إلى جارتي الأرملة الصّهباء
هِيَ جارتي الصهْباءُ تغْزلُ عُمْرها
كالعنْكبوْتِ على بوادي زهْدها
لاشيءَ تخْشى غيرَ تذْكارٍ سقى
يوْماً كساقيةٍ خمائـلَ نـهْدها
مـا بَيْنَ ماضٍ يسْتبدُّ إذا دنـا
أو حاضرٌ يغْـزو مرابعَ سهْدها
فالشّيْبُ كالمطرِ الخفيْفِ رمى لها
خيطَ العجائـز في ضفائر جِيْدها
موْجُ التجاعيْدِ الّذي لمْ يختصـرْ
درْبـاً وأخْيلـةً بمهْبطِ خـدّها
صهباءُ في لغـةِ المفاتـنِ تجْتبي
عَبَثاً جمـالاً في حديْقـةِ سعْدها
قالتْ:( بنفْسي كالبنفْسجِ حزْنهُ
تشْدو بهِ الأوْقاتُ فتْنةَ كـدّها
عبثـاً تُراودني كأغْنيـةٍ الصّبا
كلُّ الأماسي كي تزيّـنَ عيْدها
ويـدُ الإثارةِ تسْتوي كلماتهـا
ما بيْنَ غاباتٍ ومرْتـعُ غمْدها
وحْـدي أنـادمُ شهوةً لا تنتهي
وعرائسُ الوجْدانِ تَحْسمُ رَصْدها
جسْمي قرنْفلةُ السّريرِ إذا رمتْ
بالكأسِ آخـرَ قطْـرةٍ منْ مدّها
بعْلي على متـنِ المنايـا سيّدٌ
يُرْخي بمقْبـرةٍ مناقبَ مجْدهـا
وهْجُ الأرائكِ يكْتسي من لمْستي
خيْلاً تسابقُ بالمعــاني شهْدها
ووسادتي الحمْقاء ُهـزّتْ عطْرهُ
قُـرْبي..فهلْ أبْقى أسيْرةُ زنْدها؟
حتّى ردائي القرْمزيُّ طوى بـهِ
ذكْرى ليالٍ كانَ جسمي رعْدها
حمّالةُ النّهْديـْن في أدْهى الرّؤى
تبْغي أيـادي كي توشّي صيْدها
حَجَلَان ينْتحبان أيْـدي لمْ تعدْ
بالمسْكِ تمْسحُ حلْمـةً في غِيْدها
نَغَمُ السّريْر بمسْمعي مسْتوْطـنٌ
كالقرْدِ يُشْعلُ بالغرائـز عبْدها
وأنـاملُ الرّغباتِ تلْعقُ حَلْمـةً
عنْقوْدهـا الزّاهي يراكمُ كَيْدها
لي بينَ أفْخاذي صهيْلٌ لمْ يـزلْ
يسْعى كـأفْعى في مغارةِ نجْدها
ثُلْـمٌ كـوادٍ يسْتفزُّ فحوْلـةً ..
يُرْغي ويزْبـدُ في حبائلِ شادها)
* * *
يا ذاتَ دمْعٍ سالَ في وجناتهـا
حَبْراً تـلأْلأَ من غياهبِ عهْدها
يكْفي سواداً أوْ نحيْباً بالدّجى
فالْقلْـبُ بسْتانٌ بمنْبعِ وجْدهـا
طيـْرُ الكآبةِ كيف يبني عشّهُ؟
والعشْقُ يبْسطُ كالمغـرّدِ ودّهـا
مازالَ سنْدسُ حلْمها كالمنْتشي
بينَ العيونِ إذا تـلاشى رُشْدها
هِيَ كلّما سنواتها مدْتْ بهـا
قلقـاً تجـلّى في ملامحِ صدّها
تشدو بمرْآةِ الحنيـْنِ كأنّهـا
شبْحٌ تلـوّى منْ مغاربِ وعْدها
تتلمّسُ الأرْدافَ في شغفٍ بدا
كالنّـار يحْـرقُ في مغانمِ جِلْدها
قالتْ لهمْ:جسدي ثمارُ المشْتهى
وكروْمُ رمّـاني جنـانٌ وحْدها
شفتي بلا قُبَـلٍ تجفُّ عروقها
تْمسي كجرْداء الغصونِ قدوْدها
وفمي المورّدُ منْ رضابِ مواسمٍ
مرّتْ كما ذكْرى تسامرُ كيْدها
عيْني بـأبْخرةِ المتاهـةِ تخْتفي
كـالأرْضِ بالْكثْبانِ يصبحُ وأْدها
عيْني صحائفُ للْغوى ومفاتنٌ
ترْسو و تعْلو في غـرائبِ جنْدها
أغـداً بمرْكبة الملامةِ أصْطلي
كالرّاهباتِ أمامَ هامـةِ ورْدها
أمْلَيْتُ سنْبلةَ الكلامِ كمنْ سقى
صبْحاً و ليْلاً بالمشاعـرِ مهدهـا
أرْضُ الجفافِ إذا تسمّرَ حالها
أمْستْ يباباً كالصّحارى خُلْدها
زنـْدي لأرْملـةٍ تلاطمُ حظّها
عنْدَ المساءِ .. فهلْ تُراجعُ ردّها ؟
*الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
هِيَ جارتي الصهْباءُ تغْزلُ عُمْرها
كالعنْكبوْتِ على بوادي زهْدها
لاشيءَ تخْشى غيرَ تذْكارٍ سقى
يوْماً كساقيةٍ خمائـلَ نـهْدها
مـا بَيْنَ ماضٍ يسْتبدُّ إذا دنـا
أو حاضرٌ يغْـزو مرابعَ سهْدها
فالشّيْبُ كالمطرِ الخفيْفِ رمى لها
خيطَ العجائـز في ضفائر جِيْدها
موْجُ التجاعيْدِ الّذي لمْ يختصـرْ
درْبـاً وأخْيلـةً بمهْبطِ خـدّها
صهباءُ في لغـةِ المفاتـنِ تجْتبي
عَبَثاً جمـالاً في حديْقـةِ سعْدها
قالتْ:( بنفْسي كالبنفْسجِ حزْنهُ
تشْدو بهِ الأوْقاتُ فتْنةَ كـدّها
عبثـاً تُراودني كأغْنيـةٍ الصّبا
كلُّ الأماسي كي تزيّـنَ عيْدها
ويـدُ الإثارةِ تسْتوي كلماتهـا
ما بيْنَ غاباتٍ ومرْتـعُ غمْدها
وحْـدي أنـادمُ شهوةً لا تنتهي
وعرائسُ الوجْدانِ تَحْسمُ رَصْدها
جسْمي قرنْفلةُ السّريرِ إذا رمتْ
بالكأسِ آخـرَ قطْـرةٍ منْ مدّها
بعْلي على متـنِ المنايـا سيّدٌ
يُرْخي بمقْبـرةٍ مناقبَ مجْدهـا
وهْجُ الأرائكِ يكْتسي من لمْستي
خيْلاً تسابقُ بالمعــاني شهْدها
ووسادتي الحمْقاء ُهـزّتْ عطْرهُ
قُـرْبي..فهلْ أبْقى أسيْرةُ زنْدها؟
حتّى ردائي القرْمزيُّ طوى بـهِ
ذكْرى ليالٍ كانَ جسمي رعْدها
حمّالةُ النّهْديـْن في أدْهى الرّؤى
تبْغي أيـادي كي توشّي صيْدها
حَجَلَان ينْتحبان أيْـدي لمْ تعدْ
بالمسْكِ تمْسحُ حلْمـةً في غِيْدها
نَغَمُ السّريْر بمسْمعي مسْتوْطـنٌ
كالقرْدِ يُشْعلُ بالغرائـز عبْدها
وأنـاملُ الرّغباتِ تلْعقُ حَلْمـةً
عنْقوْدهـا الزّاهي يراكمُ كَيْدها
لي بينَ أفْخاذي صهيْلٌ لمْ يـزلْ
يسْعى كـأفْعى في مغارةِ نجْدها
ثُلْـمٌ كـوادٍ يسْتفزُّ فحوْلـةً ..
يُرْغي ويزْبـدُ في حبائلِ شادها)
* * *
يا ذاتَ دمْعٍ سالَ في وجناتهـا
حَبْراً تـلأْلأَ من غياهبِ عهْدها
يكْفي سواداً أوْ نحيْباً بالدّجى
فالْقلْـبُ بسْتانٌ بمنْبعِ وجْدهـا
طيـْرُ الكآبةِ كيف يبني عشّهُ؟
والعشْقُ يبْسطُ كالمغـرّدِ ودّهـا
مازالَ سنْدسُ حلْمها كالمنْتشي
بينَ العيونِ إذا تـلاشى رُشْدها
هِيَ كلّما سنواتها مدْتْ بهـا
قلقـاً تجـلّى في ملامحِ صدّها
تشدو بمرْآةِ الحنيـْنِ كأنّهـا
شبْحٌ تلـوّى منْ مغاربِ وعْدها
تتلمّسُ الأرْدافَ في شغفٍ بدا
كالنّـار يحْـرقُ في مغانمِ جِلْدها
قالتْ لهمْ:جسدي ثمارُ المشْتهى
وكروْمُ رمّـاني جنـانٌ وحْدها
شفتي بلا قُبَـلٍ تجفُّ عروقها
تْمسي كجرْداء الغصونِ قدوْدها
وفمي المورّدُ منْ رضابِ مواسمٍ
مرّتْ كما ذكْرى تسامرُ كيْدها
عيْني بـأبْخرةِ المتاهـةِ تخْتفي
كـالأرْضِ بالْكثْبانِ يصبحُ وأْدها
عيْني صحائفُ للْغوى ومفاتنٌ
ترْسو و تعْلو في غـرائبِ جنْدها
أغـداً بمرْكبة الملامةِ أصْطلي
كالرّاهباتِ أمامَ هامـةِ ورْدها
أمْلَيْتُ سنْبلةَ الكلامِ كمنْ سقى
صبْحاً و ليْلاً بالمشاعـرِ مهدهـا
أرْضُ الجفافِ إذا تسمّرَ حالها
أمْستْ يباباً كالصّحارى خُلْدها
زنـْدي لأرْملـةٍ تلاطمُ حظّها
عنْدَ المساءِ .. فهلْ تُراجعُ ردّها ؟
*الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق