كــــم كنت عونا للملهوف ،، و ملاذا للهارب . و حافظا للأسرار.
كنت أول حضـــن للمشتــــاق .كنت آخــر مكفكف للدموع .
كنت ملاذي و أنا هاربا من أشقياء الحارة المجاورة . فقد كانو لا يعودون أدراجهم الاّ بعد إستنجادي بك ، وسقوطي بين أحضـــانك .
كلما أسندت رأسي إليك شعرت بأمان لا يوصف .و أنّه لا خوف عليّ من كائن من كان .ما دمت قريبــــا منـي يا بــــاب دارنـــتا .
لقد كانت والدتي لا تتكلّم معي من ورائك الاّ همســـا .كم كنت مهــابا و محترما .
لم تكن تسمح لها الاّ بإستعمـال ذاك الثقب الصغير.لتنظر من خلاله لما يدور ورائك.
و هذا أقصى ما سمحت به كبريائك ...
حكيمــة ... حكيمة بنت الجيران تذكرها . السمراء الطويلة .الرّشيقة تلك تذكرهــا .
لا تركض بإتجاه بيتنا الا اذا أخذت منك إذنا .و وجدتك فاتحا ذراعيك لها .
فتهرع بإتجاهك مسرعة . لتقف ورائك تجمع أنفاسها .هربا من عيون شباب الحارة التي تريد إلتهامها .
جــــدي .. آه جدي الوحيد الذي تربطك به علاقة خاصة . إنه الوحيد الذي لا يتعامل معك الاّ بعكازه .أراك تفقد هيبتك أمامه ، ليست لك الشجاعة للوقوف في وجهه... يعرف عنك ما لا يعرفه غيره أكيد.
لم أراك على مصرعيك . كاشفا عورتنا الاّ يوم عبرك جدي محمولا الى مثواه الأخير.
رحل من كنت تخشاه ، لم تعد تهمك العيون المتلصصة ، لم يعد يهمك من الطّارق.
لم تعد ملاذا .. لم تعد سندا ...لم تعد غوثـــا .
لم يعد بيننا من يجرؤ على معاملتك بالعصـــى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق