذات في تركيب الصور وتحليلها.
قصصي القصيرة جدّا تتحدّث فيها الرّؤوس المقطوعة وتصبح عشتار نجمة..ويراقص الأرنب الجزرة الحمقاء...إلخ، وهذا ما يتلاءم مع الحرية اللامتناهية في التخييل في القصّة القصيرة جدًّا.

الأمة العربية /هل الجرأة دأبك في تعرية بعض الظواهر، أم أن الرقيب الذاتي هو حارسك ؟ّ

مريم :الكاتب يجب أن يكون جريئا في نقد المجتمع ، والتعبير عن المواقف والمشاعر والانفعالات، والجرأة لا تتوقّف في الكتابة عن الثالوث المحرّم "الجنس والدين والسياسية " بل هي التعبير الجريء عن الكثير من دواخل المجتمع الخفيّة وكشفه وتعريته، فلا يمكن أن نتجاوز الواقع الذي يأسره الفساد المؤسساتي والآفات الاجتماعية، والركود الاقتصادي والثقافي وفساد أنظمة الحكم والحروب التي نعيش فيها ونتحدّث عن الأحلام و الحب، فلابدّ للكاتب الجريء أن يكون صاحب مبدأ، ويحمّل كتاباته أهدافًا سامية تمتع القارئ وتدفعه للتأمّل والعمل...
ويبدو أنّ الأحداث "الحروب " الأخيرة التّي نشاهدها يوميّا قد ساهمت في اتّساع فضاء حرية الكتابة لدينا، ولكن لا يجب علينا قتل الرّقيب الذاتي في الكتابة ، شرط أن لا يكون هذا الرقيب المتشكّل من جملة العناصر القمعية على مدار التاريخ العربي، الذي شهد الكثير من مظاهر قمع الحريات ومنها حريّة التّعبير والإبداع ولكن يجب أن يكون رقيبا إيجابيا جاء نتيجة طبيعية لبيئة طبيعية أسست على عناصر حرية حقيقية...

الأمة العربية / من هو الأديب الذين ترين أن أسلوبك يقترب منه؟

مريم : هناك مقولة دائما أتذكّرها كلّما كتبت نصًّا قصيرًا أو قصيرًا جدّا وهي أنّ الكاتب الجيّد هو القارئ الجيّد..لن تكون كاتبًا ما لم تقرأ، لذلك فقد تعوّدت على المطالعة منذ الصّغر...قرأت لكتاب عالميين أمثال "خورخي لويس بورخيس، همنغواي، شكسبير، فيكتور هوجو....والعرب أمثال المنفلوطي، الرافعي، طه حسين ، نجيب محفوظ، حنا منية..والمغاربة أمثال محمد زفزاف...والجزائريين أمثال زهور ونيسي، الطاهر وطار، واسيني لعرج ،أحلام مستغانمي...إلخ، ولكن من أثّر فيّ كثيرا وكنت أعيد قراءة كتبه هو الأديب جبران خليل جبران، فقد تأثّرت به كثيرا وكانت قصصي القصيرة التّي نشرتها في بداياتي في جرائد جزائرية تشبه إلى حدّ كبير كتاباته...أمّا في القصّة القصيرة جدّا فأقرأ كثيرا للقاص السوري الطبيب "سعيد أحمد " فقصصه تحمل الهمّ الإجتماعي وتتميّز بالباروديا ومنفتحة على التّأويل الذي لا يدع لك مجالا للإبتعاد عنها...ولكنّني مع الوقت استطعت أن أشكّل أسلوبا خاصّا بي .

الأمة العربية / ما الذي أردت إيقاظه في القارئ؟

مريم : الكاتب في الأساس يكتب لنفسه وقد يكتب لقارئ ما لا يعرفه، وأعرف أنّ القارئ العربي مشغول بأنظمته الحاكمة الفاسدة والحروب والدمار ولقمة العيش، ولكن الجميل في الأمر أن القصة القصيرة جدّا تساير كلّ ذلك بالإضافة إلى أنّها تواكب متطلبات العصر وتنشر على صفحات التواصل الإجتماعي لذلك فرسالتها تصل بسرعة، وتتداول بين الأصدقاء...
أحاول أن أقدّم للقارئ العربي عموما والقارئ الجزائري خصوصا إبداع حقيقي ونموذجًا جيّدا في كتابة القصة القصيرة جدّا، وصورة حقيقية بتقنيات جميلة وممتعة عن العالم والواقع، أريده أن ينكر كلّ ما هو مزيّف وباهت وممسوخ وكريه...وأن يرى الحقائق كما هي نابضة في وجداني...

الأمة العربية / الى ما تطمحين خلال لقائك بالقراء في الصالون الدولي للكتاب قريبا ان شاء الله؟

مريم : أطمح أن أجد هذا القارئ الذي لا أعرفه لكنّني أومن بوجوده ...وأن نتعامل باحترام ومحبّة لأجل تقديم مادتي الإبداعية، والتعريف بفنّ القصّة القصيرة جدّا في الجزائر من خلال مجموعتي القصصية الثانية "صعلوك حداثي " ..والاهتمام بهذا الجنس الأدبيّ الحداثيّ وتحفيزه للإقتراب منه أكثر وأكثر.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...