اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حكايات عن الكذب


بقلم: مصطفى نصر
حكاية حدثت منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما عن موت شادية التي لم تمت إلا منذ أسابيع قليلة.
اندمج مصنعنا الصغير مع شركة الورق الكبيرة، فضموا قسم الحسابات - الذي أعمل به - مع إدارة الحسابات الكبيرة، وانتقلنا لمقر الشركة بـ "الطابية" فقابلته هناك.
كان طويلا وعريضا، يهتم بالثقافة، ويحاضر في إدارة التدريب التي أنشئت حديثا في كل شركات القطاع العام، بعد هزيمتنا في حرب 67، واكتشافنا أهمية التدريب والثقافة. فمن أسباب هزيمتنا في الحرب أننا لا نقرأ ولا نتدرب.


كان الموضوع الرئيسي الذي يتحدث فيه زميلنا، هو: "الصراع العربي الإسرائيلي"، ولذكائه برع فيه، وصار من أهم محاضريه.

كان يهتم بأشياء أخرى، منها كتابة المسرحيات والقصص، ولأن القائمين على شركتنا – وقتها - كانوا أكثر وعيا؛ فقد خصصوا مبلغا محددا من ميزانية الشركة لعرض مسرحية كل عام، يمثل فيها رجال ونساء من الشركة. وكان زميلنا هو المؤلف الخصوصي لهذه المسرحيات.

حدث لقاء فكري بيني وبينه، وصداقة ثقافية عالية، فأذهب لمكتبه في إدارة التدريب فوق سطح البناية، فيحكي لي عن أشياء كثيرة من حياته، فقد كان مجندا في سلاح الصاعقة، وبينما هو سائر في شوارع الزمالك، سمع صوت استغاثة، فجرى وبحث عن مصدر الصوت، فوجد فتاة جميلة، طويلة وشقراء، تهرب من مطاردة مجموعة من الشباب، فأسرع إليها، وأطاح بهم، فقد استفاد من تمارين الصاعقه، صرعهم كلهم وأنقذ الفتاة منهم. ووصل بها حتى باب سكنها، الذي كان قصرا.

وفوجئ باستدعاء من قائد معسكره، فقد علمت قيادة الجيش بما فعل، وإنقاذه للفتاة التي كانت – بالصدفة - ابنة السفير السوفييتي بمصر، فاستدعاه المشير عبدالحكيم عامر لمكتبه، وشكره على شجاعته ووطنيته، ورقّاه ومنحه شهادة ومبلغا كبيرا من المال.

وقال له: لولاك لحدثت أزمة بيننا وبين الاتحاد السوفييتي.

لم أشك لحظة فيما قاله – فهذا طبعي أصدق كل ما يقال لي، فما حكاه يمكن حدوثه، فهو طويل وعريض، ويصلح لسلاح الصاعقة، وما حكاه حدث مرات عديدة. بل أن الكثير من الأفلام المصرية، يعتمد على حوادث مشابهة لما يقول.

ثم حدثني عن عشق النساء له، كان عائدا في القطار، فقابلته امرأة غاية في الجمال، فقالت له: أنا لو من أسرتك، لمنعتك من الخروج من البيت لكي لا تحسد، لجمالك.

وأخرى – قابلها في القاهرة – فطلبت منه أن يحجز لها في مصيف في مرسى مطروح، وعندما علمت أنه لا يستطيع مرافقتها لانشغاله بأعمال مهمة، قالت في أسى: طيب حاروح مطروح ليه، ده أنا كنت عايزه أروح علشان أبقى معاك.

قال لي حكايات كثيرة، أكثرها عن مدى حب وتعلق النساء به، ثم ذهبتُ إليه يوما، فوجدت مجموعة من الزملاء يقفون على السطح، يتشمسون، فقال أحدهم: أنت رايح للي كل الستات بتحبه؟!

فما صدقت، فقد بدأت اتساءل، هل ما يحكيه حقيقة، أم خيالا، واقتربت من محدثي متسائلا: تقصد إن ما يحكيه، لم يحدث؟

قال الجميع في دهشة: طبعا، هو فيه حد بالشكل ده؟!

واتضح إنه يحكي للجميع عن بطولاته وعشق وإعجاب النساء به وبجماله ورجولته.

وتقابلنا في ندوة في بيت عبدالله هاشم يوم الجمعة، فحكى حكاية غريبة، فقد جاء مجلس قيادة ثورة يوليو 52 إلى زيارة مدينتهم أبوقير. وكان بجوار المعسكر الذي سيتم اللقاء فيه؛ مصنع لصناعة البسطرمة واللانشون مملوكا لخواجه يوناني هناك.

فذهب – هو – إلى الخواجة وتوسل إليه لأن يسمح له باجتياز الجدار الفاصل بين المعسكر ومصنعه، فهو في أشد الحاجة لمقابلة الرئيس، فرفض الخواجه، لكنه تأثر بتوسلاته، فوافق أخيرا على أن يضع – زميلنا - قطعة كرتون على قطع الزجاج الموضوعة أعلى الجدار لكي لا تجرحه، ويقفز للمعسكر من عنده.

سار حتى وصل لمكان الاجتماع، كان جمال عبدالناصر يقف على المنصة يخطب، وكل أعضاء مجلس قيادة الثورة يجلسون في المقدمة، فاقترب منهم، وقدم إليهم ورقة مكتوب فيها توسل لجمال عبدالناصر لكي يعفيه هو وأخوه – الطالب في كلية الطب - من مصاريف الكلية، لأن أسرته غير قادرة على دفع مصاريف الاثنين.

دفعه حسين الشافعي بعيدا، لكن السادات رقّ لحاله، وقال:

- هات يا ابني الطلب وسأوصله إلي الرئيس.

وبالفعل أرسلوا إليه ليقابل جمال عبدالناصر في مقر مجلس قيادة الثورة بالقاهرة، وفي الطرقة، قابله السادات الذي سأله عما حدث، فقال له: الرئيس تفضل وأعفانا من المصاريف.

كل الجالسين في حجرة عبدالله هاشم صدقوه وقتها، فهم لا يعرفون شيئا عن عمله ومؤهلاته. لكن – أنا زميله في العمل - دهشت مما قاله، فعلوماتي إنه لا يحمل أيه مؤهلات لا عالية ولا متوسطة، ولم يدخل أي كلية لا هو ولا أخوه.

وفي اليوم التالي سألت زملاءه القدامى فأكدوا لي ما كنت أعرفه.

هذا نوع من الأكاذيب التي نعيشها في كل مكان، وسأسرد هنا، أكاذيب أخرى، للأسف صدقتها حين سمعتها، واتضح بعد ذلك إنها لم تحدث، وبعضها، سبب لي بعض المشاكل.

فقد قال زميلنا في ندوة من الندوات:

- إن الممثل محمد شوقي هو شقيق الداعية الشيخ الشعراوي.

وصدقته، خاصة أن هناك شبها بينهما في الوجه والجسم أيضا، وذكرت هذا في بيتي، وعندما تزوجت ابنتي الصغيرة، قالت هذا أمام أسرة زوجها، وهم متدينون، ويقدسون الشيخ الشعراوي، فلم يعجبهم قولها، كيف يكون ممثلا هزليا، شقيقا لداعية وقورا بهذا الشكل؟! وسخروا منها.

وقال لي آخر إن محمد شوقي من حي "سوق عقداية" - وهو جزء من حي كرموز المعروف في الإسكندرية، وإنه – أي محدثي – هو الذي قدمه للممثل والمنلوجست سيد سليمان، الذي قدمه للمسرح والسينما في القاهرة.

واكتشفت أن المعلومتين غير حقيقيتين، فمحمد شوقي ليس شقيقا للشيخ الشعراوي، كما إنه ليس من الإسكندرية – أصلا - وإنما هو من مواليد حي بولاق أبو العلا بمدينة القاهرة.

والغريب إنني قابلت ابنة محمد شوقي في مؤتمر أدباء الأقاليم بالإسماعيلية، وقدمها إلي المرحوم عبدالفتاح رزق، وجلسنا معا على جدار قصير، وتحدثنا طويلا، كانت تعمل موظفة في الثقافة الجماهيرية، ولم اسألها عن والدها، هل هو حقا شقيق متولي الشعراوي، وهل هو حقا من الإسكندرية.

وكنا في حجرة عبدالله هاشم الكبيرة التي نجتمع فيها مساء كل يوم جمعة، وقال زميلنا في حزن وأسى: عمر الحريري مات.

وصدقناه، وقال زميل آخر:

- آه، عنده حق يموت، ده متجوز واحدة زي الأسطول.

يقصد أنه رجل مسن، ومتزوج من امرأة صغيرة، شهية، تحتاج لجهد وقوة، وهي سبب موته.

واتضح إن هذا لم يحدث، ومات عمر الحريري بعد هذه الحادثة بما يزيد عن الثلاثين عاما.

وجاءنا المؤرخ الفني المشهور يوما قائلا:

- أنا لسه راجع من القاهرة، حضرت جنازة المطربة والممثلة شادية.

وصدقناه، فالرجل كبير ولا يكذب، كما إنه حضر الجنازة، ولسه راجع منها، فحتما هو صادق فيما يقول.

هذه الحكاية، حدثت منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، ولم تمت شادية إلا منذ أسابيع قليلة.



مصطفى نصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...