المرأة نبض الحياة،وجمال المستقبل،ونور المجتمع الذي به تتقدم حضارات وتزدهر أمم... المرأة تلك التي كرست حياتها في بناء وصلاح وتوجيه ولم يلهها مال ولا بنون ، فما أجمل تلك العذراء الشامخة التي سبحت في بحر العلم لتنشره وتبني بأفكارها صرحاً تضاهي به بكل فخر وتناظر ذلك المجتمع الذي مازال ينعتها بـ (عانس). ، فعندما يصل الأمر بامرأة مكثت في بيت أهلها ولم تتزوج إلى أن يقوم أفراد المجتمع بمحاربتها بلسانه وجرحها والإساءة لها بكلمة (عانس)،فهذا المجتمع حتماً ليس إلا ظالماً وجاهلاً.
فكيف يضع الشاعر حسان عربش قصيدته تحت عنوان (عانس) مع العلم بأن معنى هذه الكلمة كما وردت في ( المنجد) يخص الجارية التي طال مكثها في بيت أهلها ولم تتزوج فتباع وتشترى،وهناك فرق كبير بين المرأة التي لها استقلاليتها وحرية فكرها وبين الجارية التي تصبح كالبضاعة عند بيعها وشرائها، فجاء هذا العنوان(عانس) قتلاً لأبيات القصيدة ولنتساءل :هل المرأة التي سعت وساهمت وشاركت ووقفت مع أبناء مجتمعها ـ ولمجرد إنها لم تتزوج ـ هي عانس؟، إذاً أين تكمن قيمة المرأة هنا؟ وهل كي ترضي مجتمعها وتحظى بسكوته عنها بالزواج وإن لم تقتنع به؟ وهل يجب عليها أن تعيش باقي عمرها تندب حظها وتقارن نفسها بغيرها وتهدر الدموع لسماعها (عانس)؟
الشاعر حسان عربش تكلم بلسان امرأة تشكو ، وتعاتب زمانها الذي جعلها عانساً على الرغم من أنها أهدته كل ورودها ونشرت فيه الياسمين، يقول:
يحاصرني ويمعن فيَّ قتلا زمان عشته ورداً وفلاً
ألملم ماتبقى من طموحي فقد تغدو كروم العمر محلا
وأمسك بالدقائق والثواني وخلفي تلهث السنوات عجلى
لم أر أي بيت من القصيدة يبرز لها قيمتها ويدافع عنها ويرفع من شأنها بل اكتفى بتصوير واقعها ومعاناتها من جهل المجتمع لها ،فلم تأت هذه القصيدة إلا لتزيد من جرح الأنثى ، وخاصة عندما وضع القصيدة تحت عنوان (عانس) لما لها من الوقع الثقيل الذي يسبب غالباً الإحباط والإساءة لروحها...يقول:
وتأكلني عيون الأهل لوماً وتدفعني لكي أرضاه كهلا
كأني ما بذلت لهم شبابي وصنتهم على الأيام أهلا
أصارع رغبة ظمأى وقوماً رأوا في عفتي سوءاً وجهلا
وقالوا عانس وركام أنثى وعصر الظلم في نعتي تسلى
إن قيمة ونجاح المرأة لايتم إلافي تحقيق ذاتها نحو الأفضل، لا في نجاحها في محاولة إبعاد كلمة (عانس) عنها فترضى بأي زوج وإن لم تقتنع به، ولا قيمة لامرأة إن قارنت نفسها بغيرها من النساء على أنهنّ الأفضل لمجرد زواجهن، ولا قيمة لها أيضاً إن أمضت عمرها تندب حظها العاثر وهي تنظر للأخريات بأن حظهن نور وأماني مادمن متزوجات ... فأين موقف الشاعر هنا تجاه معتقدات المجتمع الذي وصل بها إلى هذا التفكيرالسلبي.. يقول:
وما هند تماثلني ذكاء وليس تفوقني بالحسن ليلى
فأبصر حظهم نور الأماني وحظي لم أجد لعماه حلاّ
وخائبة أعدُّ سنين عمري أقول لركبها المجنون مهلا
أنهى الشاعر قصيدته ببيت تخاطب به المرأة زمانها ،بأن من يصبرها هو إيمانها وحبها لله وخير لها إن بقيت دون زوج حتى لو عبس الزمان في وجهها وكان قاهراً أمام حياتها يقول:
وإن عبس الزمان بوجه عمري فإن الله عني ما تخلّى
وانطلاقاً من هذه القصيدة تمنيت من الشاعر أن يأتي بأبيات تبرز موقفه ونظرته للمرأة وعتابه لمجتمعها الجاهل ، فلم يتحدث القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية الشريفة عن (العانس) بأية كلمة تؤذيها أوتستبيح شعورها.
رزان القرواني
فكيف يضع الشاعر حسان عربش قصيدته تحت عنوان (عانس) مع العلم بأن معنى هذه الكلمة كما وردت في ( المنجد) يخص الجارية التي طال مكثها في بيت أهلها ولم تتزوج فتباع وتشترى،وهناك فرق كبير بين المرأة التي لها استقلاليتها وحرية فكرها وبين الجارية التي تصبح كالبضاعة عند بيعها وشرائها، فجاء هذا العنوان(عانس) قتلاً لأبيات القصيدة ولنتساءل :هل المرأة التي سعت وساهمت وشاركت ووقفت مع أبناء مجتمعها ـ ولمجرد إنها لم تتزوج ـ هي عانس؟، إذاً أين تكمن قيمة المرأة هنا؟ وهل كي ترضي مجتمعها وتحظى بسكوته عنها بالزواج وإن لم تقتنع به؟ وهل يجب عليها أن تعيش باقي عمرها تندب حظها وتقارن نفسها بغيرها وتهدر الدموع لسماعها (عانس)؟
الشاعر حسان عربش تكلم بلسان امرأة تشكو ، وتعاتب زمانها الذي جعلها عانساً على الرغم من أنها أهدته كل ورودها ونشرت فيه الياسمين، يقول:
يحاصرني ويمعن فيَّ قتلا زمان عشته ورداً وفلاً
ألملم ماتبقى من طموحي فقد تغدو كروم العمر محلا
وأمسك بالدقائق والثواني وخلفي تلهث السنوات عجلى
لم أر أي بيت من القصيدة يبرز لها قيمتها ويدافع عنها ويرفع من شأنها بل اكتفى بتصوير واقعها ومعاناتها من جهل المجتمع لها ،فلم تأت هذه القصيدة إلا لتزيد من جرح الأنثى ، وخاصة عندما وضع القصيدة تحت عنوان (عانس) لما لها من الوقع الثقيل الذي يسبب غالباً الإحباط والإساءة لروحها...يقول:
وتأكلني عيون الأهل لوماً وتدفعني لكي أرضاه كهلا
كأني ما بذلت لهم شبابي وصنتهم على الأيام أهلا
أصارع رغبة ظمأى وقوماً رأوا في عفتي سوءاً وجهلا
وقالوا عانس وركام أنثى وعصر الظلم في نعتي تسلى
إن قيمة ونجاح المرأة لايتم إلافي تحقيق ذاتها نحو الأفضل، لا في نجاحها في محاولة إبعاد كلمة (عانس) عنها فترضى بأي زوج وإن لم تقتنع به، ولا قيمة لامرأة إن قارنت نفسها بغيرها من النساء على أنهنّ الأفضل لمجرد زواجهن، ولا قيمة لها أيضاً إن أمضت عمرها تندب حظها العاثر وهي تنظر للأخريات بأن حظهن نور وأماني مادمن متزوجات ... فأين موقف الشاعر هنا تجاه معتقدات المجتمع الذي وصل بها إلى هذا التفكيرالسلبي.. يقول:
وما هند تماثلني ذكاء وليس تفوقني بالحسن ليلى
فأبصر حظهم نور الأماني وحظي لم أجد لعماه حلاّ
وخائبة أعدُّ سنين عمري أقول لركبها المجنون مهلا
أنهى الشاعر قصيدته ببيت تخاطب به المرأة زمانها ،بأن من يصبرها هو إيمانها وحبها لله وخير لها إن بقيت دون زوج حتى لو عبس الزمان في وجهها وكان قاهراً أمام حياتها يقول:
وإن عبس الزمان بوجه عمري فإن الله عني ما تخلّى
وانطلاقاً من هذه القصيدة تمنيت من الشاعر أن يأتي بأبيات تبرز موقفه ونظرته للمرأة وعتابه لمجتمعها الجاهل ، فلم يتحدث القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية الشريفة عن (العانس) بأية كلمة تؤذيها أوتستبيح شعورها.
رزان القرواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق