أفكار كثيرة تحومُ في مساحات رأسي تُطالبني
بصنع هيكل مُناسب لها كي تستطيع الحراك ..
وأشغلُ بالي بأشياء ثانويّة هاربة مِن توريطي
في اقتراف مَقاس قد لا يُناسب أطرافها المُتطاولة ..
كثيراً مَا تحظى بعض قصص بقالب لا يستوعب
تفاصيلها المُتشعبة
وقصّة اليوم تسكنني منذ فترة
والآن تحملني عنوة لتحصرني في خانة مُجبرة ..
أبحث عن قلم كالعادة يختفي
مِن سطح طاولة مُتخمة بثرثرة هموم ..
كأنّ الأقلام صارت تخشى قبضة يميني القاسية ..
كالعادة أيضاً ألجأ إلى محفظة ابني كي أستعير
أو أسرق قلمه لا أدري بالضبط ..
في المقلمة ثمّة حبر يتناثر
ربّما قلم طفح الكيل معه فرّ هارباً مُتمرداً
أو مُنتحراً
لا أدري كنه مراده هو الآخر ..
يتبعثر رضاب البنفسج لزجاً على أطراف أصابعي،
صارخة أنادي: ما هذا؟
يردّ ابني هادي - حبر عادي ماما هذا ما تحبين.
ضاحكاً يردف: لماذا الاعتراض اليوم؟
أضحكُ قهراً فيبتسمُ ابتسامته المُشاكسة الشقيّة ..
بعد مسح الأقلام وغسيل يديّ أراني نسيت المُقدمة
التي كانت تلحّ طوال الليل فوق رأسي
مُستفزّة مجمع الأعصاب ..
ورقة منتظرة ينكسر خاطرها، ترمقني
كأنها تودّ صفع وجهي الشارد الملامح
وطرقات سريعة على الباب الخارجي ..
الطارق غريب كمَا يبدو، أهرع كي أفتح الباب
وأغلقُ دارة ذهن مضغوطة،
أرغبُ أنْ تنساني الأفكار المُتلاطمة
وتذهب حيث يشاء لها قدر ..
وإذ ..
طلاّبة مسكينة
سمراء الوجه، تلبسُ ملابسَ مُزركشة،
متسخة بعض شيء وغير متناسقة الألوان
لكن يبدو على وجهها المستدير الناعم طيبة وتعب وذل السؤال ..
تقول: " الله يخليلك هالوش، سبحان الخلقك
علواه لو شي صباط عتيق أو كنزة صوف،
نحنا نازحين مِن قريتنا وقاعدين في الحديقة يمكم،
أيّ شي لوجه الله، الله يوفقك"
- الله يرزقك. أرد وأحاول التملص
فتدفع الباب بإصرار وأنا أحاول ردّه بقوّة ..
تدعُ لي بحرارة بصوت مُرتجف يداخله استعطاف
يقضي على بقايا بعضي الباقية
فأطلبُ مِنها الانتظار لحظة وحيرة تأكل فتات الروح،
ماذا أعطيها؟
أجمع بعض أشياء، ملابس نصف عمرها انقضى
وبقي فيها بعض رمق معقول نوعاً ما.
أناولها كيس نايلون أسود بخجل وأدخل قبل أنْ يلفحني عطف أكبر..
ألتفّ بصوفيّة سميكة وأجلسُ أرقب ساعة الحائط،
بقي ساعة لعودة الكهرباء كي أشغل المدفأة ..
دخل الشتاء حاملاً الكثير مِن القسوة، يا إلهي كيف يعيش هؤلاء الناس تحت السماء؟
يا رب تفرجها على كلّ أهالي البلد ..
إلى هُنا فقط يا الله يكفي الناس عذابات وأوجاع ..
ويرجع إلى قاع البال الموال ذاته وقصّة الوجع نفسها،
البلد الموجوع، الحاجة، العري، الجوع
واليد القصيرة والأقلام الهاربة
*هُدى محمد وجيه الجلاّب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على فكرة هذه القصة كتبتها أول الأزمة التي تحولت إلى حرب مجنونة ..
بصنع هيكل مُناسب لها كي تستطيع الحراك ..
وأشغلُ بالي بأشياء ثانويّة هاربة مِن توريطي
في اقتراف مَقاس قد لا يُناسب أطرافها المُتطاولة ..
كثيراً مَا تحظى بعض قصص بقالب لا يستوعب
تفاصيلها المُتشعبة
وقصّة اليوم تسكنني منذ فترة
والآن تحملني عنوة لتحصرني في خانة مُجبرة ..
أبحث عن قلم كالعادة يختفي
مِن سطح طاولة مُتخمة بثرثرة هموم ..
كأنّ الأقلام صارت تخشى قبضة يميني القاسية ..
كالعادة أيضاً ألجأ إلى محفظة ابني كي أستعير
أو أسرق قلمه لا أدري بالضبط ..
في المقلمة ثمّة حبر يتناثر
ربّما قلم طفح الكيل معه فرّ هارباً مُتمرداً
أو مُنتحراً
لا أدري كنه مراده هو الآخر ..
يتبعثر رضاب البنفسج لزجاً على أطراف أصابعي،
صارخة أنادي: ما هذا؟
يردّ ابني هادي - حبر عادي ماما هذا ما تحبين.
ضاحكاً يردف: لماذا الاعتراض اليوم؟
أضحكُ قهراً فيبتسمُ ابتسامته المُشاكسة الشقيّة ..
بعد مسح الأقلام وغسيل يديّ أراني نسيت المُقدمة
التي كانت تلحّ طوال الليل فوق رأسي
مُستفزّة مجمع الأعصاب ..
ورقة منتظرة ينكسر خاطرها، ترمقني
كأنها تودّ صفع وجهي الشارد الملامح
وطرقات سريعة على الباب الخارجي ..
الطارق غريب كمَا يبدو، أهرع كي أفتح الباب
وأغلقُ دارة ذهن مضغوطة،
أرغبُ أنْ تنساني الأفكار المُتلاطمة
وتذهب حيث يشاء لها قدر ..
وإذ ..
طلاّبة مسكينة
سمراء الوجه، تلبسُ ملابسَ مُزركشة،
متسخة بعض شيء وغير متناسقة الألوان
لكن يبدو على وجهها المستدير الناعم طيبة وتعب وذل السؤال ..
تقول: " الله يخليلك هالوش، سبحان الخلقك
علواه لو شي صباط عتيق أو كنزة صوف،
نحنا نازحين مِن قريتنا وقاعدين في الحديقة يمكم،
أيّ شي لوجه الله، الله يوفقك"
- الله يرزقك. أرد وأحاول التملص
فتدفع الباب بإصرار وأنا أحاول ردّه بقوّة ..
تدعُ لي بحرارة بصوت مُرتجف يداخله استعطاف
يقضي على بقايا بعضي الباقية
فأطلبُ مِنها الانتظار لحظة وحيرة تأكل فتات الروح،
ماذا أعطيها؟
أجمع بعض أشياء، ملابس نصف عمرها انقضى
وبقي فيها بعض رمق معقول نوعاً ما.
أناولها كيس نايلون أسود بخجل وأدخل قبل أنْ يلفحني عطف أكبر..
ألتفّ بصوفيّة سميكة وأجلسُ أرقب ساعة الحائط،
بقي ساعة لعودة الكهرباء كي أشغل المدفأة ..
دخل الشتاء حاملاً الكثير مِن القسوة، يا إلهي كيف يعيش هؤلاء الناس تحت السماء؟
يا رب تفرجها على كلّ أهالي البلد ..
إلى هُنا فقط يا الله يكفي الناس عذابات وأوجاع ..
ويرجع إلى قاع البال الموال ذاته وقصّة الوجع نفسها،
البلد الموجوع، الحاجة، العري، الجوع
واليد القصيرة والأقلام الهاربة
*هُدى محمد وجيه الجلاّب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على فكرة هذه القصة كتبتها أول الأزمة التي تحولت إلى حرب مجنونة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق