اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

لقاء بنكهة الهيل...الحصاد المر ...*فايز حميدي

كتب الأستاذ فايز حميدي :
سرديات واقعية ..
ذات أصيل مشبع بالقلق ،وصلت إلى ذلك المطار البعيد جدا عن بلاد الشمس المشرقة ،عاصمة الأمويين ...
الموظفة المسؤولة ،المترعة بالجمال والصبا ،ذات جمال ساحر وانوثة طاغية ....أعادت إلي جواز السفر قائلة :
مرحبا بك في بلادك ....تفضل
هناك كان اللقاء حارا وحميميا ، بعد فراق دام خمس سنوات وبضعة أيام بالتمام والكمال ....كان لقاء بنكهة الهيل ..
يخطو أولى خطواته خارج المطار ،وسط احتضان أسرته ، يلفحه صقيع المحيط المتجمد الشمالي ببرده القارس ، ينخر عظامه ، ويسري مسيطرا على كل مسامات جسده .... بينما كانت تقرع ذاكرته كلمات رجل الأمن اللبناني ،ذو البدلة المرقطة ، والعينين الذئبيتين ، وهو يتفرس بعينيه مستفزا ومتحديا :
(معك فقط أربع وعشرون ساعة لمغادرة البلاد ...)
تسير المركبة الهوينى -ملتزمة بشدة بقانون السير - في بلاد كل ما فيها يضج بالحياة والجمال :
الغابات ، وندى الصباح ، وسقسقة الجداول ، ورعشة الأشجار ، والارض النضرة ، والأهم الفرح في عيون الناس ، حتى كلمة مرحبا تلفظ لفظا موسيقيا (هي ، هي )...
ما هذا الجمال الأخاذ ....
استدرك ...ولكن من طبيعة الأشياء والأمكنة ، ان كل جديد وله حلاوته ، حتى يصبح واقعا روتينيا ، ثم يضغطنا ، ولا نملك من أمره شيئا ...
ولأنه حفيد الحزن المعتق في جرار موشاة بما تبقى من الأمل الشحيح ...
عاد بذاكرته إلى بلاد حتى الأرحام فيها مستباحة في ظل العسف والقمع السلطوي ، في واقع انعدمت فيه قيم الحق والمنطق والعدالة ...
في بلاد نسي الانسان اسمه ، ونفسه ، وزوجه، والحليب الذي رضعه من ثدي أمه ...
هذا القهر ، الاحتقار ، لكل ما في الانسان ولما هو إنساني ..في ظل سيطرة الفكر الأحادي :
من ليس معي فهو ضدي ....
في ذلك المساء الخريفي الحزين ، غامت عيناه برؤى مجتمع القهر والقمع والفساد ، حيث تنمو ظلال الموت في أرض الشوارع ، وتهز الدور أصوات القنابل وتتهاوى البيوت ... وتقعي النساء والأطفال والشيوخ في أوطان مستباحة من الجميع وضد الجميع ....
بينما كان أهل مخيم ،الموت والجوع ....ينظرون الى المدى البعيد وينتظرون العودة ....
كانوا وقود نيران المعارك ...بينما غابت جلال فكرة الفلسطيني المكافح من أجل وطن ، عمده بمئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والجرحى ...
ما عجزت عنه السياسات الدولية ،أكملته الأنظمة العربية الرسمية ...
ألم تعي هذه الأخيرة ،أن احترام الكائن الإنساني بات مقياسا للسيادة والكرامة الوطنية ...
وأن احتقارها لشعوبها ومواطنيها ، والشعور بعدم الاستحقاق لن يخلف إلا شعوب مريضة ...
وأن الوطن أكبر من الحكام وأبقى ، وأن الطغاة وسماسرة الأوطان ، وأصحاب الفكر الظلامي ف النهاية زائلون....
ويبقى الإنسان يبحث عن مصير أكثر جمالا وحرية وكرامة ....
يستيقظ ...يتناول قهوته ،بينما شمس أيلول الصباحية خجلى تسبقه ...
الندى يجف ، والضباب يتبدد ، اختفت زقزقة العصافير على أغصان شجرة (ايك اولون تراو ) الضخمة ، وهديل الحمامات غاب ...
هدوء غريب يتلبسه ، وهن يعتري جسده ، خيول جامحة تصهل في عروقه ، حوافرها تدق قلبه ....
طاب له الجلوس وراء الطاولة ، وتكامل بياض الورقة بالقلم البارد باشتهاء شديد لتبدأ الكتابة ...
لم يدر كيف انهالت الكلمات من ردهات أعماقه ، كيف تناسلت ، وولدت ، لاحقها بانفاسه ....أحس بفجيعة ذات طعم خاص ، ما الذي حدث ؟
إنها الواقعية (المقيتة ) بلا ضفاف ...
من شعار فلسطين التاريخية ، الى شعار الدولة المستقلة (في الضفة الغربية وغزة ) مرورا باتفاق اوسلو ، الى تهويد القدس ، والغاء حق العودة ، وأكملت الأنظمة العربية تشريد الفلسطيني الى المنافي البعيدة مرورا بصفقة العصر التصفوية ....
ناضلنا من أجل وطن محرر ومعافى ، يعلى به شأن الانسان ، وتحفظ كرامته ....
وفجأة .. تصبح بلاد الشمال البعيدة الخيار القسري ...
يا للهزيمة النكراء ...
طوال حياته والكلاب تلاحقه ، فلم هذه القسمة الظالمة ؟
ولماذا عليه أن يظل هاربا طوال حياته ؟
أليس أمرا مضحكا إلى حافة الجنون ، مؤلما حتى البكاء ؟
يترك الإجابة فاغرة جراحها .... يشعر بالغضب ، بالخذلان ، يحس أنه أصبح خارج الحياة ، وحيد وسط غابة تعصف رياحها به ...
حاضر مهزوم ...تعددت فيه النكبات ، بينما تلوح في الأفق رائحة الغربة ، الذاتية ، والإجتماعية ، والوطنية ، والسياسية ...فتبدو سيفا مسلطا على ضميره وعنقه ...
كان الجو باردا ...ولون السماء باهتا ، عند حدود الفجر ، وقبل أن ينفلق الصبح ...حدث نفسه :
لتصبح الحياة أقل موتا ، علي بالتفاؤل ، التفاؤل هو الإرادة ، وبالإرادة القوية تصبح الحياة كالبساط الممهد ....
صمت ...تكور على ذاته كطفل في بطن أمه ....
كل ما أعرفه أني :
أحتاج نهر ضياء يغسل روحي ، ينقيها ،مما علق بها من أدران السنوات السبع العجاف ...
أغمض عينيه ....ثمة فراشة ترفرف بجناحيها المزركشتين من خلف الزجاج ......ابتسم ، بينما كانت روحه تصرخ :
كيف يستطيع المرء ،أن يعيش بعيدا عن دمشق ؟
بينما استوطن وعيه المباشر ، ما قاله الشاعر محمود درويش :
أنا لم أسألك عبئا هينا يا إلهي
أعطني ظهرا قويا
محبتي
(القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية )

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...