اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

معاوية كوجان .. وعالم الطفولة.. قراءة في مجموعة " قطتي نيلي "

كتبت رزان القرواني : ـ
 يرسم الطفل الدنيا بابتسامة بريئة تزين طبيعتها وفضاءاتها الكونية ومن الصعب فهم الطفل واستيعابه ، فهو عالم كبير كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الغواصون ، اكتشفوا فيه كنوزاً وحقائق جديدة ولأجل هذا العالم الذي أبحر فيه معاوية كوجان واكتشف أسراره راح ينشد لهم . فعالم الطفل عالم الجمال والذكاء، عالم الإبداع والحركة ، عالم المواهب والخيال...
شاعرنا بإدراكه القوي وفطنته ونظرته العميقة ، عشق هذا العالم الغني بجماله الفطري وعفويته البريئة ، فأحب أن يبحر في أعماقه لينقل لنا أسراره ووجدانه وإحساسه بأسلوبه الرشيق ونظمه الرقيق وذلك من خلال مجموعته
الشعرية ( قطتي نيلي) التي تناولت مراحل الطفولة وأعمار الأطفال المختلفة .‏
نظم الشاعر قصائده على ثلاثة مستويات :‏
المستوى الأول: موجه لمرحلة الطفولة المبكرة ( ثلاث – خمس) سنوات.‏
المستوى الثاني: موجه لمرحلة الطفولة المتوسطة من ( ست ـ تسع) سنوات.‏
المستوى الثالث: موجه لمرحلة الطفولة المتأخرة من ( عشرة- ثماني عشرة) سنة .‏
تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل التكوين ونمو الشخصية, وهي مجال سعي وتدريب وتوجيه وإرشاد نحو العلم والمعرفة وتنمية المواهب وانطلاقاً من المراحل الطفولية الثلاث، أراد معاوية أن تصل رسالته إلى كل طفل يهتم بالأدب وهي مجموعته الشعرية ( قطني نيلي) التي أهداها إلى ابنته الطفلة (مي) ، وذلك ما يدل على أنه يتمتع بأبوة روحية وإحساس عال وقلب نقي طاهر...‏
والهدف الرئيسي لهذا البحث هو تسليط الضوء على أهمية الطفل وكيفية تشعب قدراته ونموها وتوجيهها نحو طريق قويم وذلك من خلال تفاعل الشاعر مع شعره إلى حد بعيد، وقدرته على نقل الشكلي والمضموني إلى مفاهيم الطفل.‏
ففي المرحلة الأولى (مرحلة الطفولة المبكرة ) نرى أن هذا العمر يتطلب العناية والاهتمام بموعد النوم للطفل، ففتح الشاعر قصائده بدعوة ابنته (مي) للذهاب إلى السرير فقد حان موعد نومها، فغدا يقص لابنته أجمل القصص الخيالية ينتظر غفوتها البريئة فراح يستعير أدواته وألفاظه من جمال الطبيعة فهي تتناسب مع هذا العمر بشكل واضح سهل وبأسلوب ممتع يقول :‏
هيا إلى السرير ياقمري الصغير‏
لنقطف النجوم ونمسك الغيوم‏
هيا لنستريح في روضنا الفسيح‏
نغفو مع الظلال ونطلق الخيال ص 11-12‏
وفي القصيدة الثانية ( فصل الشتاء) أراد رسم جمال الطبيعة في ذهن الطفل لأنه يدرك مدى اهتمام الطفل بالطبيعة ، حيث تنصب اهتمامات أطفال هذه المرحلة في إطار اللعب واللهو مع الطبيعة ، وبذلك نكتشف أن الطفل قد كون أول صداقة له فحاول الشاعر من خلال هذه القصيدة أن يغني الطفل بمعرفة أهمية وجود الفلاح ، وبأن وراء هذه الأمطار وجهود الفلاح ، سيأتي فصل جميل هو فصل الربيع... يقول :‏
ها أقبل الشتاء ببرده الشديد‏
وقالت السماء بوجهها السعيد‏
ستنزل الأمطار فتشرب الحقول‏
وتزهر الأشجار وتعشب السهول‏
فتورق الغصون وتحمل الثمار‏
ويفرح الفلاح بموسم العطاء‏
فتلبس الأرواح بشائر الهناء ص 14-15‏
وفي قصيدة ( النمل ) نجده قد استعار ذلك المخلوق الصغير كناية عن النشاط والعمل ، فأحب شاعرنا أن يزرع حب النشاط والمثابرة في نفوس أطفالنا من هذا المخلوق الذي لا يعرف الكلل والملل متعة العمل وقيمته يقول:‏
نحن عشاق النشاط دأبنا أي رباط‏
نحن أصحاب المواهب نحن صناع العجائب‏
كلنا دوماً مثابر لا نبالي بالمخاطر‏
باجتهاد وصفاء نحن نحيا سعداء ص 17-18‏
يدعو الشاعر الأطفال لإقامة رحلات سواء أكانت مدرسية أم عائلية، فاختار القطار لأنه أقرب إلى عالم الأطفال، ولأنه يرى نافذة القطار مرآة تعكس جمال الطبيعة من سهول وجداول وغصون و بلابل ورواب ليشاهدها الأطفال، فتخلد في ذاكرتهم سحر جمال بلادهم . يقول في قصيدته (رحلة بالقطار):‏
وسار القطار وكان النهار‏
ربيعنا وكنا صغاراً كبار‏
وتجري السواقي بظل الخمائل‏
وسار القطار جميل المسار‏
يزور الروابي يزور الديار‏
ينادي... بلادي ربيع الجمال ص 25-27‏
وفي هذه المرحلة الطفولية المبكرة نرى بأن الموسيقا الشعرية مشحونة بالشفافية والخفة مما يشد القارئ إلى المزيد من الإصغاء ..‏
لذلك اعتمد الشاعر على الأوزان السهلة الرشيقة التي تتناسب مع هذه المرحلة الطفولية المبكرة، فانتقى مجزوء الرجز والرمل والمتقارب لها، فلا يمكن، لهذه المرحلة، أن يأتي ببحر الطويل المعروف بتفعيلاته الكثيرة، وبذلك يكون قد نقل عبر هذه الأوزان والأغراض أحاسيسه إلى القارئ....‏
يرى بأن ألفاظه سهلة واضحة مفهومة، وهذا ما يتناسب مع هذه الفئة العمرية، مما يجذب الطفل لها.‏
أما المرحلة الثانية (مرحلة الطفولة المتوسطة )‏
والمعروف عن هذه المرحلة، أنها مرحلة التأمل والفكر والتحليل والإدراك والخيال، لذلك معاوية أحب أن يفتح قصائده التي تخص مرحلة الطفولة المتوسطة بحقيبة المدرسة وذلك لتحبيب الطفل بالعام الدراسي، فوصف الحقيبة التي ستغدو صديقة له، فعبر من خلال أبياته عن فرح وسرور هذا الطفل باستقبال المدرسة في أول دخوله التعليم يقول:‏
حقيبتي جديدة أنا بها سعيدة‏
هدية ً لي مؤنسة وقد دخلت المدرسة‏
جميلة حمراء أنيقة البهاء‏
أحمل فيها كتبي ودفتري ولعبي‏
حقيبتي رفيقتي قد أصبحت صديقتي ص33-34‏
وفي قصيدتي ( أغنية للصباح) و( قيم شكر النعمة ) استخدم الشاعر الأفعال المضارعة التي تدل على الحركة ( تشرق- يملأ- تصدح – تعبق – ترحل ـ تكتب- أشاهد- أتابع – أمشي) وذلك لحث الطفل دوماً على المتابعة والاستمرار..‏
وفي قصيدتي ( شهر الصيام) و( مهارات حفظ القرآن ) أراد كوجان من خلالها تشجيع الطفل على حب الإيمان فاستعار الصيام والقرآن لأنهما أقرب إلى عالم الطفل بالفطرة.‏
وكذلك في قصيدة ( أنا نجار ) يدعو الشاعر الطفل في هذه المرحلة بأن يستغل أوقات الفراغ بما يهواه فاختار مهنة النجار لأنها تليق بهذا العمر الطفولي, فيكتشفون من خلالها جمال الفن بأشكاله وغايته وقال الشاعر مؤكداً أهمية العمل:‏
اعمل اعمل واتعب تغنم بركات الله الرحمن‏
شرف أن تعمل أن تسعى أبداً لبناء الأوطان‏
نجد في قصيدتي (سباق) و(هيا نسج) دعوة معاوية إلى تنمية مواهب الطفل وحثه على اللعب في العطلة الصيفية، فاللعب بالنسبة لهذا العمر يزيد من قدرات الطفل وتفتح ذهنه ونمو عقله وإذا نظرنا إلى بعض القصائد في هذه المرحلة الطفولية المتوسطة لرأينا بعضها أتت طويلة ولكن هذا لا يعني بأن القصيدة الطويلة لا تناسب عمرهم، فألفاظها سهلة مفهومة وأسلوبها ممتع، وبذلك لن ترهق الأطفال قراءة أو حفظاً، فالطفل إذا أحب القصيدة تابع قراءتها وتمتع بأنشودتها على طريقته الموسيقية في التعبير وسبح معها بخياله الواسع.‏
وفي الموسيقا الشعرية لهذه المرحلة الطفولية المتوسطة ، نظم الشاعر أكثر أبياته على البحر المتدارك وهو واحد من الأبحر الصافية ذوات التفعيلة الواحدة المكررة ولجأ إلى الضرورات الشعرية لاستقامة الوزن بتسكين بعض آخر أبياته ولا يخلو الأمر من وجود عناصر البديعيات المختلفة كالطباق والجناس اللذين دعما الحس الموسيقي...‏
أما المرحلة الطفولية المتأخرة : فقسمها إلى مستويين :‏
المستوى الأول : قصائد ضمت فئة (عشرة – اثنتي عشرة ) سنة‏
المستوى الثاني : قصائد شملت فئة (ثلاث عشرة – ثماني عشرة ) سنة‏
فنلاحظ بأنه قد أحب أن يفتح قصائد المستوى الأول لهذه المرحلة المتأخرة بثقافة الانترنت، لأنه يعلم بأن هذا الجيل مولع بالحاسوب الذي دق أبواب الأطفال ليكون نافذة يطل منها العالم ، فيشاهدون من خلالها دنياهم الجميلة يقول:‏
كم يحلو فتح الحاسوب !‏
يهواه العقل الموهوب‏
أغشى الإنترنت المذهل‏
شباك الدنيا في المنزل ص 59‏
وفي قصيدتي (أسماء) و(أفعال) ختم قصيدته بـ(فلنحفظها يا هيفاء) وهنا دعوة الشاعر الأطفال بأن يحفظوا معنى مفردة يقرؤونها وذلك لتكوين ثقافتهم اللغوية .‏
وقصيدة ( أفعال) ختمها بـ( فلنفهمها يا أطفال ) ولفظة ( فلنفهمها) لم تأت بمعنى الأمر المزعج ، وإنما دعوة الشاعر إلى محاولة فهم هذه الأفعال التي أتت في القصيدة أي حثه للعودة إلى المعجم والبحث واكتشاف المعاني بنفسه‏
وفي قصيدة ( أي المبدعين أنا ؟؟) أحب معاوية مداعبة الطفل من خلال استخدامه للاستفهام (أي) تاركاً الإجابة عن السؤال ، فراح يثير خيال الطفل بصوره الجميلة والتشابيه التي أخذت تدق عالم الطفل المكتنز بالروح الإنسانية يقول:‏
ثلاثة أحرف اسمي أضيء أضيء كالنجم‏
تعانق جسمي الأيدي كطفل في يد الأم‏
طعامي الحبر والورق سمائي حيث أنطلق‏
أنا من يشعل الإحساس في الإنسان والحجر‏
فهل تدرون ياأطفال أي المبدعين أنا ؟؟ص69-70‏
وفي قصيدة (مي تزور حديقة الحيوانات) أراد الشاعر من خلالها اعتناء الأطفال بالحيوانات والرفق والألفة بها ، فهو عالم مخلوق يستحق الإحسان لعطائه‏
وأما قصائد المستوى الثاني للمرحلة الطفولية المتأخرة فجاءت القصائد الثلاث الأولى منها تصور جمال الطبيعة وسحرها ، فالخالق أوجد الكون وأبدع في تكوينه فراح يشبه الكون ، بلوحة فنية أبدعتها أنامل رسام تاركاً للطفل أن يسافر مع هذا الكون الجمالي في خياله الخصب الواسع....‏
وفي قصيدته الأخيرة (بطل) لم يرحل عن ذهن الشاعر المجد العربي السالف، فأراد تذكير الأطفال بتاريخ أمتهم وعودتهم إلى المزيد من التعرف على شخصيات تاريخية عربية يقول :‏
حي البطولة واذكر الأبطالا واجعلهم لك في الحياة مثالا‏
هذا صلاح الدين من قهر العدا وأعاد للقدس الشريف جلالا‏
وهو من بني أيوب من ملؤوا الدنى علماً وآداباً سمت ونضالا‏
انتقى معاوية لهذه المرحلة الطفولية المتأخرة أبحراً خفيفة الوزن رشيقة التفعيلة ، فجاءت قصائده على مجزوء الرمل والخفيف والسريع والمجتث والكامل والمتدارك تنصب في قوالب موسيقية مناسبة لكلماته....‏
حققت هذه المجموعة الشعرية ( قطتي نيلي) للأطفال جماليتها الخاصة، ولكن هل اكتمل جمال هذه المجموعة ، فالكمال لله وحده‏
على المستوى الشكلي الإخراجي للمجموعة، كانت الرسوم قليلة، حبذا لو أتت كل قصيدة مصطحبة قبلها بصورة فنية تعبر عنها،‏
وكذلك لو أتى حجم الديوان أكبر لنقل متوسط الحجم لا صغيراً، فكلمات القصائد بحاجة إلى أن تتعرش بحاجة إلى التنفس والانطلاق.‏
أيضاً لو رسم الحرف أكبر في القصيدة، ربما لم يجد بعضهم في قصائد الديوان حيوانات تتحدث باسم الإنسان وبرأيي هذا ليس سلبياً ، فيكفي لأطفالنا اليوم مشاهدة أفلامهم الكرتونية على التي أغنتهم بحيوانات وحتى جمادات تتحدث باسم الإنسان .‏
وفي الختام ، تناولت المجموعة الشعرية بشكل عام موضوعات ثقافية خصت عالم الأطفال بكافة مراحله العمرية فأغنت القصائد الطفلية تشابيه وأساليب وأوزان ووصف.

رزان القرواني


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...