كان لابد لها من زيارة أمها المريضة ،تلك السنديانة المسكونة بالأحزان، فالحرب الدائرة على أطراف المدينة منذ سنوات، حالت دون وصولها إليها .
في ذلك المساء، وهي تجلس خلف النافذة تراقب السماء والنسيم العليل يداعب أوراق الشجر
رن جوالها، فوصلها صوت أمها مثل زفرات مبعثرة:
_أريد أن أراك يا ابنتي قبل أن يأخذني الموت إلى مقبرة النفوس الراكضة للراحة .
ولأن الذهاب إليها مغامرة،وخوف من المجهول فقد استجمعت قواها وعدت للعشرة ،ركبت
أول سيارة تمر على الطريق ،كانت الشمس في ذلك النهار حارقة والحرارة مرتفعة، توسلت
للسائق أن يبذل قصارى جهده ويختزل المسافة ليغدو المكان أقرب إليها من ضربة حجر ،أخرجت من عبها صورة أمها، وقبلتها ثم أعادتها إلى صدرها لتهدأ ضربات قلبها ، مع صوت فيروز (وقف يا أسمر في إلي عندك كلام ) شفط السائق منتصف الطريق ،قال لها
متذمرا ونظراته لا تحيد عن وجهها في المرآة :
_هاتي هويتك وجوالك ،وكل ماتملكين من مال !.
خيل إليها وهي تراقب وجهه اللئيم وحركات يديه وهويسحب قضيبا من الحديد أسفل قدميه ،أنها تساق إلى حتفها ،أخفت مشاعرها تحت جلدها وتظاهرت بالبحث عن هويتها
التي كانت تثق تماما أنها محفورة على جبينها ،وقبل أن يأمرها بالهبوط من السيارة قالت
تتوسله : _ أرجوك أنت بمقام والدي أنا امرأة على باب الله لماذا لاتتركني وشأني؟
التفت نحو الخلف،خطف حقيبتها ،افرغ محتوياتها على الكرسي الملاصق له وبعق قائلا :
_ألا تخفين شيئا في ملابسك ؟؟.
قالت وهي تلملم جسدها المرتعش:
قلت لك لا أملك سوى جلدي وبعض الجراح المنقوعة بماء القلب!
وتتحدثين بالألغاز يا امراة! ويحك!
وقبل أن تتجرع شفاهها كأس المرار وتقذف جسدها إلى الهواء الطلق ،رن صوت جوالها في أذنه مثل أرواح لم تغتسل بماء المطر ،اضطربت مشاعره وصوت يقول لها :
_أمك ماتت البقاء لله!
خلف المقود دموعه السخية أرخصها ندما،ووجه أمه المتوفاة يتهادى أمامه جليا .
في ذلك المساء، وهي تجلس خلف النافذة تراقب السماء والنسيم العليل يداعب أوراق الشجر
رن جوالها، فوصلها صوت أمها مثل زفرات مبعثرة:
_أريد أن أراك يا ابنتي قبل أن يأخذني الموت إلى مقبرة النفوس الراكضة للراحة .
ولأن الذهاب إليها مغامرة،وخوف من المجهول فقد استجمعت قواها وعدت للعشرة ،ركبت
أول سيارة تمر على الطريق ،كانت الشمس في ذلك النهار حارقة والحرارة مرتفعة، توسلت
للسائق أن يبذل قصارى جهده ويختزل المسافة ليغدو المكان أقرب إليها من ضربة حجر ،أخرجت من عبها صورة أمها، وقبلتها ثم أعادتها إلى صدرها لتهدأ ضربات قلبها ، مع صوت فيروز (وقف يا أسمر في إلي عندك كلام ) شفط السائق منتصف الطريق ،قال لها
متذمرا ونظراته لا تحيد عن وجهها في المرآة :
_هاتي هويتك وجوالك ،وكل ماتملكين من مال !.
خيل إليها وهي تراقب وجهه اللئيم وحركات يديه وهويسحب قضيبا من الحديد أسفل قدميه ،أنها تساق إلى حتفها ،أخفت مشاعرها تحت جلدها وتظاهرت بالبحث عن هويتها
التي كانت تثق تماما أنها محفورة على جبينها ،وقبل أن يأمرها بالهبوط من السيارة قالت
تتوسله : _ أرجوك أنت بمقام والدي أنا امرأة على باب الله لماذا لاتتركني وشأني؟
التفت نحو الخلف،خطف حقيبتها ،افرغ محتوياتها على الكرسي الملاصق له وبعق قائلا :
_ألا تخفين شيئا في ملابسك ؟؟.
قالت وهي تلملم جسدها المرتعش:
قلت لك لا أملك سوى جلدي وبعض الجراح المنقوعة بماء القلب!
وتتحدثين بالألغاز يا امراة! ويحك!
وقبل أن تتجرع شفاهها كأس المرار وتقذف جسدها إلى الهواء الطلق ،رن صوت جوالها في أذنه مثل أرواح لم تغتسل بماء المطر ،اضطربت مشاعره وصوت يقول لها :
_أمك ماتت البقاء لله!
خلف المقود دموعه السخية أرخصها ندما،ووجه أمه المتوفاة يتهادى أمامه جليا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق