روتين .. رتابة ... ملل ... فراغ لا متناهي ... لا جديد ... ما يحدث اليوم ... حدث بالأمس ... وسيحدث غداً ... منذ أن أستيقظ ... حتى أنام ... كل شيءٍ عادي ... متكرر ... متماثل ... لدرجة التطابق ... والملل .............
نفس الوجوه التي أراها ... الشوارع ... العربات ... القطارات ... المباني .... الأماكن , التي أعتاد ارتيادها ... لم تتغير ... الزمان الذي فقدت , لذة التعرف عليه... الناس الذين يقابلونني .. الوجوه الملونة , المصبوغة بالمساحيق... كل شيء ... كئيب ... عابث
.............
حتى الكلام الذي أتحدث به .. والذي أسمعه .. لم يتغير .. فقدَ معناه .. بهت .. تآكل .. تهرّأ .. من كثرة استخدامه .. كل شيء أصبح باهتاً ..غير ذي قيمةٍ .. تذكر .. كل شيء متكرر .. متشابه.. لدرجة الملل .. بوسعي أن أتوقع ما سيحدث معي غداً .. أنا لا أهذي .. كما آني لست بنبي .. لكن ببساطة شديدة .. غداً لن يكن أحسن حظاً من الأمس , أو اليوم ...........
لا أذكر ــ بالضبط ــ متى استيقظت .. ارتديت ثيابي .. توضأتُ .. صليتُ .. تأبطتُ حقيبتي .. خرجت ..أعترض طريقي ـ مثل كل يوم ..العربات .. المباني .. الوجوه الملونة .. الكالحة .. الكئيبة ...الــ ......
ألقيت السلام علي من عرفت .. ومن لم أعرف..حتى وصلت مكاني المعتاد .. جلست .. حتى تعامدت الشمس فوق الرؤوس .. نهضت .. عدت إلي البيت .. أخذتني سٍنة .. فنمت ....
وفي المساء خرجت ــ كالعادة ــ استأنف طقوسي الروتينية .. الرتيبة .. أستنشق هواء المدينة , الملوث , بدخان العربات .. ونفايات القمامة .. ورائحة المجاري .. الطافحة .. وحين أكتفي بما عبأته في جوفي .. أعود أدراجي .. لِأجد أمي تجلس في مدخل الدار .. تنتظرني .. تَسْنٍد رأسها بيدها , حتى لا تسقط علي الأرض ..ـ وما أن تراني .. توبخني , وهي تقسم بأغلظ الأيمان بأني " فاشل ... ولن أفلح في شيء " .!! ...........
أشيح بيدي في وجهها .. أصعد مهرولاً , إلي غرفتي ..المزدحمة , بأطنان الكتب , والملابس المبعثرة .. وكنبة .. ومكتب .. وكرسي ...
أوقد مصباحي .. أفتح نافذتي , المطلة علي الليل .. أخلع جلدي .. أقلع رأسي .. ذاكرتي .. أُخرج أحشاء جيوبي .. أضع محتوياتي أمامي .. فوق المكتب .. أتفرسها , برهة .. أمسك كتاباً .. أُقلّبه بين يديّ .. ألقيه بعيداً عني .. دون أن أتعرف عليه .. أوراقي البيضاء , المبعثرة , تغريني .. ويراودني القلم .. وحين أشعر بفراغ الذاكرة .. أكتفي بترتيب أشيائي .. المهملة .. أنفضُ عنها التراب .. أتمدد فوق فراشي .. أطفئ مصباحي .. أتأمل السماء الصافية .. أتابع رقصة النجوم , الرائعة .. أغوص في تأملاتي .. تتراءى ليّ أشياء , تخيفني , تقلقني .. تستفزني .. تتحداني أن أنام .. فأتأرق حتى الصباح .. وربما أصعد فوق البيت .. فأرى أشياء متكررة أيضا .. سئمتها جميعاً .. ومللت الحديث عنها ..."غداً لن يكون أحسن حظاً من اليوم .. أو أمس " .. فكرت كثيراً .. وبعمق مضّنٍ .. بحثت عن وسيلة.. سريعة .. فعّالة .. تستطيع أن تريحني .. تخلصني من الرتابة .. والملل .. والفراغ اللامتناهي .. وبعد عنت عقلي .. أطاح برأسي .. شبّت فكرة ملعونة .... (( فقررت ألانتـ..... ))
نفس الوجوه التي أراها ... الشوارع ... العربات ... القطارات ... المباني .... الأماكن , التي أعتاد ارتيادها ... لم تتغير ... الزمان الذي فقدت , لذة التعرف عليه... الناس الذين يقابلونني .. الوجوه الملونة , المصبوغة بالمساحيق... كل شيء ... كئيب ... عابث
.............
حتى الكلام الذي أتحدث به .. والذي أسمعه .. لم يتغير .. فقدَ معناه .. بهت .. تآكل .. تهرّأ .. من كثرة استخدامه .. كل شيء أصبح باهتاً ..غير ذي قيمةٍ .. تذكر .. كل شيء متكرر .. متشابه.. لدرجة الملل .. بوسعي أن أتوقع ما سيحدث معي غداً .. أنا لا أهذي .. كما آني لست بنبي .. لكن ببساطة شديدة .. غداً لن يكن أحسن حظاً من الأمس , أو اليوم ...........
لا أذكر ــ بالضبط ــ متى استيقظت .. ارتديت ثيابي .. توضأتُ .. صليتُ .. تأبطتُ حقيبتي .. خرجت ..أعترض طريقي ـ مثل كل يوم ..العربات .. المباني .. الوجوه الملونة .. الكالحة .. الكئيبة ...الــ ......
ألقيت السلام علي من عرفت .. ومن لم أعرف..حتى وصلت مكاني المعتاد .. جلست .. حتى تعامدت الشمس فوق الرؤوس .. نهضت .. عدت إلي البيت .. أخذتني سٍنة .. فنمت ....
وفي المساء خرجت ــ كالعادة ــ استأنف طقوسي الروتينية .. الرتيبة .. أستنشق هواء المدينة , الملوث , بدخان العربات .. ونفايات القمامة .. ورائحة المجاري .. الطافحة .. وحين أكتفي بما عبأته في جوفي .. أعود أدراجي .. لِأجد أمي تجلس في مدخل الدار .. تنتظرني .. تَسْنٍد رأسها بيدها , حتى لا تسقط علي الأرض ..ـ وما أن تراني .. توبخني , وهي تقسم بأغلظ الأيمان بأني " فاشل ... ولن أفلح في شيء " .!! ...........
أشيح بيدي في وجهها .. أصعد مهرولاً , إلي غرفتي ..المزدحمة , بأطنان الكتب , والملابس المبعثرة .. وكنبة .. ومكتب .. وكرسي ...
أوقد مصباحي .. أفتح نافذتي , المطلة علي الليل .. أخلع جلدي .. أقلع رأسي .. ذاكرتي .. أُخرج أحشاء جيوبي .. أضع محتوياتي أمامي .. فوق المكتب .. أتفرسها , برهة .. أمسك كتاباً .. أُقلّبه بين يديّ .. ألقيه بعيداً عني .. دون أن أتعرف عليه .. أوراقي البيضاء , المبعثرة , تغريني .. ويراودني القلم .. وحين أشعر بفراغ الذاكرة .. أكتفي بترتيب أشيائي .. المهملة .. أنفضُ عنها التراب .. أتمدد فوق فراشي .. أطفئ مصباحي .. أتأمل السماء الصافية .. أتابع رقصة النجوم , الرائعة .. أغوص في تأملاتي .. تتراءى ليّ أشياء , تخيفني , تقلقني .. تستفزني .. تتحداني أن أنام .. فأتأرق حتى الصباح .. وربما أصعد فوق البيت .. فأرى أشياء متكررة أيضا .. سئمتها جميعاً .. ومللت الحديث عنها ..."غداً لن يكون أحسن حظاً من اليوم .. أو أمس " .. فكرت كثيراً .. وبعمق مضّنٍ .. بحثت عن وسيلة.. سريعة .. فعّالة .. تستطيع أن تريحني .. تخلصني من الرتابة .. والملل .. والفراغ اللامتناهي .. وبعد عنت عقلي .. أطاح برأسي .. شبّت فكرة ملعونة .... (( فقررت ألانتـ..... ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق