كان على فرسخين من القريةِ وقد اجتاز مقبرة الأطفال، المكان هادئً تماماً إلا من صوتِ خَشخَشة سعفِ النخيلِ المكتظة، حينها تذكرَ جدته.. صغاراً نلتفُ حولَها وهي تذكي النار في الصفيحةِ النحاسيةِ تحكي لنا عن هذه المقبرة ، من يمرُ خلالها عليهِ أن يتوخى الحذر من رمي الحجارة أو العظام من الجنِ الذي يسكنُ المقبرة ، ونحنُ فاغرون أفواهنا نستمعُ إليها بنهمٍ شديد .. شمسُ المغيبِ وحمرتها القانية تجر أذيلها ،اختط الظلامُ ، تعثرَ بحجرٍ
سَقَطَ على الأرض، ثمة جلبة من الحمامِ تطيرُ من تلك البستان أفزعته ، أطفال صغار عراة يتخطفون، يصرخون .. يتأوهون ، صفير ريح، حاول اجتياز الغابة بسرعة إلا أن قدميه ما عادت تحملانه ، وصل أطراف القرية يحمل بيديه الحجارة .. أصوات وضجيج ..انتزعه من أيديهم رجل من القرية، تفرقوا عنه ، حافي القدمين ممزق الثياب ،يستجدي العطف.!!
طالب عمران
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق