اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

محاضرة للدكتور نزار بريك هنيدي حول ثقافة الشاعر أبي الطيّب المتنبيّ في مركز ثقافي جرمانا

الدكتور نزار بريك هنيدي
كتب طاهر مهدي الهاشمي :ــ
لقد حضّر الدكتور الطبيب الأديب الشاعر الناقد نزار بريك هنيدي محاضرته حول ثقافة الشاعر أبي الطيّب المتنبيّ الذي تجلّت فيه فروسيته الثقافية والشعرية , فكان مجلّياً لا يشق له غبار في سبق معرفيّ إبداعيّ حاضر أبداً في الذاكرة الجمعية لأدباء ومثقفين ومهتمين ودارسين في كل زمان ومكان .
و في تمام الساعة الثامنة والنصف اعتلى منبر المركز الثقافي العربي في جرمانا, الدكتور نزار بريك هنيدي , ليؤديّ بكثير من الشغف والاهتمام محاضرته القيّمة عن ثقافة المتنبيّ ,
حيث قدّم للمحاضر والمحاضرة الأستاذ منهال الغضبان رئيس المركز الثقافي العربي في جرمانا , بحضور جمهور كبير من الأدباء والمثقفين والمهتمين وكان من بين الحضور الأستاذ إياد مرشد مدير المراكز الثقافية في القطر العربي السوري والشاعر بيان الصفدي .
وقد بدأ المحاضر بتقديم مهمّ وهو : أنه يمكن للباحث أن يتخذ من المتنبي شاهداً ممتازاً على صحّة النظرية التي تقول إن أي شاعر لا يمكن أن يبدع أعمالاً تجدر بالبقاء والخلود , وتصلح لتمثيل الجوهر الإنساني الأصيل , إلّا إذا كان حريصاً على امتلاك ثقافة ممتازة تمكنه من استيعاب منجزات الفكر البشري والإفادة من العلوم والمعارف والخبرات والتجارب التي راكمها الإنسان عبر تاريخه الطويل , ليكون وريثها الشرعي القادر على توظيفها في خدمة رؤاه وتطلعاته إلى اكتشاف الأبعاد المجهولة في النفس البشرية واستشراف الآفاق الجديدة للعالم والوجود .
طاهر مهدي الهاشميومن خلال تتبع أخبار المتنبي في الكتب التراثية التي سردت سيرته , استطاع المحاضر أن يظهر صورة جلية لمدى حرص المتنبي على تثقيف نفسه , بالنهل من معين العلوم المختلفة , وقدرته على تمثّلها وتطويعها لخدمة منجزه الشعريّ . فقد روى البغدادي في
كتابه ( خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب ) أن المتنبي في طفولته في الكوفة ( اختلف إلى كتّاب فيه أولاد أشراف الكوفة , فكان يتعلّم دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً , فنشأ في خير حاضرة , وقال الشعر صبيّاً . ) .
كما أورد الأنباري في كتابه ( نزهة الألباء في طبقات الأدباء ) قول أبي الحسن محمد بن يحيى العلوي : ( كان المتنبي وهو صبي نشأ محباً للعلم والأدب والقراءة , ولزم أهل الأدب , وأكثر ملازمة الوراقين, فأخبرني ورّاق كان يجلس إليه , قال : ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عبدان السقّا . ) .
وذكر المحاضر كثيراً من المصادر التي أشادت باجتهاد المتنبي وحرصه على التعلّم و المتابعة للأدب والشعر والعلوم بكافة أشكالها , والجدير بالذكر أن المتنبي عندما غادر إلى بغداد اتصل بأحد المتصوّفة الذين كان لهم شأن في قضية الحلاج وهو هارون بن علي الأوراجي , فلقّنه مبادئ المتصوّفة , وقد مدحه المتنبيّ بهمزية تحتلّ مكانة خاصّة في شعره ( لأنها تبيّن علم المتنبيّ في الخامسة والعشرين من عمره , بمذاهب المتصوّفة في الكلام ومنهجهم في الرمز والإيماء . ) .
وعرّج المحاضر على تأثّر شاعرنا المتنبي بالفكر الفلسفي فمما لاشكّ فيه أنّه قرأ الفلسفة اليونانية بشكل متعمّق حتى قال :
_ من مبلغ الأعراب أنّي بعدها جالست رسطاليس والإسكندرا
وسمعت بطليموس دارس كتبه متملّكاً متبدّياً متحضّرا
ومن الواضح أيضاً أنّه قرأ التاريخ والميثولوجيا قراءة متمعّنة مكّنته من استحضار الشخصيات الاريخية والأسطورية , وتوظيفها في شعره كقوله :
_ لو كان ذو القرنين أعمل رأيه لمّا أتى الظلمات صرن شموسا
أو كان صادف رأس عازر سيفه في يوم معركة لأعيا عيسى
أو كان لجّ البحر مثل يمينه ما انشقّ حتى جاز فيه موسى
أو كان للنيران ضوء جبينه عبدت فصار العالمون مجوسا
كما يشير إلى الدهريين والقائلين بالتعطيل والقدم في قوله :
_ألا فتى يورد الهنديّ هامته كيما تزول شكوك الناس والتّهمُ
فإنّه حجّة يؤذي القلوب بها من دينه الدهر والتعطيل والقدمُ
ويشير أيضاً إلى قول المعتزلة في التوحيد والعدل , عندما قال في مدح (دلير) :
_فتمليك دلير وتعظيم قدره شهيد بوحدانية الله والعدل
وقد أسهب المحاضر في تناول الجانب الصوفي و إيراد أمثلة وشواهد على توسع وتعمّق المتنبي في الصوفية , مؤكّداً ما قاله الدكتور شوقي ضيف الناقد المعاصر : ( لعلّ القارئ يعجب إذا قررنا أن المتنبي هو خير شاعر يصوّر لنا أساليب المتصوّفة في القرن الرابع , وأنه يبلغ من ذلك ما لا يبلغه الحلاّج والشبلي والجنيد وغيرهم من متصوفيّ هذا القرن ) .
ويضيف :( وبذلك جمع في أساليبه كل ما يمكن من خصائص التعبير الصوفي وهيئاته , وبلغ من تمثيله ما لم يبلغه أصحابه الأصليون ) .
ويقول المحاضر : وهنا يمكن لنا أن نضيف ما كشف عنه المستشرق لويس ماسينيون في رسالته عن (المتنبي بإزاء القرن الإسماعيلي في تاريخ الإسلام ) , حين قال : ( إن المعجم الشعريّ للمتنبي يحتوي على الرغم من تراكيبه التقليدية الجميلة , على بعض العبارات الشائعة عند الإسماعيليين : اثنتان منهما من إخوان الصفا ( وهما : قدّس الله روحه , والفلك الدوار ) ولفظة( الثقلان ) ( القرآن والعترة وليس الأنس والجن ) .
ويتناول المحاضر لغة الشاعر الذي كما يقول كن حريصاً على امتلاك أسرارها ومعرفة دقائقها , ويروي صاحب (الصبح المنبي) مناظرة في مسألة لغوية أثبتت تفوّق المتنبي على ابن خالويه وأبي الطيّب اللغوي . كما قال عنه : ( وكان من المكثرين من نقل اللغة والمطلعين على غريبه , ولا يسأل عن شيء إلا واستشهد بكلم لعرب من النظم والنثر , حتى قيل إن الشيخ علي ا لفارسي قل له يوما : كم من الجموع على وزن فعلى؟ فقال له في الحال : حجلى وظربى . قال الشيخ أبو علي الفارسي : فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهما ثالثاً فلم أجد ).
وإضافة إلى ما سبق (فقد كانت آثار الشعراء الجاهليين و الأمويين أساس مطالعات أبي الطيب , كما درس بعناية شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد , وخاصة ابن المعتز الذي أضحى بأسلوبه المنمّق وصوره المتكلّفة وتشبيهاته مثالاً يحتذيه أبو الطيب في أغلب الأحيان , كما اتجهت ميول أبي الطيب إلى أبي تمام وتلميذه البحتري يقرأ ويعيد طوال حياته قراءة شعرهما متمثلاً به ) .
لقد كانت المحاضرة بحق مهمة ومفيدة قيمتها المعرفية التي أراقت الضوء على ثقافة شاعر كبير كالمتنبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس , وقد أجاب المحاضر الدكتور نزار بريك هنيدي على أسئلة ومناقشات الحضور التي أعقبت المحاضرة من قبل المداخلين , موضّحاً أن المتنبي وهو الرجل المعتدّ بنفسه والواثق بقدراته المعرفية والثقافية والشعرية كان يلقي شعره جالساً حتى أمام الخلفاء والأمراء ورجال السياسة والأدب مندفعاً بشعوره الذاتي بأنه أحقّ من غيره في اعتلاء صهوة النبوغ والتفوّق .
وكان من المشاركين في الحوار والمناقشات الدكتور راتب سكر والدكتور غسان غنيم والشاعر بيان الصفدي والأديب إياد مرشد مدير المراكز الثقافية في سورية والدكتور عاطف بطرس والشاعر سليمان السلمان والأستاذ عماد السعدي وآخرون , أضافت مداخلاتهم جوانب أخرى غير الجوانب الثقافية التي حاضر فيها الدكتور نزار بريك هنيدي .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...