يا سادتي وسيداتي ..من قال أننا نتأبط الوطن في قصاصات الورق ومن قال أننا نكتب لنتهم بالشعر والكتابة ومن قال أننا عبرنا من ثقب صدىء في الذاكرة ..ومن قال أن شقوق الأحلام لم تكن يوما أبوابا مشرعة على المدى تعانق سقف سماء صفو مساءات الشاي الريفي مع النعناع ..من قال أننا غير مشبعين من ملامح الأرض والشتاء ومن قال ان اصواتنا لا تشبه مواويل الحصادين ومن قال أننا خرجنا يوما من بيوت الطين بدون وضوء ومن قال أننا خرجنا يوما بدون دعوات أهل الدار ومن قال يوما أننا خرجنا من
بيوتنا دون تفقد الجارة والجار ...نحن طيبون جدا جدا حد الدهشة واللامعقول في زمن أمسى الخوف بأن تبقى وحيدا كالرهبة وسط الزحام ..نحن الذين عمرنا الأرض وبكينا أبانا هابيل عندما سقطت منه ورقة الحياة..نحن نخاف من لون الدم والجرح وصوت بكاء صبية ونوح الحمام ..نحن مدججون بالحب والحنين والشوق والطرق الترابية التي خططتها أرجل الفلاحات المتعبات العابدات الناسكات واحدتهن تشبع من شربة ماء باردة تسند على ظهرها ألف الف سنبلة ثم تلهج ببركة الدعاء ...نحن لا نؤذي ولا نسيء ورضعنا الحب مع اللبن ..ببساطة نحن لا ننسى ..نتفقدنا وننبش ذاكرتنا برغم من ريح الخيبة العاتية ..برغم من عجزنا عن اسماع صوتنا ..فالعجز بمن لا يريد ان يسمع!..نحن ببساطة عكاز من أراد أن يتكىء لأن سعادة العطاء لا يتقنها الا الكبار ....نحن عابرون هنا بذاكرة لا يعجز عن شرحها المكان ...لسنا بحاجة لشهادة ميلاد ولا مكان الولادة ..فمن الكرك جنوبا الى اربد شمالا لا أشعر بالغربة أبدا فملامحي هنا وملامحي هناك ولا أفقد الدهشة ابدا وأنا أتأمل ملامح أخي هنا وملامح أخي هناك ....المنازل ليست فارغة ...مملوءة بقيم الأردنيين التي طالما سهرت جداتنا لأجلها ...مملوءة بالحب والزيت والزعتر هي دفء حضورنا وبرد غياينا اذا ما اشتهينا عودة النشمي ...نحن لا نقف على أرصفة ورق أصفر،..نحن هنا ولكن معالمنا تختفي في الزحام ..وأذكركم أن قهوتنا سمراء خالية من التوابل وأن قيمنا عصية على التهجين ..وأن مصائد التفخيخ لن تجعلنا نصمت حدادا على أرض كأرض الرباط ...سنكون نحن ونحن من يتقن أن يكون ....
د. إيمان الصالح العمري
بيوتنا دون تفقد الجارة والجار ...نحن طيبون جدا جدا حد الدهشة واللامعقول في زمن أمسى الخوف بأن تبقى وحيدا كالرهبة وسط الزحام ..نحن الذين عمرنا الأرض وبكينا أبانا هابيل عندما سقطت منه ورقة الحياة..نحن نخاف من لون الدم والجرح وصوت بكاء صبية ونوح الحمام ..نحن مدججون بالحب والحنين والشوق والطرق الترابية التي خططتها أرجل الفلاحات المتعبات العابدات الناسكات واحدتهن تشبع من شربة ماء باردة تسند على ظهرها ألف الف سنبلة ثم تلهج ببركة الدعاء ...نحن لا نؤذي ولا نسيء ورضعنا الحب مع اللبن ..ببساطة نحن لا ننسى ..نتفقدنا وننبش ذاكرتنا برغم من ريح الخيبة العاتية ..برغم من عجزنا عن اسماع صوتنا ..فالعجز بمن لا يريد ان يسمع!..نحن ببساطة عكاز من أراد أن يتكىء لأن سعادة العطاء لا يتقنها الا الكبار ....نحن عابرون هنا بذاكرة لا يعجز عن شرحها المكان ...لسنا بحاجة لشهادة ميلاد ولا مكان الولادة ..فمن الكرك جنوبا الى اربد شمالا لا أشعر بالغربة أبدا فملامحي هنا وملامحي هناك ولا أفقد الدهشة ابدا وأنا أتأمل ملامح أخي هنا وملامح أخي هناك ....المنازل ليست فارغة ...مملوءة بقيم الأردنيين التي طالما سهرت جداتنا لأجلها ...مملوءة بالحب والزيت والزعتر هي دفء حضورنا وبرد غياينا اذا ما اشتهينا عودة النشمي ...نحن لا نقف على أرصفة ورق أصفر،..نحن هنا ولكن معالمنا تختفي في الزحام ..وأذكركم أن قهوتنا سمراء خالية من التوابل وأن قيمنا عصية على التهجين ..وأن مصائد التفخيخ لن تجعلنا نصمت حدادا على أرض كأرض الرباط ...سنكون نحن ونحن من يتقن أن يكون ....
د. إيمان الصالح العمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق