1
عبقُ امرأة يحرمني من النّوْم
حين أذهب إلى فراشي لكي أغطَّ في نوم بعد يومٍ عملٍ أشعر فيه بتعب، إلا أنني أراني غير قادر على إغماض عيني، لأن عبق امرأة أشمّه هناك يحرمني من النوم، مع أنني غسلتُ الفراش بمساحيق غالية الثمن، ووضعت عطورا مختلفة، لكي أهرب من عبق تلك المرأة التي زارتني ذات حُلْمٍ مجنون، لكنني لا أستطيع النوم من عبق امرأة أشمّ فيه أنوثة امرأة زارتني خمس ثوان فقط في حلمٍ أشكّ بأن يتكرر مرة أخرى، وأن أحلم بامرأة شبيهة بتلك التي أسكرتني من عبق رائحتها ذات حُلْمٍ مجنون.. فها هو عبقها يحرمني من نومي في كل ليلة وأظلّ مستيقظا...
عطا الله شاهينأراني في كل مساء أنظر إلى صورة مخبأة في خزانة ملابسي المخلّعة الأبواب، وجدتها بالصدفة، حينما كنت أبحث عن قميص اشتقتُ له.. صورة أهدتني إياها امرأة ذات زمن ولّى ونسيتُ أسمها مع الزمن لصعوبة نطقه، ونسيت تلك المرأة تماما.. وحين أنظر إليها في الصورة أتذكر مشاغاباتي المجنونة مع تلك المرأة منذ أن اصطدمتْ بها في ساحة الجامعة ذات زمن جميل ولّى.. كنتُ في بداية العشرينات من عمري، التفت لي من شدة الصدمة وقالت أين شارد بذهنك؟ تأسفت لها حينها في ذاك الصباح البارد، لكنها قالت: كان اصطداما رائعا، رغم أنني لم أشعر بأي ألم، إلا أنني شعرتُ بشيء هزّني، وصمتت، وحين علممت بأنني مغادرا للأبد تلك البلد أهدتني صورتها، وكانت الصورة بالأبيض والأسود.. احتفظتُ بالصورة في خزانتي، رغم أن الصورة بهتت مع مرور الزمن ..
وبت كلما أتذكر مشاغاباتي في الحُبّ أذهب لإلقاء نظرة على الصورة، هي صورة لامرأة نسيتها.. أحببت فيها تمردها وأنوثتها الغير عادية.. ها أنا هرمتُ والصورة بقيتْ، لكنني كلما أنظر إلى الصورة أتساءل لماذا احتفظتُ بصورتها، مع أنها تركتني ذات زمنٍ، وذات مساء قبل عقود تلقيتُ منها اتصالا وقالت: هل ما زلت تحتفظ بصورتي؟ فرددت عليها بلى، فقالت لماذا؟ فقلت لها: للذكرى، لكي أتذكر صخبكِ في الحُبِّ، فقالت: أتدري بأنني مشتاق لك، فأنتَ لم تعطني صورتكَ، لكنني أتذكّر وجهكَ وعينيكَ وشعركَ وكل شيء رائع فيك..
في غرفة مكركبة كالعادة بأوراق نصوصٍ لم أنته بعد من كتابتها، وعلى تلك الأريكة المهترئة كانت تتمدد امرأة بجسدها النحيل فحين أتت واقتحمت غرفتي، اعتقدت بأنها هي تلك المرأة التي أحببتها ذات زمن وهاجرت مع أمها إلى بلدة أخرى إنها تشبهها، فحين دخلت كانت منهكة، وارتمت بجسدها على أريكتي المهترئة.. لم اسألها عن اسمها، حينما ولجت إلى غرفتي، وقبل أن ترتمي على الأريكة طلبت مني كأسا من الماء، وفي عينيها رأيت حزنا لحظتها.. تحججتْ بحججٍ واهية لتبيتَ عندي، وقالت: سرقتْ نقودي في محطة القطارات، وفجأة غلبها النعاس وغفت هناك وحين استيقظت بعد ساعات قالت أين أنا فقلت لها أنت في بيت كاتب مغممور فقالت: أأنت ذاك الكاتب الذي تكتب عن المرأة؟ فقلت لها: بلى، فقالت: أتدري بأنني أقرأ نصوصك وأعجب بالصور التي تشير فيها إلى جسد المرأة فقلت لها المرأة رائعة في انفعالها الصامت، وأضأت لامبة الطاولة ورحتُ أكمل نصوصي وتركتها ترتاح، ولم أكترث لها. قدّها بدا رائعا بصخبه الهادئ..
كانت امرأة مغرية بجنون لكنني أدرت ظهري لها، وبعد قليل من صمت مجنون رأيتها تغط في نومها وراحت تغطّ بنوم مجنون.. وأدركتُ بأنها وثقتْ بي قبل أن تغطّ في نومها.. بقيت ساهرا حتى انتهيت من كتابة نصّ عن امرأة أتت ذات ليلة منهكة ونامت على أريكتي بكل هدوء، وفي الصّباح استيقظتْ من نوْمها وفركتْ عينيها وقالت: أرجو أن لا أكون قد أزعجتكَ بحضوري الوقح، فقلت لها: كلا، وهمّت بالرحيل، فقلت لها لماذا شعرت وثقت بي في ثقة عمياء ألم تخافي مني، فقالت: كلا فمن كتابتك علمت بأنك إنسان مؤدب، وأنك لا تحب فعل أي شيء مجنون ومتهور، وأنك ما زلت ترغب قي تلك المرأة، التي هاجرت ذات يوم مع أمها، وأنك لا تفكر في امرأة أخرى، ولهذا نمت بكل ثقة وشعرت بأمان في في غرفة كاتب مجنون يحبّ الكتابة عن نساء مفتونات بأجسادهن العادية ..
فقلت لها أنت امرأة لست شبيهة بالنساء اللواتي أكتب عنهن، لكنك لا تشبهينهن بصخبك الغير عادي، رغم تمددك على أريكتي تحت الضوء الخافت، إلا أنك كنت رائعة في هدوئك الصاخب والمجنون فأنتِ تشبهينها ورحلت ونظرت صوبها من النافذة وقلت إنها تشبهها قثقتها العمياء جعلتني أدرك بأن ليس أي جسد لامرأة يغريني..
4
حينما ظلّتْ تشعرُ بألمٍ على خيانتِها لصديقتِها
منذ طفولتهما تصادقتا وظلّتا معاً حتى تعديتا مرحلةَ المُراهقة، ولمْ تتوقّع أي منهما بأنَّ صداقتهما ستنتهي ذات يومٍ وسيسودها القطيعة، لأنَّ إحدى الصّديقتين خانتْ صديقتها ذات صباحٍ، حينما أغرتْ ذاك الجُنديّ الوسيم، الذي تعشقُه صديقتها، وخانتها بينما كانتْ تحصدُ في حقلِ قمحٍ يعود لأهلها في تلك القرية النائية، وبالصّدفة كانتْ حبيبة ذاك الجندي آتية إلى عند صديقتها، لكي تساعدها في الحصاد، وعندما دخلتْ حبيبة ذاك الجندي إلى الحقل، رأتْ هناك صديقتها في حالةِ عناقٍ مع حبيبها، فجنَّ جنونها، وبدأتْ تصرخ وذهبتْ إلى بيتها حزينة، وسادت القطيعة بينهما منذ ذلك اليوم، وانقطعتْ العلاقة بينهما نهائيا، وحينما وصلتْ الحربُ إلى قريتهما أتتْ تلك الصّديقة الخائنة إلى صديقتِها، لكيْ تطلبَ منها السّماح، فهي توقعت الموت من تلك الحربِ الدَّائرة، وحين فتحتْ تلك الصديقة الحزينة بابَ منزلها صمتتْ الخائنة ثمّ قالتْ لها: سامحيني لقدْ خُنتُ صداقتنا، أنا الصّديقة الخائنة، خُنتُ أعزّ صديقة لي، وبدأتْ تبكي، وقالتْ ما زلتُ أشعر بألمٍ على فعلتي تلك، فما كانَ من تلك الصّديقة الحزينة إلا أن سامحتها وبكتْ هي الأُخرى وتعانقتا في مشهد حزين.. فجلستا سوية في الصالون وقالتْ الصّديقة الخائنة: لمْ أتمكّن في ذلك اليوم مِنْ تمالك نفسي، حينما رأيت ذاك الجندي، لأنّه وسيمٌ جدا، وأنا كنت غيرانة منك، فكُلُّ الشّبّان الذين أتعرّفُ عليهم يهربون منّي، لأنّني ربّما بشعة قليلا، أو لأنّني كثيرة الكلام.. أما أنتِ يا صديقتي أجمل منّي، ولهذا أنا أغارُ مِنْ جمَالكِ ومِنْ صمتكِ ومن رزانتكِ، فقالتْ تلك الصّديقة الحزينة: لقدْ سامحتكِ يا صديقتي، ولكنّكِ جرحتني كثيرا، أتمنّى بأنْ لا تتكرر خيانتكِ لي مرة أخرى، فردّتْ عليها تلك الصّديقة الخائنة
أعدكِ بأنني لنْ أخونَ صداقتنا وحُبّنا لبعض.. وقالتْ ما أصعب خيانة الصّداقة، لأنها تظلُّ تؤلم ..
عبقُ امرأة يحرمني من النّوْم
حين أذهب إلى فراشي لكي أغطَّ في نوم بعد يومٍ عملٍ أشعر فيه بتعب، إلا أنني أراني غير قادر على إغماض عيني، لأن عبق امرأة أشمّه هناك يحرمني من النوم، مع أنني غسلتُ الفراش بمساحيق غالية الثمن، ووضعت عطورا مختلفة، لكي أهرب من عبق تلك المرأة التي زارتني ذات حُلْمٍ مجنون، لكنني لا أستطيع النوم من عبق امرأة أشمّ فيه أنوثة امرأة زارتني خمس ثوان فقط في حلمٍ أشكّ بأن يتكرر مرة أخرى، وأن أحلم بامرأة شبيهة بتلك التي أسكرتني من عبق رائحتها ذات حُلْمٍ مجنون.. فها هو عبقها يحرمني من نومي في كل ليلة وأظلّ مستيقظا...
2
صورة لامرأة نسيتها تماماعطا الله شاهينأراني في كل مساء أنظر إلى صورة مخبأة في خزانة ملابسي المخلّعة الأبواب، وجدتها بالصدفة، حينما كنت أبحث عن قميص اشتقتُ له.. صورة أهدتني إياها امرأة ذات زمن ولّى ونسيتُ أسمها مع الزمن لصعوبة نطقه، ونسيت تلك المرأة تماما.. وحين أنظر إليها في الصورة أتذكر مشاغاباتي المجنونة مع تلك المرأة منذ أن اصطدمتْ بها في ساحة الجامعة ذات زمن جميل ولّى.. كنتُ في بداية العشرينات من عمري، التفت لي من شدة الصدمة وقالت أين شارد بذهنك؟ تأسفت لها حينها في ذاك الصباح البارد، لكنها قالت: كان اصطداما رائعا، رغم أنني لم أشعر بأي ألم، إلا أنني شعرتُ بشيء هزّني، وصمتت، وحين علممت بأنني مغادرا للأبد تلك البلد أهدتني صورتها، وكانت الصورة بالأبيض والأسود.. احتفظتُ بالصورة في خزانتي، رغم أن الصورة بهتت مع مرور الزمن ..
وبت كلما أتذكر مشاغاباتي في الحُبّ أذهب لإلقاء نظرة على الصورة، هي صورة لامرأة نسيتها.. أحببت فيها تمردها وأنوثتها الغير عادية.. ها أنا هرمتُ والصورة بقيتْ، لكنني كلما أنظر إلى الصورة أتساءل لماذا احتفظتُ بصورتها، مع أنها تركتني ذات زمنٍ، وذات مساء قبل عقود تلقيتُ منها اتصالا وقالت: هل ما زلت تحتفظ بصورتي؟ فرددت عليها بلى، فقالت لماذا؟ فقلت لها: للذكرى، لكي أتذكر صخبكِ في الحُبِّ، فقالت: أتدري بأنني مشتاق لك، فأنتَ لم تعطني صورتكَ، لكنني أتذكّر وجهكَ وعينيكَ وشعركَ وكل شيء رائع فيك..
3
ثقة عمياء لامرأةٍ اقتحمتني فجأة في غرفة مكركبة كالعادة بأوراق نصوصٍ لم أنته بعد من كتابتها، وعلى تلك الأريكة المهترئة كانت تتمدد امرأة بجسدها النحيل فحين أتت واقتحمت غرفتي، اعتقدت بأنها هي تلك المرأة التي أحببتها ذات زمن وهاجرت مع أمها إلى بلدة أخرى إنها تشبهها، فحين دخلت كانت منهكة، وارتمت بجسدها على أريكتي المهترئة.. لم اسألها عن اسمها، حينما ولجت إلى غرفتي، وقبل أن ترتمي على الأريكة طلبت مني كأسا من الماء، وفي عينيها رأيت حزنا لحظتها.. تحججتْ بحججٍ واهية لتبيتَ عندي، وقالت: سرقتْ نقودي في محطة القطارات، وفجأة غلبها النعاس وغفت هناك وحين استيقظت بعد ساعات قالت أين أنا فقلت لها أنت في بيت كاتب مغممور فقالت: أأنت ذاك الكاتب الذي تكتب عن المرأة؟ فقلت لها: بلى، فقالت: أتدري بأنني أقرأ نصوصك وأعجب بالصور التي تشير فيها إلى جسد المرأة فقلت لها المرأة رائعة في انفعالها الصامت، وأضأت لامبة الطاولة ورحتُ أكمل نصوصي وتركتها ترتاح، ولم أكترث لها. قدّها بدا رائعا بصخبه الهادئ..
كانت امرأة مغرية بجنون لكنني أدرت ظهري لها، وبعد قليل من صمت مجنون رأيتها تغط في نومها وراحت تغطّ بنوم مجنون.. وأدركتُ بأنها وثقتْ بي قبل أن تغطّ في نومها.. بقيت ساهرا حتى انتهيت من كتابة نصّ عن امرأة أتت ذات ليلة منهكة ونامت على أريكتي بكل هدوء، وفي الصّباح استيقظتْ من نوْمها وفركتْ عينيها وقالت: أرجو أن لا أكون قد أزعجتكَ بحضوري الوقح، فقلت لها: كلا، وهمّت بالرحيل، فقلت لها لماذا شعرت وثقت بي في ثقة عمياء ألم تخافي مني، فقالت: كلا فمن كتابتك علمت بأنك إنسان مؤدب، وأنك لا تحب فعل أي شيء مجنون ومتهور، وأنك ما زلت ترغب قي تلك المرأة، التي هاجرت ذات يوم مع أمها، وأنك لا تفكر في امرأة أخرى، ولهذا نمت بكل ثقة وشعرت بأمان في في غرفة كاتب مجنون يحبّ الكتابة عن نساء مفتونات بأجسادهن العادية ..
فقلت لها أنت امرأة لست شبيهة بالنساء اللواتي أكتب عنهن، لكنك لا تشبهينهن بصخبك الغير عادي، رغم تمددك على أريكتي تحت الضوء الخافت، إلا أنك كنت رائعة في هدوئك الصاخب والمجنون فأنتِ تشبهينها ورحلت ونظرت صوبها من النافذة وقلت إنها تشبهها قثقتها العمياء جعلتني أدرك بأن ليس أي جسد لامرأة يغريني..
حينما ظلّتْ تشعرُ بألمٍ على خيانتِها لصديقتِها
منذ طفولتهما تصادقتا وظلّتا معاً حتى تعديتا مرحلةَ المُراهقة، ولمْ تتوقّع أي منهما بأنَّ صداقتهما ستنتهي ذات يومٍ وسيسودها القطيعة، لأنَّ إحدى الصّديقتين خانتْ صديقتها ذات صباحٍ، حينما أغرتْ ذاك الجُنديّ الوسيم، الذي تعشقُه صديقتها، وخانتها بينما كانتْ تحصدُ في حقلِ قمحٍ يعود لأهلها في تلك القرية النائية، وبالصّدفة كانتْ حبيبة ذاك الجندي آتية إلى عند صديقتها، لكي تساعدها في الحصاد، وعندما دخلتْ حبيبة ذاك الجندي إلى الحقل، رأتْ هناك صديقتها في حالةِ عناقٍ مع حبيبها، فجنَّ جنونها، وبدأتْ تصرخ وذهبتْ إلى بيتها حزينة، وسادت القطيعة بينهما منذ ذلك اليوم، وانقطعتْ العلاقة بينهما نهائيا، وحينما وصلتْ الحربُ إلى قريتهما أتتْ تلك الصّديقة الخائنة إلى صديقتِها، لكيْ تطلبَ منها السّماح، فهي توقعت الموت من تلك الحربِ الدَّائرة، وحين فتحتْ تلك الصديقة الحزينة بابَ منزلها صمتتْ الخائنة ثمّ قالتْ لها: سامحيني لقدْ خُنتُ صداقتنا، أنا الصّديقة الخائنة، خُنتُ أعزّ صديقة لي، وبدأتْ تبكي، وقالتْ ما زلتُ أشعر بألمٍ على فعلتي تلك، فما كانَ من تلك الصّديقة الحزينة إلا أن سامحتها وبكتْ هي الأُخرى وتعانقتا في مشهد حزين.. فجلستا سوية في الصالون وقالتْ الصّديقة الخائنة: لمْ أتمكّن في ذلك اليوم مِنْ تمالك نفسي، حينما رأيت ذاك الجندي، لأنّه وسيمٌ جدا، وأنا كنت غيرانة منك، فكُلُّ الشّبّان الذين أتعرّفُ عليهم يهربون منّي، لأنّني ربّما بشعة قليلا، أو لأنّني كثيرة الكلام.. أما أنتِ يا صديقتي أجمل منّي، ولهذا أنا أغارُ مِنْ جمَالكِ ومِنْ صمتكِ ومن رزانتكِ، فقالتْ تلك الصّديقة الحزينة: لقدْ سامحتكِ يا صديقتي، ولكنّكِ جرحتني كثيرا، أتمنّى بأنْ لا تتكرر خيانتكِ لي مرة أخرى، فردّتْ عليها تلك الصّديقة الخائنة
أعدكِ بأنني لنْ أخونَ صداقتنا وحُبّنا لبعض.. وقالتْ ما أصعب خيانة الصّداقة، لأنها تظلُّ تؤلم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق