كأوراق الخريف نتساقط على ممرات سفر، حياة أشبه بلعبة ورق للذين يجهدون تفكيرهم بحل لغزها والتعرف إلى متاهاتها، صفحات تكتبها أقدارنا كما تشتهي الريح في دروب غربتنا عن ذواتنا،فنغدو أوراقاً هشّة كتب عليها هذا زمن لا يعيش فيه إلا الجبابرة.
قد نبيت على أرق! وقد نكون «كلنا من ورق» يشبهنا ويشبه الشاعرة فريزة عوض العطية التي اختارته عنواناً لمجموعتها الأولى صادرة عن دار فلستينا / الشجرة 2017.
جمعتنا وتمردت علينا وإياها بلطف، نقدت بسخرية واقعنا، فنضجت الفكرة وتعتقت مخيلة حلمها،لتخلق من العدم صورة شعرية تشبهها وتميزها عن غيرها، فهي وكما شاءت أن تكون»صهيل فرح وعمرها سنابل قمح مبعثرة على بيدر
انتظار، تئن تحت منجل السنين» هي فريزة التي وهبت حياتها للحرف وأضحت ترعى نجوماً بشوقها وحنينها للقيا.. هي أنثى الحب لا أنثى الصلصال تحكي للمرآة واقع امرأة بقيت روحها خاوية وقلبها يباب « في هذي البلد كل امرأة هي أنثى صلصال ملونة والألوان قوس قزح زاهية..».
وفي منتصف عمرها غدا عتابها العفيف أجمل من معلقات وفاء على جدران الانتظار «وكأنك لا تدري أن الخريف وجع العمر وأنه فصل من فصول الرحيل فليتك جئت ولو سحابة صيف فمن يدري !؟ فقد تسعف الروح ببعض الهطول».
كأنثى تلملم بقايا العاطفة المشردة في أروقة وطن فتتوسل له «أعتذر من وطن لم نعرفه إلا شعراً وقبل اكتمال بحره أضعناه ما بين /ألا ليت.. وغير أني/».. « آه يا وطناً لم نعد نجيد الكتابة فيه إلا على أوراق النعوات وعلى شاهدة المقابر».
هي من تعترف أنه قد أضناها السهاد والوحدة، ورغم هذا لاتزال تحترق بجليد الشوق معتبرة أن القصائد مجرد كذبة «لايغرنك هذا الدفء في كف الحروف.. فإنه يتكرر في كل شتاء.. فتظن أن لك في السماء.. ملك.. لتكتشف حين صحوة كم كانت واسعة ذمة السماء».
ما زال الشعر عند العطية عفيف القلب والنيات ومازال الأدب بخير كقصيدة تتقدم منابحياء أنثى.. تضع بين يدينا وردة وتمضي.. ماضية فينا بنصوص أورقت كفصول حياة تاركة للتمني باباً مشرعاً «ألا ليت بعض الأشياء تشترى.. صوت الراحلين الذين غابوا ذات شتاء.. وطواهم الثرى وعمراً طواه العمر سدى وعناقاً مشتهى حين ميسرة».
معترفة بأن الزمن قد أرهقها: «متعبة أنا يا صديقي !! كأنفاس زهرة انتهت للتو من قراع الذبول متعبة أنا كآخر خطوة للغريب حين ألقته الطريق على أرصفة الليل والذهول».
دخلنا مع العطية لواعج عالمها وعفاف حبها لكل ما حولها حتى أبقت السؤال موجهاً لكل امرأة «ماذا تريد امرأة من المجد..؟ غير أن تكون قصيدة حب على شفة شاعر.. أو مداراً لنجم يظل على تخوم عينيها طواف الليل ساهر.. ووطن حدوده !! ذراعان ودفء حضن وقلب على متنه تسافر».
«كلنا من ورق» للشاعرة فريزة عوض العطية، 100 صفحة من القطع المتوسط تصفحناها وفي نهاية كل منها نتساءل:بالأمس كنا من ماء وطين.. هل حقاً اليوم أضحينا.. من ورق؟.
رنا بدري سلوم
الثورة
قد نبيت على أرق! وقد نكون «كلنا من ورق» يشبهنا ويشبه الشاعرة فريزة عوض العطية التي اختارته عنواناً لمجموعتها الأولى صادرة عن دار فلستينا / الشجرة 2017.
جمعتنا وتمردت علينا وإياها بلطف، نقدت بسخرية واقعنا، فنضجت الفكرة وتعتقت مخيلة حلمها،لتخلق من العدم صورة شعرية تشبهها وتميزها عن غيرها، فهي وكما شاءت أن تكون»صهيل فرح وعمرها سنابل قمح مبعثرة على بيدر
انتظار، تئن تحت منجل السنين» هي فريزة التي وهبت حياتها للحرف وأضحت ترعى نجوماً بشوقها وحنينها للقيا.. هي أنثى الحب لا أنثى الصلصال تحكي للمرآة واقع امرأة بقيت روحها خاوية وقلبها يباب « في هذي البلد كل امرأة هي أنثى صلصال ملونة والألوان قوس قزح زاهية..».
وفي منتصف عمرها غدا عتابها العفيف أجمل من معلقات وفاء على جدران الانتظار «وكأنك لا تدري أن الخريف وجع العمر وأنه فصل من فصول الرحيل فليتك جئت ولو سحابة صيف فمن يدري !؟ فقد تسعف الروح ببعض الهطول».
كأنثى تلملم بقايا العاطفة المشردة في أروقة وطن فتتوسل له «أعتذر من وطن لم نعرفه إلا شعراً وقبل اكتمال بحره أضعناه ما بين /ألا ليت.. وغير أني/».. « آه يا وطناً لم نعد نجيد الكتابة فيه إلا على أوراق النعوات وعلى شاهدة المقابر».
هي من تعترف أنه قد أضناها السهاد والوحدة، ورغم هذا لاتزال تحترق بجليد الشوق معتبرة أن القصائد مجرد كذبة «لايغرنك هذا الدفء في كف الحروف.. فإنه يتكرر في كل شتاء.. فتظن أن لك في السماء.. ملك.. لتكتشف حين صحوة كم كانت واسعة ذمة السماء».
ما زال الشعر عند العطية عفيف القلب والنيات ومازال الأدب بخير كقصيدة تتقدم منابحياء أنثى.. تضع بين يدينا وردة وتمضي.. ماضية فينا بنصوص أورقت كفصول حياة تاركة للتمني باباً مشرعاً «ألا ليت بعض الأشياء تشترى.. صوت الراحلين الذين غابوا ذات شتاء.. وطواهم الثرى وعمراً طواه العمر سدى وعناقاً مشتهى حين ميسرة».
معترفة بأن الزمن قد أرهقها: «متعبة أنا يا صديقي !! كأنفاس زهرة انتهت للتو من قراع الذبول متعبة أنا كآخر خطوة للغريب حين ألقته الطريق على أرصفة الليل والذهول».
دخلنا مع العطية لواعج عالمها وعفاف حبها لكل ما حولها حتى أبقت السؤال موجهاً لكل امرأة «ماذا تريد امرأة من المجد..؟ غير أن تكون قصيدة حب على شفة شاعر.. أو مداراً لنجم يظل على تخوم عينيها طواف الليل ساهر.. ووطن حدوده !! ذراعان ودفء حضن وقلب على متنه تسافر».
«كلنا من ورق» للشاعرة فريزة عوض العطية، 100 صفحة من القطع المتوسط تصفحناها وفي نهاية كل منها نتساءل:بالأمس كنا من ماء وطين.. هل حقاً اليوم أضحينا.. من ورق؟.
رنا بدري سلوم
الثورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق