طرق باب المسؤول، استقبلته السكريتيرة ببرود...
كان لابد من الانتظار... جلس مطولا ينتظر دوره... قلّب الجريدة...نظر في ساعته... وأخيرا أتى دوره...قدم ملفه...هم بتوضيح فكرته فقاطعه المسؤول...
-وصل مطلبك....
اختنق، نفذ صبره...لم يترك مؤسسة إلا وطرق بابها وقوبل بالصد...
خاوي الجيوب مكتنز الأمنيات... وقف في الشارع المؤدي للبحر...تنفس بعمق...سبح بخياله بعيدا...
هاهو يرمم منزلهم المتداعي للسقوط...يمسح عن جبين والده تقطبات الحيرة من تأمين مؤونة أطفاله...
يؤمن مصاريف الحج لوالديه...ويتوج قصة حبه بحفل زفاف رومانسي و راقي...
-يا بني، مالك في منتصف الطريق؟
هذه الجملة التي جعلته يستفيق من شروده...تأسف من صاحب السيارة وواصل سيره نحو البحر...
جلس على صخرة...وضع رأسه بين يديه...وبدأت الأفكار تتصارع في مخيلته...
ليس لي أي حل سواك أيها البحر...لا تخذلني...
بعد عدة أيام أمّن المبلغ المطلوب من والدته وإخوته وبعض الأصدقاء...
لم تكن راضية عن هذا الحل والدته...لكنها تنازلت أمام إصرارهراره....
منتصف الليل موعد الهجرة...قبلها بسويعات رسم قبلات على جبين إخوته...انحنى يقبل قدمي والدته المنهارة....
-مالذي يجري؟ أمواج عاتية...المركب صغير للغاية...هاهو يتراقص يمنة ويسرة...ازداد هلع المهاجرين...انحدرت دمعة يأس على خد أحمد وهو يصارع اليأس...اصطدم المركب بصخرة...تهشم...تعالت نداءات الاستغاثة...لكن لا مجيب....تمكن أحمد من السباحة قليلا...أحس بأحدهم يجذبه نحو الأسفل...إنه صديقه المقرب سعيد...يحاول النجاة...ابتعد أحمد بصعوبة عن صديقه بقلب منفطر..."سحب دكناء...بحر عميق...وحدك يا الله القادر على انقاذنا...."
غرق أغلب المهاجرين...
هاهو أحمد منزو في غرفته... يبكي بحرقة فقدان أعز الأصدقاء...عائدا صفر اليدين محطم المعنويات....
ناهد الغزالي
تونس
كان لابد من الانتظار... جلس مطولا ينتظر دوره... قلّب الجريدة...نظر في ساعته... وأخيرا أتى دوره...قدم ملفه...هم بتوضيح فكرته فقاطعه المسؤول...
-وصل مطلبك....
اختنق، نفذ صبره...لم يترك مؤسسة إلا وطرق بابها وقوبل بالصد...
خاوي الجيوب مكتنز الأمنيات... وقف في الشارع المؤدي للبحر...تنفس بعمق...سبح بخياله بعيدا...
هاهو يرمم منزلهم المتداعي للسقوط...يمسح عن جبين والده تقطبات الحيرة من تأمين مؤونة أطفاله...
يؤمن مصاريف الحج لوالديه...ويتوج قصة حبه بحفل زفاف رومانسي و راقي...
-يا بني، مالك في منتصف الطريق؟
هذه الجملة التي جعلته يستفيق من شروده...تأسف من صاحب السيارة وواصل سيره نحو البحر...
جلس على صخرة...وضع رأسه بين يديه...وبدأت الأفكار تتصارع في مخيلته...
ليس لي أي حل سواك أيها البحر...لا تخذلني...
بعد عدة أيام أمّن المبلغ المطلوب من والدته وإخوته وبعض الأصدقاء...
لم تكن راضية عن هذا الحل والدته...لكنها تنازلت أمام إصرارهراره....
منتصف الليل موعد الهجرة...قبلها بسويعات رسم قبلات على جبين إخوته...انحنى يقبل قدمي والدته المنهارة....
-مالذي يجري؟ أمواج عاتية...المركب صغير للغاية...هاهو يتراقص يمنة ويسرة...ازداد هلع المهاجرين...انحدرت دمعة يأس على خد أحمد وهو يصارع اليأس...اصطدم المركب بصخرة...تهشم...تعالت نداءات الاستغاثة...لكن لا مجيب....تمكن أحمد من السباحة قليلا...أحس بأحدهم يجذبه نحو الأسفل...إنه صديقه المقرب سعيد...يحاول النجاة...ابتعد أحمد بصعوبة عن صديقه بقلب منفطر..."سحب دكناء...بحر عميق...وحدك يا الله القادر على انقاذنا...."
غرق أغلب المهاجرين...
هاهو أحمد منزو في غرفته... يبكي بحرقة فقدان أعز الأصدقاء...عائدا صفر اليدين محطم المعنويات....
ناهد الغزالي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق